عبّر عدد من المثقفين والخبراء عن أسفهم الشديد لما تعرضت له مدينة غزة، والشعب الفلسطينى على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى، مشيرين إلى حجم الدمار الذى وقع على التراث الفلسطينى، المتمثل فى تدمير العديد من المواقع الأثرية والتراثية فى غزة مؤخراً، مطالبين المنظمات المعنية مثل اليونيسكو بالتحرك العاجل لإنقاذ تاريخ فلسطين.

وقال د. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق والعالم الأثرى الشهير لـ«الوطن»: تدمير التراث أبشع من تدمير الإنسان، لأنه يهدف إلى محو تاريخ الشعب الفلسطينى تماماً من خلال تدمير إرثه وثقافته، وهو تدمير تتعمده إسرائيل، واليونيسكو لا بد أن تتدخل من أجل إنقاذ هذه الآثار، وكذلك لا بد من تدخل جامعة الدول العربية لمعالجة آثار الانتهاكات التى وقعت على التراث الفكرى الفلسطينى، على مرأى ومسمع من جميع أنحاء العالم، ومن المهم أن يطلع العالم أيضاً على الانتهاكات التى وقعت على الآثار الفلسطينية، وأن يتبنى العالم قضية إصلاح التراث الفكرى، مطالباً المجتمع الدولى بالتدخل من أجل إنقاذ الهوية الفلسطينية فى غزة.

اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا: النصب التذكارى لياسر عرفات تعرض للتدمير

وقال أحمد المسلمانى، أمين عام اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا: «الحرب الإسرائيلية على غزة استهدفت الجميع؛ البشر والحجر والشجر، فتم تدمير منشآت كبرى وهى جزء من التراث الإنسانى العالمى، حتى إن النصب التذكارى الخاص بالرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، الذى هو رمز التسوية السياسية السلمية مع إسرائيل تم تدميره خلال اجتياح مدينة طولوكرم.

وتابع: يجب أن تُحاسب إسرائيل على ما تم تدميره، وأن تحاسب أيضاً على ما تم تزييفه ونسبته زوراً إلى إسرائيل، فنحتاج للرصد الدقيق للمواقع التراثية والتاريخية الفلسطينية التى قامت إسرائيل بتزييفها ونسبتها إلى نفسها، ورصد المواقع التاريخية والتراثية التى دمرت جزئياً أو كلياً، ثم تقوم نقابات المحامين واتحاد المحامين العرب والمؤسسات الثقافية والحقوقية ووزارات الثقافة فى العالم الإسلامى، جميعها بملاحقة إسرائيل قانونياً فيما يتعلق بانتهاك التراث الإنسانى العالمى الموجود فى فلسطين.

وقال ضياء الخزعلى، الفنان التشكيلى العراقى، إن إسرائيل تختار أهدافها بعناية شديدة، فبالإضافة إلى كون الشعب الفلسطينى هو أحد الأهداف الرئيسية للقصف، إلا أن التراث العربى والفلسطينى الموجود فى غزة هو المقصد الرئيسى، حيث تعرض متحف خان يونس إلى أضرار كبيرة ويضم آثار حقبة الدولة البيزنطية والأموية والعباسية والعصر الحديث، مضيفاً: «غزة تضم 12 متحفاً تحتوى هذه المتاحف مجتمعة على اثنى عشر ألف قطعة أثرية، ومما أباح لإسرائيل قصف هذه المتاحف هو عدم الانضمام للمجلس الدولى للمتاحف أو وجودها على الساحة الدولية وهو ما يجعل دعمها شيئاً صعباً، فالشعوب تمرض ولكن تعود للحياة بحضارتها وتاريخها وهذا ما لا يريده الاسرائيليون لغزة».

محمود الفطافطة: المحتل يسعى للتغييب والطمس الثقافى للقضية الفلسطينية

فيما قال د. محمود الفطافطة، الكاتب الفلسطينى، إن العدوان على الكنائس والمساجد والمكتبات وما شابه ذلك، له تأثير يتعلق بأربعة أنواع من التدمير؛ الأول ما يعرف بالتدمير المادى وهو التخلص وإنهاء وإعدام واغتيال الأرشيف، مثل أرشيف المكتبات وأرشيف بلدية غزة الذى دمر بالفعل، والمكتبات الموجودة فى المساجد والكنائس، والمكتبات العامة والمكتبات بشكل عام، يعنى إلغاء لمثل هذا التراث.

وأضاف: النوع الثانى تدمير رمزى، فمثلاً نقول إن عمر الأرشيف الفلسطينى مائة عام أو أكثر، فهو رمز، ثم يأتى بعد ذلك التدمير الوظيفى والتدمير لكل ما يرمز للبعد الثقافى والبعد الدينى والبعد الحضارى فهذا له تأثير كبير جداً فى مسألة التوظيف، فلو بقيت هذه الأشياء لأصبح لها توظيف مستمر للتنمية الثقافية وما شابه ذلك.

وأكمل «الفطافطة»: ثم يأتى بعد ذلك البُعد التنموى المستقبلى لأننا نعلم أيضاً أن الصراع أيضاً صراع تاريخ وروايات وهُوية بيننا وبين هذا المحتل، وبالتالى يؤثر التدمير بشكل أو بآخر، لكنا مهما قام الاحتلال من تغييب وطمس ثقافى لا يستطيع أن يلغى حقيقة القضية الفلسطينية بما لها من حق لشعبها وتثبيت للحقيقة الفلسطينية أمام الخرافة الإسرائيلية والصهيونية.

مدير المخطوطات: إسرائيل تريد القضاء على كل ما هو فلسطينى

بدوره، قال عبداللطيف أبوهاشم، ‏مدير دائرة المخطوطات والمكتبات والآثار‏ بوزارة الأوقاف الفلسطينية،‏ إن إسرائيل تريد القضاء على كل ما هو فلسطينى، فهناك حالة من العبث بالهوية نعايشها فى الأراضى الفلسطينية منذ 48، من قبل سلطات الاحتلال، وتتم بطرق شتى، ولم نستطع حتى الآن أن نحصى مجمل خسائرنا حتى مع الهدنة، فالأوضاع غير طبيعية وبالغة السوء، بعد فقدان كل هذا العدد من أبناء الشعب الفلسطينى وما لحق بالمنشآت من خراب.

وقال د. عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثرى، إن سلطة الاحتلال حاولت بشتى الطرق طمس الهوية الفلسطينية بتسجيلها مواقع أثرية فلسطينية تراثاً عالمياً إسرائيلياً باليونيسكو، حتى الزى الفلسطينى والأكلات الشهيرة نسبها الاحتلال لنفسه باعتراف دولى، حيث يضم القطاع العديد من الآثار الكنعانية والرومانية والمسيحية والإسلامية يعبث بها المحتل كجزء من طمس الهوية، مؤكداً أن هذه الجرائم تعد مخالفة صريحة من سلطة الاحتلال فى أراضى فلسطين لاتفاقية لاهاى 1954 لحماية الممتلكات الثقافية فى حالة نزاع مسلح، ومن اتفاقية لاهاى، والتى تتضمن فى بنودها ضرورة وقاية ممتلكاتها الثقافية والمحافظة عليها خلال النزاع المسلح.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى التراث الفلسطينى 7 أكتوبر اليونيسكو

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تطالب "إسرائيل" بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية في غضون هذه المدة

دولي - صفا

وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أول قرار تقدمه فلسطين، والذي يطالب دولة الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهراً. وجاء التصويت بأغلبية 124 صوتاً مقابل 14، مما يعكس دعماً كبيراً لمطالب فلسطين.

وخلال جلسة طارئة عُقدت أمس الثلاثاء لمناقشة التبعات القانونية لأنشطة "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة٬ قدمت فلسطين أول مشروع قرار لها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الحصول على حقوق إضافية في أيار/ مايو الماضي.

من المتوقع أن يعزز قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن طلب فلسطين انسحاب "إسرائيل" من الأراضي المحتلة خلال 12 شهراً، من عزلة الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية قبل انعقاد الدورة السنوية للجمعية في نيويورك.

فمن المتوقع أن يلقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كلمته أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً في 26 أيلول/ سبتمبر الجاري، وهو اليوم ذاته الذي سيتحدث فيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو".

ويهدف مشروع القرار إلى دعم الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في تموز/ يوليو الماضي، والذي اعتبر احتلال "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية غير قانوني، وأوصى بانسحابها الفوري. بينما حدد الرأي الاستشاري وجوب الانسحاب "في أسرع وقت ممكن"، فإن مشروع القرار يحدد مهلة زمنية قدرها 12 شهراً للتنفيذ.

ويعد هذا المشروع هو الأول الذي تقدمه السلطة الفلسطينية رسمياً منذ حصولها على حقوق وامتيازات إضافية هذا الشهر، بما في ذلك مقعد بين أعضاء الأمم المتحدة في الجمعية العامة وحق اقتراح مشاريع قرارات.

ويطالب مشروع القرار الدول الأعضاء بالوفاء بالتزاماتها القانونية، ودعم حق فلسطين في تقرير المصير، وعدم قبول الوضع غير القانوني الذي أنشأته "إسرائيل"، وفرض العقوبات اللازمة عليها.

وقد حثت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الدول الأعضاء على التصويت ضد مشروع القرار، معتبرة أن الإجراءات الأحادية الجانب تقوّض احتمالات حل الدولتين. وتعارض واشنطن حليفة الاحتلال  هذه الإجراءات التي تصفها بأنها تقف عائقًا أمام تحقيق السلام

على الرغم من أن الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية ليس ملزماً قانونياً، إلا أنه يحمل تأثيراً كبيراً في القانون الدولي وقد يؤثر سلباً على دعم "إسرائيل". وكذلك، فإن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم عدم إلزاميته، يحمل ثقلًا سياسيًا مهمًا، ولا يتوفر خيار الفيتو في الجمعية العامة.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة، قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، "لكل دولة صوت، والعالم يراقبنا. أرجو أن تقفوا مع الجانب الصحيح من التاريخ؛ مع القانون الدولي، ومع الحرية والسلام".

تتمتع فلسطين بوضع "دولة غير عضو" بصفة المراقب في الأمم المتحدة، والذي حصلت عليه بقرار الجمعية العامة في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.

 

المصدر: عربي12

مقالات مشابهة

  • الصين تدعو "إسرائيل" لإنهاء احتلالها على الأراضي الفلسطينية
  • الأمم المتحدة تطالب "إسرائيل" بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية في غضون هذه المدة
  • 37 مقرراً أممياً يطالبون دول العالم بالاعتراف بدولة فلسطين
  • الصين تدعو إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية 
  • 37 مقرراً أممياً لحقوق الإنسان يطالبون العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • الصين تدعو إسرائيل لإنهاء احتلالها على الأراضي الفلسطينية
  • ملك الأردن يستقبل وفد اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة
  • وزيرة الصحة الفلسطينية السابقة: مصر حريصة على إدخال المساعدات لغزة.. والعائق الحقيقي إسرائيل
  • اليونسكو تحذر من تدمير التراث الثقافي في السودان