مثقفون يطالبون «اليونيسكو» بالتحرك لإنقاذ تاريخ فلسطين
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
عبّر عدد من المثقفين والخبراء عن أسفهم الشديد لما تعرضت له مدينة غزة، والشعب الفلسطينى على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى، مشيرين إلى حجم الدمار الذى وقع على التراث الفلسطينى، المتمثل فى تدمير العديد من المواقع الأثرية والتراثية فى غزة مؤخراً، مطالبين المنظمات المعنية مثل اليونيسكو بالتحرك العاجل لإنقاذ تاريخ فلسطين.
وقال د. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق والعالم الأثرى الشهير لـ«الوطن»: تدمير التراث أبشع من تدمير الإنسان، لأنه يهدف إلى محو تاريخ الشعب الفلسطينى تماماً من خلال تدمير إرثه وثقافته، وهو تدمير تتعمده إسرائيل، واليونيسكو لا بد أن تتدخل من أجل إنقاذ هذه الآثار، وكذلك لا بد من تدخل جامعة الدول العربية لمعالجة آثار الانتهاكات التى وقعت على التراث الفكرى الفلسطينى، على مرأى ومسمع من جميع أنحاء العالم، ومن المهم أن يطلع العالم أيضاً على الانتهاكات التى وقعت على الآثار الفلسطينية، وأن يتبنى العالم قضية إصلاح التراث الفكرى، مطالباً المجتمع الدولى بالتدخل من أجل إنقاذ الهوية الفلسطينية فى غزة.
اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا: النصب التذكارى لياسر عرفات تعرض للتدميروقال أحمد المسلمانى، أمين عام اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا: «الحرب الإسرائيلية على غزة استهدفت الجميع؛ البشر والحجر والشجر، فتم تدمير منشآت كبرى وهى جزء من التراث الإنسانى العالمى، حتى إن النصب التذكارى الخاص بالرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، الذى هو رمز التسوية السياسية السلمية مع إسرائيل تم تدميره خلال اجتياح مدينة طولوكرم.
وتابع: يجب أن تُحاسب إسرائيل على ما تم تدميره، وأن تحاسب أيضاً على ما تم تزييفه ونسبته زوراً إلى إسرائيل، فنحتاج للرصد الدقيق للمواقع التراثية والتاريخية الفلسطينية التى قامت إسرائيل بتزييفها ونسبتها إلى نفسها، ورصد المواقع التاريخية والتراثية التى دمرت جزئياً أو كلياً، ثم تقوم نقابات المحامين واتحاد المحامين العرب والمؤسسات الثقافية والحقوقية ووزارات الثقافة فى العالم الإسلامى، جميعها بملاحقة إسرائيل قانونياً فيما يتعلق بانتهاك التراث الإنسانى العالمى الموجود فى فلسطين.
وقال ضياء الخزعلى، الفنان التشكيلى العراقى، إن إسرائيل تختار أهدافها بعناية شديدة، فبالإضافة إلى كون الشعب الفلسطينى هو أحد الأهداف الرئيسية للقصف، إلا أن التراث العربى والفلسطينى الموجود فى غزة هو المقصد الرئيسى، حيث تعرض متحف خان يونس إلى أضرار كبيرة ويضم آثار حقبة الدولة البيزنطية والأموية والعباسية والعصر الحديث، مضيفاً: «غزة تضم 12 متحفاً تحتوى هذه المتاحف مجتمعة على اثنى عشر ألف قطعة أثرية، ومما أباح لإسرائيل قصف هذه المتاحف هو عدم الانضمام للمجلس الدولى للمتاحف أو وجودها على الساحة الدولية وهو ما يجعل دعمها شيئاً صعباً، فالشعوب تمرض ولكن تعود للحياة بحضارتها وتاريخها وهذا ما لا يريده الاسرائيليون لغزة».
محمود الفطافطة: المحتل يسعى للتغييب والطمس الثقافى للقضية الفلسطينيةفيما قال د. محمود الفطافطة، الكاتب الفلسطينى، إن العدوان على الكنائس والمساجد والمكتبات وما شابه ذلك، له تأثير يتعلق بأربعة أنواع من التدمير؛ الأول ما يعرف بالتدمير المادى وهو التخلص وإنهاء وإعدام واغتيال الأرشيف، مثل أرشيف المكتبات وأرشيف بلدية غزة الذى دمر بالفعل، والمكتبات الموجودة فى المساجد والكنائس، والمكتبات العامة والمكتبات بشكل عام، يعنى إلغاء لمثل هذا التراث.
وأضاف: النوع الثانى تدمير رمزى، فمثلاً نقول إن عمر الأرشيف الفلسطينى مائة عام أو أكثر، فهو رمز، ثم يأتى بعد ذلك التدمير الوظيفى والتدمير لكل ما يرمز للبعد الثقافى والبعد الدينى والبعد الحضارى فهذا له تأثير كبير جداً فى مسألة التوظيف، فلو بقيت هذه الأشياء لأصبح لها توظيف مستمر للتنمية الثقافية وما شابه ذلك.
وأكمل «الفطافطة»: ثم يأتى بعد ذلك البُعد التنموى المستقبلى لأننا نعلم أيضاً أن الصراع أيضاً صراع تاريخ وروايات وهُوية بيننا وبين هذا المحتل، وبالتالى يؤثر التدمير بشكل أو بآخر، لكنا مهما قام الاحتلال من تغييب وطمس ثقافى لا يستطيع أن يلغى حقيقة القضية الفلسطينية بما لها من حق لشعبها وتثبيت للحقيقة الفلسطينية أمام الخرافة الإسرائيلية والصهيونية.
مدير المخطوطات: إسرائيل تريد القضاء على كل ما هو فلسطينىبدوره، قال عبداللطيف أبوهاشم، مدير دائرة المخطوطات والمكتبات والآثار بوزارة الأوقاف الفلسطينية، إن إسرائيل تريد القضاء على كل ما هو فلسطينى، فهناك حالة من العبث بالهوية نعايشها فى الأراضى الفلسطينية منذ 48، من قبل سلطات الاحتلال، وتتم بطرق شتى، ولم نستطع حتى الآن أن نحصى مجمل خسائرنا حتى مع الهدنة، فالأوضاع غير طبيعية وبالغة السوء، بعد فقدان كل هذا العدد من أبناء الشعب الفلسطينى وما لحق بالمنشآت من خراب.
وقال د. عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثرى، إن سلطة الاحتلال حاولت بشتى الطرق طمس الهوية الفلسطينية بتسجيلها مواقع أثرية فلسطينية تراثاً عالمياً إسرائيلياً باليونيسكو، حتى الزى الفلسطينى والأكلات الشهيرة نسبها الاحتلال لنفسه باعتراف دولى، حيث يضم القطاع العديد من الآثار الكنعانية والرومانية والمسيحية والإسلامية يعبث بها المحتل كجزء من طمس الهوية، مؤكداً أن هذه الجرائم تعد مخالفة صريحة من سلطة الاحتلال فى أراضى فلسطين لاتفاقية لاهاى 1954 لحماية الممتلكات الثقافية فى حالة نزاع مسلح، ومن اتفاقية لاهاى، والتى تتضمن فى بنودها ضرورة وقاية ممتلكاتها الثقافية والمحافظة عليها خلال النزاع المسلح.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى التراث الفلسطينى 7 أكتوبر اليونيسكو
إقرأ أيضاً:
فلسطين.. شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي استهدف عيادة لطب الأسنان شرق غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الجمعة، باستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لعيادة طب أسنان تقع في منطقة رمزون الشعف شرقي مدينة غزة.
قوات الاحتلال تقتحم منزل جنوب الخليلاقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الأسير عاهد أبو صبيح في حارة أبو سنينة جنوب محافظة الخليل، وذلك عقب اقتحام الخليل بعدد كبير من الآليات العسكرية التي جابت شوارع المحافظة.
ونفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لمباني سكنية شمالي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة. كما شن قصفًا عنيفًا بالمدفعية على بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
المدير العام لوزارة الصحة في غزة: 50 % من شهداء اليوم من النساء والأطفال و18 مستشفى خرج عن الخدمة كليا في القطاعقال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الخميس، إن الوضع الصحي في القطاع وصل إلى مرحلة كارثية، مشيرًا إلى أن 50% من شهداء اليوم هم من النساء والأطفال، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي العنيف على مختلف مناطق القطاع.
وأوضح أن 18 مستشفى خرجت عن الخدمة بشكل كامل نتيجة الاستهداف المباشر أو نفاد الوقود والإمدادات الطبية، ما يهدد حياة آلاف المرضى.
وأضاف أن هناك أكثر من 350 ألف شخص مصابون بأمراض مزمنة محرومون من الرعاية الصحية الأساسية، مشددًا على أن هؤلاء المرضى معرضون للموت في حال حدوث أي مضاعفات صحية دون توفر العلاج اللازم.
وأكد أن عدد المرضى الذين استشهدوا بسبب غياب الرعاية الصحية والمضاعفات الصحية الناجمة عن توقف الخدمات، يفوق بكثير الأرقام المعلنة، نظرًا لصعوبة توثيق الحالات في ظل الانهيار المتسارع للنظام الصحي في القطاع المحاصر.