البوابة نيوز:
2025-04-15@22:32:57 GMT

النصر والهزيمة فى حسابات الشعب الفلسطينى

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

يقول مجرم الحرب رئيس وزراء الكيان الصهيونى بنيامين نتنياهو: الفارق الوحيد بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس أن الأخيرة تريد تدمير إسرائيل فورًا والآن، فيما تسعى السلطة لذات الهدف ولكن تدريجيًا وعبر مراحل.

نتنياهو الذى قتل بقذائف طائراته ودباباته حتى تاريخ كتابة هذه السطور نحو ١٨٢٠٥ مدنى فلسطينى، قدم بهذا التصريح الأخير إجابة شافية للمتسائلين عن مدى مشروعية حق المقاومة الفلسطينية فى الكفاح المسلح من أجل تحرير الأراضى المحتلة بأحاديثهم المتصاعدة حول معايير النصر والهزيمة بدلا من الإنشغال بإدانة جرائم العدو الصهيونى ضد كل المدن الفلسطينية سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية على حد سواء.

فى الآونة الأخيرة كثّف كتاب ومحللون أمريكيون وصهاينة وحتى عرب طرح تساؤلات مفتوحة حول إمكانية اعتبار صمود المقاومة الفلسطينية حتى الآن انتصارًا أم هزيمة خاصة مع تدمير شبه كلى لقطاع غزة وسقوط أكثر من ١٨٠٠٠ شهيد مدنى.

الأصوات التى تسعى إلى تعزيز وجهة نظر الكيان الصهيونى تذهب إلى القول بأن المقاومة الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس قد منيت بهزيمة نكراء لأن عمليتها فى السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) لم تسفر عن تحرير المسجد الأقصى وتسببت فى فقدان المزيد من أراضى قطاع غزة بسبب توغلات جيش الاحتلال، علاوة على سقوط آلاف الشهداء ونحو ٥٠٠٠٠ مصاب وتدمير كل مظاهر الحياة الطبيعية فى عموم القطاع ونزوح عشرات الآلاف نحو الجنوب.

فى المقابل تذهب الأصوات المنحازة لحركة حماس إلى أن المقاومة قد حققت كامل أهدافها السياسية والعسكرية فى يوم ٧ أكتوبر، أولًا بنجاحها فى تنفيذ عنصر المفاجأة العسكرية لجيش العدو المحتل فى اقتحام المستوطنات الصهيونية، وثانيًا بنجاحها فى أسر ما يزيد عن ٢٠٠ صهيونى من العسكريين والمدنيين، وتمضى هذه الأصوات فى وجه نظرها إلى القول بأن حماس وباقى فصائل المقاومة فى غزة تستكمل الآن مسيرة انتصاراتها العسكرية بتكبيد جيش الاحتلال خسائر كبيرة فى العتاد والقوات.

حسب تقارير الصحف العبرية ذاتها بلغ حجم الجرحى والمصابين خلال الـ٦٦ يوما من العدوان الصهيونى ٥٠٠٠ مصاب بين الجنود الصهاينة أصبح ٢٠٠٠ منهم على الأقل معاقين بخلاف من أصيبوا بصدمات نفسية جعلتهم غير مؤهلين للاستمرار فى هذه المعارك وهم يقدرون على ما يبدو بالمئات على أقل تقدير بالنظر إلى التقارير الصحفية العبرية وليس غيرها التى تتحدث عن هروب مئات الجنود وامتناع وحدات كاملة عن المشاركة فى هذه الحرب.

بالعودة إلى أصوات الكتاب والمحللين الذين يروجون إلى أن المقاومة الفلسطينية قد منيت بهزيمة كبرى فهم فى الواقع يسوقون لكتابات وتحليلات أمريكية تنصح رئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو وحكومته بتركيز الخطاب الإعلامى على لفت انتباه الرأى العام العالمى إلى أن حركة حماس ومن معها من فصائل المقاومة الفلسطينية يتحملون المسئولية الأولى والأخيرة عن كل هذا الدمار فى قطاع غزة، وفى الواقع هذه هى الرواية التى يسعى الكيان الصهيونى إلى تسويقها منذ بداية هذه الحرب، إلا أنهم فشلوا فى إقناع الرأي العام العالمى بها حتى الآن وبسبب هذا الفشل فى ترويج الرواية الصهيونية هرع كتاب ومحللون إلى التأكيد على هزيمة المقاومة الفلسطينية مرتكزين على أعداد الشهداء والمصابين دون تشديد الإدانة لممارسات جيش الاحتلال الصهيونى، فيما يوجهون إداناتهم لفصائل المقاومة الفلسطينية.

هذه الأصوات خاصة التى تتشدق بقيم حقوق الإنسان تريد إنكار حق الكفاح المسلح على الشعب الفلسطينى فى تحرير أرضه، وتتجاهل عمدًا أن كل شعوب الأرض التى تعرضت للاحتلال قد دفعت أثمانًا باهظة من دماء أبنائها لتحرير كل شبر من أراضيها ويحاولون تصوير الشعب الفلسطينى وكأنه قد نسى قضيته الأصلية وهى تحرير الأرض وأنه تعايش مع هذا الواقع المذل ورضى باستمرار اغتصاب أرضه وحقوقه وراح ينشغل بتطلعات وأحلام أخرى عادية وكأنه يعيش فى وطن مستقل.

حتى يمكن اعتبار المقاومة الفلسطينية منتصرة هناك عاملان حاسمان يرتبطان بعضهما ببعض ارتباطًا وثيقًا وهما إفشال مخطط الكيان الصهيونى بتصفية القضية الفلسطينية بتهجير سكان قطاع غزة بدفعهم نحو الحدود المصرية وهذا العامل لا يعتمد فقط على المقاومة الفلسطينية وإنما باقى الأطراف العربية وفى القلب منها دور مصر التى أعلنت غير مرة رفضها القاطع لتصفية القضية عبر سياسية التهجير القسرى وقد اتخذت فى سبيل ذلك العديد من الإجراءات والخطوات الدبلوماسية والسياسية والميدانية والتى من بينها ضغوطاتها الدائمة والمستمرة بعدم وقف المساعدات العاجلة بكل أنواعها لتصل إلى الفلسطينيين داخل قطاع غزة.

تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى تقرير حديث لها أن رئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو قد عمل طوال سنوات على دعم حركة حماس وتسهيل إدخال الأموال والمعونات إليها بهدف إضعاف السلطة الفلسطينية برام الله.

وهذا المسعى الصهيونى مفهوم لأن بقاء قطاع غزة منفصلًا عن السلطة الفلسطينية فى رام الله يعنى مباشرة استحالة التوصل لاتفاق سلام دائم وشامل من شأنه إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

النصر الاستراتيجى الحقيقى هو ضرورة أن تدرك حماس أن عليها وفور انتهاء هذه الحرب التوصل أولًا لاتفاق مع حركة فتح يمكنها من الانضواء تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تدرك فتح ومن يمثلها فى السلطة الفلسطينية أنها فى نظر العدو الصهيونى لا تختلف عن حماس ومن ثم على الطرفين تقديم تنازلات تسمح بإعادة تشكيل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية التى فات عليها أن تضع البندقية على كتفها أثناء جلوسها على طاولة المفاوضات مع هذا العدو خاصة وأن الخلافات ذات الطابع الاستراتيجى قد تلاشت بتخلى حماس عن حلمها بتحرير فلسطين التاريخية واعترافها بحدود دولة فلسطين ما بعد ١٩٤٨ وما قبل ٥ يونيو ١٩٦٧.

*كاتب صحفى

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية حركة حماس المقاومة الفلسطینیة السلطة الفلسطینیة الکیان الصهیونى حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء الحديث عن نزع سلاح المقاومة كشرط لوقف الحرب في غزة؟

فجّر الاحتلال الإسرائيلي أزمة جديدة على طاولة مفاوضات وقف إطلاق النار وعقد صفقة لتبادل الأسرى، حينما نقل إلى الوسطاء مقترحا يتضمن نصا صريحا لأول مرة يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، كشرط لإنهاء حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.

وسارعت حركة المقاومة الإسلامية إلى إعلان رفضها المطلق لمناقشة هذه المسألة، لكنها أكدت في بيان صحفي، أن قيادتها تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.

وجددت "حماس" تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

بدوره، قال رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج سامي أبو زهري، إن "الاحتلال في مقترحه الجديد لا يعلن التزامه بوقف الحرب تماما، ويريد استلام الأسرى فقط".

مليون خط أحمر
وأضاف أبو زهري في تصريحات تلفزيونية عبر قناة "الجزيرة مباشر" تابعتها "عربي21"، أنّ "المقترح المقدم إلينا هو مقترح إسرائيلي، وتضمن لأول مرة نزع سلاح المقاومة ضمن مفاوضات المرحلة الثانية".

وتابع قائلا: "تسليم سلاح المقاومة هو مليون خط أحمر، وهو أمر غير خاضع للسماع فضلاً عن النقاش"، معربا عن جهوزية حركة حماس لتسليم كل الأسرى دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.



ونوه إلى أن "نتنياهو يعمل لصالح مستقبله السياسي وترامب شريكه في قتل سكان غزة"، مشددا على أنه "يجب ألا يكون مرحبا بزيارة ترامب للمنطقة ويداه ملطختان بدماء أطفاء ونساء غزة".

ولفت إلى أن "الاستسلام ليس واردا أمام حركة حماس ولن نقبل بكسر إرادة شعبنا"، مؤكدا أن "حماس" لم تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء، وستستخدم كل أوراق الضغط ضد الاحتلال، وما يجري في غزة جنون ولا يمكن مواجهته إلا بجنون مماثل.

طرح مشبوه
من جهته، رأى الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون أن أي حديث عن نزع سلاح المقاومة، هو طعن في ظهر الدماء الفلسطينية، مشيرا إلى أنه "يتردد في كواليس المفاوضات طرح مشبوه يتحدث عن نزع السلاح كشرط لوقف إطلاق النار".

وأضاف المدهون في منشور عبر صحفته بموقع "فيسبوك" أنّ "من يرتكب المجازر ليس الفلسطيني بل الطيران الإسرائيلي، ومن يهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها ليس من يحمل بندقية آلية، بل من يضغط على زر القصف من قمرة طائرة أمريكية الصنع".


وذكر أن "سلاح الفلسطيني ليس تهديدًا للأمن، بل صرخة وجود ووسيلة دفاع في وجه ماكينة عدوان لا تعرف الرحمة"، منوها إلى أننا "لا نملك طائرات  F16، ولا دبابات ميركافا، ولا قنابل ذكية (..)، نملك إرادة لا تُكسر، ورجالًا لا يعرفون الانحناء".

وأردف بقوله: "كل من يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، قبل نزع سلاح الاحتلال، إنما يُطالب الضحية بأن تخلع درعها وهي تنزف (..)، ويمنح الجلاد سيفًا إضافيًا ليُكمل الذبح".


وختم قائلا: "المقاومة ليست بندقية فقط، بل هي شرف هذه الأرض، وروح هذا الشعب، وسلاحها ليس للمساومة بل للكرامة".

وفي الإطار ذاته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، أنه "عندما يتحدث الاحتلال عن نزع سلاح المقاومة في غزة، فهو لا يعني تجريد فصيل من معداته، بل يسعى لانتزاع حق شعب بأكمله في الدفاع عن قضيته ووجوده".

خلاصة عقود من النضال
وأكد عفيفة في قراءة اطلعت عليها "عربي21"، أن "سلاح المقاومة في غزة لم يكن يوما ترسانة كلاسيكية قابلة للجرد أو التسليم، بل هو خلاصة عقود من النضال، تراكمت عبر أجيال، ووسط ظروف قهرية من الاحتلال والحصار والاستهداف".

وبيّن أن "هذا السلاح وُلد في قلب الاحتلال، حين كانت دباباته تجوب شوارع غزة، وواصل تطوره رغم القصف والتضييق السياسي، كفعلٍ مستمر للنضال الفلسطيني منذ الستينات".

وشدد على أن "المعركة التي يسعى الاحتلال لحسمها اليوم بشروط الاستسلام ليست عسكرية فقط؛ بل معركة على الذاكرة والوعي والمعنى، لأن سلاح غزة ليس مجرد بندقية، بل هو تعبير عن إرادةٍ تقاوم، وصوت عشرات آلاف الشهداء والجرحى الذين قاتلوا دفاعًا عن الحق الفلسطيني".

ورأى أن "المطالبة بنزع هذا السلاح تعني عمليًا إنهاء المقاومة، وإجهاض الحلم الفلسطيني، وتحويل غزة إلى كيان منزوع الإرادة"، معتبرا أن "هذه ليست نهاية المعركة، بل بداية لمخطط تصفوي يتجاوز غزة نحو مشروع التصفية والتهجير".

وأشار إلى أن "قرار المقاومة لم يعد حكرا على فصيل أو جناح مسلح، بل بات قرارا شعبيا ووطنيا، متجذرا في الوعي الجمعي، ومرتبطا بمشروع تحرري لم يكتمل بعد (..)، مشروعٌ لا ينتهي إلا بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة".

مقالات مشابهة

  • ملتقى عشائر غزة: سلاح المقاومة خط أحمر
  • لجان المقاومة الفلسطينية: سلاح المقاومة حق غير قابل للنقاش
  • ماذا وراء الحديث عن نزع سلاح المقاومة كشرط لوقف الحرب في غزة؟
  • أناشيد النصر.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
  • تقديم مقترح جديد لحماس يشترط "نزع سلاح المقاومة".. والحركة ترفض
  • حماس: ندرس المقترح المقدم من الوسطاء وسنرد عليه بعد المشاورات
  • الميدان الغزاوي يتكلّم: من يملكِ الإرادةَ والميدان يفرِضْ معادلة النصر
  • حماس: فوجئنا بأن المقترح الذي نقل لنا يتضمن نزع سلاح المقاومة
  • 43 عامًا على تحرير سيناء .. ذكرى العزة والكرامة
  • مظاهرة حاشدة فى الرباط دعمًا للشعب الفلسطينى ورفضًا لحرب الإبادة على غزة