موقع 24:
2024-07-01@06:15:42 GMT

ماذا يحدث إذا سيطر اليمين المتطرف على أوروبا؟

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

ماذا يحدث إذا سيطر اليمين المتطرف على أوروبا؟

بالتزامن مع تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا مؤخراً، يتزايد ميل العالم نحو وجهات نظر يمينية بحتة، إزاء القضايا المختلفة، وهو ما يبدو جلياً في بعض المسائل، في مقدمتها أزمة المناخ والحرب في أوكرانيا، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية.

التقرير الذي أعدته ناتالي توتشي، يرى أن الانتخابات الأمريكية المقبلة قد تغير كل شيء، ووفق الكاتبة  كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تجدد صعود اليمين المتطرف في أوروبا، خاصة وأن القارة تتطلع إلى انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو (حزيران) المقبل، متسائلة: "هل من المرجح أن يحدث هذا الميل إلى اليمين" وماذا قد يعني بالنسبة لنا؟


مخاوف متجددة

وبحسب التقرير، انطلقت تلك المخاوف عندما صعد حزب إخوان إيطاليا اليميني المتطرف بزعامة جورجيا ميلوني في الانتخابات العام الماضي، كما فعل حزب الديمقراطيين السويديين اليميني المتشدد، الذي أصبح جزءاً من الكتلة الحاكمة اليمينية ويشكل سياساته لأول مرة، وشهدت الأشهر التالية انتصارات لليمين في فنلندا واليونان أيضًا.


ثم انهارت القناعة الراسخة بوجود صعود لا يرحم لليمين في يوليو (تموز) من هذا العام، عندما فشل حزب فوكس اليميني المتشدد والحزب الشعبي المحافظ في إسبانيا في الفوز بأغلبية مشتركة في الانتخابات، مما أدى في نهاية المطاف إلى عودة الائتلاف التقدمي، بقيادة بيدرو سانشيز.
وبعد 3 أشهر، صوت البولنديون لصالح الإطاحة بحزب القانون والعدالة اليميني الشعبوي، مما فتح الطريق أمام حكومة ليبرالية بقيادة الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، دونالد تاسك.
ولكن القلق بشأن موجة اليمين المتشدد عاد بقوة، بعد فوز حزب الحرية بقيادة خيرت فيلدرز بشكل غير متوقع في الانتخابات الهولندية ليصبح أكبر حزب في هولندا في البرلمان، مع أكثر من 23% من الأصوات.

Far-right Sweden Democrats poised to wield influence in new government https://t.co/PnfO0IHGx3

— The Guardian (@guardian) September 19, 2022

ماذا يعني فوز اليمين في هولندا؟

ويقول التقرير "يتعين علينا أن نكون حذرين من الاستنتاجات السياسية الشاملة، التي قد تكون مطمئنة في بعض النواحي، وفي حين يخضع الناس في مختلف البلدان الأوروبية لقوى وديناميكيات مماثلة، فإن هذه نادراً ما تؤدي إلى نفس النتائج السياسية، والانتخابات التي جرت خلال العام الماضي تخبر بذلك".

ورغم أنه من المستحيل توقع نتائج الانتخابات الأوروبية في العام المقبل، فمن المرجح أن تعكس المفوضية الأوروبية المقبلة نفس الأغلبية المؤيدة لأوروبا من يمين الوسط، والديمقراطيين الاجتماعيين، والليبراليين والخضراء، التي تدعم المجموعة الحالية من زعماء الاتحاد الأوروبي. 

ووفق اللوائح، تقدم أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي مرشحها الرئيسي لرئاسة الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، وهي المفوضية الأوروبية.

علاوة على ذلك، فإن رؤساء الحكومات السبعة والعشرين الجالسين حول طاولة المجلس الأوروبي، والذين ستكون لهم الكلمة الأخيرة في الصيف المقبل بشأن هذه التعيينات، يأتون من خلفيات سياسية مختلفة.

ومن بين الدول الخمس الكبرى ــ ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبولندا ــ هناك اثنتين (ألمانيا وإسبانيا) يقودهما الاشتراكيون، واثنتين (فرنسا وبولندا) يقودهما الليبراليون، وواحدة فقط (إيطاليا) يقودها اليمين المتشدد، وحتى لو انضم فيلدرز إلى ميلوني في الصيف المقبل، فإن هذا لا يزال يشير إلى كوكبة سياسية مختلطة إلى حد ما في أوروبا.

 

الرياح تهب نحو اليمين

والأمر الأقل طمأنينة هو أن الرياح السياسية تهب بوضوح نحو اليمين المتشدد، في بلدان مثل ألمانيا وفرنسا بشكل خاص، ويشكل هذا مصدراً رئيسياً للقلق، ويبدو أن ذلك نتيجة لعوامل عدة، من بينها النزعة الانتحارية سياسياً لدى الأحزاب المعتدلة للتعاون مع المتطرفين.
وفي كل مرة يفعلون ذلك، فإنهم إما يفشلون في زيادة دعمهم (كما في حالة حزب الشعب في إسبانيا)، أو ينتهي بهم الأمر إلى خسارة الأصوات لصالح اليمين المتشدد (كما هو الحال في إيطاليا وهولندا)، وهذا ليس مفاجئاً، بحسب التقرير.

Pedro Sánchez is back … now Spain’s PM must make his daring gamble pay off https://t.co/aY6GEDVOOu

— The Observer (@ObserverUK) November 19, 2023

الميل إلى الأصل

 فإذا وافقت أحزاب يمين الوسط على أجندة شعبوية يمينية، على سبيل المثال من خلال تضخيم الهجرة كأولوية سياسية، فإن الناخبين يميلون أكثر إلى اختيار النسخة الأصلية لليمين المتشدد، بدلاً من النسخة المعتدلة.
ولكن يبدو أن التعريف الشهير للجنون (فعل نفس الشيء مرارا وتكرارا وتوقع نتائج مختلفة) بدأ ينتشر في أوروبا.
وترى الكاتبة أن تجمع البرلمان الأوروبي من يمين الوسط، حزب الشعب الأوروبي، بقيادة عضو البرلمان الأوروبي الألماني مانفريد فيبر، قد تحمس لفكرة التعاون مع المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين اليمينيين المتشددين.


كيف سيكون المشهد؟

وتقول الكاتبة: "إذا تصورنا مشهداً سياسياً أكثر يمينية في أوروبا، فما هي العواقب السياسية المترتبة على ذلك؟ الأول هو خطر تضاؤل الدعم الأوروبي لأوكرانيا".
وتضيف "نشهد بالفعل كيف يرفع الزعماء الشعبويون اليمينيون مثل فيكتور أوربان أصواتهم، ويهددون بعرقلة محادثات الانضمام مع كييف وحزمة المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو، فضلاً عن 20 مليار يورو في هيئة مساعدات عسكرية، إن تعاطف أوربان المؤيد لروسيا ليس بالأمر الجديد، ولكن حقيقة شعوره بالجرأة للتنفيس عن ذلك التعاطف بشكل علني الآن ليست من قبيل الصدفة. وربما كان يحسب أن الرياح السياسية تتغير لصالحه".

وحتى الآن، يلتزم زعماء اليمين مثل ميلوني بالخط المؤيد لأوكرانيا، ومع ذلك فقد ظهرت إشارات مثيرة للقلق.

فبالإضافة إلى أزمة التوصل لحل مع روسيا، هناك أزمة المناخ، وهنا أيضاً، تزداد قوة صد اليمين، وقد أدى بالفعل إلى إضعاف الصفقة الخضراء الأوروبية، وخاصة فيما يتعلق بمخاوف أجندة الاستدامة الأوسع مثل إزالة الغابات والزراعة.

 

EU signs off €1bn deal with Tunisia to help stem irregular migration https://t.co/Rt7rvW0FZd pic.twitter.com/DP4XVBpuTt

— Guardian Weekly (@guardianweekly) July 16, 2023


وكذلك ملف الهجرة، والمفارقة هنا، بحسب الكاتبة، هي أنه كلما زاد عدد الأوروبيين الذين يبالغون في الحديث عن الهجرة، بتحريض من اليمين الشعبوي، كلما تضاءلت احتمالات عثورهم على حلول سياسية لمعالجة هذه الظاهرة.
وتتفق جميع الأحزاب اليمينية في جميع أنحاء أوروبا على أنها لا تريد المهاجرين غير الشرعيين أو طالبي اللجوء، لكنها تختلف بشدة حول تقاسم المسؤولية فيما بينهاـ ولذلك فإنهم يتفقون على إرسال المشكلة على بلدان العبور والمنشأ.

وينهي التقرير بالإشارة إلى أنه من غير المرجح أن يؤدي الميل إلى اليمين في أوروبا إلى نهاية الديمقراطية الليبرالية في القارة، أو موجة جديدة من التشكك الراديكالي في أوروبا مع اصطفاف الدول لمغادرة الاتحاد الأوروبي، كما كانت المخاوف في عام 2016 بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الاتحاد الأوروبي البرلمان الأوروبی فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

في ندوة الانتخابات الفرنسية وصعود أسهم اليمين المتطرف.. «صالون البوابة» يناقش الوضع السياسي في فرنسا وتأثيره في المشهد الدولي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تدخل فرنسا مرحلة حرجة خلال الأيام القليلة المقبلة؛ حيث يتوجه الشعب الفرنسى لانتخاب برلمان جديد بعد قرار الرئيس إيمانويل ماكرون فى العاشر من شهر يونيو الجارى بحل «الجمعية الوطنية الفرنسية»، إثر النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الأوروبية الأخيرة.
وقال ماكرون عقب إعلان نتائج الانتخابات الأوروبية: «أعلن حل الجمعية الوطنية وسأوقع بعد قليل مرسوم إجراء الانتخابات التشريعية للدورة الأولى فى ٣٠ يونيو، والدورة الثانية فى ٧ يوليو»، وأضاف أن نتيجة الانتخابات الأوروبية «ليست نتيجة جيدة للأحزاب التى تدافع عن أوروبا»، مضيفا أن «صعود القوميين والديماغوجيين يشكل خطرا على أمتنا».
وكان اليمين الفرنسى بقيادة جوردان بارديلا فاز بالانتخابات الأوروبية فى فرنسا بحصوله على نسبة تراوح بين ٣١.٥ و٣٢.٥ من الأصوات أى ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون على ما أظهرت تقديرات معهدى الاستطلاع إيفوب وأيبسوس.
وحل فى المرتبة الثانية حزب الأغلبية الرئاسية مع ١٥.٢ فى المئة من الأصوات وأتت فى المرتبة الثالثة تشكيلة الاجتماعى الديموقراطى رافاييل جلوكسمان مع ١٤ فى المئة.
ويشكل ذلك فشلًا ذريعًا لأغلبية الرئيس الفرنسى التى كان التجمع الوطنى اليمنى يسبقها فى انتخابات العام ٢٠١٩ بنقطة مئوية واحدة بحصوله على ٢٣.٣٤ فى المئة مقابل ٢٢.٤٢ فى المئة للأغلبية الرئاسية.
وصوب منتقدو ماكرون سهام النقد على قراره مؤكدين أنه يخاطر بمستقبل فرنسا، بعد أن رد على هزيمته فى الانتخابات الأوروبية بالإعلان عن انتخابات تشريعية مبكرة.

جانب من الندوة

وفى هذا الإطار نظم "صالون البوابة" ندوة تحت عنوان «الانتخابات الفرنسية وصعود أسهم اليمين»، بحضور الدكتور إميل أمين، الباحث السياسي والمتخصص فى الشئون الدولية، الذى قدم تحليلًا عميقًا ومفصلًا حول الوضع السياسي فى فرنسا وتأثيره في المشهد الدولي. 
كما تحدث الدكتور توفيق أكليمندوس، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية فى القاهرة، عن تطورات اليمين السياسى فى أوروبا وتأثيرها على السياسة الدولية.
وشهد "صالون البوابة" مناقشات حامية حول آخر التطورات السياسية فى فرنسا وكيفية تأثيرها على المشهد الدولي، وشارك الحضور بأسئلة واقتراحات حول الانتخابات الفرنسية وتأثيرها على قطاع غزة.
وقال الدكتور توفيق أكليمندوس، الباحث السياسى والمتخصص فى الشئون الدولية، إن أكبر جالية مسلمة فى أوروبا موجودة فى فرنسا وأكبر جالية يهودية موجودة فى فرنسا أيضا، وهو رمز لنجاح الثورة الفرنسية والاهتمام باليهود موجود عند فرنسا بشكل كبير، والدليل ذلك منح حقوق المواطنة كاملة لغير المسيحيين.
وأضاف "أكليمندوس" أن الرأى العام الفرنسى قبل عملية طوفان الأقصى التى شنتها المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ضد مستوطنات غلاف غزة، لم يكن يهتم كثيرا بالقضية الفلسطينية إلا أن الأمر اختلف بعد ذلك.
فى الوقت نفسه؛ أشار أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية فى القاهرة، إلى أن إسرائيل تقلب الحقائق حتى حينما ترتكب مجازر ضد الفلسطينيين، ولفت إلى أن ما حقيقة يحدث فى منطقة الشرق الأوسط لا يصل إلى الداخل الفرنسى لأن الفكرة السائدة هناك أن المسلم يعتدى على اليهودى لأسباب متعددة.
من بينها المشاهد التى رأها المواطن الفرنسى بنفسه من عمليات إرهابية طالت العاصمة باريس على مدار السنوات القليلة الماضية، إلى جانب أن أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١ فى واشنطن ونيويورك لا زالت عالقة فى ذهن المواطن الغربي.
ونوه إلى أن الأوساط الرسمية والدبلوماسية فى فرنسا، لها نظرة مختلفة إلى حد ما للأوضاع فى الشرق الأوسط، وعلى يقين بأن السياسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى أمرا خطيرا.

على اليمين الدكتور أمين أميل وعلى اليسار الدكتور توفيق أكليمندوس


وقال الدكتور توفيق أكليمندوس، إن اليسار في فرنسا حصل على ٢٨ ٪ من أصوات الناخبين بينما حصل اليمين على ٣٥ ٪ من الأصوات وجاء حزب الرئيس ماكرون متأخرًا، لافتا إلى أن اليسار الفرنسى يتعاطف مع القضية الفلسطينية لأسباب إخوانية، وهو أمر له أصداء كبيرة فى الأوساط الطلابية.
وأضاف أكليمندوس أن قرار الرئيس الفرنسى بإجراء انتخابات مبكرة كان مفاجئا ويجهل نبض الشارع الفرنسى بشكل جيد فى الوقت الحالي، مشيرا إلى أن ماكرون متزعم التفكير الأوروبي، وله مشروع اقتصادى طموح جدًا ويعمل على تحسين مستوى حياة الفرنسيين.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية فى القاهرة، إن المانيا تحتاج إلى يورو قوى لأنها كانت محتكرة صناعة السيارات وماكينات المصانع، لذلك فإنها تحتاج إلى يورو قوي، لذلك فإن قانون تحديد ساعات العمل فى فرنسا أسعد الجانب الألمانى ولأنه أغرق الجانب الفرنسي.
وأوضح أكليمندوس، أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والرئيسين السابقين فرانسوا أولاند ونيكولا ساركوزى جاؤوا من أجل الإصلاح وأولاند كان صاحب حس سياسى إصلاحي، ولكن ماكرون كان معه مشروع اقتصادى بالغ الأهمية، واقتحم المشكلات لأنه كان متعجلا وذو ميول سلطوية.
وأكد أكليمندوس، أن احتجاجات السترات الصفراء التى اجتاحت فرنسا فى عام ٢٠١٨ تركت أثرًا سلبيًّا فى مشوار الرئيس ماكرون، الذى تسبب فى أزمة اقتصادية بسبب ضخ المبالغ الكبيرة فى فترة جائحة كورونا.
واستهل الدكتور إميل أمين، الباحث السياسى والمتخصص فى الشئون الدولية، حديثه فى "صالون البوابة" بالتذكير بالعنوان الرئيسى للصحف الفرنسية تعليقا على إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس فى ٢٦ يوليو عام ١٩٥٦ وكان العنوان هو "استيقظ يا شارل مارتيل"، فى إشارة إلى القائد العسكرى الفرنسى الذى أوقف دخول المسلمين إلى فرنسا فى معركة بلاط الشهداء التى جرت عام ١١٤ هجرية الموافق ٧٣٢ ميلادية وكانت بداية لما جرى للمسلمين فى الأندلس بعد ذلك.
وأضاف الدكتور أميل أمين أن فرنسا ينظر إليها على أنها الابنة البكر للكنيسة الكاثوليكية، مبديا خشيته من وقوع شيء مخيف فى الأيام المقبلة فى البلد الأوروبي، لأن السعى وراء "العم سام" – وفق تعبيره - أغرق فرنسا، مشيرًا إلى تصريح البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الأسبوع الماضى قال: أريد أوروبا للجميع، وليست أوروبا المتطرفة.
وتساءل هل تستمع الشعوب الأوروبية لنصيحة بابا الفاتيكان أم لا، مشيرا إلى إصدار وثيقة الأخوة الإنسانية فى عام ٢٠٢٠ والتى تنادى بتجاوز ثقافة الإقصاء والذهاب إلى ثقافة اللقاء.
وقال الباحث السياسى والمتخصص فى الشؤون الدولية، إن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان رفع شعار أوروبا عظيمة مرة أخرى، وأنه نقل الشعار من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، مدللا بذلك على التأثير الأمريكى على القارة العجوز.
ونوه "أمين" فى الوقت نفسه، إلى وجود فارق بين الولايات المتحدة وأوروبا، يتلخص فى أن اليمين الأوروبى ليس مغرقا فى الهواء الديني، ويميل إلى تعظيم القومية عن الدين، موضحا أن الولايات المتحدة يطلق عليها دولة علمانية الهوية دينية الهوى، بينما اليمين الأوروبى يميل إلى تعظيم القومية أكثر من الهوية الدينية.
وأشار إلى تصريح جوزيف بوريل المسئول السابق للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى قبل حوالى عام الذى قال فيه إن "أوروبا حديقة لها أسوار والآخرين يريدون أن يقفزوا من هذه الأسوار".
وقال الباحث السياسى والمتخصص فى الشؤون الدولية، إن ستيف بانون مستشار الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ترك الولايات المتحدة الأمريكية وذهب لنشر التطرف فى أوروبا، لافتا إلى أنه بفعل المد اليمينى يتوقع العديد من المحللين حرب أهلية فى أمريكا بسبب انتشار اليمين المتطرف.

جانب من الندوة


وبين أمين، أن العلاقات الصينية الإيطالية قبل جائحة كورونا كانت وطيدة للدرجة التى دفعت إيطاليا إلى التفكير فى الخروج من الاتحاد الأوروبى والدخول فى اتحاد مع الصين لكن الأمر توقف بفعل صعود اليمين.
وأكد أن هناك صحوة يمينية فى قارة أوروبا بتولى زعماء من اليمين مقاليد الحكم فى عدد من الدول وعلى رأسهم رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجينا ميلوني، إلى جانب صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" واصفا هذا بـ"المشهد المخيف".
وأشار "أمين" إلى نظرية الاستبدال الكبير التى تتحدث عن تصاعد نسبة الجاليات العربية والمسلمة والأفريقية فى فرنسا فى ظل "الشتاء الديموغرافي" للأوروبيين الذين لا ينجبون بكثرة، لذا يمكن أن يحدث عملية إحلال بين هذا وذاك.
وقال إن زعيمة اليمين فى فرنسا مارين لوبن، ترحب بالمهاجرين الذين يقدمون إضافة إلى المجتمع الفرنسي، مشيرا إلى أن زعماء اليمين فى أوروبا لديهم تحفظ كبير من أن تؤدى موجات الهجرة إلى "زلزال ديموغرافي".

مقالات مشابهة

  • انتخابات فرنسا.. ماذا يحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة؟
  • اليمين المتطرف يتقدم في فرنسا.. و"ائتلاف ماكرون" الوسطي بالمركز الثالث
  • الانتخابات التشريعية الفرنسية: إقبال كبير من الناخبين وسط مخاوف فوز اليمين المتطرف
  • اليمين المتطرف في فرنسا.. مؤشرات مستمرة لمعاداة السامية والعنصرية
  • فرنسا تستعد اليوم لانتخابات تشريعية حاسمة
  • إذا أردت أن تعرف مدى حرية مجتمع ..فانظر ماذا يحدث في مسرحه
  • في ندوة الانتخابات الفرنسية وصعود أسهم اليمين المتطرف.. «صالون البوابة» يناقش الوضع السياسي في فرنسا وتأثيره في المشهد الدولي
  • رحلة صعود استثنائية: من ضاحية فقيرة في فرنسا إلى رئيس وزراء محتمل.. من هو جوردان بارديلا؟
  • اليمين الأوروبي المتطرف بين روسيا وأمريكا
  • كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة السياسية الفرنسية؟