ماذا يحدث إذا سيطر اليمين المتطرف على أوروبا؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
بالتزامن مع تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا مؤخراً، يتزايد ميل العالم نحو وجهات نظر يمينية بحتة، إزاء القضايا المختلفة، وهو ما يبدو جلياً في بعض المسائل، في مقدمتها أزمة المناخ والحرب في أوكرانيا، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية.
التقرير الذي أعدته ناتالي توتشي، يرى أن الانتخابات الأمريكية المقبلة قد تغير كل شيء، ووفق الكاتبة كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تجدد صعود اليمين المتطرف في أوروبا، خاصة وأن القارة تتطلع إلى انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو (حزيران) المقبل، متسائلة: "هل من المرجح أن يحدث هذا الميل إلى اليمين" وماذا قد يعني بالنسبة لنا؟
مخاوف متجددة
وبحسب التقرير، انطلقت تلك المخاوف عندما صعد حزب إخوان إيطاليا اليميني المتطرف بزعامة جورجيا ميلوني في الانتخابات العام الماضي، كما فعل حزب الديمقراطيين السويديين اليميني المتشدد، الذي أصبح جزءاً من الكتلة الحاكمة اليمينية ويشكل سياساته لأول مرة، وشهدت الأشهر التالية انتصارات لليمين في فنلندا واليونان أيضًا.
ثم انهارت القناعة الراسخة بوجود صعود لا يرحم لليمين في يوليو (تموز) من هذا العام، عندما فشل حزب فوكس اليميني المتشدد والحزب الشعبي المحافظ في إسبانيا في الفوز بأغلبية مشتركة في الانتخابات، مما أدى في نهاية المطاف إلى عودة الائتلاف التقدمي، بقيادة بيدرو سانشيز.
وبعد 3 أشهر، صوت البولنديون لصالح الإطاحة بحزب القانون والعدالة اليميني الشعبوي، مما فتح الطريق أمام حكومة ليبرالية بقيادة الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، دونالد تاسك.
ولكن القلق بشأن موجة اليمين المتشدد عاد بقوة، بعد فوز حزب الحرية بقيادة خيرت فيلدرز بشكل غير متوقع في الانتخابات الهولندية ليصبح أكبر حزب في هولندا في البرلمان، مع أكثر من 23% من الأصوات.
Far-right Sweden Democrats poised to wield influence in new government https://t.co/PnfO0IHGx3
— The Guardian (@guardian) September 19, 2022ماذا يعني فوز اليمين في هولندا؟
ويقول التقرير "يتعين علينا أن نكون حذرين من الاستنتاجات السياسية الشاملة، التي قد تكون مطمئنة في بعض النواحي، وفي حين يخضع الناس في مختلف البلدان الأوروبية لقوى وديناميكيات مماثلة، فإن هذه نادراً ما تؤدي إلى نفس النتائج السياسية، والانتخابات التي جرت خلال العام الماضي تخبر بذلك".
ورغم أنه من المستحيل توقع نتائج الانتخابات الأوروبية في العام المقبل، فمن المرجح أن تعكس المفوضية الأوروبية المقبلة نفس الأغلبية المؤيدة لأوروبا من يمين الوسط، والديمقراطيين الاجتماعيين، والليبراليين والخضراء، التي تدعم المجموعة الحالية من زعماء الاتحاد الأوروبي.
ووفق اللوائح، تقدم أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي مرشحها الرئيسي لرئاسة الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، وهي المفوضية الأوروبية.
علاوة على ذلك، فإن رؤساء الحكومات السبعة والعشرين الجالسين حول طاولة المجلس الأوروبي، والذين ستكون لهم الكلمة الأخيرة في الصيف المقبل بشأن هذه التعيينات، يأتون من خلفيات سياسية مختلفة.
ومن بين الدول الخمس الكبرى ــ ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبولندا ــ هناك اثنتين (ألمانيا وإسبانيا) يقودهما الاشتراكيون، واثنتين (فرنسا وبولندا) يقودهما الليبراليون، وواحدة فقط (إيطاليا) يقودها اليمين المتشدد، وحتى لو انضم فيلدرز إلى ميلوني في الصيف المقبل، فإن هذا لا يزال يشير إلى كوكبة سياسية مختلطة إلى حد ما في أوروبا.
الرياح تهب نحو اليمين
والأمر الأقل طمأنينة هو أن الرياح السياسية تهب بوضوح نحو اليمين المتشدد، في بلدان مثل ألمانيا وفرنسا بشكل خاص، ويشكل هذا مصدراً رئيسياً للقلق، ويبدو أن ذلك نتيجة لعوامل عدة، من بينها النزعة الانتحارية سياسياً لدى الأحزاب المعتدلة للتعاون مع المتطرفين.
وفي كل مرة يفعلون ذلك، فإنهم إما يفشلون في زيادة دعمهم (كما في حالة حزب الشعب في إسبانيا)، أو ينتهي بهم الأمر إلى خسارة الأصوات لصالح اليمين المتشدد (كما هو الحال في إيطاليا وهولندا)، وهذا ليس مفاجئاً، بحسب التقرير.
Pedro Sánchez is back … now Spain’s PM must make his daring gamble pay off https://t.co/aY6GEDVOOu
— The Observer (@ObserverUK) November 19, 2023الميل إلى الأصل
فإذا وافقت أحزاب يمين الوسط على أجندة شعبوية يمينية، على سبيل المثال من خلال تضخيم الهجرة كأولوية سياسية، فإن الناخبين يميلون أكثر إلى اختيار النسخة الأصلية لليمين المتشدد، بدلاً من النسخة المعتدلة.
ولكن يبدو أن التعريف الشهير للجنون (فعل نفس الشيء مرارا وتكرارا وتوقع نتائج مختلفة) بدأ ينتشر في أوروبا.
وترى الكاتبة أن تجمع البرلمان الأوروبي من يمين الوسط، حزب الشعب الأوروبي، بقيادة عضو البرلمان الأوروبي الألماني مانفريد فيبر، قد تحمس لفكرة التعاون مع المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين اليمينيين المتشددين.
كيف سيكون المشهد؟
وتقول الكاتبة: "إذا تصورنا مشهداً سياسياً أكثر يمينية في أوروبا، فما هي العواقب السياسية المترتبة على ذلك؟ الأول هو خطر تضاؤل الدعم الأوروبي لأوكرانيا".
وتضيف "نشهد بالفعل كيف يرفع الزعماء الشعبويون اليمينيون مثل فيكتور أوربان أصواتهم، ويهددون بعرقلة محادثات الانضمام مع كييف وحزمة المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو، فضلاً عن 20 مليار يورو في هيئة مساعدات عسكرية، إن تعاطف أوربان المؤيد لروسيا ليس بالأمر الجديد، ولكن حقيقة شعوره بالجرأة للتنفيس عن ذلك التعاطف بشكل علني الآن ليست من قبيل الصدفة. وربما كان يحسب أن الرياح السياسية تتغير لصالحه".
وحتى الآن، يلتزم زعماء اليمين مثل ميلوني بالخط المؤيد لأوكرانيا، ومع ذلك فقد ظهرت إشارات مثيرة للقلق.
فبالإضافة إلى أزمة التوصل لحل مع روسيا، هناك أزمة المناخ، وهنا أيضاً، تزداد قوة صد اليمين، وقد أدى بالفعل إلى إضعاف الصفقة الخضراء الأوروبية، وخاصة فيما يتعلق بمخاوف أجندة الاستدامة الأوسع مثل إزالة الغابات والزراعة.
EU signs off €1bn deal with Tunisia to help stem irregular migration https://t.co/Rt7rvW0FZd pic.twitter.com/DP4XVBpuTt
— Guardian Weekly (@guardianweekly) July 16, 2023
وكذلك ملف الهجرة، والمفارقة هنا، بحسب الكاتبة، هي أنه كلما زاد عدد الأوروبيين الذين يبالغون في الحديث عن الهجرة، بتحريض من اليمين الشعبوي، كلما تضاءلت احتمالات عثورهم على حلول سياسية لمعالجة هذه الظاهرة.
وتتفق جميع الأحزاب اليمينية في جميع أنحاء أوروبا على أنها لا تريد المهاجرين غير الشرعيين أو طالبي اللجوء، لكنها تختلف بشدة حول تقاسم المسؤولية فيما بينهاـ ولذلك فإنهم يتفقون على إرسال المشكلة على بلدان العبور والمنشأ.
وينهي التقرير بالإشارة إلى أنه من غير المرجح أن يؤدي الميل إلى اليمين في أوروبا إلى نهاية الديمقراطية الليبرالية في القارة، أو موجة جديدة من التشكك الراديكالي في أوروبا مع اصطفاف الدول لمغادرة الاتحاد الأوروبي، كما كانت المخاوف في عام 2016 بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الاتحاد الأوروبي البرلمان الأوروبی فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث لجسمك عند تناول البازلاء .. اكتشف فوائدها
البازلاء (البسلة) من الخضروات الشتوية المفضلة للكبار والصغار،تحتوي البازلاء على العديد من الفيتامينات مثل فيتامين ( ب، ج، ك )، بالإضافة إلى الكثير من المعادن مثل الحديد والمنجنيز والنحاس والبوتاسيوم والزنك والماغنسيوم، بالإضافة إلى الكربوهيدرات و البروتينات و الألياف ومن فوائدها:
1-فوائد البازلاء لمرضى السكرى:
تساعد على خفض مستوى السكر في الدم وذلك لاحتوائها على نسبة كبيرة من الألياف والبروتينات كما أن هذه العناصر تعمل على تبطئ هضم السكر، لذلك فالبازلاء من الأغذية المثالية لمرضى السكري، كما أنها تساعد على الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.
2-فوائد البازلاء للحفاظ على صحة العظام :
تحتوي البازلاء على عنصر الكالسيوم الهام للحفاظ على صحة العظام و بالتالي فهي تساعد في بناء و تقوية العظام، والوقاية من مرض بالإضافة إلى تقوية هشاشة العظام الأسنان.
3-فوائد البازلاء للجهاز الهضمي :
تحتوي على نسبة عالية من التي تساعد الالياف فى تحسين عملية الهضم وعلاج مشاكل الجهاز الهضمي وعسر الهضم لذلك فهي تعمل على الوقاية من الامساك.
4-فوائد البازلاء لصحة القلب :
تحتوي على العديد من العناصر الهامة التي تساعد على خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم، وبالتالي فهي تعمل على الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، بالإضافة إلى خفض مستوى الدهون الثلاثية في الدم والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
5-فوائد البازلاء للوقاية من السرطان :
تحتوي على العديد من العناصر الهامة و مضادات الاكسدة التي تساعد على الوقاية من مرض السرطان خاصةً سرطان المعدة، كما أنها تقاوم الخلايا السرطانية وتمنع انتشارها.
6-فوائد البازلاء لعلاج الالتهابات :
تحتوي البازلاء على مواد مضادة للالتهابات، و بالتالي فهي تساعد على الوقاية من التهاب الشعب الهوائية و التهاب المفاصل.
7-فوائد البازلاء لتقوية المناعة :
تساعد البازلاء على تقوية مناعة الجسم وذلك لاحتوائها على الكثير من العناصر الغذائية الهامة لمقاومة العديد من الأمراض، بالإضافة إلى منح الجسم الطاقة اللازمة له.
8-فوائد البازلاء للتخسيس :
تساعد البازلاء على منح الجسم العديد من العناصر الغذائية الهامة له كما أنها تحتوي على نسبة قليلة من الدهون، وبالتالي فهي تعتبر غذاء جيد لإنقاص الوزن و لأنظمة الرجيم حيث أنها لا تحتوي على سعرات حرارية عالية.
المصدر..outside