تضرر كامل للمساجد والكنائس والمتاحف.. وتدمير 48 موقعا أثريا
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
لا تتوقف آثار وحشية العدوان الإسرائيلى على قتل الأطفال الأبرياء والنساء وتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه فحسب، ولكنها تمتد عن قصد إلى الحجر والأثر، من أجل تدمير الماضى أيضاً، حيث عمد الاحتلال منذ بدء العدوان على غزة فى 7 أكتوبر الماضى إلى ضرب المبانى التراثية الإسلامية والمسيحية على السواء بما فيها المكتبات التاريخية.
وحصلت «الوطن» على إحصائية رسمية عن المواقع التاريخية والأثرية، صادرة عن المؤرخ حسام أبوالنصر، ممثل فلسطين فى الاتحاد العام للمؤرخين العرب، تشمل المناطق الأثرية التى استهدفها الاحتلال الإسرائيلى منذ 7 أكتوبر 2023، موضحاً حالة التدمير التى تعرض لها الموقع، إذ تعرض بعضها لتدمير كلى لا يمكن إصلاحه، فيما تضررت مناطق أخرى جزئياً.
وبحسب الإحصائية فقد تضرر نحو ثلث عدد المساجد الأثرية من مجمل 12 مسجداً أثرياً فى غزة وتشمل المساجد المتضررة: الجامع العمرى فى جباليا، وهو على طراز مملوكى لكن يرجح أن يكون تأسيسه فى عام 15 هجرية، وقد تعرض المسجد الأثرى للتدمير الكلى يوم 19 أكتوبر 2023.
أما جامع بيت سليم أبومسلم فى بيت لاهيا، وفيها مقامه، ويعود تاريخ المسجد لنحو 6 قرون، فقد تعرض للتدمير الكلى ولا يمكن ترميمه، جامع الشيخ سعد فى بيت لاهيا، فيها مقامه، ويعود إلى 5 قرون مضت، وتعرض لتدمير جزئى ويمكن ترميمه، وتعرض جامع كاتب الولاية غزة، والذى تم إنشاؤه على طراز مملوكى عثمانى، لتدمير جزئى فى 17 أكتوبر ويمكن ترميمه.
ولم تسلم الكنائس الأثرية، من تعديات الاحتلال الإسرائيلى والتى لم يكن حظها أفضل من المساجد، حيث تعرضت كنيسة القديس بروفيرويس التى يعود تاريخ إنشائها إلى عام 406 ميلادية، وهى أقدم كنيسة فى غزة، لتدمير كلى لمبنى مجلس وكلاء الكنيسة، وأضرار جسيمة للكنيسة فى الصلوات الرئيسية، وكذلك استشهاد أكثر من 20 شهيداً فى 19 أكتوبر من العائلات المسيحية التى لجأت لها هرباً من القصف الإسرائيلى.
كذلك شهدت كنيسة العائلة المقدسة للاتين، والتى أنشئت فى عام 1869 م، وتعد الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة فى غزة، تدميراً جزئياً بسبب قصف غير مباشر أدى لتشققات فى الجدران والنوافذ، لجأ لها أهل الرعية خلال عدوان أكتوبر 2023.
وعن المواقع الأثرية، كشف التقرير أنه تعرض نحو 48 موقعاً أثرياً من أصل 145 موقعاً للتدمير، بينما ما تعرض لتدمير كلى ومنها المستشفى الأهلى المعمدانى، ويضم الكنيسة المعمدانية، ما أدى لسقوط مئات الشهداء والجرحى، وإلى دمار كبير فى المبانى الرئيسية والملحقة.
كما تم استهداف دائرة الآثار والمخطوطات التابعة لوزارة الأوقاف، بشكل كامل عبر قصف مباشر من طائرات الاحتلال لمسجد العباس، ويضم مكتبة العباس التاريخية، وتضم كتباً حجرية وبعض المخطوطات التاريخية التى أحرقت بالكامل، وغير قابلة للترميم.
إلى جانب مواقع أثرية أخرى تضررت بشكل غير مباشر بأضرار جزئية وما زالت مهددة؛ منها مقبرة الإنجليز 1904، مبنى بلدية غزة 1893، حمام السمرة والذى أسس قبل 9 قرون، وقصر الباشا يعود تاريخه إلى العصر المملوكى وتحديداً عام 1260 م، ومسجد السيد هاشم ويضم قبر جد الرسول هاشم بن عبد مناف، وبنى فى العهد المملوكى، ومواقع أخرى لا تزال مهددة.
وبحسب الإحصائيات الأولية أيضاً فقد أصيب ونزح العشرات من الفلسطينيين الذى يعملون فى مجال التاريخ، واستشهد 4 على الأقل من العاملين فى مجال التاريخ، منهم المؤرخ جهاد المصرى أستاذ التاريخ فى جامعة القدس المفتوحة ومدير الفرع فى خان يونس، استشهد فى منزله ومع عائلته، والمهندس رمزى حمودة، نائب رئيس مجلس بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية والتى تختص بشئون التاريخ، استشهد مع زوجته وابنته فى غارة على رفح، عائد أبوجياب، أمين سر مجلس بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية والتى تختص فى مجال التاريخ واستشهد فى منزله فى النصيرات مع أولاده، مروان ترزى، مؤرشف تاريخ غزة وفلسطين المصور الذى يضم أقدم الصور عن المدينة وأرشيف الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيها، استشهد فى الغارة على كنيسة بروفيريوس.
إحصائية رسمية: تدمير خزانة أثرية كاملة تعود للعصر اليونانى والرومانى والبيزنطىكما تم تدمير متحف العقاد والذى تم تأسيسه قبل 45 عاماً على يد صاحبه وليد العقاد فى خان يونس وضم حتى الآن أكثر من 3200 قطعة أثرية، وخلال عدوان أكتوبر تعرض المتحف لأضرار جسيمة خلال استهدافات غير مباشرة، فى محيطه أدت إلى تدمير خزانة أثرية كاملة تضم عشرات القطع تعود للعصر اليونانى والرومانى والبيزنطى وأضرار جسيمة جراء الاستهدافات، كذلك متحف التراث الفلسطينى الذى أسسه مروان شهوان منذ أكثر من 30 عاماً فى مدينة خان يونس، ويضم أكثر من 10000 قطعة أثرية وتاريخية متفاوتة العصور وأغلبها ذو طابع تراثى، وبسبب القصف المستمر على منطقة خان يونس تعرض لأضرار عديدة جاءت على بعض محتوياته وتصدعات فى المتحف.
أما متحف خان يونس، والذى أنشئ حديثاً ليوضع فيه المكتشفات الأثرية التى يتم الكشف عنها خلال عمليات التنقيب، فقد تم تدمير أجزاء منه خلال غارات عنيفة على خان يونس ما أدى إلى تهشم عشرات القطع الأثرية منها فخارية فيما جزء منها غير قابل للترميم.
كذلك متحف الخضرى أيضاً، والذى أسسه رجل الأعمال جودت الخضرى، حيث عمل على جمع الآثار وحفظها منذ 45 عاماً، حتى قرر بناء هذا المتحف المطل على البحر ويضم آلاف القطع الأثرية الفريدة، منها ما يعود إلى الكنعانى والغرفونى، وقد تعرض المتحف لأضرار جسيمة منذ اندلاع الحرب، وجراء قصف مسجد الخالدى الذى يقابله شمال غزة. وكذلك قلعة برقوق، خان الأمير يونس، بناها الأمير فى عام 1387 وسط خان يونس، تعرضت لتشققات وتصدعات خطيرة إثر قصف مبنى بلدية خان يونس التاريخى الذى يعود تاريخه إلى عام 1917.
وزارة الثقافة الفلسطينية: الاحتلال دمر متحف رفح الذى يضم أهم الأزياء التراثية وسوق الزاوية التاريخيةفى سياق متصل، قالت وزارة الثقافة الفلسطينية، إن الاحتلال الإسرائيلى دمر متحف رفح أيضاً خلال عدوانه على قطاع غزة، وهو المتحف الذى جُمعت فيه مئات من الأدوات المتعلقة بالتراث الفلسطينى القديم من أزياء وأدوات قديمة تعكس ثقافة البدو والفلاحين وسكان المدينة، وأهم الأزياء التراثية الفلسطينية كما تعرضت سوق الزاوية للدمار وهى سوق أثرية تاريخية فى غزة عمرها عقود لكنها أصبحت ركاماً، بعد تعرضها للقصف من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلى، خلال الأيام الماضية، حيث تعد السوق امتداداً تاريخياً لسوق «القيسارية» الأثرية التى تعود لعدة عقود مضت.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى التراث الفلسطينى 7 أكتوبر اليونيسكو الاحتلال الإسرائیلى خان یونس أکثر من فى غزة
إقرأ أيضاً:
محافظ أسوان يشيد بالطالبة بسملة لتكريمها بمسابقة الرسملمحات من الهند
أشاد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان بالمستوى الرائع الذى تتميز به أبنه أسوان الطالبة بسملة محمد فخرى 17 عاماً بالصف الثالث الثانوى العام ، والتى تمثل نموذجاً مشرفاً فى العزيمة والإصرار والتحدى لمواجهة ظروفها المرضية من خلال أعمالها الفنية التى تبهر كل من يشاهدها .
وهذا تجسد فى أن نال عملها إعجاب رئيس وزراء دولة الهند الصديقة ناريندرا مودى ، وإشادته بالموهبة الفذة لفتاة أسوان من ذوى الإحتياجات الخاصة ، والتى رسمت لوحة مذهلة لتاج محل بفمها .
وأكد المحافظ على تقديم كامل الدعم لموهبة بسملة الفنية التى تتمثل فى قيامها بممارسة فن الرسم بإمساك القلم بالفم على الرغم من تعرضها لضمور فى الأطراف لليدين والساقين وهو الذى يؤهلها بأن تصبح فى المستقبل ذات شأن فى مجال الفن ليفتخر بها الوطن ومحافظتها وأسرتها .
ومن جانبها أوضحت فاتن على الموجه العام للتربية الفنية بمديرية التربية والتعليم بأسوان بأنه تحت رعاية وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى محمد عبد اللطيف ، واللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان تم تنظيم المسابقة الفنية " لمحات من الهند " فى نوفمبر الماضى بحديقة فريال بحضور مسئولى المركز الثقافى الهندى ، وتم تصعيد 10 من الطلاب بينهم الطالبة بسملة فخرى ، وقد تم منحها ميدالية ذهبية فى الحفل الذى تم تنظيمه بنقابة المعلمين بأسوان فى ديسمبر الماضى .
ولفت فاتن على بأنه تم مشاركة بسملة فى مسابقة الرسم " لمحات من الهند " ، والتى تم تنظيمها بمركز مولانا أزاد الثقافى الهندى بمشاركة أكثر من 22 ألف طالب وطالبة على مستوى الجمهورية من بينهم أكثر من 1200 طالب وطالبة من أبناء أسوان ، وكان من ضمنهم الطالبة بسملة ، والتى قامت برسم عمل فنى ضمن اللوحات التى أبدعها الطلاب ، وتعكس جوانب مختلفة من الثقافة الهندية والعلاقات التاريخية بين الهند ومصر .