بوابة الوفد:
2025-03-10@09:58:07 GMT

غزة مقبرة الغزاة

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

الإخفاقات الاقتصادية الكبيرة التى لحقت بإسرائيل جراء حربها فى غزة التى دخلت يومها الـ68 دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وكبار ضباط الجيش إلى محاولة تعويض الخسائر عن طريق تحقيق الحد الأدنى من الإنجازات الميدانية على أرض الواقع أمام الرأى العام الإسرائيلى قبل الانتقال إلى مرحلة الحساب.

وعلى الرغم من ذلك فإنه قد أشيع خلال الساعات القليلة الماضية عن خضوع كبار ضباط الاحتلال إلى التحقيق فى سرية تامة وعاجلة لتحميلهم نتائج عدم تنفيذ الخطة العسكرية فى الوقت المحدد لها والتى كان مخططاً أنها ستكون بمثابة نزهة فى غزة لولا بسالة رجال المقاومة التى أطالت أمد الحرب.

إسرائيل أعلنت فى بداية الحرب بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، أنها مستمرة فى حربها على غزة ولن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها جميعاً، ومنها القضاء تمام على حركة المقاومة حماس وفرض إدارة أمنية جديدة لقطاع غزة.

الواقع أن جيش الاحتلال بات يعمل الآن فى غزة وفقاً لنظرية الأيدى المرتعشة، وظهرت عمليات النيران الصديقة نتيجة لفقدان جنود الاحتلال لاتزانهم النفسى وإصابتهم بهلاوس بسبب المقاومة الشديدة لعفاريت غزة، الذين يخرجون من تحت الأرض ويقفزون فوقها بصدورهم العارية بقوة وبسالة لم يشهد لها الاحتلال مثيلاً، ولا يتوقف نضالهم إلا بالقفز على جسر الشهداء ارتقاء للسماء.

إسرائيل أيقنت أنها لن تحقق أهدافها إلا بالسيطرة على الأرض فدخلت فى حرب برية شاملة كبدتها خسائر كبيرة مادية وفى الأرواح، بالإضافة إلى إصابات بالغة بين جنودها، ومازالت بقعة السيطرة الإسرائيلية على الأرض داخل القطاع لم تتعد 20% من المساحة الإجمالية وأغلبها من المساحات الفضاء غير المأهولة بالسكان.

ونظراً لصعوبة الاقتحام البرى الكامل رغم عمليات الإبادة الجماعية، فإن العديد من التحديات قد تمنع إسرائيل من استمرار عملياتها البرية لفترات طويلة، خاصة أن العديد من الدول الداعمة بدأت تواجه ضغوطاً شعبية كبيرة رافضة للغزو والدمار، كما أنها بدأت تستشعر المخاطر التى قد تعود عليها سياسيا فى دعم العملية البرية الإسرائيلية والاستمرار فى مذابح غزة وما يشهده العالم أجمع من استنفار لمواجهة هذه الجرائم فى حق الإنسانية.

الحقيقة أنه مع تنامى استياء الرأى العام الغربى من مشاهد القتل والدمار فى غزة، تستنفد إسرائيل رصيدها الدبلوماسى تدريجيا لدى تلك الدول، ولعل الرسائل التى وجهها الرئيس الأمريكى جو بايدن مؤخرا للاحتلال خير دليل على ذلك، ومن قبله استهجن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فكرة استمرار الحرب، كما طالب رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز بالانتقال إلى مرحلة وقف إطلاق النار التام فى غزة، واستنكر رئيس الوزراء البلجيكى ألكنسدر دى كرو، قيام إسرائيل بحجب المساعدات الإنسانية.

باختصار.. أمريكا حذرت إسرائيل مؤخراً من هزيمتها استراتيجياً بسبب ما تفعله فى غزة، وطالبت فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وغيرها من الدول بضرورة وقف الحرب البرية فوراً، الأمر الذى يؤكد أن إسرائيل لن تتمكن من استمرار عملياتها العسكرية، كما أن دخولها إلى الأماكن المأهولة بالسكان سوف يرفع فاتورة الخسائر البشرية الضخمة بين السكان الفلسطينيين ما يزيد الأمور توتراً وتعقيداً.

تبقى كلمة.. يبدو أن دماء أبناء غزة الطاهرة التى روت أرض مهبط الأنبياء سوف تكون وبالاً على اليهود وكبيرهم نتنياهو مصاص الدماء الأعظم، وسوف ينتهى بسببها طموحه السياسى.. كما ستكون وبالاً على بايدن الكفيل الرسمى لجرائم اليهود وستكون سبباً رئيسياً فى مغادرته البيت الأبيض بلا رجعة وسقوطه الذريع فى الانتخابات الرئاسية بعد الانهيار الكبير لشعبيته.

غزة سوف تطيح بالكثير من العروش فى المنطقة والعالم لأنها ببساطة تمثل ورقة التوت التى كشفت عورات الخونة والمناوئين والداعمين لضياع الحق العربى وسوف يسقط الجميع فى بئر الخيانة وتبقى فلسطين عربية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار غزة مقبرة الغزاة ديه إسرائيل غزة دخلت يومها ضباط الجيش فى غزة

إقرأ أيضاً:

هجوم إسرائيلي على وكالة USAID الأمريكية بزعم تعاطفها مع حماس

عقب القرار الأمريكي بوقف تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID" عن بعض الدول العربية والأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد زعمت محافل الاحتلال أن هذه الوكالة تضخ ملياراتها لدعم المنظمات العاملة ضده، من خلال تعاونها مع اليسار الإسرائيلي، ووصفها إيلون ماسك بأنها "منظمة إجرامية"، كونه يرأس إدارة كفاءة الحكومة (DOGE).

تسفي سادان المؤرخ والباحث في الحركة التقدمية، ذكر أن "الوكالة الأمريكية تسيطر على ميزانية قدرها 40 مليار دولار، ولديها عمليات في جميع أنحاء العالم، ورغم كونها مؤسسة حكومية، لكنها ترتبط بعشرات المؤسسات الخاصة والمنظمات غير الحكومية، وتدير سياسة مستقلة، وتدعم أساساً المنظمات اليسارية التقدمية حول العالم، مع أنها تأسست في الستينيات لمكافحة الشيوعية، التي لم تعد تشكل تهديدًا بعد سقوط جدار برلين في 1989، ومنذ التسعينيات، أصبح هدفها تعزيز الديمقراطيات حول العالم".

وزعم في مقال نشره موقع ميدا اليميني، وترجمته "عربي21"، أن "وثائق الوكالة تثبت أنها حوّلت مبالغ كبيرة لمنظمات يسارية فلسطينية وإسرائيلية، بعضها نشط في الاحتجاجات ضد الانقلاب القانوني وأثناء الحرب على غزة، بل ومنظمات مرتبطة بحماس والسلطة الفلسطينية، زاعما أنه منذ السابع من أكتوبر 2023 تلقى الفلسطينيون 2.7 مليار دولار من الإدارة الأمريكية ومنظمات التنمية الدولية، زاعماً أنها حوّلت قبل ستة أيام من الهجوم الشهير 900 ألف دولار لمنظمة غزية مقربة من حماس".


وتابع أن "المليارات التي تذهب للمنظمات اليسارية الإسرائيلية والفلسطينية ليست مخصصة فقط للاحتياجات الإنسانية، ولا لتعزيز الديمقراطية البرلمانية، بل تهدف هذه المليارات لتعزيز المشروع التقدمي، الذي يرى في دولة الاحتلال حجر عثرة يمنع العالم من أن يصبح مكانا أفضل، مؤسسة "زوخروت" لتعزيز حق العودة للفلسطينيين، ومنظمات تريد إقامة دولة فلسطين بدلاً من دولة الاحتلال، لأن الوكالة التي تؤيد حق العودة، فهي تنكر حق وجود الدولة اليهودية؛ وهذه إشارة أنها معادية للصهيونية ومعادية للسامية في الوقت نفسه".

واعتبر أن "الوكالة الأمريكية تدعم منظمات يسارية يترأس أحدها جوديث بيتلر، التي قالت في 2006 إن حماس وحزب الله حركتان اجتماعيتان تقدميتان، وجزء من اليسار العالمي، وبعد وقت قصير من هجوم حماس في السابع من أكتوبر، قالت إن "الهجوم عمل من أعمال المقاومة . لم يكن إرهابياً، ولا معادياً للسامية، بل هجوم ضد الإسرائيليين، وشكّل انتفاضة من حالة عبودية ضد جهاز دولة عنيف".

ونقل عن "أكيلي مبيمبي أحد قادة المؤسسات الحاصلة على تمويل الوكالة الأمريكية أن "إسرائيل" نموذج لدولة تجمع في داخلها خصائص العنصرية القاتلة الانتحارية، والمثال الأكثر كمالاً لذلك هو احتلالها الاستعماري لفلسطين، ولهذا السبب فإن الشخص "الانتحاري" هو الجسد المحتل الذي يتحول لقطعة من المعدن وظيفتها ولادة الحياة الأبدية بالتضحية بالنفس، وفي الموت يتكاثر الجسد، ويتحرر حرفياً ومجازياً من الحصار والاحتلال، دون أن يذكر اليهود الذين قتلهم هذا الانتحاري، لأنهم شرّ مطلق، وليس لهم الحق في الوجود".


وأوضح أنه "لا يوجد فرق كبير بين هذه التصريحات وشعارات حماس التي انشغلت بالفعل بالتخطيط لعملية طوفان الأقصى، وأصحاب هذه المواقف يظهرون في المسيرات الحاشدة الداعية لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وتطالب بالإفراج عن المختطفين، وبأي ثمن، ويدعون لحرب أهلية ضد اليمين الإسرائيلي، باعتباره أسوأ من النازيين، وليس له الحق في الوجود".

وختم بالقول إن "المليارات المحوّلة من الولايات المتحدة وأوروبا للمنظمات اليسارية والمرتبطة بحماس والسلطة الفلسطينية لا تترك مجالاً للشك في أن كل هذا المبلغ الضخم من المال يتم تحويله لكيانات تعمل على القضاء على دولة الاحتلال".

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأمريكي لشئون المحتجزين: حماس تدرك أنها لن تحكم غزة بعد الحرب
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • مسؤول عسكري سابق: إذا تجددت الحرب لن تُهزم حماس و”إسرائيل” ستفقد شرعيتها الدولية 
  • أرض الصومال قاعدة إسرائيل في الحرب ضد اليمن
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة
  • الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب في السودان.. واتهامات للدعم السريع
  • الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب بالسودان.. واتهامات للدعم السريع
  • هجوم إسرائيلي على وكالة USAID الأمريكية بزعم تعاطفها مع حماس
  • اكتشاف مقبرة جماعية تضم مئات الجثث شمال الخرطوم
  • اكتشاف مقبرة جماعية سرية بالقرب من معتقل للدعم السريع شمال الخرطوم