بوابة الوفد:
2024-11-24@13:51:29 GMT

غزة مقبرة الغزاة

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

الإخفاقات الاقتصادية الكبيرة التى لحقت بإسرائيل جراء حربها فى غزة التى دخلت يومها الـ68 دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وكبار ضباط الجيش إلى محاولة تعويض الخسائر عن طريق تحقيق الحد الأدنى من الإنجازات الميدانية على أرض الواقع أمام الرأى العام الإسرائيلى قبل الانتقال إلى مرحلة الحساب.

وعلى الرغم من ذلك فإنه قد أشيع خلال الساعات القليلة الماضية عن خضوع كبار ضباط الاحتلال إلى التحقيق فى سرية تامة وعاجلة لتحميلهم نتائج عدم تنفيذ الخطة العسكرية فى الوقت المحدد لها والتى كان مخططاً أنها ستكون بمثابة نزهة فى غزة لولا بسالة رجال المقاومة التى أطالت أمد الحرب.

إسرائيل أعلنت فى بداية الحرب بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، أنها مستمرة فى حربها على غزة ولن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها جميعاً، ومنها القضاء تمام على حركة المقاومة حماس وفرض إدارة أمنية جديدة لقطاع غزة.

الواقع أن جيش الاحتلال بات يعمل الآن فى غزة وفقاً لنظرية الأيدى المرتعشة، وظهرت عمليات النيران الصديقة نتيجة لفقدان جنود الاحتلال لاتزانهم النفسى وإصابتهم بهلاوس بسبب المقاومة الشديدة لعفاريت غزة، الذين يخرجون من تحت الأرض ويقفزون فوقها بصدورهم العارية بقوة وبسالة لم يشهد لها الاحتلال مثيلاً، ولا يتوقف نضالهم إلا بالقفز على جسر الشهداء ارتقاء للسماء.

إسرائيل أيقنت أنها لن تحقق أهدافها إلا بالسيطرة على الأرض فدخلت فى حرب برية شاملة كبدتها خسائر كبيرة مادية وفى الأرواح، بالإضافة إلى إصابات بالغة بين جنودها، ومازالت بقعة السيطرة الإسرائيلية على الأرض داخل القطاع لم تتعد 20% من المساحة الإجمالية وأغلبها من المساحات الفضاء غير المأهولة بالسكان.

ونظراً لصعوبة الاقتحام البرى الكامل رغم عمليات الإبادة الجماعية، فإن العديد من التحديات قد تمنع إسرائيل من استمرار عملياتها البرية لفترات طويلة، خاصة أن العديد من الدول الداعمة بدأت تواجه ضغوطاً شعبية كبيرة رافضة للغزو والدمار، كما أنها بدأت تستشعر المخاطر التى قد تعود عليها سياسيا فى دعم العملية البرية الإسرائيلية والاستمرار فى مذابح غزة وما يشهده العالم أجمع من استنفار لمواجهة هذه الجرائم فى حق الإنسانية.

الحقيقة أنه مع تنامى استياء الرأى العام الغربى من مشاهد القتل والدمار فى غزة، تستنفد إسرائيل رصيدها الدبلوماسى تدريجيا لدى تلك الدول، ولعل الرسائل التى وجهها الرئيس الأمريكى جو بايدن مؤخرا للاحتلال خير دليل على ذلك، ومن قبله استهجن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فكرة استمرار الحرب، كما طالب رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز بالانتقال إلى مرحلة وقف إطلاق النار التام فى غزة، واستنكر رئيس الوزراء البلجيكى ألكنسدر دى كرو، قيام إسرائيل بحجب المساعدات الإنسانية.

باختصار.. أمريكا حذرت إسرائيل مؤخراً من هزيمتها استراتيجياً بسبب ما تفعله فى غزة، وطالبت فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وغيرها من الدول بضرورة وقف الحرب البرية فوراً، الأمر الذى يؤكد أن إسرائيل لن تتمكن من استمرار عملياتها العسكرية، كما أن دخولها إلى الأماكن المأهولة بالسكان سوف يرفع فاتورة الخسائر البشرية الضخمة بين السكان الفلسطينيين ما يزيد الأمور توتراً وتعقيداً.

تبقى كلمة.. يبدو أن دماء أبناء غزة الطاهرة التى روت أرض مهبط الأنبياء سوف تكون وبالاً على اليهود وكبيرهم نتنياهو مصاص الدماء الأعظم، وسوف ينتهى بسببها طموحه السياسى.. كما ستكون وبالاً على بايدن الكفيل الرسمى لجرائم اليهود وستكون سبباً رئيسياً فى مغادرته البيت الأبيض بلا رجعة وسقوطه الذريع فى الانتخابات الرئاسية بعد الانهيار الكبير لشعبيته.

غزة سوف تطيح بالكثير من العروش فى المنطقة والعالم لأنها ببساطة تمثل ورقة التوت التى كشفت عورات الخونة والمناوئين والداعمين لضياع الحق العربى وسوف يسقط الجميع فى بئر الخيانة وتبقى فلسطين عربية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار غزة مقبرة الغزاة ديه إسرائيل غزة دخلت يومها ضباط الجيش فى غزة

إقرأ أيضاً:

عدوي: الحرب المفروضه على السودان اثرت على النشاط اﻻقتصادى والتجاري

قال فريق اول مهندس عماد الدين عدوي سفير السودان بالقاهرة علي ان الحرب التى فرضها المليشيا المتمردة على السودان أثرت على النشاط الاقتصادى والتجارى بشكل عام.واشار خلال حديثة السبت فى الملتقى الاول لرجال الأعمال السودانيين والمصريين بفندق تريومف بالقاهرة الذي انعقد بعنوان إعادة اعمار امن غذائى مشترك للبلدين إلى ان الحرب حدت من فرص التجارة الحدودية مبينا ان التبادل التجاري والتعاون الممتد مع الاشقاء فى مصر لم يتأثر مضيفا إنما كانت الحرب دافعا نحو مزيد من التلاحم والتعاون والتلاقى والابتكار والفرص والمجالات التى تمكن من خدمة شعبي وادي النيل.واشار لاستقرار معدلات التبادل التجاري بين البلدين خلال 2022\2023 ونوه سعادة السفير إلى حجم التدفقات بين البلدين لروؤس الاموال بين البلدين والشراكات المتنامية، واكد اهتمام مصر حكومة وشعبا بعملية إعادة الإعمار بالسودان.وابان ان سفارة السودان بالقاهرة حرصت على اطلاق سلسلة من الحوارات حول مختلف القضايا التى تهم الدولة السودانية ومؤسساتها المختلفة.وقال ان الشركات المصرية هى الأجدر على القيام بمواصلة محاولة إدارة حوار مع الخبراء والمهتمين حول سبل تعزيز منظومة الأمن الغذائي والوقوف على الفرص وحجم العمل المطلوب فى قطاعات الدولة بما يعزز فرص نجاح خطط اعادة الأعمار.وابان ان السفارة أحرص على اطلاق ودعم عدد من المبادرات الاجتماعية بالتعاون مع عدد من الشخصيات والنخب السودانية لدعم الرعاية للمواطنين المتواجدين فى مصر منها مبادرة نساء سفارة جمهورية السودان بالقاهرة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عدوي: الحرب المفروضه على السودان اثرت على النشاط اﻻقتصادى والتجاري
  • منطقة الخيام.. لهذا السبب تريدها إسرائيل
  • نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها “خطر شديد” على أمن إسرائيل
  • نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها "خطر شديد" على أمن إسرائيل
  • تغريم مقدسي بذريعة مساسه بمشاعر الأموات في مقبرة وهمية
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • عاجل.. الرعب يسود إسرائيل وزنزانة تنتظر نتنياهو وانفجارات تهز حيفا وبيروت وكوريا الشمالية تشعل الحرب
  • شركة طيران إيرلندية تمدد تعليق رحلاتها الجوية إلى إسرائيل
  • مذكرة اعتقال نتنياهو تشعل عاصفة داخل إسرائيل.. فيديو
  • بماذا ردت الجنائية الدولية على تشكيك إسرائيل بحيادية القاضية هولر؟