رسائل المصريين من الانتخابات
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
انتهت الانتخابات الرئاسية، واستمرت أصوات الناخبين بأعدادها الكبيرة غير المسبوقة فى تاريخ مصر وخلال الانتخابات الرئاسية التنافسية السابقة، دليلاً قويا على الاصطفاف خلف الدولة والوعى بالتحديات التى تواجهها، ورداً على مخططات أهل الشر، ورصاصة قوية فى قلب كل الكارهين لتقدم مصر إلى الأمام وبناء الدولة الحديثة.
الحوار الوطنى جاء لفتة ذكية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما دعا إليه فى حفل إفطار الأسرة المصرية يوم 26 أبريل عام 1922 لتحديد أولويات العمل فى المرحلة القادمة، حيث أفرز الحوار أن يكون هناك إشراف قضائى كامل على الانتخابات الرئاسية، وساهم فى تحريك المياه الراكدة فى الحياة السياسية، والتى تراكمت خلال العهود السابقة مما حول الأحزاب السياسية إلى ديكور للنظام.
فقد كانت الدعوة للحوار لفتة ذكية جمعت المصريين على مائدة واحدة، وكان هناك تنوع، واستيعاب جميع التيارات والأفكار، ومختلف الآراء، وتلاشت فكرة الرأى الواحد التى أصبحت لا تجدى والتى كانت وراء تكاثر «حزب الكنبة»، وتبين أن الحوار شىء صحى، لتبادل الرأى والرأى الآخر، والاستماع إلى كل الآراء بما يتوافق مع مصالح الوطن، ودرء الأفكار الهدامة، وكانت أهم نتائج الحوار الذى سيستأنف فى الفترة القادمة أنه شجع الأحزاب السياسية على الخروج من الدائرة المغلقة التى فرضتها عليها الأنظمة السابقة، وأصبحت تشارك فى العملية السياسية والمنافسة على أهم استحقاق دستورى فى مصر، وهذا نجاح يؤكد وجود تعددية سياسية حقيقية، ومنافسة شريفة على منصب الرئيس. وأحدث الحوار نقلة نوعية، وتدشينًا لمرحلة جديدة فى المسار السياسى للدولة المصرية من أجل مصلحة البلاد، وأعاد بحث ملف الإصلاح السياسى من جديد للوصول إلى كيفية تحول هذا الحوار إلى الأسلوب الأمثل لإدارة الدولة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن رسائل المصريين من الانتخابات الانتخابات الرئاسية غير المسبوقة كثافة التصويت
إقرأ أيضاً:
مادة مُشعة قتلت العالمة المصرية مكتشفة النيكل
نجل الدكتورة جرترود: والدتى قدمت الكثير لمصر وتستحق التكريم
كشف المهندس رائد عزمى بدار، نجل عالمة الجيولوجيا المصرية الراحلة الدكتورة جرترود لبيب نسيم، فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن والدته تعرضت لإشعاع ذرى أدى إلى وفاتها سريعاً؛ أثناء عملها الميدانى فى اكتشاف المعادن وتحليل طبقات التربة.
وقال «بدار» إن العالمة المصرية خرجت فى رحلة استكشافية سنة 1963؛ لاكتشاف منجم للنحاس جنوب شرق محافظة أسوان، وأثناء تعميق بحثها أصيبت برعشة فى جسدها وإعياء فاكتشفت أنها تعرضت لمادة مُشعة، وتأكدت من ذلك بقياس نسبة الإشعاع فى طبقات التربة فى الموقع من خلال جهاز Geiger counter، وتبيّن تعرضها لمادة Thorium dioxide، وهى مادة أعلى فى نسبة الإشعاع من اليورانيوم.
وأضاف: أصيبت والدتى بمرض السرطان بعد شهرين من تعرضها للإشعاع، وسافرت إلى السويد؛ التى كانت متقدمة فى ذلك الوقت بعلاج الأورام السرطانية، وتحسنت صحتها نسبيًا وعادت إلى مصر، ولكن المرض نشط مرة أخرى فى جسدها لترحل بعد شهرين من عودتها من رحلة العلاج فى الخارج، وفى رثاء الراحلة كتبت الكثير من الدوائر فى مصر ومنها الكاتب الراحل محمد أمين فى مقاله «فكرة» بصحيفة الأخبار.
وُلدت العالمة المصرية جرترود لبيب نسيم بالقاهرة أواخر يوليو 1915، لأب مصرى هو الجيولوجى الدكتور لبيب نسيم، الذى تعود جذوره إلى محافظة سوهاج؛ وأم بريطانية، وتخرجت «جرترود» بدرجة الشرف الثانية فى كلية العلوم قسم الكيمياء والجيولوجيا؛ فى جامعة الملك فؤاد الأول «القاهرة حاليًا» سنة 1939، لتكون الفتاة المصرية الأولى فى مصر والعالم العربى التى تدرس ذلك التخصص العلمى.
وحصلت على الماجستير من جامعة الملك فؤاد، لتكون الفتاة الأولى أيضا التى تحصل على هذه الدرجة العلمية فى مصر، ثم سافرت لندن لتحوز درجة دكتوراه الفلسفة فى الجيولوجيا، وعادت إلى مصر لتنضم إلى والدها الدكتور لبيب نسيم وهو من رواد قطاع التعدين فى مصر، فى العمل الميدانى والرحلات الاستكشافية فى الصحارى والجبال المصرية لاكتشاف المعادن.
وأوضح نجل عالمة الجيولوجيا لـ«الوفد»، أن جده أطلق على والدته اسم «جرترود»؛ لإعجابه بالمستشرقة الإنجليزية Gertrude Bell، التى كانت ترتاد الصحارى والجبال فى العالم العربى فى أوائل القرن العشرين.
وأضاف: سار الأمر كما خطط جدى لابنته، إذ تركت والدتى الحياة المُرفهة فى القاهرة؛ إذ كانت أسرتها أرستقراطية، لترافق جدى فى رحلاته الاستكشافية فى الصحارى والجبال وتقيم فى الخيام وتتحمل الحياة القاسية حبًا فى العلم والاكتشاف، وحققا معًا العديد من الاكتشافات فى قطاع المناجم والمعادن، ومنها اكتشاف مناجم ومعادن فى سيناء وأسوان.
وبيّن «بدار» أنه فى النصف الثانى من أربعينيات القرن الماضى اكتشفت والدته فى إحدى رحلاتها فى أسوان، منجماً لخام النيكل وهو الوحيد الذى تم اكتشافه فى مصر إلى وقتنا هذا، وقال من المعروف أن هذا المعدن استراتيجى ويدخل فى صناعة الأسلحة الثقيلة، وحاز هذا الاكتشاف على اهتمام واسع فى مصر والخارج، إذ تناقلته الصحافة المصرية الناطقة بالعربية والإنجليزية والصحافة الأجنبية.
وتابع: وبسبب أهمية هذا الكشف كرم الملك فاروق الأول والدتى؛ إذ أقام حفل شاى بسراى رأس التين بالإسكندرية، بحضور جدى الدكتور لبيب نسيم، وأهدت والدتى للملك أول سبيكة من خام النيكل، وكان هذا التكريم هو الوحيد الذى حظيت به فى حياتها وبعد وفاتها حتى وقتنا هذا، رغم إساهماتها العلمية الكبيرة فى مجالها لصالح بلدها.
ولم تكتف جرترود لبيب باكتشاف النيكل، فبعد زواجها من الدكتور عزمى بدار، انفصلت عمليًا عن الدكتور لبيب نسيم ـــ والدها، لترافق زوجها فى رحلات إلى الجبال والصحارى المصرية، فاكتشفت فى أسوان نوعا من الجرانيت الرمادى الذى سمى باسمها إلى وقتنا هذا «جرانيت جرتى» نسبة إلى لقبها التى عرفت به، وأيضا مادة الفيرميكيولايت التى تستخدم فى عزل الحرارة المرتفعة، وغيرها.