بوابة الوفد:
2025-02-21@22:31:24 GMT

القراءة والمعرفة

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

تجدر الإشارة إلى أهمية فعل القراءة وهى تجرى تحت مظلة القيم العليا؛ فالقراءة فى حدّ ذاتها قيمة معرفيّة، وستظل قيمة معرفيّة كائنةً ما كانت تلك المعرفة، سواء تمثلت فى ثقافة العقيدة والدين أو ثقافة العقل والفلسفة. ولم يكن الأمر الإلهى بكلمة (اقرأ) بالأمر الهين البسيط الذى يُستغنى عنه مع الغفلة والتردى وسقوط القيم، ولكنه كان أمراً، ولا يزال، ذا دلالة تندرج فى ذاتها فى وعى معرفى تام؛ لتشكل نظام القيم، ثم لتصبح هذه القيم فاعلة فينا أولاً، ثم تكون أفعل فى حياتنا تباعاً، ذات أثر بيّن ظاهر فى السلوك وفى الحركة وفى الحياة، لا لتنعزل بالتجاهل أو بالإهمال عن حاضراتنا الواقعيّة.

لم يكن الأمر الإلهى «اقرأ» مُجرد كلمة عابرة وكفى، ولكنه نظام معرفى موثوق بمعطيات القيم العليا، متصل شديد الاتصال بنظمها العلوية الباقية. 

قد لا نتجاوز الصواب إذا نحن قلنا إنّ مردّ جرثومة التخلف فى بلادنا إلى إهمال الأمر الإلهى «اقرأ»، فكأنما الأمر يقول : اقرأ كيما تعرف؛ لأنه لو أطيع الأمر الإلهى بالقراءة، لكانت المعرفة على اختلاف مطالبها وفروعها مُحققة لدى القارئ، وتحقيقها هو العرفان (أن تعرف)، ولا مناصّ منه مع فعل القراءة على اختلاف توجهاتها وميادين النظر فيها، وتسخيرها للعقل، وتسخير العقل لها، ولكل ما يعلوها، ويعلو بالإنسان مع المعرفة، ومع القراءة، ومع العلم فى كل حال.

إمّا أن نقرأ فنعرف، وإمّا أن لا نقرأ، فتنطمس أبصارنا وبصائرنا؛ فنتخلف ويقودنا التخلف إلى أدنى درجات التّسفل والانحطاط، وليس من وسط بين طرفين.

هذه واحدة. أمّا الثانية؛ فإنّ القراءة تأتى بمعنى التحليل النقدى أو النقد التحليلي، وكلاهما قراءة على قراءة، لكن الفارق فيما يبدو أن الأول يشمل تحليل النّص المكتوب ونقد متونه وفحص إشاراته ورموزه. 

والثانى: تصحيحُ لمسارات العقل فى أعماله من جهة كاتب النّص نفسه، ولذلك يتقدّم النقد فى هذه الحالة على التحليل، والمُرادُ به نقد الأدوات المعرفيّة، وأهمها وأولاها: تلافى القصور فى عملية القراءة نفسها وتصحيح مسار الذهن عن انحرافه بإزائها، ووضع الأطر التى تقوّمه فى طريقه بغير اعوجاج أو انحراف، الأمر الذى يترتب على هذا كله، أهمية التفسير من جهة وقدرة العقل على التأويل ثم التنوع فيهما بمقدار الكفاءة العقلية وتذوق المقروء والمكتوب. 

وعليه؛ تصبح القراءة هى القاعدة التى يقوم عليها أساس البناء المعرفى بكل ما يصدر عنه من تفسيرات وتأويلات وتخريجات، تنصب فى النهاية فى خدمة ضروب المعرفة، وخدمة النصوص المُراد تصريفها وفق قدرات العقل فى التفسير والتأويل والتخريج. وليس بالإمكان أن يقوم النقد فى مجال من المجالات بغير قراءة واعية. فكما لا تقوم المعرفة العقلية الحصيفة بغير قراءة دائمة ينشط فيها العقل؛ فكذلك النقد الفاعل المؤثر لا يقوم إلا على شعلة القراءة ووهج العناء فيها. والناقد الجيد قارئ جيد بامتياز. والقراءة الناقدة بديهة حاضرة لا تخفى على أحد: هى ألزم سمات المنهج بإطلاق.  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القراءة والمعرفة تجدر الإشارة اقرأ

إقرأ أيضاً:

مواطنون: "وقف الأب" مبادرة إنسانية تكرّم العطاء وتخلّد القيم

أكد مواطنون إماراتيون أن إطلاق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حملة "وقف الأب"، تكريماً للآباء في الدولة، ينسجم مع "عام المجتمع" الذي أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ويعكس رؤية القيادة في تعزيز التماسك الاجتماعي.

وقال الدكتور محمد حمدان بن جَرْش السويدي، عبر 24: "في ضوء شهر رمضان المبارك، ينطلق "وقف الأب" كرمزٍ للوفاء والتقدير، حيث يُسطر تاريخًا جديداً من العطاء المستدام، ويُمثل هذا الوقف صَدَقَةً جارية تُهدى لآبائنا في الإمارات، الذين كانوا ولا زالوا دوماً صروحاً من القوة والحكمة، ونجومًا تضيء سماء الحياة. فالأب، بمكانته العظيمة، ليس مجرد والد، بل هو معلمٌ ومرشد، يحمل في قلبه مشاعر الحب والعطاء، وحارس للأمل في دروبنا".

قيم التضامن والتكافل

وأكد أن إطلاق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لهذه المبادرة ليس مجرد خطوة إنسانية، بل هو دعوة لنجتمع حول قيم التضامن والتكافل، لنُعبر عن الشكر والعرفان لمن قدموا الكثير دون انتظار مقابل. 


مصدر مستدام

وبدوره لفت الدكتور سالم مخلوف النقبي، أن الوقف الخيري يُعدّ مصدراً مستداماً لدعم الأعمال الصالحة، والمبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هي عملٌ يمتد أثره عبر الأجيال، مما يجعله استثماراً حقيقياً في الخير.

أطلقه #محمد_بن_راشد.. تعرف إلى أهداف #وقف_الأب#شهر_رمضانhttps://t.co/5Xdh2a8HzO pic.twitter.com/QZSTbOPkbS

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) February 21, 2025

وقال: "إقامة وقفٍ خيريٍ عن الأب هو من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقدمها الأبناء، فهو تعبير عن الحب والوفاء، ودليل على استمرار البرّ، حتى بعد وفاته. وعندما يُخصص ريع الوقف للأعمال الخيرية، فإنه يُسهم في تحسين حياة الكثيرين، ويعزز من التكافل الاجتماعي، ويُحقق التنمية المستدامة في المجتمع. فالوقف الذي يُنفق ريعه على رعاية الفقراء، أو علاج المرضى، يكون له أثراً دائماً في بناء مجتمع متماسك ومترابط".


أرقى صور البر

وأشار د. النقبي إلى أن إنشاء وقف خيري عن الأب هو من أرقى صور البر، وأفضل ما يمكن أن يُخلّد ذكرى الأب، ويكون صدقة جارية تنفعه في قبره. فليكن لكلّ منا بصمة خير في مجتمعه، وليحرص على ترك أثر طيب ينتفع به الناس".


لفتة إنسانية

ومن جانبها لفتت الدكتورة نادية المزروعي، أن "إطلاق، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "وقف الأب" ليكون صدقة جارية عن جميع الآباء في دولة الإمارات لفتة إنسانية نبيلة، تعكس روح التكافل والعطاء المتجذرة في مجتمعنا".


وقالت: "هذه المبادرة تأتي في شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة، لترسّخ قيم البر بالوالدين والاعتراف بفضلهم، فالأب كان ولا يزال القدوة الأولى، والسند، ومصدر الحكمة والأمان في حياتنا. كما أن تخصيص ريع هذا الوقف لعلاج المرضى ورعاية المحتاجين يعكس رؤية قيادتنا الرشيدة في تسخير الخير لصالح الإنسان، ويجسد رسالة الإمارات الإنسانية التي لطالما كانت نموذجًا في العطاء المستدام. "وقف الأب" ليس مجرد مبادرة خيرية، بل هو رسالة حب ووفاء تجاه من قدموا حياتهم في سبيل أبنائهم، وهو دعوة للجميع، صغاراً وكباراً، رجالًا ونساءً، للمشاركة في عمل يخلّد ذكرى آبائنا ويجعل برّهم مستمرًا حتى بعد رحيلهم".


وقف مستدام

وأضافت د. المزروعي: "كل الشكر والتقدير للشيخ محمد بن راشد على هذه الفكرة الملهمة، التي تعزز مفهوم الوقف المستدام، وترسّخ قيم العطاء في مجتمعنا. حفظ الله قيادتنا وبارك في كل الجهود التي تسهم في تحقيق الخير للإنسانية".


بر ووفاء

وأوضحت الدكتورة وفاء الناخي أن للأب دور أساسي في حياة أبنائه، فهو الداعم الأول والموجه والظهر الذي يستندون عليه. الأب الحقيقي هو الذي يرعى ويحمي ويربي ويسهم في تربية أبناءه على القيم والفضائل والأخلاق الحميدة، ويكتسب الأبناء مهاراتهم الأساسية عن الحياة من أباءهم. لذلك وجب على الأبناء بر والديهم أحياء كانوا أم أموات.
وقالت: "نشهد اليوم إطلاق مبادرة "وقف الأب"، بمناسبة شهر رمضان المبارك، وما كانت هذه المبادرة إلا تعزيزاً لمعاني البر والوفاء لآبائنا الأفاضل".

مقالات مشابهة

  • في القيم الجمالية!
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. شباب مصر.. صفحات مضيئة فى تاريخ الحركة الطلابية المصرية
  • مواطنون: "وقف الأب" مبادرة إنسانية تكرّم العطاء وتخلّد القيم
  • اقرأ غدا في عدد البوابة: الهدنة مستمرة.. إسرائيل وحماس تتفقان على تبادل رهائن وتسليم جثث
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. «السيسي»: الشعب الفلسطيني لا يقبل التفريط في وطنه
  • اللجنة العليا للدعوة: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة
  • أمين الدعوة بالبحوث الإسلامية: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة
  • دعاء زهران: تمكين المرأة يبدأ من حقها الكامل في التعليم والمعرفة
  • القيم.. مهمَّة الإِنقاذ
  • النور حمد.. رحلته من نقد الرُعاة إلى أن أصبح مستشارًا في زريبتهم!