بوابة الوفد:
2024-09-15@01:04:03 GMT

القراءة والمعرفة

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

تجدر الإشارة إلى أهمية فعل القراءة وهى تجرى تحت مظلة القيم العليا؛ فالقراءة فى حدّ ذاتها قيمة معرفيّة، وستظل قيمة معرفيّة كائنةً ما كانت تلك المعرفة، سواء تمثلت فى ثقافة العقيدة والدين أو ثقافة العقل والفلسفة. ولم يكن الأمر الإلهى بكلمة (اقرأ) بالأمر الهين البسيط الذى يُستغنى عنه مع الغفلة والتردى وسقوط القيم، ولكنه كان أمراً، ولا يزال، ذا دلالة تندرج فى ذاتها فى وعى معرفى تام؛ لتشكل نظام القيم، ثم لتصبح هذه القيم فاعلة فينا أولاً، ثم تكون أفعل فى حياتنا تباعاً، ذات أثر بيّن ظاهر فى السلوك وفى الحركة وفى الحياة، لا لتنعزل بالتجاهل أو بالإهمال عن حاضراتنا الواقعيّة.

لم يكن الأمر الإلهى «اقرأ» مُجرد كلمة عابرة وكفى، ولكنه نظام معرفى موثوق بمعطيات القيم العليا، متصل شديد الاتصال بنظمها العلوية الباقية. 

قد لا نتجاوز الصواب إذا نحن قلنا إنّ مردّ جرثومة التخلف فى بلادنا إلى إهمال الأمر الإلهى «اقرأ»، فكأنما الأمر يقول : اقرأ كيما تعرف؛ لأنه لو أطيع الأمر الإلهى بالقراءة، لكانت المعرفة على اختلاف مطالبها وفروعها مُحققة لدى القارئ، وتحقيقها هو العرفان (أن تعرف)، ولا مناصّ منه مع فعل القراءة على اختلاف توجهاتها وميادين النظر فيها، وتسخيرها للعقل، وتسخير العقل لها، ولكل ما يعلوها، ويعلو بالإنسان مع المعرفة، ومع القراءة، ومع العلم فى كل حال.

إمّا أن نقرأ فنعرف، وإمّا أن لا نقرأ، فتنطمس أبصارنا وبصائرنا؛ فنتخلف ويقودنا التخلف إلى أدنى درجات التّسفل والانحطاط، وليس من وسط بين طرفين.

هذه واحدة. أمّا الثانية؛ فإنّ القراءة تأتى بمعنى التحليل النقدى أو النقد التحليلي، وكلاهما قراءة على قراءة، لكن الفارق فيما يبدو أن الأول يشمل تحليل النّص المكتوب ونقد متونه وفحص إشاراته ورموزه. 

والثانى: تصحيحُ لمسارات العقل فى أعماله من جهة كاتب النّص نفسه، ولذلك يتقدّم النقد فى هذه الحالة على التحليل، والمُرادُ به نقد الأدوات المعرفيّة، وأهمها وأولاها: تلافى القصور فى عملية القراءة نفسها وتصحيح مسار الذهن عن انحرافه بإزائها، ووضع الأطر التى تقوّمه فى طريقه بغير اعوجاج أو انحراف، الأمر الذى يترتب على هذا كله، أهمية التفسير من جهة وقدرة العقل على التأويل ثم التنوع فيهما بمقدار الكفاءة العقلية وتذوق المقروء والمكتوب. 

وعليه؛ تصبح القراءة هى القاعدة التى يقوم عليها أساس البناء المعرفى بكل ما يصدر عنه من تفسيرات وتأويلات وتخريجات، تنصب فى النهاية فى خدمة ضروب المعرفة، وخدمة النصوص المُراد تصريفها وفق قدرات العقل فى التفسير والتأويل والتخريج. وليس بالإمكان أن يقوم النقد فى مجال من المجالات بغير قراءة واعية. فكما لا تقوم المعرفة العقلية الحصيفة بغير قراءة دائمة ينشط فيها العقل؛ فكذلك النقد الفاعل المؤثر لا يقوم إلا على شعلة القراءة ووهج العناء فيها. والناقد الجيد قارئ جيد بامتياز. والقراءة الناقدة بديهة حاضرة لا تخفى على أحد: هى ألزم سمات المنهج بإطلاق.  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القراءة والمعرفة تجدر الإشارة اقرأ

إقرأ أيضاً:

دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي تعزز فرص التعليم المبكر بإضافة 1,000 مقعد جديد لمرحلة ما قبل الروضة ضمن 12 مدرسة خاصة

وفَّرت دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي 1,000 مقعد إضافي لمرحلة ما قبل الروضة ضمن 12 مدرسة خاصة في أبوظبي والعين والظفرة للعام الدراسي 2024-2025، في إطار جهودها لترسيخ الأسس التعليمية المتينة لطلبة أبوظبي منذ مرحلة مبكِّرة.

وفي إطار هذه المبادرة تعاونت الدائرة مع عدد من المستثمرين والجهات المعنية لدعم المدارس الخاصة الحاصلة على تقييم «جيد» وما فوق، وفق أحدث تقييمات برنامج «ارتقاء»، لافتتاح أقسام مخصَّصة لمرحلة ما قبل الروضة ضمن مرافقها التعليمية. ووضعت توجيهات ومعايير واضحة أثمرت عن زيادة في تسجيل الأطفال بعمر 3 – 4 سنوات، وتسهيل دخولهم مرحلة الروضة.

وقالت مريم الحلامي، المدير التنفيذي لقطاع التعليم المبكر بالإنابة في دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي: «نسعى إلى الاستثمار في مرحلة جوهرية من مسيرة نموّ الأطفال من خلال تعزيز فرص الوصول إلى خدمات التعليم المبكر في أبوظبي والعين والظفرة. فمرحلة التعليم المبكِّر فرصة مهمة لترسيخ مبادئ الثقة والنجاح وأُسس متينة للتعلُّم مدى الحياة. ونهدف إلى تمكين أولياء الأمور من دعم انطلاقة مسيرة أطفالهم، وإعدادهم للنجاح في المدرسة والحياة».

وتشمل المدارس الـ 12 التي توفِّر مقاعد إضافية لمرحلة ما قبل الروضة مدرسة أي بي سي الخاصة – الشامخة، ومدرسة الاتحاد الوطنية الخاصة – فلج هزاع، ومدارس أدنوك– الرويس، ومدرسة المنارة الخاصة – الشامخة، ومدارس النهضة الوطنية للبنات – المشرف، ومدرسة بيت المقدس الدولية الخاصة – مدينة محمد بن زايد، ومدرسة قادة المستقبل الدولية الخاصة – ربدان، ومدارس انترناشونال كوميونتي – الدانة، ومدرسة الشارقة الأمريكية الدولية الخاصة – مدينة شخبوط، ومدارس القمة الدولية – الدانة، ومدارس انترناشونال كوميونتي – مدينة خليفة، ومدارس أدنوك – غياثي.

أمّا المدارس التي تتطلَّع إلى إضافة قسم مخصَّص لمرحلة ما قبل الروضة، فحدَّدت الدائرة مجموعة من المعايير، منها ألا تزيد المساحات المشغولة في المدرسة عن 90%، وأن تُعِدَّ المدرسة خططاً أكاديمية مخصَّصة لهذه الفئة العمرية، وأن تحدِّد مداخل ومخارج منفصلة لطلاب ما قبل الروضة، وأن توفِّر المتطلبات اللازمة لاستيعاب 25 طالباً وطالبة، بمعدل 2.16 متر مربع للطفل الواحد، وأن تخصِّص معلماً ومساعداً لكل 25 طالباً وطالبة، وأن تعيِّن مديراً خاصاً لمرحلة ما قبل الروضة، وأن تُحدِّد الرسوم بما يناسب رسوم مرحلة الروضة المعتمَدة حالياً في المدرسة، والتي تشمل المواصلات واللباس المدرسي والكتب والموارد التعليمية وغيرها، وتعديل الترخيص لدى دائرة التنمية الاقتصادية كي يتضمَّن إدراج نشاط «الحضانة»


مقالات مشابهة

  • «الفضاء المداري» تطلق أول مهمة لدراسة تربة القمر
  • في خطورة تنسيب القيم الاجتماعية
  • «التعليم والمعرفة»: 1000 مقعد جديد لمرحلة ما قبل الروضة
  • دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي تعزز فرص التعليم المبكر بإضافة 1,000 مقعد جديد لمرحلة ما قبل الروضة ضمن 12 مدرسة خاصة
  • أحمد عمر هاشم عن مؤسسة تكوين: "لم أخشى منها"
  • اقرأ بالوفد غدا| فضيحة في الكنيست
  • المرتضى: الكيان الإسرائيلي نقيض ثقافة التنوّع ويهدم القيم الإنسانية
  • دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي تعزز فرص التعليم المبكر بإضافة 1,000 مقعد جديد لمرحلة ما قبل الروضة ضمن 12 مدرسة خاصة
  • أزهري: الإيمان الحقيقي يرتبط بقدرة المسلم على ربط العقل بالقلب خلال قراءة القرآن
  • ندوة لخريجي الأزهر بالغربية عن "كيف تدعوا ملحداً"