نعم هو استحقاق رئاسى استمر 3 أيام وكان بقدر وقيمة وعظمة مصر وشعبها وفخامة المرشحين لأرفع منصب.
شهود العيان والمراقبون الدوليون ومنظمات المجتمع المدنى العالمى والمحلى رصدوا تفاصيل الاستحقاق بكل شفافية وحتى المرشحين أنفسهم، ولم يسجلوا أى خروقات تمس الانتخابات، وكان الشعب المصرى بقدر الوعى الذى أشاد به الجميع.
أنصار كل مرشح للمنصب الرفيع تحركوا بقدر سعة قوتهم، وكانت اللجان بالخارج كرنفال تأييد للمرشح الذى يدعمونه، وفى داخل اللجان المرشح بورقته وقلمه وضميره، دون إملاء أو حتى تلميح.
والجميع قال كلمته بضمير ووعى يقيس قدرتنا على التحديات التى تواجهنا عالميا ومحليا وحدوديا.
جميع الأجهزة أدت واجبها بما يليق بالاستحقاق وكان الحشد الجماهيرى للمشاركة نموذجيًا بجهد وزارات الداخلية والعدل والادارة المحلية.
ولن تجعلنى بعض المظاهر الاحتفالية أمام اللجان انتقص من الاستحقاق فهذا ما يمكن أن يقال عليه -الشيء لزوم الشيء- المهم أن أحدًا لم يمنع أحدًا من التعبير عن نفسه والمرشح الذى يدعمه وتلك هى المسألة، فلا يمكن لوم داعم يدعم مرشحه بكل السبل المتاحة والتى تفرضها العملية الإنتخابية.
حتى أداء المحافظين أثناء الانتخابات وما قبلها كان يتمحور حول المشاركة الإيجابية كحق وطنى ودستورى مستحق، ولم يسقط أحد منهم فى خطيئة التحيز لمرشح بعينه.
فى جامعة طنطا مثلا تركزت ندواتها المكثفة على الوعى بأهمية المشاركة وحتى المسيرات التى قادها الدكتور محمود ذكى رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات كانت تستهدف الحشد للمشاركة، وكل مواطن فى النهاية مع نفسه وقلمه وورقة الانتخاب يؤشر للمستحق فى رأيه، ورأيت نموذجًا للديمقراطية برؤى العين من تحركات التنفيذيين ورجال الأمن وحتى المندوبين التقليديين.
نعم هو استحقاق بعظمة مصر ورئيسها، وأعتقد أن هذه التجربة لن تمحى من عقولنا، كمثل على الشفافية وأقولها ثانيا برغم كرنفالات التأييد خارج اللجان وعلى قدر الفكر والوعى خوطب المرشح فى الحضر والريف والبدو، ولكنهم جميعا ركزوا على الدعم للمرشح بما يليق بدولتنا، فلم أر خروقات ولا خروج على المألوف، فحتى مظاهر الفرح التقليدية أصبحت من مشاهد البيئة والعرف وكلها لا تمس عملية التصويت ولا تؤثر على الناخب داخل اللجان، وكان تميز قضاة مصر مناط فخر واعتزاز، بقدر الدماثة والابتسامة والهدوء.
دعونا نسعد بعرسنا الذى جاء بمن يستحق أن يقود الوطن فى أصعب مرحلة فنحن محاطون بالاحتقان والتوتر من كافة المناحى وأملنا كبير فى تجاوز هذه الملفات الحادة بسخونتها وخطورتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فعقلى وعقل كل مواطن مزدحم بالمطالب والأمنيات بداية من سوق حارتنا ونهاية بطبول الحروب ومخاطر المخططات التى تريد لنا السوء، ورغبتنا فى التغيير على أمل النهوض، أمنيات ومطالب مستحقة وننتظر الوفاء بها.
مصر استعادت لياقتها بعقول شباب شارك لأول مرة فى الانتخابات ولها الحق فى تعظيم وتحقيق الأمل، فى مستقبل واعد نستحقه.
وتحيا مصر، ويا مسهل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهود العيان المجتمع المدنى المحلي
إقرأ أيضاً:
سقطرى لا تشبهكم أيها الصهاينة
تدول ناشطون فيديو لحركة دؤوبة لمطار سقطرى، سواح أجانب من عدة دول، دون تفحص وتمحص، ارض مستباحة ، واحد تلك الفيديوهات يصور سيارة لاند روفر قديمة فيها شرطة يلبسون الزي الاماراتي، وحولهم الاعلام الإماراتية، ومكتوب عليها شرطة سقطرى.
هذه الجزيرة اليمنية الفريدة، والمحمية الطبيعية ،التي لم تعبث بها ايادي الانسان طيلة سنوات، اليوم وبعد تدخل دولة الامارات والسعودية، أصبحت البلد مستباحة، والشركات الأجنبية تتسابق لاستغلال ما يمكن استغلاله لكسب أرباح بدون أي ضوابط او اتفاقيات مع سلطة الدولة المعترف بها .
هناك من يقول أن سقطرى كانت تعيش وضع بائس ولم تستغل استغلال حقيقي من قبل الحكومات المتعاقبة، ويبرر ما يحدث اليوم في سقطرى.
والحقيقة أن الحكومات المتعاقبة هي حكومات وطنية، ملتزمة بضوابط وطنية، وترى في سقطرى ارض بكر ومحمية طبيعية وسيادة، لا يمكن السماح للشركات ان تربح على حساب الحفاظ على الطبيعة السقطرية، وسيادة البلد ،وتبرز عددا من الأسئلة فيما يحدث اليوم في سقطرى.
لماذا لم يكن هذا الانفتاح تحت السلطة المحلية ، وبقرار سيادة الدولة، وتحت طائلة القانون، لتكن الفائدة لسقطرى وابنائها ؟.
من المستفيد من هذه الانفتاح؟ انها الشركات متعددة الجنسيات المتواجدة في دبي، ومعظمها شركات صهيونية احتكارية، وكلائها أجانب، ومردود العمل لا يقدم لسقطرى غير بهرجة إعلامية، ورجل كهف اصبح مزار، وعلم من اعلام هذه المدينة، ولسان حال تلك البهرجة يقول هذه هي سقطرى، وهذا هو اليمن المدفون في التاريخ، والذي مازال يعيش فيها الانسان حياة من قبل هذا التاريخ.
كل شيء مقبول لو شعرنا انا السلطة المحلية في سقطرى هي السلطة الحقيقية التي تصدر التأشيرات، والدخول والخروج ، ونرى مردود اقتصادي يسهم في تطوير حياة المواطن السقطري.
وللأسف ان السواح يدخلون سقطرى بتأشيرات إماراتية، ومعظمهم سواح صهاينة في تحدي للسيادة اليمنية والمساس بالأرض والإنسان اليمني، في ظل الجرائم الصهيونية في غزة والعالم العربي والإسلامي.
اذا كان محافظ سقطرى المركوز بلحيته، يقبل ذلك مقابل ان يتورم كرشه، وكروش حاشيته من مال الصهاينة، رامين قيمهم الوطنية والعقائدية والدينية، في سقوط مدوي بما يتشدقون به لرفع راية العروبة والإسلام ، او القرش لعبهم، ولعب بالعداد قيمهم واخلاقياتهم وفرمت عقائدهم لخدمة الأعداء والصهاينة العرب واليهود .
ستبقى سقطرى يمنية الأصل والهوية، والتاريخ لا يرحم ، انها لحظة طارئة مرفوضة من قبل كل الشرفاء والاحرار، وبالتالي هي لحظة قصيرة لن تدوم، ورم سرطاني برز من مرض أصاب الوطن، سيتعافى الوطن وسيتأصل هذا المرض، وسترمى مخلفاته لمزبلة التاريخ، وستطهر سقطرى واليمن من كل هذا التدخل السافر، تدخل اقزام لنهش جسد اليمن العظيم بعظمة سد مارب و وعدن مينائها وصنعاء وجبالها الشامخة وتعز واب وطبيعتها الخلابة، وسقطرى وارضها البكر المحمية عالميا، بعظمة حضرموت ويافع الحميرية وشبوة وابين النضال وضالع الصمود، بعظمة وبطولة اليمني المغوار الذي سيذيقكم اويل ويمرغ انوفكم ، وان غدا لناظرة لقريب .
لن يصح الا الصحيح، ولن الترى الدنيا على ارضي وصيا