الرهان على الشعب المصرى لا خسارة فيه، فالمصرى عندما يشعر بالخطر أمامه طريق واحد لا غير، الالتفاف خلف وطنه، فالمصريون تمكنوا على مدار 3 أيام من إبهار العالم، من خلال مشاهد الإقبال الكثيف على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية مصر 2024، فالمشهد الحضارى الذى قدمه المصريون بقدر إثارته للإعجاب فإنه أيضا ملىء بالرسائل التى لا يمكن تجاهلها، رسائل للداخل والخارج، فالمصرى عندما شعر بالأزمة وأن وطنه يواجه مخططات خارجية تستهدف النيل من أمن مصر القومى وتمس سلامة أراضيها التى دفع كل بيت بمصر ثمنها من دمه وروحه، أغلق أذنيه عن كل الدعوات الخبيثة لمقاطعة العملية الانتخابية، فالمصريون على مدار أيام الاقتراع شاركوا بأعداد غير مسبوقة وربما تتجاوز كل التوقعات.
أما عن رسائل الخارج، فالمصريون كتبوا ملحمة جديدة فى حب وطنهم، فالمصرى أثبت أن انتماءه الأول لمصر وأن الأوضاع الاقتصادية التى يعيشها المصريون لن تكون يوما سببا فى الوقوف ضد رؤية الدولة التى تم طرحها تجاه بعض الأزمات الإقليمية وعلى رأسها العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، وإعلان مصر بشكل قاطع وقوفها ضد المخطط الصهيونى بتهجير سكان غزة إلى سيناء الحبيبة بهدف تصفية القضية الفلسطينية، ورغم الضغوط التى تُمارس على الدولة المصرية إلا أنها تقف صامدة وبثبات على موقفها بأن الأمن القومى المصرى خط أحمر وأنه لا تفريط فى شبر واحد من أرض سيناء الغالية، ونزول الشعب المصرى بهذه الكثافة إنما هو تأكيد على أنه يدرك التحديات التى تواجه الدولة وبأن شعب مصر يدعم ويساند ويؤيد وطنه، وأن الشعب على استعداد لتحمل أى ضغوط فى مقابل الحفاظ على أمن واستقرار مصر، فخرج بالملايين الحاشدة يعبر عن إرادته الحرة فى صناديق الاقتراع فى انتخابات نزيهة وشفافة.
وأيضا لابد أن نشيد بدور الأحزاب التى شاركت فى العملية الانتخابية، فعلى الرغم من وجود 3 مرشحين رئاسيين يمثلون 3 أحزاب مصرية من تيارات مختلفة، وأحزاب أخرى قررت دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى لولاية ثانية، ورغم هذا التباين إلا أن المشهد الانتخابى خرج بصورة مشرفة تعكس التفاف الجميع حول المصلحة الوطنية للبلاد، فكانت معركة فى حب مصر للحفاظ على حالة الاستقرار السياسى والأمنى التى تتمتع بها مصر، من أجل التصدى لهذه المخططات، واستكمال مسيرة البناء والتنمية دون أى ارتباك، خاصة أن العالم يمر بمفترق طرق وتحتاج فيه مصر للاختيار الأمثل للقيادة الحكيمة.
وأثمن أيضا دور الهيئة الوطنية للانتخابات التى أدارت العملية الانتخابية فى ظروف شديدة الحساسية والتعقيد، وفى ظل تربص خارجى بالعملية الانتخابية، ومحاولة التشكيك قبل أن تبدأ، لكن خبرة القضاء المصرى ونزاهته المعهودة تمكنت من العبور بمصر إلى بر الأمان، فخرج للعالم مشهد ديمقراطى لا تشوبه شائبة.
الشعب المصرى العظيم دائماً يكسب الرهان عندما تراهن عليه، فالمشاركة غير المسبوقة فى الانتخابات الرئاسية المصرية بالداخل تعكس الوعى الكبير لدى الشعب بحقوقه الدستورية والقانونية.
أخيراً .. أهنىء كل مصرى على العبور إلى الجمهورية الجديدة، فالمصرى فى الداخل والخارج كان على مستوى الحدث، انطلاقا من المسئولية الوطنية للشعب المصرى النابعة من انتماء وولاء لوطنه، ففى أوقات الأزمات الكل يتحول إلى واحد صحيح.
عضو مجلس الشيوخ
عضو الهيئة العليا لحزب الوفد
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندي الرهان الشعب المصرى مراكز الاقتراع رسائل للداخل والخارج المصرى الشعب المصرى
إقرأ أيضاً:
باحث في شؤون الحركات الإسلامية: التنظيم الإرهابي يروج شائعات تستهدف ثقة المواطن في الدولة
قال ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية رغم فشلها الذريع فإنها تحاول من وقت لآخر الترويج لشائعاتها التى تستهدف بها النيل من الدولة المصرية، وتشويه الحقائق وتزييفها بالشكل الذى يربك الرأى العام ويشكك المواطن فى قدرة الدولة.
وأوضح «فرغلى»، فى حواره مع «الوطن»، أن الجماعة الإرهابية اتخذت من الإنهاك والإرباك منهجاً لها، خاصة بعد انهيارها فى ثورة 30 يونيو، وتستهدف حالياً وعى المواطن المصرى لترويج أفكارها وتنفيذ مخططاتها، وإلى نص الحوار:
مخططات الإنهاكالإنهاك والإرباك يكونان عبر وسائل متنوعة ومتعددة، من بينها الاستقطاب ونشر الشائعات بهدف تهديد الاستثمارات وتخويف المستثمرين، وفى النهاية حينما تنهك الدولة ويحدث ارتباك سياسى تضطر إلى التحاور والتفاوض، وهى الفرصة التى تنتظرها الجماعة الإرهابية للمشاركة فى الحكم أو الحصول على أى مكاسب سياسية على الأقل، وهو ما تبين للجميع فى 2014 و2015، إلى أن وصلنا إلى 2019 وتأكدنا من فشل وانهيار خطة الإخوان، وفشل الجماعة الإرهابية وإعلامهم فى حشد الجماهير أو استقطاب الجمهور، ومن هنا بدأت الخطة تتلون وتتغير وأحياناً تتوقف لفترات وجيزة، لإعادة المراجعة. برأيك ما أبرز الأساليب التى تعتمد عليها جماعة الإخوان الإرهابية فى نشر الشائعات لتشويه صورة الدولة المصرية؟
- تعمل الجماعة الإرهابية بشكل منظم ومخطط معتمدة على الإنهاك والإرباك فهما سر الخطة الإخوانية التى تم وضعها منذ سقوط الجماعة فى ثورة 30 يونيو، ووضعها مجموعة من الأشخاص من التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، وجميعهم يعملون فى المركز الدولى للأبحاث والدراسات الاستراتيجية ومقره كان فى بيروت، وهو مركز إخوانى بالكامل وليس له موقع على الإنترنت، وخلال وضع الخطة اعتمدوا فيها على نموذج «تشافيز»، فى فنزويلا، ولكن لم تفلح تلك الخطة فى مصر نظراً لطبيعة شعبها وجيشها وطبيعة الأرض وغيرها، واكتشفت الجماعة أن نموذج الإنهاك والإرباك هو الحل الأفضل فى التعامل مع المصريين.
ما الأهداف التى تسعى الجماعة الإرهابية إلى تحقيقها من خلال حملاتها؟
- جماعة الإخوان من خلال حملاتها الإعلامية تستهدف السيطرة على الرأى العام وتوجيهه وفقاً للمخططات، وحالياً عادت جماعة الإخوان الإرهابية للعمل بالخطة التى فشلت فى تنفيذها، وهى الإرباك والإنهاك، ويومياً نرى مقاطع فيديو مفبركة على السوشيال ميديا، ويتم تداولها من خلال صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، والجماعة الإرهابية بشكل عام عبارة عن خلايا وأجنحة وليست شخصاً أو فرداً بعينه.
كيف تستغل الجماعة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى فى نشر المعلومات المضللة؟
- الأساليب التى تعتمد عليها جماعة الإخوان الإرهابية فى نشر الشائعات هى الترويج والترديد والنشر على أكبر مستوى، والترويج هنا يعنى أن يتم ترديد المعلومة بشكل مكثف ولفترات طويلة حتى لو كانت المعلومة خاطئة 100%، فالترديد يحولها لمعلومة معتادة وتبدأ فى تحقيق انتشار بين الجمهور، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال الأفراد أو باستخدام التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعى والروبوتات على السوشيال ميديا، فتنشر البوست أو التويتة بنفس الفكرة وربما بصياغة مختلفة فى وقت واحد على منصات متعددة ومن خلال آلاف الحسابات، وأيضاً بالتقنيات الحديثة يمكنهم خلق آلاف التعليقات والتفاعلات لتظن أنت كمستخدم طبيعى أن هذا هو الرأى العام، ومن هنا يبدأ التأثير على المزيد من الضحايا.
«أهل الشر» يستغلون وسائل الإعلام التقليدية والمنصات الرقمية لترويج الأكاذيبكيف ترى دور المنظمات والجماعات المتحالفة مع الجماعة الإرهابية فى نشر الشائعات والأكاذيب؟
- تلعب المنظمات والجماعات المتحالفة مع الإخوان دوراً حيوياً فى نشر الشائعات وترويج خطاب الجماعة داخل مصر وخارجها، مستغلة وسائل الإعلام التقليدية والمنصات الرقمية.
هناك منظمات تتحالف مع التنظيم تعمل تحت مظلة الدعم الأيديولوجى والسياسىوهذه المنظمات تعمل تحت مظلة الدعم الأيديولوجى والسياسى لجماعة الإخوان الإرهابية، وتستفيد من الشبكات الدولية التى أنشأتها الجماعة على مدار عقود، مما يمكنها من الوصول إلى جمهور واسع، وداخل مصر تستغل هذه الجماعات الأزمات السياسية والاقتصادية للتأثير على الرأى العام، موجهة حملات تواصل فعالة تركز على بث الشكوك والترويج لفكرة عدم الاستقرار، كما تستند تلك الشائعات غالباً إلى أحداث أو قضايا محلية، وتُقدم بصورة تهدف إلى زعزعة ثقة المواطنين فى الدولة، وتصوير الوضع بأنه متجه نحو الانهيار.
أما خارج مصر، فتقوم المنظمات المتحالفة بنقل الخطاب الإخوانى الإرهابى إلى الساحة الدولية، محاولين التأثير على الرأى العام الدولى وكسب تعاطف المجتمعات الحقوقية، واستخدام الأكاذيب والشائعات لتعزيز خطاب «الإرهابية»، فى محاولة لتشويه صورة الدولة المصرية وإظهارها فى موقف ضعيف على الساحة الدولية.
برأيك، كيف يمكن للفرد العادى التمييز بين المعلومات الصحيحة والشائعات التى تروجها «الإرهابية»؟
- يمكن ذلك من خلال اتباع عدد من الخطوات الأساسية التى تسهم فى تعزيز الوعى الشخصى وتحصين النفس من الانجراف وراء الأكاذيب، ومنها التحقق من مصدر الخبر أو المعلومة، فالاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة، مثل التصريحات الحكومية ووسائل الإعلام المعروفة، يساعد فى الحصول على المعلومة من مصادرها الصحيحة، كما ينبغى البحث عن تنوع المصادر، ومراجعة معلومات من جهات متعددة، فغالباً ما تتفق المصادر الموثوقة على الحقائق الأساسية فى القضايا المهمة. ومن المفيد النظر فى الأسلوب الذى تُعرض به المعلومة، فالشائعات غالباً ما تأتى بلهجة تحريضية، وتركز على إثارة الخوف أو القلق، بينما تميل المعلومات الصحيحة إلى الطرح الموضوعى، حتى لو كانت تتناول أموراً سلبية.