رصد – نبض السودان

أجرى مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفيه ودراسات الرأي العام استطلاع رأي عام عن تشكيل سلطة مدنية بواسطة قوات الدعم السريع.

تمهيد

إتجهت قوات الدعم السريع خلال الأسابيع الماضية الى المبادرة بمساندة تكوين ما يعرف بالسلطة المدنية والتي أعلنت عن نفسها من خلال مقاطع فيديو مصورة أكدت فيها وجود مجموعات من الضباط الإداريين وضباط وضباط صف من قوات الشرطة ومهندسين وفنيين من قطاعات المياه والكهرباء ضمن صفوفها.

في ذات الوقت قامت قوات الدعم السريع بتكليف حكام بعدد من ولايات دارفور التى بسطت سيطرتها عليها مؤخراً، والاعلان عن تحمل مسئولية الامن والخدمات بتلك الولايات.. في وقت شهدت بعض اقسام الشرطة بولاية الخرطوم في امتداد الدرجة الثالثة والجريف غرب والجريف فتح ابوابها والادعاء بمزاولة اعمالها بواسطة افراد من الدعم السريع تزامناً مع ظهور محدود لبعض الافراد وهم يرتدون زي شرطة المرور في شارع الستين بالخرطوم شرق , فيما شهدت الوسائط الاعلامية مقاطع مصورة لتظاهرات محدودة فى شارع الستين بالعاصمة الخرطوم وبمدينة الضعين تحت حماية قوات الدعم السريع وهى تنادي بوقف الحرب وتؤيد تكوين السلطة المدنية .

قياساً للاحداث ومجرياتها قام مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام بطرح استبيان عن موضوع تكوين سلطة مدنية بواسطة قوات الدعم السريع عبر الانترنت ..

أخذت هذه النتائج بعد مرور 48 ساعة على طرح الإستبيان الذي شارك فيه عدد 12788 مشاركاً .. وأعطيت للمشاركين فرصة واحدة من ثلاث خيارات للإجابة على كل سؤال ( أوافق – لا أوافق – محايد ).

 

ملخص الاستطلاع :

• 78.5% من المشاركين يرون أن تشكيل السلطة المدنية بواسطة قوات الدعم السريع لن يحظى بإعتراف دولي بها .

• 54.4% من المشاركين في الاستطلاع لا يرون أن في إنشاء سلطة مدنية بواسطة قوات الدعم السريع تهديداً لوحدة السودان الجغرافية.

• 61.5% من المشاركين يرون أن تشكيل السلطة المدنية بواسطة قوات الدعم السريع سيؤدي إلى تعقيد المفاوضات القادمة .

• 88% من المشاركين يقرّون بعجز السلطة المدنية لقوات الدعم السريع عن بسط الخدمات والأمن داخل مناطق سيطرتها .
• 47% من المشاركين يتوقعون المشاركة من بعض القوى السياسية فى اجهزة السلطة المدنية المكونة بواسطة قوات الدعم السريع .

• 44.9% يرون أن المنظمات الدولية ستقوم بالتنسيق مع سلطات الدعم السريع المدنية في مجال تقديم الاغاثة والعمليات الانسانية المختلفة .

*نتائج الإستطلاع كانت على النحو التالي :

١. نسبة37.3 % من المشاركين يرون أن في قيام سلطة مدنية بواسطة قوات الدعم السريع تهديد جدي لوحدة السودان وبداية لتقسيم وتفتيت السلطة المركزية ، فيما تخالفهم الرأي نسبة 54.4% اذ لاترى أن لمثل هذه الخطوة تهديداً محتملاً على وحدة السودان وسلامة ترابه وأراضيه .. بينما تقف نسبة 8.2% في خانة الحياد.

٢. ذهبت اغلبية المشاركين بنسبة 78.5% الى أن قيام سلطة مدنية بواسطة قوات الدعم السريع لن يحظى باعتراف دولي بشرعيتها، ولا يتوقعون أن تتمكن من احرازعضوية منظمات وتجمعات المجتمع الدولي، فيما ترى نسبة 13.9% من المشاركين خلاف هذه الرؤية قياساً على بعض التجارب وترى امكانية تحقيق الاعتراف الدولي بها، بينما امتنعت نسبة 7.6% من المشاركين عن الاجابة على السؤال .

٣. تقاربت الاجابات بشأن قيام المنظمات بالتنسيق مع أي سلطة مدنية مقترحة من قبل قوات الدعم السريع في مجال الاغاثة والاعمال الانسانية حيث ترى نسبة 44.9 % امكانية ذلك بإعتبار أن المنظمات تتعامل مع الواقع الميداني على الارض دون أن يسبغ ذلك صفة الشرعية على أي طرف من الاطراف بينما ترى نسبة 40.5 % أن المنظمات لن تغامر بالتعامل مع سلطات الدعم السريع المدنية، ولن تتجاوب معها في عمليات الاغاثة والعمل الانساني عموماً .. بينما لازمت موقف الحياد من الاجابة على السؤال نسبة 14.6% من المشاركين .

٤. ترى نسبة 61.5% من المشاركين أن الاعلان عن تكوين السلطة المدنية من قبل قوات الدعم السريع الهدف منه تقوية المواقف التفاوضية وتعظيم فرص الحصول الى خيارات أكبر، وتعقيد اجندة التفاوض بينما ترى نسبة 31% عدم صحة هذا الفرضية، وأن وضعية المفاوضات يتعلق بالنواحي العسكرية وحركة القوات ولا علاقة لها بالسلطات المدنية، بينما تسمّرت نسبة 7% من المشاركين في موقف الحياد.

٥. اعربت نسبة 75.9% عن قناعتها بأن العاصمة الخرطوم لن تشهد مناطق سيطرة متوازية بين سلطات الحكومة المدنية وسلطات الدعم السريع حال التوصل الى اتفاق توقف اطلاق نار دائم أو طويل المدى ، بينما ترى نسبة 18.1% ان الواقع سيتمثل في قيام مناطق سيطرة متوازية بين الجانبين يمارس كل طرف فيها سلطاته المدنية ،وفضلت نسبة 6% عدم الاجابة على السؤال وقوفاً إلى جانب الحياد .

٦. نسبة عالية من المشاركين بلغت 88% اعربت عن قناعتها بعدم قدرة قوات الدعم السريع على بسط الامن وتوفير الخدمات داخل مناطق سيطرتها ..بينما اعربت فقط نسبة 8.2% عن اعتقادها بقدرة قوات الدعم السريع على مباشرة ادوار السلطة المدنية في مجال الأمن وتوفير الخدمات والتزمت نسبة 3.8% موقف الحياد ..

٧. وعلى ذات السياق اعربت نسبة 77% عن قناعتها بعدم قدرة قوات الدعم السريع على استقطاب وتوظيف كوادر مدنية لتوفير الخدمات بما فيها الطبية والتعليمية والجامعية وكوادر الخدمة الأمنية .. فيما ترى 15% امكانيتها على ذلك وتقطع أن للدعم السريع تجربة فى فترة الحرب تتمثل فى توظيف كوادر طبية وهندسية .. و8% من المشاركين تنظر للأمر بعين الحياد .

٨. حول امكانية تجاوز السلطة المدنية لقوات الدعم السريع اعمال الخدمات وما يتعلق بها الى ممارسة اعباء وادوار السيادة الوطنية المكتملة اعربت نسبة 73% عن قناعتها بعدم الاتجاه لذلك في الوقت الراهن على الاقل ، بينما عارضتها نسبة 17.7% من المشاركين بامكانية تحول السلطة المدنية لقوات الدعم السريع الى مباشرة كافة اعمال السيادة .. وترى ذات المجموعة بنسبة 16.5% أن الدعم السريع ربما يستكمل منظومته المدنية بتأسيس سلطات قضائية واقتصادية، بينما تناقض هذا الزعم المجموعة الأولى بنسبة 72.2 % والتى تقطع بعدم حدوث ذلك فى الوقت الراهن ويقف موقف الحياد من المشاركين نسبة 11.4%.

٩. على سبيل المثال استبعدت نسبة 74.1% امكانية أن تقوم سلطات الدعم السريع باعلان استئناف العام الدراسي او تنظيم امتحانات الشهادة السودانية لهذا العام في حين ترى نسبة 16.5% أن ليس هناك مايمنع من ذلك وتقف نسبة 9.5% في خانة الحياد ما بين الموقفين.

١٠. تقاربت اجابات المشاركين فيما يلي توقع مشاركة كوادر القوى السياسية المؤازرة لقوات الدعم السريع فى اعمال السلطة المدنية وادوارها السياسية والخدمية حال تشكيلها إذ توقعت نسبة 48.1% عدم حدوث أي مشاركات بينما أعربت نسبة 47.3% عن قناعتها بمشاركة كوادر حزبية فى اعمال سلطات الدعم السريع، وامتنعت نسبة 4.6% عن الاجابة على السؤال . استطلاع رأي عام عن تشكيل سلطة مدنية بواسطة قوات الدعم السريع.

والدعوات أن يحفظ الله السودان وأهله، وينعم عليه بالأمن والاستقرار … اللهم سلم ، اللهم سلم .

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: رأي لـ استطلاع مثيرة نتائج الاجابة على السؤال لقوات الدعم السریع السلطة المدنیة من المشارکین یرون أن

إقرأ أيضاً:

من قتل جلحة الجنرال المشاغب في الدعم السريع ولماذا يصمت الجيش السوداني؟

الخرطوم- لا يزال السودانيون يتداولون الحكايات والسيناريوهات المختلفة عن مقتل القائد الميداني البارز في قوات الدعم السريع، رحمة الله المهدي، الشهير باسم "جلحة"، الذي لقى مصرعه بالخرطوم يوم الثلاثاء الماضي.

ويُعتبر "جلحة" واحدا من أشهر قادة الدعم السريع، بحيث كان يتنقل بقواته من مختلف المحاور بين الخرطوم والجزيرة وكردفان، وينشط بشكل لافت على وسائط التواصل الاجتماعي.

في هذا التحقيق، تحاول الجزيرة نت الوقوف على الروايات المختلفة عن مقتل "جلحة" المثير للجدل، حيث يقول مراقبون إن العملية تمت بأسلوب المافيا في تصفية المنافسين. وثمة من تحدث عن خفايا اتصالات بين "جلحة" والجيش ومن قام بدور الوسيط في هذه الاتصالات.

وثمة تفاصيل كثيرة عن الخلاف بين جلحة والرجل الثاني في قوات الدعم السريع وهو الجنرال عبد الرحيم دقلو شقيق قائدها محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".

#جلحة
28 يناير 2025م

أعلنت عناصر من #مليشيا_الجنجويد خبر وفاة رئيس حركة شجعان #كردفان والمنضم ل المليشيا جلحة رحمة الله في إحدى المعارك مع الجيش.

وحقيقة الأمر أن جلحة إنسحب من محاور الجزيرة مع عدد من قواته إلى مدينة #بارا وظل يتردد بين بارا و #أم_روابه إلى قبل أيام قليلة
(1\2) pic.twitter.com/z0sHLkMGkV

— أخبار شرق كردفان (@EastKordofan) January 28, 2025

تساؤلات عن قتله

يوم الثلاثاء الماضي، نعى بعض قادة قوات الدعم السريع الجنرال رحمة المهدي "جلحة". لكن لم تكن الكلمات كافية لإزالة اللبس حول غياب الجنرال المثير للجدل حيث قفزت تساؤلات عن كيف وأين أدرك الموت "جلحة"؟

إعلان

وقبل أن يجد الناس إجابات عن أسئلتهم، كانت رواية أخرى تقول إن جلحة تعرض للتصفية على أيدي رفاقه في الدعم السريع إثر خلافات لم تكن مخفية بين الرجل الذي يعشق الظهور في السوشيال ميديا والحركة المسلحة التي يتحرك قادتها بحذر وفي صمت حتى تحسبهم أمواتا.

بدايات مشاغب

من فراغ البادية العريض، برز الشاب النحيل رحمة المهدي المعروف بـ"الجنرال جلحة". ويحاول الكاتب الصحفي محمد حامد جمعة فك شفرة البدايات للقائد المشاغب ويقول للجزيرة نت، إن جلحة لم يتلقَّ تعليما نظاميا، لكنه ظهر مع المناخ الذي أعقب اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة السودانية وقت ذاك والحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق في عام 2005، والتي شجعت بما جلبته من منافع لجنوب السودان من تنامي تيارات مطلبية خاصة في المناطق المنتجة للبترول في جنوب وغرب كردفان.

هنا يقدم "جلحة" نفسه باعتباره قائدا لحركة أسماها "شجعان كردفان"، وفي روايات أخرى يقدم نفسه قائدا لقوات "التدخل السريع"، والتي تملك جيشا جرارا يمكن أن يخوض حروبا عابرة للدول والقارات.

وهذا الزعم يصفه مصدر أمني بـ"الوهم". ويقول المصدر للجزيرة نت إن جلحة لم يكن يملك قوات ضخمة بل قوته لم تتجاوز الـ200 فرد في أفضل الأحوال.

بندقية للإيجار

من بوادي كردفان، مضى الشاب جلحة إلى ليبيا يبتغي فرص العيش الكريم، لكن ليبيا تجتاحها ثورة شعبية تقلب الأوضاع رأسا على عقب في عام 2011. وباتت القوى العسكرية الليبية تستقوي على بعضها ببنادق رجال من دول الجوار. وظاهرة البنادق الأجيرة في ليبيا عُقدت لها المؤتمرات الدولية لتفكيكها وتسريحها وإعادتها لبلاد المنشأ.

ومن بين حمَلة هذه البنادق الأجيرة كان الشاب رحمة المهدي والذي بات في صفوف قوات الجنرال خليفة حفتر، ولم ينتبه كثير من الناس لهذا الشاب والذي كثيرا ما يعتلي المنابر الإسفيرية ليقول حديثا بعضه يغضب والآخر يضحك.

إعلان

بعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل/نيسان 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني ومقتل عدد من قيادات الدعم السريع جاب قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو ميادين الدول المجاورة ليعيد استيراد البندقية المغتربة. وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام عاد جلحة للسودان منضما لقوات الدعم السريع.

وهنا، يقول الصحفي محمد حامد نوار، إن "جلحة" لم يكن على توافق كبير من شقيق حميدتي ونائبه، عبد الرحيم دقلو. كما أظهر نبرة استعلائية واستقلالية عن الدعم السريع حيث كان يقدم نفسه باعتباره قائدا لقوات "التدخل السريع" وأحيانا يبرز على الهواء عضلاته القبلية في إطار الصراع القبلي المسكوت عنه داخل "الدعم السريع"، خاصة بين قبيلتي "الرزيقات" و"حميدتي"، و"المسيرية" التي ينتمي إليها "جلحة".

شبيه القذافي

يعتقد مصدر أمني تحدث للجزيرة نت، أن "جلحة" كان يتجنب خوض المعارك الكبيرة بجانب الدعم السريع، وهو ما يتفق معه الصحفي محمد حامد جمعة، ويضيف أن "جلحة" اعتمد على "الحلقوم" وتخصص في الخطب الحماسية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

يعتقد جمعة أن جلحة كان ذكيا في تعامله مع الميدان الحربي فقد كان أيضا يبرز وجها رحيما حينما يتجنب مهاجمة المدن أو ينتقد علانية الذين يقومون بذلك كما حدث مع ضابط الدعم السريع عمر شارون الذي عنف شيخا كبيرا في ولاية الجزيرة فتصدى له جلحة على الملأ موبخا.

يرى محمد حامد جمعة أن جلحة كان متأثرا في أدائه السياسي المسرحي  بشخصية العقيد القذافي المتقلبة المزاج والمشاغبة، وتمنح اللكنة الليبية التي يتحدث بها "جلحة" المقاربة وجها آخر. وكذلك يتقمص شخصية "حميدتي"؛ فتجري على لسانه اللغة البسيطة والعميقة في الوقت ذاته.

واستخدم "جلحة" كثيرا الأمثلة الشعبية وفي مرات أخرى آيات القرآن الكريم. وبين هذا وذاك قدم خطابا شعبويا غير متماسك، وجد آذانا تستمع له ربما لفرط غرابته أو لبساطته. لكن المصدر الأمني وهو لواء متقاعد من المخابرات السودانية يلخص شخصية جلحة للجزيرة نت ويصفه بالمسرحي المهرج.

إعلان خلافات معلنة وخفية

خلافات الجنرال "جلحة" كانت كثيرة حيث عبّر عن بعضها علانية؛ إذ قال في إحدى خطبه إنه قائد "قوات التدخل السريع" وفي تغريدة أخرى منح نفسه رتبة فريق، وفي ثالثة تحدى قائد قوات الدعم السريع، بشكل غير مباشر حينما قال إن كان هنالك من يرى أنه رضع لبن الإبل في إشارة للقبائل البدوية التي ينتمى لها الجنرال حميدتي، فإنه من أبناء القبائل التي ترعى الأبقار.

وهنا يشير الصحفي جمعة إلى أن الخلاف الأبرز كان بين "جلحة" والرجل الثاني في قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، وسبب هذا الصراع "المنافسة على مقعد الرجل الثاني في قوات الدعم السريع، وتغذيه أحاسيس بالتعالي القبلي بين الرجلين".

لكن الخلاف الأشهر وقع حينما وصف عمران عبد الله، مستشار حميدتي، "جلحة" بأنه "مجرد جندي"، فكاد ذاك التصريح يشق قوات الدعم السريع المكونة في غالبها من قبيلة الرزيقات، فيما يعتبر "جلحة" من أبرز وجوه قبيلة "المسيرية". وفي وجه ضغوط كثيرة اضطرّ مستشار حميدتي للاعتذار علنا عن تصريحاته التي أغضبت "جلحة".

اتصالات مع الجيش

بعد أن سيطر الجيش السوداني والقوات المساندة له على مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، لم ينسحب جلحة إلى خطوط دفاع الدعم السريع في شمال الولاية قريبا من العاصمة الخرطوم.

ويرسم محمد حامد جمعة طريق خروج "جلحة" من الجزيرة، وهو قرار يشير إلى ذكاء الرجل وربما اقترابه من الجيش السوداني، لكن بحسب جمعة فإنه كان يخطط للعودة لكردفان ليكون قريبا من أهله "المسيرية"، وفي الوقت ذاته يتفادى الميدان الساخن.

لكن فيما يعتقد جمعة، فإن الرجل المتطلع بات تحت الرقابة في الآونة الأخيرة فلم يجد مناصا أن يبقى في المنطقة الرمادية قريبا من الجيش السوداني بشرق النيل شرقي ولاية الخرطوم.

يقول مصدرنا الأمني الرفيع إن الجيش السوداني أجرى اتصالات مع الجنرال "جلحة" بعد أن رأى تباعد المسافة بينه وبين قادة الدعم السريع. وهو أمر يفصّل فيه محمد حامد جمعة ويقول إن الاتصالات بدأت عبر بعض القيادات في تنسيقية أبناء قبيلة المسيرية.

إعلان

وحسب جمعة، فإن أعيان القبيلة وجدوا ضوءا أخضر في مساعيهم من قبل الجيش السوداني، وأن قيادات في الجيش كانت ترغب بالاستثمار في شخصية جلحة المستقلة وكذلك انتسابه لقبيلة كبيرة ومؤثرة.

ما رواية الدعم السريع؟

جاءت رواية الدعم السريع حول مقتل الجنرال "جلحة" على لسان عمر جبريل، الذي نعاه في تغريدة على منصة "إكس"، مشيرا إلى مقتله دون تقديم إيضاحات سوى إبراز بطولته.

وتواصلت الجزيرة نت مع القيادي بقوات الدعم السريع حسبو أبو الفقراء، والذي أكد مقتل جلحة في كردفان مع عدد من القادة الميدانيين بعد أن استهدفته طائرة مسيّرة تتبع للجيش السوداني.

لكن آخرين في قوات الدعم السريع أكدوا أن مقتله كان منطقة شرق النيل ومن بين هؤلاء من قدم نفسه بأنه سائقه الشخصي وآخر من كان معه حيث يفيد، في رسالة مصورة، أن قائده قتل في منطقة "الكدرو" شمالي الخرطوم بحري يوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث تم استهدافه بمسيّرة للجيش السوداني، ويقسم السائق على تبرئة الدعم السريع من دم "جلحة".

أما أسرته، فحسب بيان نشره الباشا طبيق مستشار قائد الدعم السريع، فإن ابنها مات إثر غارة بمسيرات الجيش السوداني استهدفته وشقيقه موسى.

رئيس مجلس السيادة القائد العام البرهان يتفقد الخطوط الأمامية بمنطقة الجَيلي (وكالة الأنباء السودانية) هل ثمة رواية للجيش؟

لم يتحدث الجيش رسميا عن واقعة مقتل "جلحة"، لكن هنالك قطاعات ترى أنه تمت تصفيته على يد رفاقه في قوات الدعم السريع، ومن بين هؤلاء الناشط أحمد سليمان قور، والذي يرى في تصريحات لصحيفة الكرامة، أن "جلحة" تمت تصفيته بشكل دموي من قبل قوات الدعم السريع. ويقر قور بأنه كان أحد الذين ناشدوا "جلحة" بالانسحاب من قوات الدعم السريع والانضمام لصفوف الجيش السوداني.

ويضيف الصحفي حامد جمعة، المزيد من الغموض لحكاية مقتل "جلحة"، حيث يتساءل لماذا جاء مقتله في الوقت نفسه مع مقتل عدد من القادة الآخرين في الدعم السريع؟، والذين يجمع بينهم أنهم من إثنيات أخرى غير قبيلة الرزيقات، وأن الشكوك تدور حول ولائهم للدعم السريع مثل القائد الطاهر جاه الله، القادم من بادية الشكرية في وسط السودان، واثنين من أبناء قبيلة الرشايدة في شرق السودان.

إعلان

ويرى جمعة أن الدعم السريع بات مؤخرا "قوة عمياء" تعمل بأسلوب المافيا في تصفية الشهود والقادة المنافسين.

وعن صمت الجيش، يقول جمعة إنه ليس من مصلحة الأخير منح خصمه صك براءة من دماء قائد بارز ومعروف في صفوف الدعم السريع خاصة أن غياب "جلحة" أو تغييبه تزامن مع زخم انتصارات الجيش وانكسارات الدعم السريع.

وهنا يقدم اللواء المتقاعد في المخابرات السودانية معتصم الحسن رواية أكثر تفصيلا؛ حيث يقول إن جزءا من خلافات "جلحة" مع قيادات الدعم السريع كانت حول الحقوق المادية لجنوده، وكذلك اعتذاره عن المشاركة في العمليات العسكرية التي تلت تحرير ولاية الجزيرة على يد الجيش السوداني في 11 يناير/كانون الثاني.

ويضيف اللواء الحسن أنه تم استدراج "جلحة" من قبل الدعم السريع لمنطقة شرق النيل بالخرطوم حيث تمت تصفيته هناك. وهو اتجاه يمضي فيه القيادي بالقوة المشتركة التي تقاتل بجانب الجيش السوداني عثمان ذو النون، والذي طلب في تسجيل على منصة "إكس" من عشيرة "جلحة" عدم أخذ ثأرهم من قتلة ابنهم بمفهوم قبلي بل عبر الانخراط في صفوف الجيش السوداني، وذلك درءا للفتنة القبلية.

لكن حسبو الفقراء؛ القيادي البارز في قوات الدعم السريع، يرى في رواية تصفية جلحة "دعاية سمجة تستهدف الفتنة بين منسوبي الدعم السريع". بيد أن غياب الجنرال "جلحة" في هذا التوقيت يمكن أن يحسب كخسارة فادحة لقوات الدعم السريع التي تتعرض لضغوط في ميادين القتال.

مقالات مشابهة

  • السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان
  • أكثر من 50 قتيلاً في قصف لقوات الدعم السريع على سوق بضواحي الخرطوم
  • قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن قصف أم درمان
  • مجلس الأمن يدين هجمات قوات الدعم السريع في دارفور
  • 54 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على سوق في ضواحي الخرطوم  
  • الجيش السوداني يتقدم لاستعادة مناطق حيوية من الدعم السريع
  • مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
  • من قتل جلحة الجنرال المشاغب في الدعم السريع ولماذا يصمت الجيش السوداني؟
  • الدعم السريع يعترف بالانتكاسات ويتعهد بطرد الجيش من الخرطوم  
  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات