سلطت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الضوء على الانتقادات العلنية وغير المسبوقة التي وجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. معتبرة أنها جسدت مخاوف إدارة البيت الأبيض من تداعيات عدوان جيش الاحتلال المتواصل منذ 7 أكتوبر/ على قطاع غزة، وتنذر باقتراب لحظة الحقيقة بين الحلفيين.

   

وذكرت الصحيفة أنه على مدار أكثر من شهرين، أجرى بايدن العديد من المحادثات الصعبة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة مع نتنياهو لكن خلافاتهما ظلت خلف الكواليس في هذا السياق، لكن إحباط الرئيس الأمريكي من نتنياهو وحكومته ظهر إلى العلن الثلاثاء.  

وأوضحت أن بايدن اعترض على "القصف العشوائي" الإسرائيلي لغزة وعداء حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.  

واعتبرت الصحيفة أن تصريحات بايدن العلنية وغير الاعتيادية ضد نتنياهو وحكومته تعد أيضا أقوى علامة حتى الآن على التوترات بين الحليفين، وتزايد عدم ارتياح الولايات المتحدة تجاه العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.   

والثلاثاء أفصح بايدن للمرة الأولى، بصورة علنية، عن خلافات بينه وبين القيادة الإسرائيلية، بشأن الحرب الدائرة في غزة، قائلا: إن الحكومة الإسرائيلية وخلافا لموقف واشنطن، ترفض حل الدولتين مع الفلسطينيين. 

وأوضح أنه حث نتنياهو على ضرورة تغيير حكومته (اليمنية المتطرفة)، قائلا "هذه الحكومة في إسرائيل، وهي أكثر حكومة محافظة في تاريخ البلاد، تجعل من الصعب عليه التحرك. هم لا يريدون أي شيء يشبه حل الدولتين، لا من قريب ولا من بعيد ".  

 وفي اليوم السابق لتلك التصريحات، كان بايدن، قد شدّد خلال احتفال في البيت الأبيض، بمناسبة "عيد الأنوار" اليهودي، على وجوب أن يتوخى الإسرائيليون "الحذر" لأن "الرأي العام العالمي يمكن أن يتغيّر في أي وقت".  

 عناق الدب 

ودعم بايدن بقوة وبشكل علني الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة حتى تحقيق هدفيها المعلنين وهما القضاء على حماس وتحرير أسراها من يد المقاومة في قطاع غزة، مخاطرا باحتمال غضب حلفاء في المنطقة.   

لكن بحسب مسؤولين أمريكيين فإن تصريحات بايدن الثلاثاء تشير إلى وصول ما وصفوه بإستراتيجية "عناق الدب" التي يتبعها مع نتنياهو وإسرائيل إلى حدودها القصوى، الأمر الذي سيجعل من الصعب عليه في نهاية المطاف أن يحافظ على مخاوفه خلف الكواليس.    

وتشير إستراتيجية "عناق الدب" إلى محاولة بايدن استخدام العلاقات الودية كوسيلة لتجنب المواجهة وتخفيف التوترات مع حكومة نتنياهو، لكن لا يمكن لتلك الاستراتيجية أن تكون ناجعة إذا كان خلافات جوهرية تحديات كبيرة تتطلب معالجة مباشرة ومستقبلية.   

ولفتت الصحيفة إلى أن خلافات بايدن ونتنياهو بشأن حكومته المتطرفة سبقت الحرب على غزة.  

وذكرت أن بايدن ومسؤولون أمريكيون آخرون أعربوا عن مخاوفهم بشأن وجود شخصيات متطرفة - مثل الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش - في حكومة نتنياهو، وكذلك العنف الذي يمارسه المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.  

وأضافت أن عنف المستوطنين المدعوم من المسؤولين المتطرفين بالحكومة الإسرائيلية تزايد منذ اندلاع الحرب، ووفقا للأمم المتحدة وقع 336 هجوما من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين خلال تلك الفترة.  

وبعد الحرب، اختلف بايدن ونتنياهو حول مستقبل غزة. وقال مسؤولون أمريكيون علنا إن السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، يجب أن يكون لها دور في حكم القطاع بعد الحرب، وأصروا على أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تعيد احتلال غزة أو تقليص أراضيها.  

لكن في المقابل رفض نتنياهو هذا المقترح، وقال مرارًا وتكرارًا إنه لن يقبل عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.  

وشعر المسؤولون الأمريكيون بالإحباط إزاء عدم رغبة حكومته في مناقشة السيناريوهات الواقعية لـ"اليوم التالي" في غزة، وعدائها لحل الدولتين على المدى الطويل.  

 ضوء أصفر  

ونقلت الصحيفة البريطانية عن شخص مطلع على المباحثات الأمريكية الإسرائيلية قوله إن "المنطقة تتطلع إلى الولايات المتحدة لحمل إسرائيل على طرح موقف إيجابي لكن واشنطن لا تحرز تقدما كبيرا."  

واعتبر آرون ديفيد ميلر، محلل شؤون الشرق الأوسط والزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي تصريحات بايدن بشأن نتنياهو وحكومته بمثابة ضوء أصفر ينذر بتزايد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن حرب غزة وتداعياتها.   

وذكرت الصحيفة أن أحد مصادر الاحتكاك الكبيرة بين بايدن ونتنياهو هي التكلفة الإنسانية المرتفعة للغزو الإسرائيلي لغزة، الذي أودى بحياة أكثر من 18 ألف شخص، بينما أدى إلى نزوح الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وجعل معظم الأراضي غير صالحة للسكن.  

اقرأ أيضاً

فشل في غزة.. كيف ينقذ نتنياهو نفسه؟ وإلى أين يستدرج بايدن؟

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على إسرائيل؛ للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، خاصة مع قيامها بتوسيع هجومها البري إلى جنوب قطاع غزة، حيث فر معظم السكان، لكن عدد الشهداء الفلسطينيين استمر في الارتفاع منذ استئناف القتال هذا الشهر بعد هدنة قصيرة لوقف إطلاق النار في غزة.  

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الغربيين قوله: "من الواضح جدًا أن إسرائيل تريد مواصلة العملية العسكرية في الجنوب، وتحرير أسراها من غزة، وتدمير البنية التحتية لحماس وقتل أو أسر قيادتها.. وسيستمرون في ذلك حتى ينتهوا من الثلاثة."  

 حسابات داخلية  

ويرى محللون إسرائيليون أن موقف نتنياهو الرافض لأي مقترحات أمريكية مدفوعا جزئيا بحسابات سياسية داخلية، مع تزايد التوقعات بإجراء انتخابات العام المقبل.  

وكتب أنشيل فيفر، كاتب العمود وكاتب سيرة نتنياهو، في صحيفة هآرتس الإسرائيلية: "يعلم نتنياهو أنه بمجرد تقليص إسرائيل هجومها البري في غزة - ففي غضون بضعة أسابيع، لن يتمكن من كبح الطوفان السياسي ضده، وفي المستقبل غير البعيد، سيفقد ائتلافه الحاكم قوته (الأغلبية البرلمانية)". 

وأضاف "سيحاول نتنياهو تأخير تلك اللحظة، لكن غرائزه السياسية تخبره أنه سيتعين عليه خوض انتخابات قريبا – وجميع استطلاعات الرأي تقول إنه سيخسر بفارق كبير.. لذلك فهو يحاول رسم خطوط المعركة للحملة."  

 ووفق الصحيفة فإن نتنياهو ليس وحده الذي يعتبر الحرب قضية سياسية داخلية. 

وأشارت إلى أن تصريحات بايدن ضد نتنياهو جاءت في وقت بدأ يدفع فيه الأول ثمنا سياسيا داخل الولايات المتحدة لدعمه القوي لإسرائيل.  

وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته "فايننشيال تايمز" نُشر هذا الأسبوع، أن 40% من الناخبين الأمريكيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تقدم مساعدات مالية وعسكرية "أكثر مما ينبغي" لإسرائيل في حربها ضد حماس.  

 انخفضت معدلات تأييد بايدن، وفقًا لمعدل استطلاعات الرأي على موقع 538.com، بشكل أكبر منذ اندلاع الحرب، وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أنه يتخلف عن منافسه الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، قبل عام من الانتخابات الرئاسية المقبلة.   

ولطالما شعر بايدن بعلاقات شخصية عميقة ووثيقة مع إسرائيل، الأمر الذي ساعد في تحديد نهجه الحالي، لكن مسؤولين آخرين صعّدوا من رفضهم لهذا النهج.  

وحذر وزير الدفاع لويد أوستن هذا الشهر من أن إسرائيل تخاطر بـ "هزيمة استراتيجية" ما لم تفعل المزيد لحماية المدنيين في غزة.  

 لحظة الحقيقة  

وفي إسرائيل يخشى بعض المراقبين أن يكون الخلاف الأمريكي نذيراً لتمزق قوى للعلاقات بين واشنطن وتل أبيب. 

وفي هذا الصدد، قال عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي: "أعتقد أن لحظة الحقيقة قادمة، وقريباً". 

وقارن أيالون الضغوط الأمريكية الحالية بنظيرتها إبان فترة وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر والتي كانت تستهدف "إعادة تقييم" العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في السبعينيات والتي أثارت أزمة في العلاقات.  

وقال أيالون: يمكن لبايدن أن يفعل شيئاً مماثلاً. يمكنه أن يقول: على أن أفكر في العلاقات مع تل أبيب"، وسيعرف الجميع حينها ما يعنيه ذلك: وهي نهاية محتملة للمساعدات العسكرية وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". 

ويقول آخرون إنه في حين أن انتقادات بايدن لنتنياهو أصبحت أكثر وضوحا، فإن إدارته لا تزال بعيدة عن الانفصال عن إسرائيل بشأن الحرب. 

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يقولون سراً وعلناً إنهم بينما يريدون نهاية سريعة للحرب، فإنهم يتفقون مع هدف إسرائيل المتمثل في تفكيك حماس. 

وأثناء انتقاده لإسرائيل، قال بايدن الثلاثاء إن الولايات المتحدة لن تفعل أي شيء سوى حماية إسرائيل خلال أزمتها الحالية مع حماس أم الأخيرة فيجب القضاء عليها.   

ووصف ميلر موقف بايدن بأنه جزء من "الإحباط المتزايد" تجاه حليف الولايات المتحدة.  

وعقب "لكنني لن أفسر هذا على أنه أننا نسارع نحو لحظة الحقيقة. . . وأن الرئيس على وشك أن يقول لنتنياهو كفى”. 

اقرأ أيضاً

استعادة الاتفاق النووي مع إيران.. حرب غزة فرصة لم يستغلها بايدن

  المصدر | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جو بايدن بنيامين نتنياهو الحرب على غزة الولایات المتحدة بایدن ونتنیاهو تصریحات بایدن لحظة الحقیقة الصحیفة أن قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

زلزال هز إسرائيل .. أمريكا تفتح الأبواب السرية مع حماس وتُحرج نتنياهو وتساؤلات حول خطة ترامب الجديدة؟

سرايا - فجر موقع أمريكي مفاجأة من العيار الثقيل حين كشف عن تفاصيل محادثات سرية جرت داخل الغرف المغلقة بين حركة حماس والإدارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب، لمناقشة العديد من الملفات “الحساسة” وعلى رأسها قضية الأسرى داخل غزة.


المفاجأة كان حجمها كالصاعقة على رأس "إسرائيل"، التي أصدرت عدة بيانات “ضعيفة” في محاولة منها لتقبل الضربة وامتصاص قوتها، وإظهار أن تلك المباحثات كان تجري تحت عينها، وأن الإدارة الأمريكية ترامب لم تطعنها في ظهرها، بل كل شيء منسقًا له.


ورغم تأكيد الأطراف الثلاثة “الأمريكي -الإسرائيلي- الحمساوي”، عقد تلك اللقاءات السرية في عاصمة عربية، إلا ان العديد من التساؤلات تطرح على الساحة حول هذا الأمر، وأبزرها توقيتها وأهدافها السرية، وعلاقتها باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.


وتعد هذه المرة الأولى التي تجري فيها واشنطن مباحثات مباشرة مع “حماس” التي تصنفها منظمة “إرهابية” منذ عام 1997.


وأكد البيت الأبيض، إجراء إدارة ترامب، مباحثات مباشرة مع “حماس”، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي، إن إدارة ترامب أجرت مباحثات مباشرة مع حماس، وإن المحادثات مستمرة.

وأضافت ليفيت “عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات التي تشيرون إليها أولا وقبل كل شيء، فإن المبعوث الخاص الذي شارك في تلك المفاوضات لديه السلطة”.


وأضافت أنه تمت استشارة "إسرائيل"، ومع أنها لم تحدد، نطاق تلك المباحثات، لكنها قالت إن الحوار والتحدث مع الناس في جميع أنحاء العالم لتحقيق أفضل مصالح للشعب الأميركي هو ما أكده الرئيس ترامب، الذي يعتقد أن ذلك “جهد بحسن نية للقيام بما هو صحيح للشعب الأميركي”.


من جانبه، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، علمه بإجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حماس، وقال إن "إسرائيل" أعربت للأميركيين عن رأيها بشأن تلك المباحثات.


ومن جانبه، قال قنصل "إسرائيل" في نيويورك إنه “إذا أسفرت محادثات أميركا وحماس عن عودة جميع المحتجزين فسنكون سعداء”.


وبعد تسريب تلك المعلومات، حاول ترامب تجنب “الأزمة” بإطلاقه تهديدات مباشرة لـ”حماس”، فخطاب الحركة قائلاً: “شالوم حماس، وتعني مرحبا ووداعا، ويمكنك الاختيار، إما إطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا، وإعادة فورية لجميع جثث الأشخاص الذين قتلتهم، أو إن الأمر انتهى بالنسبة لك”.


ومتوعدا باستئناف حرب الإبادة، أضاف ترامب مخاطبا حماس: نرسل لـ "إسرائيل" كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة (معدات وآليات وذخائر) ولن يكون هناك أي عضو في حماس آمنا إذا لم تنفذ ما أقول.


ولم يشر ترامب في منشوره إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي يشمل 3 مراحل واستلمت "إسرائيل" في مرحلته الأولى 33 من أسراها بالقطاع.


وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها ترامب حماس، فيما تؤكد الحركة التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام "إسرائيل" بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.


بينما يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المنصوص عليها في الاتفاق خلال الفترة الماضية.


بدورها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن مصدر مطلع قوله إن "إسرائيل" قلقة للغاية من المحادثات المباشرة لإدارة ترامب مع حماس”.


كما صرح "مصدر إسرائيلي" مطلع أن الاتصالات بين إدارة ترامب و حماس مقلقة للغاية، وقال المصدر الذي وصفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” بالمطلع “هذا الأمر من وجهة نظر "إسرائيل" أمر مقلق للغاية”.

وأضاف المصدر أنه أجرى محادثات عدة مع كبار مسؤولي حماس في قطر، والهدف الرسمي هو إطلاق سراح "الرهائن الإسرائيليين الأمريكيين"، أحياء وأمواتا – وأيضا نقل رسالة إلى حماس مفادها أنه إذا أظهرت حسن نية وأطلقت سراح الرهائن، فسيكون من الممكن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة .


وبحسب المصدر فإن “الأمريكيين وضعوا إطلاق سراح عيدان ألكسندر، وهو مواطن أمريكي، على رأس أولوياتهم، وهناك أربعة مواطنين أمريكيين آخرين يعتبرون في عداد الموتى”، مضيفًا “الاتصالات التي أجراها بولر لم تسفر عن أي اختراق. منذ البداية، لم تكن "إسرائيل" متحمسة لهذه القناة، وكانت تشك في أنها ستؤدي إلى نتائج”.


وقال ما يسمى بـ "القنصل العام الإسرائيلي" في نيويورك أوفير أكونيس، لشبكة “فوكس بيزنس” في إشارة إلى التقرير إن “إدارة الرئيس ترامب غيرت موقفها تجاه حماس بشكل جذري. فبدلا من الضغط على "إسرائيل"، فإنهم يضعون حماس تحت الضغط. سنكون جميعا سعداء برؤية المختطفين يعودون ويلتقون بأسرهم في منازلهم ووطنهم. وإذا حدث هذا نتيجة للمحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، فسنكون سعداء”.


وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى أن “القانون الأمريكي يحظر التفاوض مع منظمة إرهابية، ويتم تعريف حماس على هذا النحو في الولايات المتحدة – ولكن هناك تحذير بشأن هذا، حيث أن مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الأسرى مخول بالتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين”.


ولفتت إلى أنه “على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات، قرر البيت الأبيض أن يحاول التحدث مباشرة مع قيادة حماس وليس من خلال الوسطاء. وهذا يفسر حقيقة أن المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لم يصل بعد إلى المنطقة: يبدو أن الولايات المتحدة تريد استنفاد خيار بويلر أولا”.


هذا وأفادت وكالة “أكسيوس” الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري مفاوضات مباشرة غير علنية مع حركة “حماس” حول إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين والتوصل إلى اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار.


وتوجه جهود الإدارة الأمريكية نحو إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة وتحقيق هدنة طويلة الأمد بين الحركة الفلسطينية و "إسرائيل". ومع ذلك، لم تصل الولايات المتحدة وحركة حماس إلى أي اتفاق حتى الآن.


من جهته، قال المختص في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي، إن “هذا اللقاء يأتي بسبب قناعة إدارة ترامب أن الحديث المباشر مع حماس قد يُسرع في التوصل لاتفاقات تنهي الحرب في غزة وتؤدي للإفراج عن جميع الأسرى في غزة الأحياء والأموات، وتكون مقدمة للمخطط الكبير لدى ترامب للمنطقة ككل”.


وأشار إلى أن “الجلوس مع حماس تم قبل عدة أسابيع وليس وليد المرحلة الأخيرة وخطة ويتكوف، والمباحثات تحدثت عن هدنة طويلة الأمد، وبما يشير للتوجه الحقيقي لإدارة ترامب”، موضحًا أن “الاتصال المباشر جاء بناء على مقاربات واقعية بسبب الفشل في إيجاد بديل لـ”حماس” في غزة، وهذا يعني أن إدارة ترامب ترى بأن تحييد “حماس” عبر الذهاب لهدنة طويلة باعتبارها عصب المقاومة في فلسطين ككل وبالتالي خطط ترامب بحاجة للوصول إلى مقاربات جديدة”.


وأعرب عن “اعتقاده أن الأمريكي ليس بحاجة لموافقة الاحتلال للحديث المباشر مع “حماس”، لذلك يظهر أن الأمريكي فقط أبلغ نتنياهو بعد أن جلس مع “حماس” وليس كما تدعي "إسرائيل" بحدوث مشاورات قبل ذلك”.



هل هذه اللقاءات اعتراف أمريكي صريح بفشل إبعاد “حماس” عن المشهد؟


رأي اليوم

إقرأ أيضاً : بالفيديو .. رئيس كوريا الجنوبية المخلوع يغادر مركز التوقيف في سيؤولإقرأ أيضاً : اجتماع طارئ للجنة فلسطين لحركة عدم الانحياز في جدة السبتإقرأ أيضاً : زعيم كوريا الشمالية يلوح بتحريك غواصاته النووية ضد "الأعداء"



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#قيادة#فلسطين#ترامب#المنطقة#الشمالية#قطر#نيويورك#أمريكا#اليوم#الناس#غزة#الاحتلال#الثاني#رئيس#الوزراء#الرئيس#الخاص#القطاع#وليد



طباعة المشاهدات: 1020  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 08-03-2025 12:52 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
10 قتلى جراء أمطار غزيرة تضرب مدينة "باهيا بلانكا" في الأرجنتين "الحجاج" لفيكتور فاسنيتسوف تعرض في مزاد علني في موسكو مقابل 1.5 مليون دولار لحماية الأراضي الأمريكية .. حث المواطنين على صيد وأكل قوارض شبيهة بالجرذان! ترك اسم زوجته وخالتها في رسالة ثم انتحر .. ما القصة؟ توقيف قاصرين تسببا بحرق طالب في مدرسة بالرصيفة في... بالفيديو .. أول كلمة للشرع حول الأحداث الأخيرة في... لحظة مؤثرة .. صديق الطفل المحروق في مدرسة الرصيفة... رأفت علي: "الي زعلان يروح يشرب مية زمزم" الاعتدال الربيعي في 20 آذار .. نهاية الشتاء... بالفيديو .. رئيس كوريا الجنوبية المخلوع يغادر مركز...اجتماع طارئ للجنة فلسطين لحركة عدم الانحياز في جدة...زعيم كوريا الشمالية يلوح بتحريك غواصاته النووية ضد...هذا هو سر قرار عباس المفاجئ بإعادة المفصولين من..."المُفاوضات المُباشرة" بين واشنطن وحماس...كيف ولماذا استفزّ ترامب “الدولة العميقة” في مصر؟ هل أدار الأسد من موسكو معركة "استعادة...وسط أجواء مشحونة .. حكومة نتنياهو طالبت واشنطن... "كل دقيقة هي جحيم لهم" .. أسرى سابقون... سبب وفاة الممثل الأميركي جين هاكمان وزوجته بفيروسات... مسلسل كويتي يثير الجدل بعد مشهد ساخر من النجم... تقرير تشريح جثة جين هاكمان .. ظلّ حيًا مع زوجته... "والدتي تزوجت خطيبي" .. إيناس عز الدين... مسلسل "معاوية" يواجه أزمة في دولتين... بيان صادر عن الاتحاد الأردني لكرة القدم بخصوص بطولة الدرجة الأولى لاعب برازيلي يبكي بعد تعرضه لإساءة عنصرية "مؤلمة للروح" ليس صلاح أو مبابي .. الكشف عن أسرع لاعب في دوري الأبطال صلاح "أدار ظهره" لليفربول .. ولحظة واحدة غيرت قراره ريال مدريد يتلقى عرضا ضخما للتخلي عن خدمات إبراهيم دياز صاعقة برق تقتل مصرية وتصيب أخرى إعدام سجين أميركي بطريقة لم تستخدم منذ 15 عامًا انفجار المركبة الفضائية يؤخر 240 رحلة جوية في أميركا الملك تشارلز يكشف عن "أجمل أغانيه" أقدم حفرة نيزكية على الأرض تكشف أسرارًا جديدة اكتشاف مقبرة جماعية تضم مئات الجثث شمال الخرطوم الأمير وليام والأميرة كيت يتبعان قاعدة صادمة مع موظفي منزلهما حلاقة يابانية بعمر 108 سنوات تحطم الرقم القياسي العالمي عالمان يقترحان إرسال مدن سياحية عائمة فوق كوكب الزهرة الدب القطبي .. أعجوبة الخلق الذي لا يتجمد فراؤه مهما حصل

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • رويترز: حماس تعاملت مع جهود الوسطاء بمرونة وتنتظر نتائج المحادثات مع إسرائيل
  • صانع خطة الجنرالات يضع 3 خيارات أمام حكومة نتنياهو
  • صاندي تايمز: فشل نتنياهو في تحديد أهداف واضحة أعطى حماس فرصة للنجاة
  • نتنياهو والعودة إلى الحرب
  • هل يحوّل نتنياهو وحلفاؤه إسرائيل لدولة ثيوقراطية يحكمها دكتاتور؟
  • زلزال هز إسرائيل .. أمريكا تفتح الأبواب السرية مع حماس وتُحرج نتنياهو وتساؤلات حول خطة ترامب الجديدة؟
  • فايننشال تايمز: أمريكا تجري محادثات استكشافية مع الكونغو الديمقراطية بشأن صفقة معادن
  • إسرائيل تُعلن اعتراضها على المحادثات بين الولايات المتحدة وحماس
  • نيويورك تايمز: مواطنو ليبيا ضمن قائمة ترامب الحمراء المحظور دخولهم لأمريكا
  • رئيس هيئة دعم فلسطين: ترامب قد ينقلب على إسرائيل ونتنياهو يكرس لاحرب ولاسلم