الاغتصاب الزوجي: جريمة شبه عادية؟!
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
إعداد: سلمى بونجرة | ميسلون نصار تابِع 3 دقائق
ليس من الضروري أن ترتكب في مكان معزول أو زقاق مظلم وليس من البديهي أن يكون المعتدي مجهولا عنيفا أو مسلحا. كثيرا ما يكون مسرح الجريمة هو فراش الزوجية والجاني هو المسمى فارس الأحلام. وحين يكون الزوج هو المعتدي، تجمل الجريمة وتتحول الى شأن خاص أو مشكل أسري.
تعريف "الاغتصاب الزوجي"
تعرف الأمم المتحدة الاغتصاب الزوجي بأنه: ولوج مهبلي أو شرجي أو فموي بطابع جنسي غير توافقي لجسم شخص آخر بواسطة أي جزء جسدي أو باستخدام أداة، وكذلك أي أعمال أخرى غير توافقية بطبيعة جنسية، من قبل الزوج أو الزوج السابق أو الشريك السابق أو الحالي تعيش معه ضحية اغتصاب أو تعيش في شراكة يعترف بها القانون الوطني.
"الاغتصاب الزوجي" قانونيا
ترفض شريحة واسعة من الناس في الدول العربية تسمية "اغتصاب زوجي" وتفضل استخدام عبارة" إكراه الزوجة على المعاشرة الجنسية" وبحسب دراسة للأمم المتحدة، تجرم أغلب الدول العربية الاغتصاب بشكل عام بعقوبات تصل أحيانا إلى السجن المؤبد. لكن لا توجد أي دولة عربية تجرم الاغتصاب الزوجي بنص صريح. وفي سابقة في تاريخ القضاء في العالم العربي، أدانت محكمة في مدينة طنجة شمال المغرب عام 2019 رجلا متهما في قضية اغتصاب زوجي، واعتمدت الزوجة صاحبة الدعوى على وثائق تعرضها للاغتصاب من قبل زوجها مقدمة شهادة تثبت تعرضها لتمزق مهبلي.
أما في العالم فتجرم أكثر من 50 دولة أبرزها الولايات المتحدة ودول أوروبية واسكندنافية إكراه أي من الزوجين على ممارسة العلاقة الحميمية.
في فرنسا صدر عام 2010 قانون يسمح لقاضي شؤون الأسرة بأن يصدر أمرا بالإبعاد للزوج الذي اعتدى على زوجته، بهدف حماية الأخيرة، وهذا بحال ارتكابه لثلاثة جنح منها الاغتصاب الزوجي.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، عام 1993، شرعت 50 ولاية قوانين ضد الاغتصاب الزوجي مساوية عقوبته بعقوبة الاغتصاب من غير الزوج.
شارك في النقاش:
فدوى رجواني، ناشطة حقوقية من أكادير في المغرب
أريج عبد الرحمن حمادة، محامية ورئيسة مجموعة التحديات القانونية من الكويت
عصام عجاج، محامي بالنقض من مصر
ايناس سليم، متخصصة في الصحة الجنسية وأمراض الغدد وكاتبة عامة مساعدة في المكتب التنفيذي للجمعية التونسية للطب الجنسي من تونس.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج اغتصاب حقوق المرأة العنف ضد المرأة جريمة زواج جنس تحرش جنسي الشريعة تونس مصر الإسلام الحرب بين حماس وإسرائيل غزة إسرائيل الجيش النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
كيف نجعل من رمضان موسمًا للسعادة الأسرية؟
يأتي رمضان فتسرى روح إيمانية فياضة في الفرد المسلم، ويتسابق الجميع في الطاعآت من قراءة قرآن، وصلاة، وقيام، وصدقة، وهذا جميل وطيب.
وهناك صورة أخرى لزوجة تقضى نهارها في المطبخ تعد الإفطار، وترعى شؤون البيت، وزوج منكب على المصحف لا يتركه، وكلاهما مثاب، ولكن ماذا لو ترك الزوج مصحفه ولو لنصف ساعة، وساعد في شئون بيته وأسرته ليعودا سويًا يقرآن ويدرسان، لا بد أن الصورة ستكون أجمل حين يجتمعان على الطاعة، ويجمعان الأولاد من حولهما فحينها سيؤجر الزوج على إعانة أهله، وستجد الزوجة وقتًا لتتنسم نفحات الإيمان العطرة، ومعها نفحات السعادة الزوجية، والتضافر على الطاعة.
الاسرة / متابعات
تسابق وتنافس
يقول الدكتور إبراهيم محمد قنديل – أستاذ الحديث بجامعة الأزهر –
إن المشاركة في الطاعات تولّد المودة والحب بين الزوجين والأبناء، وتدعم أواصر القربى والصلة، وما أجمل، وما أروع أن ترى الرجل المسلم يتوجه إلى المسجد بأبنائه وأحفاده بملامح مستبشرة وخطوات ساعية إلى رضوان الله, وزوجته تحثه على ذلك.
وقد قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): “إذا أيقظ الرجل أهله من الليل، فتوضآ، فأسبغا الوضوء، ثم صليا ركعتين لله كتبا عند الله من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات” وهذا يوضح مدى أهمية الاجتماع على الطاعة، وحرص رب الأسرة على هذا الاجتماع.
مشيرًا إلى أسرة خصصت جائزة لأول شخص يختم قراءة القرآن، وفازت بها البنت الصغرى التي سبقتهم بثلاثة أجزاء، وذلك لأنها كانت تقرأ في الحصص التي تتغيب فيها المدرسات، وفى كل وقت فراغ لديها.
ويدعو د. قنديل أرباب الأسر آباء وأمهات إلى أن يخصصوا جزءًا من الوقت لمدارسة القرآن تلاوة وتفسيرًا مع أبنائهم، والحرص على تعليمهم مبادئ الدين، وليكن من رمضان بداية لهذا المنهج الإيماني الجميل.
ملاذ المؤمن
ويستهل د. صلاح الدين السرسى – كبير الباحثين بمركز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس – رأيه بقوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقوة ابن آدم ثلاثة، من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء” ويشير هذا الحديث النبوي الشريف أن الله (سبحانه وتعالى) خلقنا بجبلة اجتماعية، وجعل منا الشعوب والقبائل لنتعارف، ولنتعاون، وليعضد بعضنا البعض في وجوه البر والتقوى، والذي يتأمل العبادات الإسلامية يجدها اجتماعية الطابع، والروح، والخصائص.
فإذا كان الإنسان المسلم يمارس عباداته في دوائر اجتماعية إسلامية، فإن الدائرة الأهم دائرة الأسرة المسلمة التي يجد فيها ما لا يجده في غيرها، ويشبع من خلالها حاجاته الإنسانية من خلال الزوج أو الزوجة.
فهو يستمد منها الطاقة الوجدانية حبًا، ومودة، وحنانًا، وتعاطفًا، وتفهمًا، يرتاح فيها مما يكابده من تعب، ويستعيد في فيء تراحمها نشاطه، ويشحذ بتشجيعها همته، ويستعيد من حنوها شحن إرادته، إن خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة، أو الزوج الصالح، والصلاح هنا هو الشرط الوحيد ليجد كل منهما بغيته الإيمانية لدى الآخر، فكلاهما يمثل مرآة الآخر، فإذا قصر أحدهما لقى من رفيقه ما يعيد له قوته وعزيمته، إذا لم يستيقظ أحدهما لصلاة الفجر أيقظه رفيقه، وإذا ما استشعر أحدهما الخوف أمنَّه شريكه، وإذا خشى الفقر طمأنه قرينه بما عند الله من نعم وخيرات لا تحصى، رغبة في عمل الخير، وحبب إليه التعبد، والتصدق، والتواصل، والصبر على الشدائد، منها يستمد كل منهما الزاد المادي والروحي ليكون في الحق قويًا، وأمام المخاطر صلبًا، ومنها تتفجر ينابيع الحب الإنساني فياضة بالخير، وهى مقياس خيرية المرء كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”، هي ملاذ المؤمن اليوم بعد ما فسدت الكثير من الدوائر الأخرى، ومنها تنبع المحبة، والتواصل مع الله ورسوله، ومع طرفي هذه العلاقة: الزوج والزوجة، ومع بعضنا البعض، هي الآن مصدر الطاقة، وشحذ الهمم، وفيها نقتدى بسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وسيرة أهل بيته وأصحابه المنتجبين (رضوان الله عليهم) ومن سار على هداهم، فهم القدوة، والأسوة، والمثل الأعلى الواجب علينا احتذاؤه.