شهد الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرعي البنات والوجه البحري، احتفالية تخريج الدفعة 23 بكلية طب البنين بدمياط والتي أقيمت في مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.

رئيس جامعة الأزهر يقدم التهنئة لخريجي الدفعة 23 بطب الأزهر بدمياط نائب رئيس جامعة الأزهر للدفعة 23 طب بنين بدمياط: جدوا واجتهدوا

وخلال كلمته قدم الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة، التهنئة إلى الدفعة 23 وإلى أسرهم بمناسبة هذا اليوم الذي انتظره الجميع وهو "يوم الحصاد" الذي بُذل من أجله الغالي والنفيس.

وعبر عن سعادته بهذا اليوم الذي يشهد خلاله تخريج دفعة جديدة من أطباء المستقبل الذين أصبحوا زملاء لنا اليوم.

وأشاد بجهود إدارة كلية طب البنين بدمياط، مشيرًا إلى أنه شاهد خلال زيارته إلى دمياط صرحًا طبيًّا كبيرًا متميزًا يقدم خدمات طبية بالمجان لأهالي دمياط والمحافظات المجاورة لها.

وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر أننا قريبا سوف نسعد ونشرف بافتتاح كلية طب دمياط الجديدة، إضافة لافتتاح مراكز طبية متخصصة تكون منارات طبية في محافظات الدلتا.

وكيل الأزهر لخريجي طب الأزهر دمياط: عليكم أن تكونوا خير الناس وأنفعهم

من جانبه قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، خلال كلمته بهذه المناسبة: إن هذا اليوم هو يوم السعادة الذي يحتفي فيه الأزهر الشريف ويحتفل بالأطباء ممن تحملوا الصعاب، وبذلوا من أعمارهم ونفوسهم وحياتهم؛ من أجل تحقيق آمالهم وطموحاتهم، وسعادة آبائهم وأمهاتهم، وهو يوم الوفاء الذي يفي فيه الأزهر الشريف لهذا الوطن بهذه الكفاءات الشبابية التي تحمل آمال المستقبل المشرق، والغد المزدهر.

وأضاف : إن هذا اليوم يمثل أيضا يوم تصحيح الفكر، الذي يقدم فيه الأزهر الشريف أدلة جديدة على أن خدمة الأوطان إنما تكون بالعطاء وبالعمل، وليست بالكلام ولا بالشعارات، وهذا هو منهج الأزهر الذي يعلي من قدر العاملين في وقت يحتاج فيه الوطن إلى كل نفس لاستكمال مسيرته نحو التقدم، واليوم نرى وجوها مشرقة، ننظر إليها فتمتلئ قلوبنا سعادة، بما نراه في الخريجين الشباب من بهجة الحياة، وأمل المستقبل، وثمرات الصبر والمثابرة على العلم والتحصيل والمدارسة.

وأكد أنه في ظل ما نعانيه من آلام وحزن بسبب ما يجري في الديار العربية والإسلامية، في فلسطين الأبية وفي غزة الفتية من اعتداء صارخ يخالف ما يعرفه بنو الإنسان من أديان سماوية، وأعراف دولية ومواثيق أممية، ويستهدف الأطفال الأبرياء ودور العبادة والعزل، بما يؤكد أن الوحشية والبربرية ما تزال في طبائع الصهاينة الذين يحاولون خداع العالم بشعارات كاذبة؛ في ظل هذه الأجواء الخانقة يأتي حفل اليوم برهانا ساطعا ودليلا ناصعا على أن الخير في الأمة سيظل إلى أن يشاء الله.

الأزهر الشريف لم يقف عند الدعوة النظريةوكيل الأزهر الشريف

وأشار وكيل الأزهر إلى أن التاريخ العريق يثبت لكلية الطب بجامعة الأزهر، ومستوى خريجيها، أن الأزهر الشريف مبدع في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها؛ فلم يقف بها عند الدعوة النظرية، ولم يقف بها عند معالجة الروح والعقل، بل نقلها إلى دعوة عملية تعالج القلب والبدن معا، وهذا ناتج من أن الأزهر الشريف يدرك أن الإنسان مركب من مادة وروح، وأن المجتمع كما يحتاج إلى عالم بالشريعة ينطق بالأحكام حلالا وحراما، فإنه يحتاج كذلك إلى طبيب ماهر ينطق بأحوال الإنسان صحة ومرضا، فإذا انضم علم الأديان وعلم الأبدان في إنسان فتلك غاية غالية، وهذا هو الأزهر، وهؤلاء هم أبناؤه الذين يملكون من الكفاءة والمهارة ما يسجلون به أسماءهم في تاريخ العلم الديني والدنيوي معا.

ولفت إلى أن المجتمع أحوج ما يكون إلى هذا النموذج الأزهري الذي يجمع بين علوم الدين وعلوم البدن، وأشير هنا إلى نموذج يؤكد ريادة الأزهر الشريف في علم الطب عبر التاريخ، وهو «الشيخ أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري»، الذي كان عالما بمذاهب أئمة الفقه الأربعة، حتى لقب ب«المذاهبي»، وقد وصفه معاصروه بأنه كان عالما فذا، ومؤلفا عظيما، ترقى في مناصبه بالأزهر إلى أن أصبح شيخا للجامع الأزهر لمدة عشر سنوات، ليكون أول طبيب فقيه محقق يتولى المشيخة. ومن أبرز مؤلفاته في مجال الطب: «القول الصريح في علم التشريح».

وتابع أن الشيخ الدمنهوري لم يكتف بدراسة الطب إلى جنب العلوم الشرعية واللغوية، وإنما كان الشيخ أحمد الدمنهوري واحدا من علماء الأزهر الذين عرفوا بالثقافة الواسعة التي شملت الرياضيات والهندسة والفلك، وهكذا شأن العلماء.

تحضر الإنسان وتقدمه مرتبط بالأخلاقجانب من فعاليات حفل التخرج

وبين وكيل الأزهر أن تحضر الإنسان وتقدمه مرتبط بالأخلاق؛ ولذا عنيت الأديان والحضارات بالأخلاق عناية بالغة منذ فجر الحضارات الأولى، وعماد الإسلام هذه المنظومة الأخلاقية التي تنقل الإنسان من الفوضى والعبثية إلى النظام والترقي، وفي ذلك يقول سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ومهنة الطب لها نصيب وافر من هذه الأخلاق.

وواصل أن المتأمل للحركة العلمية الطبية يجد مبحثا عريقا من مباحث علم الطب، اقترن به منذ نشأته، وهو «الأخلاق الطبية»، ويكفي قسم أبقراط دليلا على هذه الأخلاقيات الراقية التي تضبط العلاقة بين الطبيب والمريض، ولم يغب هذا النوع من التأليف والبحث عن علماء الإسلام، فقد عرفت الحضارة الإسلامية نمطا فريدا من التصنيف الطبي يسمى «أدب الطبيب» يعنى بكل ما يجنب الطبيب الخطأ في ممارسة المهنة على ضوء القواعد الحاكمة.

وذكر نماذج لأشهر الكتب في هذا الباب ومنها: كتاب «امتحان الأطباء» لابن إسحاق، وكتاب «أخلاق الطبيب» للرازي، وكتاب «أدب الطبيب» لإسحاق الرهاوي، و«رسالة دعوة الأطباء» لابن بطلان، و«الرسالة الأفضلية في تدبير الصحة» لموسى بن ميمون، و«رسالة في بيان الحاجة إلى الطب وآداب الأطباء ووصايهم» للشيرازي، وغيرها من الكتب والرسائل.

واستطرد : نحن أمام حفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والآمال، وأثق تماما بأن الخريجين والآباء والأمهات لتمتلئ قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكم إلى مزيد من الطموح، فلا ينبغي أن تتوقف أحلامكم عند شهادة التخرج، وإنما أريدكم جميعا أن ترفعوا راية الأزهر فتكونوا إضافة جديدة في عالم «الطب الأزهري» إن صحت التسمية، وأن تسعوا للحصول على شهادة من الله بخدمة الناس ونفعهم، فتكونوا من خير الناس، ألم يقل رسول الله ﷺ: «خير الناس أنفعهم للناس»، وأريدكم أن تجمعوا إلى جنب ذلك أن تدعوا الناس إلى الله، وتبثوا في قلوبهم الأمل والرجاء والتفاؤل، بعيدا عن مفردات المرض والوجع والألم واليأس والإحباط.

وختم وكيل الأزهر كلمته بتهنئة الأطباء الجدد، ودعاء الله لهم بالتوفيق والسداد، وتوصيتهم بالخير، وتذكيرهم بما يحملونه من علم ومن تاريخ عريق للأزهر الشريف، وأنه ما أحوج واقعنا إلى خطاب الأمل بعيدا عن خطاب الألم، وما أحوجه إلى خطاب الفرح والسعادة بعيدا عن خطاب الحزن والكآبة، سائلا الله أن يحفظ بلادنا، وأن يوفق ولاة أمورنا، وأن يكشف عنا ما أهمنا، وأن يأذن بالفرج، إنه على كل شيء قدير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر نائب رئيس جامعة الأزهر تخريج الدفعة 23 يوم الحصاد نائب رئیس جامعة الأزهر الأزهر الشریف وکیل الأزهر هذا الیوم الدفعة 23 إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يدعو لفرض «حفظ النصوص الأدبية» على طلاب المدارس

أوصى الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، مؤسسات التعليم في وطننا العربي، بفرض «حفظ النصوص الأدبية» على طلاب المدارس، في مقرراتها التعليمية؛ حتى نواجه موجة التغريب التي تتعرض لها اللغة العربية والحرب الخفية ضدها.  

ودعا رئيس الجامعة في كلمته عن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، إلى تقويم اللسان العربي والاهتمام بذلك منذ الصغر، وهو ما يتأتى بحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمقطوعات الشعرية والنثرية التي تصقل اللسان وتعوده على التحدث بالعربية، لا سيما في الوقت الحالي الذي بدأت فيه العربية تُهجر، وأصبحت الكلمات الأجنبية تجري على لسان الأطفال؛ لانتشار المدارس الأجنبية التي تفرض لغتها علينا، وتجعلها لغة للتعلم والتعامل.

وأعلن الدكتور سلامة داود أن مجلس الجامعة السابق-ولأول مرة في تاريخه- اتخذ قرارًا مهمًّا بتشكيل لجنة لبحث تعريب العلوم في مجالات: الطب والهندسة والصيدلة وغيرها، لافتًا إلى أن هذه العلوم وضعت في الأصل بالعربية وترجمها الغربيون نقلًا عن علماء المسلمين، وآن الأوان أن نستعيد مكانتنا بالعودة إلى هويتنا في تلقي العلوم التي وضعنا نحن المسلمين أسسها، فابن سينا كَتب الطب بالعربية وجمعه في أرجوزة طويلة تبلغ ألف بيت كألفية بن مالك في علم النحو.

جاءت كلمة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال حضوره الافتراضي (أون لاين) لاحتفالية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في سوهاج؛ بمناسبة حصولها على شهادة الاعتماد من هيئة ضمان الجودة، والاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، في حضور الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، وإدارة الكلية وأعضاء هيئتها التدريسية، ولفيف من قيادات الأزهر الشريف في محافظة سوهاج.

وهنأ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، وإدارة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج برئاسة الدكتور علي عبد الموجود، عميد الكلية، والدكتورة فاطمة المهدي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وجميع منتسبي الكلية؛ بمناسبة حصولها على الاعتماد من هيئة ضمان الجودة.

وأشار إلى أن الجودة تعكس العناية بالتعليم، وهي عمل جماعي منظم يظهر روح الفريق بين منتسبي الكلية، وبداية طريق جديد نحو الاستزادة من العلوم والإسهام في إنتاج المعارف بدلًا من استيرادها، واستشراف ما هو جديد في ساحة العلم لا التوقف عند ما توصل إليه الآخرون.

وأكد رئيس جامعة الأزهر أنه منذ توليه رئاسة الجامعة، وبدعم متواصل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ وهو يولي اهتمامًا كبيرًا بفتح كليات جديدة في مختلف المحافظات خاصة النائية، وفي محافظات الصعيد؛ حتى يسهل على أبنائنا وبناتنا في تلك المحافظات الالتحاق بجامعة الأزهر، لافتًا إلى أن العامين الماضيين شهدا افتتاح كليات جديدة، إضافة إلى تحويل بعض الأقسام إلى كليات مستقلة.

مقالات مشابهة

  • السيسي يهنئ المنفي بيوم الاستقلال
  • رئيس جامعة الأزهر: لأول مرة تعريب علوم الطب والهندسة والصيدلة
  • عبدالجليل يشارك في حفل تخرج الدفعة العاشرة لكلية الطب بالجامعة الليبية الدولية
  • رئيس جامعة الأزهر يدعو لفرض «حفظ النصوص الأدبية» على طلاب المدارس
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يشهد احتفال اليوم العالمي للغة العربية
  • رئيس حكومة بنجلاديش: شرف عظيم زيارة مؤسسة الأزهر العريقة
  • رئيس جامعة الأزهر يلقي كلمة ترحيبية برئيس حكومة بنجلاديش المؤقتة
  • رئيس حكومة بنجلاديش يزور جامعة الأزهر
  • جامعة الأزهر تنظم زيارة لطلاب كلية الزراعة بالقاهرة لإحدى شركات القطاع الخاص
  • رئيس جامعة أسيوط يهنئ هيئة النيابة الإدارية بمناسبة مرور 70 عاما على تأسيسها