تشير المعلومات التي كشفت عنها الاستخبارات الأمريكية مؤخراً، وفقا لما نشرته صنداي تايمز، إلى أن ما يقرب من نصف الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل على غزة، والتي بلغ عددها 29 ألف غارة في الشهرين الماضيين، استخدمت فيها "قنابل غبية" بدلاً من الصواريخ الموجهة بدقة. 

 

وفقا لصنداي تايمز، إن استخدام الصواريخ غير الموجهة، والمعروفة أيضًا باسم "القنابل الغبية"، من المرجح أن يتسبب في وقوع خسائر في صفوف المدنيين في حروب المدن مقارنة بالذخائر الموجهة بدقة.

 

ذكرت شبكة "سي إن إن"، نقلاً عن ثلاثة أشخاص مطلعين على تقييم المخابرات الأمريكية، أن ما يقرب من 40 إلى 45 بالمائة من ذخائر جو-أرض التي تستخدمها إسرائيل كانت غير موجهة. وتتناقض هذه المعلومات مع ادعاءات إسرائيل بأنها تتخذ إجراءات لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في عملياتها العسكرية.

 

رداً على الوثيقة الاستخباراتية المسربة، قال الجيش الإسرائيلي: "إننا لا نتناول نوع الذخائر المستخدمة".

 

يأتي هذا الكشف في أعقاب تعليق الرئيس بايدن بأن إسرائيل شاركت في "قصف عشوائي" في غزة، مما يشير إلى تحول في دعم واشنطن الثابت للصراع. ويثير الاستخدام المزعوم للصواريخ غير الموجهة تساؤلات حول مدى فعالية الجهود الإسرائيلية لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

 

وفي حين تفيد التقارير أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل ببعض الصواريخ غير الموجهة، فقد زودتها أيضاً بأنظمة تحول "القنابل الغبية" إلى "قنابل ذكية". تعمل أنظمة ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) المجهزة بأجهزة استشعار للحركة وأجهزة تحديد المواقع GPS على تعزيز دقة القنابل، مما يسمح لها بضرب إحداثيات دقيقة بشكل مستقل.

 

على الرغم من الدعوات الدولية للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين، فإن الغارات الجوية في غزة مستمرة بلا هوادة. وفي يوم الخميس، أفادت التقارير أن غارة إسرائيلية على وسط رفح أدت إلى مقتل 24 شخصًا في منزلين. ومن المقرر أن يناقش جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، الحاجة إلى الدقة في الضربات ضد أهداف حماس خلال زيارته لإسرائيل.

 

لقد أدى الصراع المتصاعد إلى خسائر فادحة في قطاع غزة، حيث تعرض ما لا يقل عن ثلث المباني للأضرار أو للتدمير، وفقا لتحليل البيانات الأخير. وكان معدل الوفيات بين المدنيين في قطاع غزة المكتظ بالسكان مرتفعا، حيث قُتل أكثر من 18 ألف شخص منذ هجمات 7 أكتوبر، وفقا لما ذكرته وزارة الصحة في غزة. ولا يزال الوضع معقدا، حيث تناول سوليفان التوترات الإقليمية الأوسع نطاقا خلال زيارته، بما في ذلك المخاوف في لبنان واليمن والعراق وسوريا، التي تضم قوات تعمل بالوكالة عن إيران.

 

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الخميس، أنها اعترضت طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن، مما حال دون وقوع هجوم على سفينة تجارية في البحر الأحمر. وكان الحوثيون قد حذروا في السابق من استهداف السفن في الطريق التجاري الحيوي، مضيق باب المندب، إذا كانت مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

ما هي خطة ترامب لتدمير الصواريخ النووية بالليزر الفضائي؟

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع أمراً ببدء العمل على أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي طموحاً في تاريخ الولايات المتحدة، وهو نظام مصمم لاعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت ومنع حدوث دمار نووي. وقد أطلق ترامب على هذه المبادرة اسم "القبة الحديدية لأمريكا"، في إشارة إلى نظام الدفاع الجوي الشهير الذي تستخدمه إسرائيل.

لكن رؤية ترامب لهذا النظام المتطور، والتي تتضمن استخدام الليزر الفضائي، أقرب إلى برنامج "حرب النجوم" الذي أطلقه الرئيس الأسبق رونالد ريغان عام 1983 خلال ذروة الحرب الباردة. ومع ذلك، فإن تطوير نسخة جديدة من هذا البرنامج بتقنيات حديثة سيكلف مئات المليارات من الدولارات، ويواجه تحديات تقنية هائلة.
كما حذر خبراء الأسلحة النووية عبر صحيفة "فايننشال تايمز" من أن هذه المبادرة قد تدفع الصين وروسيا إلى اتخاذ تدابير مضادة تجعل النظام غير فعال.
ولهذا السبب، قررت "نشرة علماء الذرة" تحريك عقارب “ساعة القيامة” ثانية واحدة أقرب إلى منتصف الليل هذا الأسبوع.
ما هي خطة ترامب لإنشاء الدرع الصاروخي؟

وقع ترامب أمراً تنفيذياً يوم الاثنين يوجه وزير الدفاع، بيت هيغسيث، لوضع خطة خلال 60 يوماً لحماية الولايات المتحدة من هجمات الصواريخ الباليستية، والصواريخ الأسرع من الصوت، وصواريخ كروز المتقدمة.
لكن النظام المقترح من قبل ترامب مختلف تماماً عن القبة الحديدية الإسرائيلية، فهو أكثر تعقيداً وأعلى تكلفة بمستويات غير مسبوقة. حيث تعمل القبة الحديدية على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والمنخفضة الارتفاع وغير النووية، بينما يسعى نظام ترامب إلى اعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي تسير لمسافات تصل إلى 100 ضعف مقارنة بالصواريخ التي تعترضها القبة الحديدية، وبسرعات أعلى بسبع مرات.

Trump’s plan for space lasers to destroy nuclear weapons. US president orders work on defence shield going beyond Reagan’s ‘Star Wars’ program https://t.co/g4FwMvYRTG pic.twitter.com/qRCgb3z153

— Cate Long (@cate_long) January 30, 2025

وبدلاً من الأنظمة الأرضية التقليدية، ينص أمر ترامب على نشر "اعتراضات فضائية" – شبكة من الأقمار الصناعية، بعضها مزود بتقنيات ليزر متقدمة. كما يقترح تطوير طبقة إضافية من الدفاعات ذات الارتفاعات المنخفضة في حال فشل الاعتراضات الفضائية. إضافة إلى ذلك، يدعو الأمر إلى تطوير “قدرات لتدمير الصواريخ قبل إطلاقها”، أي استهداف منصات الإطلاق بدلاً من اعتراض الصواريخ فقط.
لكن الخبراء يرون أن بناء درع صاروخي فضائي محكم أمر مستحيل عملياً. يقول توم كاراك، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن: "لا يوجد غطاء أمني سحري".

كيف يعمل النظام وما هي تكلفته المحتملة؟

لإيقاف الصواريخ النووية الباليستية خلال مرحلة "التعزيز" – وهي الفترة التي تستمر من 3 إلى 5 دقائق قبل دخول الصاروخ إلى المدار – يتطلب الأمر حزماً ليزرية فعالة عبر مئات الكيلومترات، وهي تقنية غير متوفرة حالياً.
إحدى العقبات الكبرى هي ظاهرة "التوهج الحراري"، حيث يؤدي تسخين الهواء المحيط بأشعة الليزر إلى إضعاف قوتها. بينما يكون هذا التأثير ضعيفاً في الفضاء الخارجي، إلا أنه يصبح أكثر وضوحاً عند اختراق أشعة الليزر الغلاف الجوي للأرض.

كما أن تشغيل الأقمار الصناعية التي تطلق أشعة الليزر يتطلب مفاعلات نووية مصغرة أو أنظمة متطورة من الألواح الشمسية، وهي تكنولوجيا تتطلب استثمارات وأبحاث ضخمة لا يمكن إتمامها في المدى القريب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة ستكون باهظة جداً. في عام 2012، أصدرت الأكاديمية الوطنية للعلوم تقريراً يشير إلى أن حتى “نظام دفاع فضائي محدود وبإمكانيات متواضعة” سيتطلب نشر 650 قمراً صناعياً بتكلفة 300 مليار دولار. كما أن هذا النظام سيكون عرضة للهجمات المضادة، مثل الأسلحة النووية الفضائية التي طورتها روسيا مؤخراً وفقاً للاستخبارات الأمريكية.

Old Tech vs New: From Drones to Hypersonic Missiles

The industrial wars of the 20th century, like the Ukraine conflict adopts modern tools like drones, precision-guided missiles, enabled by satellite imagery, which allow both sides to execute targeted strikes rather than… pic.twitter.com/jCrcdHQqkz

— The GEOSTRATA (@TheGeostrata) January 24, 2025

تقول لورا غريغو، مديرة الأبحاث في برنامج الأمن العالمي باتحاد العلماء المهتمين: "تم التخلي عن أنظمة الدفاع الفضائية مراراً بسبب تكلفتها العالية، وصعوبتها التقنية، وإمكانية هزيمتها بسهولة".

هل يمكن أن يكون النظام الأرضي أكثر عملية؟

هناك أنظمة دفاع صاروخي فعالة حالياً، مثل أنظمة باتريوت وثاد الأمريكية وNASAMS الألمانية، التي أثبتت فعاليتها في التصدي للصواريخ الروسية في أوكرانيا.
لكن المشكلة تكمن في التكلفة. تمتلك الولايات المتحدة بالفعل برنامج دفاع صاروخي أرضي بقيمة 60 مليار دولار، يشمل 44 صاروخ اعتراض منتشر في ألاسكا وكاليفورنيا، لكنها مخصصة فقط لإيقاف هجمات من دول مارقة مثل كوريا الشمالية. وبما أن تكلفة كل صاروخ اعتراض تصل إلى 50 مليون دولار، فإن توسيع هذه المنظومة لحماية كامل الأراضي الأمريكية سيكون مكلفاً للغاية.

During President-Elect Donald J. Trump’s last Rally today before tomorrow’s Inauguration, he stated that he would direct the Military to begin construction of an “Iron Dome” Missile Defense Shield for the United States; likely in reference to Israel’s Aerial Defense Array, which… pic.twitter.com/eJ8va5ORfe

— OSINTdefender (@sentdefender) January 20, 2025

كما أن بعض الدول، مثل كوريا الشمالية، تمتلك وسائل للتحايل على هذه الأنظمة، مثل استخدام رؤوس نووية مخفية أو تقنيات تبريد تجعلها غير مرئية للصواريخ الاعتراضية الحرارية.

كيف ستتفاعل الدول النووية الأخرى؟

في حال نجاح خطة ترامب، فإنها ستؤثر على ميزان القوى النووي العالمي. فإذا تمكنت الولايات المتحدة من حماية نفسها بينما تحتفظ بقدرات هجومية نووية، فقد يدفع ذلك روسيا والصين إلى سباق تسلح متسارع للحفاظ على التوازن النووي.
يقول مانبريت سيتي، رئيس برنامج الأسلحة النووية في مركز دراسات القوى الجوية في نيودلهي: "إذا تمكنت دولة من حماية نفسها بينما تمتلك القدرة على تنفيذ الضربة الأولى، فإن ذلك يعد تهديداً خطيراً للاستقرار الاستراتيجي".

روسيا، على سبيل المثال، يمكنها ببساطة تحميل المزيد من الرؤوس النووية على صواريخها الحالية أو استهداف مناطق ذات دفاعات أضعف، مما يجعل الدرع الصاروخي عديم الجدوى من الناحية الاستراتيجية.

هل يمكن أن يكون المشروع فرصة تجارية لإيلون ماسك؟

يتطلب الجزء الفضائي من النظام مئات الأقمار الصناعية، وهي سوق تهيمن عليها حالياً شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك.
ورغم أن الحكومة الأمريكية لديها متعاقدون آخرون، إلا أن صواريخ ماسك تتميز بسعة تحميل أعلى وتكلفة أقل وتكرار إطلاق أكبر. ومع ذلك، قد يضطر ماسك إلى تقليل التركيز على مشروع ستارلينك، الذي يعد مصدر دخل رئيسياً لشركته.
لكن كل هذا يعتمد على ما إذا كان الكونغرس سيوافق على المشروع أصلاً، إذ يرى بعض الخبراء أنه أقرب إلى "الخيال العلمي" منه إلى الواقع.

مقالات مشابهة

  • كيف اغتالت إسرائيل قائد حماس محمد الضيف؟ 5 صواريخ ثقيلة
  • ما هي خطة ترامب لتدمير الصواريخ النووية بالليزر الفضائي؟
  • تقرير: مقاتلات أميركية استخدمت صواريخ ليزرية لإسقاط مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر
  • مقاتلات أميركية استخدمت صواريخ ليزرية لإسقاط مسيرات الحوثيين
  • الجيش الأمريكي ينقل صواريخ “باتريوت” من “إسرائيل” إلى أوكرانيا
  • مصدر لـCNN: أمريكا تنقل صواريخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا
  • أكسيوس: إسرائيل رفضت طلبات أوكرانيا بشأن نقل صواريخ باتريوت
  • مندوب مصر بمجلس الأمن: المجموعة العربية تدين الهجمات الإسرائيلية ضد الأونروا
  • خبراء المفرقعات يطهرون رفح من الصواريخ الإسرائيلية.. فيديو
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى