لجريدة عمان:
2024-11-24@15:03:05 GMT

حين يصير الخوف طائر البلاد الوحيد

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

حين يصير الخوف طائر البلاد الوحيد

يلاحظ عدد من نقاد فلسطين قلة عدد القاصات في فلسطين وغزة تحديدا، يقول الناقد المعروف محمد البوجي في تفسير هذه الظاهرة: (ربما انشغال الأم الغزية بواقع الحياة المأساوي بعد النكبة الذي انشغلت به كثيرا، وقامت بتأجيل حياتها إلى ما بعد التحرير، وربما يكون السبب أيضا هو أن طباعة أو نشر قصة قصيرة كان يتطلب علاقات وتواصل وهذا صعب على المرأة الفلسطينية آنذاك، أما بعد أوسلو فالأمر اختلف، سيدات كثيرات مثقفات عدن إلى غزة ولوحظت هناك حرية معينة خصوصا مع وجود مطابع كانت ممنوعة أيام الاحتلال ودوائر إعلامية ومحطات إذاعة وتلفزة، وهذا ما أدى إلى ظهور كاتبات صحفيات ومعدات برامج وناشطات ومذيعات وهنا بدأت تظهر ملامح وجود كاتبات وشاعرات).

هذه مجموعة قصصية لافتة للكاتبة الغزية نجوى شمعون، صادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، أحاول أن أقرأ هذه المجموعة بعيدًا عما يحدث الآن في غزة حيث يباد الإنسان والشجر والحجر، لكني أفشل في ذلك تماما، لا شيء ينفصل عن بعضه في غزة الحصار والاحتلال والفقر والخيبات الشخصية، والموت الشخصي والرغبة في الانعتاق، من كل ما يقتل الروح، يكتب الغزي حكايته مكتملة وشجاعة دون اضطراب او تلفيق، ودون المشي في طرقات وأذواق ولغة الآخرين، ودون رغبة سطحية في إبهار الآخرين، لا يستطيع الكاتب هناك الكذب على ذاته، وصحيح أن هناك قصة حزن كبرى مشتركة لكل الغزيين وهي الحصار الصهيوني المستمر، ويتوج الآن بتدمير غزة، لكن غزة عبارة أيضا عن قصص حزن وبطولات تتبع سياقات شخصية، هذا ما تعودنا عليه كقراء ومعجبين ومتابعين لأدب غزة، ونحن نبحث في نصوصها عن الجديد الصادق الساخن الحقيقي، والمفارق أسلوبيا مع كتابات الهم المعتاد( الذي من الضروري طبعا كتابته ومقاربته بأساليب جمالية متعددة،) بحثا عن أثر التجارب الشخصية في الحياة والتي بالطبع لا يمكن فصلها عن الهم الوطني العام.

في مجموعة (أجنحة الخوف)، نقرأ قصصا تتجاوز بنيتها السردية لتدخل تخوم الشعر، 73 قصة قصيرة، بالإمكان اعتبار عديد من الأقاصيص هنا قصائد شعرية نثرية، ففي الأقصوصة التي ُعنونت بها المجموعة، أجنحة الخوف، نقرأ شعرا متنكرا في هيئة سرد، لنقرأ السطور الأولى من الأقصوصة: (خلفها باضطراب وقفتُ ذات شتاء، نافذتي الضيقة، تتقاطع حوافها بقضبان صدئة، وقفت بعناد، بيني وبين وجه السماء الكامل، فلم أره، لكنني سمعت هديرا مخيفا، وخلف القضبان، مرت طيور فزعة، جابت الفضاء الضيق، حلّقت بعشوائية، حاولت اجتياز السماء، فردها فتيل الغيم المشتعل).

معظم القصص تتشارك في طرح قضايا النساء الفلسطينيات، المرأة التي تخرج سرا، في نص (تخرج سرا)، هي ابنة السابعة عشرة سنة التي تم وقف تعليمها، مات أبوها فورثها أشقاؤها تعمل في مطعم إخوتها، دون مستقبل، دون رغبة منها، دون إجازات، وفي نص (هو وهي) تلتزم البطلة الصمت ولا تستطيع ترجمة غضبها للصراخ في وجهه، أو تخبره أنه من المفترض أن تكون أكثر أهمية من صديقه وأن مشاعرها أثمن من أن يساوم عليها، وفي نص (أحد عشر قلبا) لم يعد التهديد بالزواج من أخرى هو ما تخشاه من زوجها، بل الطلاق إن كان ما تحمله في أحشائها أنثى سابعة، تريد أن تنجب ذكرا يحميها من الضياع وألسنة النسوة التي لا ترحم.

حول النسوية المفرطة في نصوص المجموعة تجيب الكاتبة نجوى شمعون: الكتاب نسوي لأنني أخذت على نفسي عهدا قديما أن أكون صوت النساء المقهورات المعنفات، أروي قصصهن، وأكون نبضهن، ونحن بحاجة للأدب النسوي لكي نوثق المعاناة، النسوية، النفسية والاجتماعية والوطنية للمرأة العربية عامة، الفلسطينية، خاصة وتوثيق المعاناة أول خطوة، في طريق رفعها والمطالبة بتغيير واقع المرأة.

وماذا عن كتابة الأدب النسوي في ظل أزمات وطنية عامة وهم قومي، نسأل الكاتبة فتجيب: أن نكتب الأدب النسوي في ظل الهم العام والحصار، والاحتلال هو المهمة الأعمق؛ لأن المرأة هي مركز الأحداث، وهي المتأثر المباشر لها، فهي التي تفقد الأولاد والزوج، والبيت، وهي التي تواجه وحدها العنف، دون قانون أسري أو مجتمعي أو دولي، يحميها، أفلا يكون لها صوت عال يقول ما تقوله دموعها، على الوسائد وخلف القدور؟ وقد اخترت المرأة لتكون بطلتي دائمة لي، وأكون صوتها لأمرر المعاناة الشخصية التي أفرزتها الأسرة والمجتمع أو الوطنية التي تسبب بها الاحتلال.

أجنحة الخوف عمل قصصي فلسطيني مفرط في نسويته لكنه مكتوب بلغة ساحرة وراقية، معجونة بوجع الحياة، ولعل أهم ملاحظة لاحظتها في كتابة الفلسطينيات بشكل عام في غزة هو جرأة الطرح وصدقه، ومسحة التفلسف الخفيفة التي لا تؤذي بنية السرد ولا تحرفها عن نظامها، أما عن غياب البعد الوجودي والأسئلة الكبرى في معظم كتابات غزة فأجاب عنه مرة الكاتب باسم النبريص بما معناه: غزة تقاتل بالكتابة حتى تعيش حياة أفضل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

طائر المينا.. خلية متابعة لرصده

بعد الضجة التي أثارها طائر المينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول ظهوره في الجزائر وبالتحديد بالعاصمة، قررت، مديرية الغابات في العاصمة، الذهاب في خرجة ميدانية من أجل رصده والبحث عنه.

وافاد مصطفى عادل غريب عضو مكتب بجمعية ترقية وتربية الطيور للجزائر العاصمة، أن فور نشر بيان العثور على طائر المينا في العاصمة وبالتحديد بسيدي فرج، تم مراسلتهم من قبل مديرية الغابات للمشاركة في خرجة ميدانية،  من أجل رصد هذا الحيوان الطائر الذي قيل عنه الكثير، حيث يعتبر من أخطر الطيور في العالم.

وحسب تصريح خص به النهار، قال غريب إن الخرجة الميدانية التي قررتها مديرية الغابات ستكون يوم الاثنين القادم 26 نوفمبر.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

وتم في الآونة الأخيرة، رصد طائر المينا في الجزائر، الذي اعتبرته الهيئات العالمية للبيئة التابعة للامم المتحدة من بين 3 أخطر الطيور في العالم. فلطائر المينا قدرة رهيبة في التكاثر وهو خطير جدا سواء على الانسان  أو البيئة.

من جهته، يقول مصطفى عادل غريب عضو مكتب بجمعية ترقية وتربية الطيور للجزائر العاصمة،  إن طائر المينا، له القدرة في القضاء على أي نوع من الطيور. فيأكل فروخها وبيوضها، ويستولي على أعشاشها. كما أنه يستطيع أكل الغراب من الحجم الكبير. فهو يدافع عن منطقته بشراسة.

يقلد صوت الإنسان ويقضي على المحاصيل الزراعية

وأشار غريب خلال استضافته في قناة النهار إلى أن له قدرة في تقليد الأصوات. فهو يفوق الببغاء في إعادة كلام الإنسان سواء كان رضيع أو رجل أو امرأة.

كما يمكن لهذا النوع من الطيور الخطيرة، القضاء على المحاصيل الزراعية، الذي يعتبر تهديدا للأمن الغذائي الجزائري.

عدواني وذكي جدا وناقل للأمراض !

وعن نمط عيشه مع الحيوانات الأخرى والإنسان، فكشف غريب، أن الطائر عدواني وذكي جدا في نفس الوقت. حيث قال ” إذا أحس بالخطر فيكمنه ان يتحول إلى حيوان عدواني خطير”. كما أنه ناقل للأمراض مثل “السلامونيا وانفلونزا الطيور” وهي امراض خطيرة جدا. -يضيف المتحدث-.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • أبرز مقترحات قانون الأحوال الشخصية الجديد لقضايا المرأة
  • طائر المينا.. خلية متابعة لرصده
  • ميركل تنصح بـعدم الخوف من ترامب: خاطبوه بصراحة وكونوا صادقين
  • تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية
  • التايمز: هل أدرك ترامب أخيرا محدودية شعاره الخوف هو المفتاح؟
  • الحديدة ليست الميدان الوحيد : أنصار الله يستهدفون السفن من كل أنحاء اليمن
  • فوبيا غريبة يعاني منها بعض الأشخاص.. ما علاقة الملابس؟
  • روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.. وأنصاره أغبياء
  • طائر “المينة” الخطير يظهر في الجزائر – صورة
  • ”طائر الخراب” الحوثي: صحفي يكشف الوجه القبيح للحرب في اليمن