خلصت ورقة بحث عرضها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) إلى تعرض الاقتصاد الفلسطيني لصعوبات غير مسبوقة وتداعيات كبيرة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وعلى الضفة الغربية.

تبين الورقة -التي اطلعت الجزيرة نت على نسخة منها- بأنه مع نهاية الشهر الثاني من الحرب هناك شلل شديد في الحركة الداخلية في الضفة الغربية، وهو ما يؤثر على مسارات التجارة الداخلية والخارجية وكذلك على وصول الموظفين لأعمالهم، وكذلك تفاقمت نسبة الفقر بحيث يقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن نسبة الفقر في فلسطين ستزيد إلى 35.

8% مع نهاية الشهر الثاني للحرب، مقارنة مع 26.7% قبل العدوان.

وبينت الورقة أن الاقتصاد الفلسطيني يواجه صدمات شديدة لمستوى البطالة والدخل الأساسيين، حيث تقدر منظمة العمل الدولية انخفاضا بنسبة 61% في التوظيف في قطاع غزة وانخفاضا بنسبة 24% في الضفة الغربية، بواقع 182 ألف عاطل عن العمل حاليا في القطاع، يقابله فقدان 208 ألف عامل وظائفهم في الضفة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انتهاء فرص العمل في إسرائيل والمستوطنات.

وأدى ذلك الفقدان الإجمالي للوظائف إلى خسائر في دخل العمل تقدر بحوالي 480 مليون دولار في الشهر الأول من الحرب.

جانب من عرض الورقة الاقتصادية في معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) حالة الاقتصاد عشية العدوان

أشارت الورقة إلى أن اقتصاد غزة بدأ يتراجع بشكل حاد بعد عام 2006 بسبب الحصار والحروب، وتكبد اقتصادها خسائر تزيد على 16.5 مليار دولار خلال آخر 15 سنة (بدون الحرب الأخيرة). كما بينت الورقة أن نسبة البطالة في غزة هي الأعلى في العالم عند 45% على مدار السنوات الـ10 الأخيرة.

وعند مقارنة اقتصاد غزة بحجم الاقتصاد الإسرائيلي؛ هناك بون شاسع، إذ أن إجمالي الناتج المحلي في إسرائيل حوالي 146 ضعفه في غزة، ودخل الفرد في إسرائيل يصل 175 ضعف دخل الفرد في غزة.

كما تبين الورقة أن هناك فروقات واضحة للمؤشرات الاقتصادية الرئيسية بين الضفة وغزة، وهذه الفروقات نتيجة الظروف السياسية التي يتعرض لها القطاع، فقد كان اقتصاد غزة يشكل 35% من اقتصاد فلسطين وأصبح يشكل 17% في السنوات الأخيرة، كما أن هناك علامة فارقة وواضحة بسبب الحصار وهي أن صادرات غزة أصبحت شبه معدومة، ولم تتجاوز 11 مليون دولار سنويا في أحسن حالاتها بدلا من 550 مليون دولار، إلا أن 99% من صادرات فلسطين تخرج من الضفة الغربية. وأيضا تشير الورقة إلى أن واردات غزة لا تشكل أكثر من 11% من واردات فلسطين وهذا لا يتناسب مع النسبة السكانية لغزة والتي تشكل 40% من سكان فلسطين.

اعتداءات على قطاع الزراعة

بينت الورقة أن هناك العديد من الاعتداءات والتحديات التي واجهت مزارعي الخضار حيث إن الكثير من المزارعين تعرضوا لاعتداء جسدي مباشر، وقد تم تسجيل حوالي 367 اعتداء خلال الشهرين الماضيين من قبل اتحاد المزارعين، وهذه الاعتداءات شملت الضرب والاعتقال وإطلاق النار والتهديد بالسلاح.

وفيما يتعلق بالاعتداءات على الممتلكات فقد بينت الورقة أن 17% من المزارعين تعرضوا لاعتداء على ممتلكاتهم ومحاصيلهم، وشملت الحرق والتدمير والسرقة واقتلاع الأشجار، وتركزت هذه الاعتداءات في المناطق القريبة من الجدار وكذلك في مناطق جنين وجنوب الخليل وجنوب بيت لحم، إلى جانب عدم تمكن الكثير من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.

العلاقة على طرفي الخط الأخضر

تظهر الورقة أن الشواهد التاريخية تبيّن أن حجم العلاقات الاقتصادية بين الطرفين يتقلص بشكل كبير نتيجة التصعيد الإسرائيلي على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا سيؤدي إلى انخفاض حجم التبادلات التجارية والحركة الشرائية، وبالتالي ستخفض التدفقات النقدية، وسيترتب على ذلك خسارة للمنشآت الاقتصادية الفلسطينية في قطاعات التجارة والسياحة بشكل رئيسي، خاصة التي تعتمد على تدفق فلسطينيي الداخل في نشاطها. ونتيجة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تقدر الخسائر الأولية على أنشطة التسوق من داخل الخط الأخضر إلى مناطق الضفة الغربية خلال الشهرين الماضيين بحوالي 350 مليون شيكل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الضفة الغربیة قطاع غزة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

إيهود أولمرت : غزة فلسطينية وليس لدينا ما نفعله هناك.. وترامب قد يصنع التاريخ

#سواليف

في مقابلة خصّ بها صحيفة لوفيغارو الفرنسية، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود #أولمرت إلى #الإنهاء_الفوري للحرب في قطاع #غزة وإطلاق سراح جميع #الرهائن الآن، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشددًا على أن ذلك هو الحل الوحيد الذي سينهي الصراع.

واعتبر إيهود أولمرت أنه لم يعد هناك أي مبرر عسكري لبقاء #إسرائيل في قطاع غزة، لأن استئناف #القتال يعني أن القوات الإسرائيلية ستقتل المزيد من المدنيين الأبرياء، وحتى المزيد من مقاتلي “ #حماس ” الذين سيتم استبدالهم على الفور. وفي نهاية المطاف ستفقد إسرائيل جميع الرهائن، وسيُقتل جنود إسرائيليون آخرون. وعلى النقيض مما وعد به #نتنياهو، فإنه لن يكون هناك “نصر كامل” في قطاع غزة، يقول رئيس الوزراء الأسبق.

أولمرت: ما يفعله بعض المستوطنين بالفلسطينيين في الضفة الغربية، من عنف وهجمات واغتيالات، غير شرعي على الإطلاق

وشدد إيهود أولمرت قائلًا: “غزة فلسطينية، وليس لدينا ما نفعله هناك. لقد فكرت في هذا بالفعل في عامي 2004 و2005، عندما كنت مهندس الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، بصفتي نائب رئيس الوزراء في عهد أرييل شارون”.

مقالات ذات صلة قيل إنها من إسرائيل.. ناشطون سوريون يتناقلون صورا لرسائل نصية غامضة المصدر (صور) 2025/03/05

وأضاف أولمرت: “إذن، فلنوقف الحرب، ولنعد الرهائن، ولندعم السلطة الفلسطينية باعتبارها السلطة الشرعية الوحيدة في قطاع غزة في مواجهة إسرائيل. ولنقبل بأنها تعين حاكمًا لإدارة غزة، من دون “حماس”، مع قوة أمنية مكونة من فلسطينيين ومصريين وأردنيين، تكون مسؤولة بشكل نهائي عن منع إمكانية وقوع هجوم جديد ضد إسرائيل”.

وأوضح إيهود أولمرت أيضًا أن هناك نقاشًا سياسيًا مشروعًا في إسرائيل حول مستقبل الضفة الغربية، قائلًا إن موقفه كان، لسنوات عديدة، حتى قبل أن يُصبح رئيسًا للوزراء، هو أن تنسحب إسرائيل من جزء من الأراضي المحتلة، وتُساعد في إنشاء دولة فلسطينية، مؤكدًا أن هذا هو المشروع الذي يُدافع عنه حاليًا مع ناصر القدوة، وزير الخارجية الأسبق في عهد ياسر عرفات، ومُشيرًا إلى أن هناك موقفًا آخر يقضي ببقاء إسرائيل في الضفة الغربية إلى الأبد، وأنه يعارض ذلك، لأنه يبدو له أنه وصفة لكارثة بالنسبة لإسرائيل، ولكنه موقف مشروع.

ومن ناحية أخرى، اعتبر إيهود أولمرت أن ما يفعله بعض المستوطنين بالفلسطينيين في الضفة الغربية، من عنف وهجمات واغتيالات، غير شرعي على الإطلاق، قائلًا: “أعتقد أن ما يحدث في قطاع غزة أمر فظيع. ولكنني لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ارتكبت أي جرائم حرب هناك”.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق القول: “في الضفة الغربية، تُرتكب هذه الأعمال العنيفة أمام أعين الشرطة والجيش، دون أن يفعلوا شيئًا.. ربما لأنهم يعتقدون أن هذا في ذهن الحكومة.. ولهذا أقول إنه في ما يتعلق بالضفة الغربية فإننا سنحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ولن نتمكن من الدفاع عن أنفسنا”.

وعن تأثير الصراع مع فلسطين على مكانة إسرائيل بين الأمم، اعتبر إيهود أولمرت أن المشكلة المركزية، والمشكلة الأكثر أهمية، والخطر الأعظم على مستقبل الدولة الإسرائيلية، هو القضية الفلسطينية، مشددًا على أنه إذا لم تحل إسرائيل هذا الصراع فإنها ستظل منبوذة، ومقاطعة من المجتمع الدولي، قائلًا: “نحن بالفعل قريبون جدًا مما كانت عليه جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري وذلك بسبب احتلال الضفة الغربية”.

وتابع إيهود أولمرت القول إن المجتمع الدولي بأسره، وكل الأطراف الدولية الفاعلة، يدركون أن هذا هو الحل الوحيد الممكن، موضّحًا أنه التقى هو وناصر القدوة بمعظم وزراء خارجية أوروبا، وأنهم جميعهم يُدركون أن الحل الوحيد هو حل الدولتين، ويعتقدون (الأوروبيون) أنه ما لم تتحرك الولايات المتحدة في هذا الاتجاه فلن يتمكن أحد من إجبار إسرائيل.

أولمرت: نحن بالفعل قريبون جدًا مما كانت عليه جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري وذلك بسبب احتلال الضفة الغربية

ويوضّح إيهود أولمرت قائلًا: “أنا أحاول أن أقول لهم: أعيدوا هذه القضية إلى مركز النقاش السياسي الدولي، وادفعوا الحكومة الأمريكية إلى التحرك في الاتجاه الصحيح. ومن الممكن أن يصل ترامب إلى نتيجة مفادها أن هذا هو الحل الحتمي”.

وردًا على سؤال حول مدى اعتقاده أن دونالد ترامب قد يكون مؤيدًا لإقامة الدولة الفلسطينية؟، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إنّه متفائل بهذا الشأن: “منذ انتخابه الأول، كان #ترامب يستعد لحملة رئاسية ثانية. ولم يكن بوسعه أن يتحمل خسارة الدعم المتبقي من أنصار إسرائيل. ولكنه لن يواجه إعادة انتخابه بعد الآن، وبعد مرور عام ونصف، بعد الانتخابات النصفية، سيركز على شيء واحد فقط: إرثه. إنه في نفس عمري تقريبًا، كما ترى. بحلول نهاية ولايته، سيكون عمره أكثر من 80 عامًا… وإذا نجح في المنطقة الأكثر تقلبًا وخطورة في العالم، فسيصنع التاريخ”، يقول إيهود أولمرت.

وتابع أولمرت القول إن نتنياهو يعتمد بشكل كامل على ترامب، الذي يعد داعمه المهم الوحيد على الساحة الدولية. وبالتالي، لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعارض ما يقرره ترامب.

مقالات مشابهة

  • “يونيسف” تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء الحصار الصهيوني على غزة
  • فلسطين.. آليات جيش الاحتلال تقتحم قرية فرعون جنوب طولكرم شمالي الضفة الغربية
  • شاهد | شبح عودة الحرب يخيم على اقتصاد كيان العدو
  • فلسطين.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قرية قصرة جنوبي نابلس بالضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منازل جديدة شمال الضفة الغربية
  • إيهود أولمرت : غزة فلسطينية وليس لدينا ما نفعله هناك.. وترامب قد يصنع التاريخ
  • بالفيديو.. إصابات خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي بلدات في الضفة الغربية
  • ملك الأردن: القضية الفلسطينية تواجه تحديات خطيرة
  • شهيد برصاص الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48,397 شهيدًا