شرطان إسرائيليان لمنع تصعيد المواجهات مع حزب الله.. ما هما؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
تكثف إسرائيل جهودها الدبلوماسية في محاولة لتحريك عملية سياسية، من شأنها أن تفضي إلى إبعاد قوات "حزب الله" عن المناطق الحدودية جنوبي لبنان.
وتحدث تقرير القناة "12" العبرية، عن شرطين إسرائيليين، من شأنهما إنهاء كل أشكال وجود "حزب الله" في جنوب نهر الليطاني، محذرا من أن البديل عن الاتفاق، سيكون "شن عملية عسكرية واسعة النطاق".
وأفادت التقرير، بأن تل أبيب "شرعت بجهود لتحريك عملية سياسية من شأنها أن تبعد قوة الرضوان التابعة لحزب الله عن المناطق الحدودية بشكل كبير، في إجراء سوف يرتكز على شرطين".
ونقلت القناة عن مسؤول أمني رفيع، قوله: "نقترب من مفترق طرق حيث سيتعين علينا اتخاذ قرارات إذا لم نتوصل إلى حل دبلوماسي".
ووفقا للقناة، فإن الشرط الأول الذي تضعه إسرائيل يتمثل بإبعاد حزب الله إلى مسافة لا تقل عن 5-7 كيلومترات من المناطق الحدودية، بهدف عدم تمكينه في المستقبل من إطلاق النار مباشرة لاستهداف البلدات والمستوطنات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية، ومنعه من تنفيذ عمليات تسلل واسعة للشريط الحدودي.
اقرأ أيضاً
ف. تايمز: أمريكا وفرنسا وبريطانيا تسعى لإبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل
أما الشرط الثاني الذي تضعه إسرائيل، حسب التقرير، يتمثل بمنع "حزب الله" من إعادة إقامة نحو 100 موقع رصد ومراقبة كان قد أقامها في المنطقة الحدودية، وهاجمها الجيش الإسرائيلي خلال المواجهات اليومية الدائرة على الحدود اللبنانية الجنوبية بين حزب الله وجيش الاحتلال.
ولفتت القناة إلى أن هذا الشرط ينسجم مع الشرط الأول الرامي لإبعاد "حزب الله".
وأشار التقرير إلى قناعة في تل أبيب بأن "السكان الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات الشمالية منذ بداية القتال، لن يعودوا إلى منازلهم إذا لم يحدث تغيير عملي واضح بحيث يمكنهم ملاحظته بالعين المجردة".
ولفتت القناة إلى "إجماع في كابينيت الحرب، على أنه دون ضغط سياسي لإبعاد حزب الله، لن يكون هناك مفر من عملية عسكري واسعة ضده".
وذكرت القناة أن الحكومة الإسرائيلية ترى ضرورة ببدء نقل موقفها من المواجهات مع "حزب الله" على الجبهة الشمالية إلى شركائها الدوليين في إطار عملية دبلوماسية، في محاولة للتحقيق أهدافها بإبعاد "حزب الله" أو الحصول على شرعية لعملية عسكرية قد تشنها ضد حزب الله في لبنان، في مرحلة لاحقة.
اقرأ أيضاً
لمواجهة حزب الله وحماس في جنوب لبنان.. هكذا يفكر الاحتلال
وحسب التقرير، فإن الاتصالات من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي بشأن لبنان وإبعاد عناصر "حزب الله" من المنطقة الحدودية "باتت مكثفة في الأيام الأخيرة"، والمقترح الإسرائيلي بهذا الشأن هو "زيادة تواجد قوات اليونيفيل، ومن خلال الضغط على الحكومة اللبنانية، لإبعاد حزب الله عن الحدود".
وخلال الأيام الماضية، شرع الوزير في "كابينيت الحرب" بيني غانتس، في سلسلة من الاتصالات شملت "رؤساء دول ووزراء خارجية من جميع أنحاء العالم بما في ذلك مع قادة دول عربية، لإجراء محادثات موسعة بشأن لبنان".
ولفتت إلى أن غانتس تحدث بهذا الشأن مع وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.
كما يعتزم غانتس إجراء محادثات بهذا الشأن كذلك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، والموقف الذي ينقله في المحادثات هي أنه "إذا استمرت هجمات حزب الله ولم تصبح المنطقة القريبة من السياج الأمني خالية من مقاتليه، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في الشمال".
في المقابل، نفى مصدر نيابي في "حزب الله"، أن السعي نحو التوصل إلى "اتفاق مع إسرائيل"، مشددا على أن "الجبهة الجنوبية في لبنان مرتبطة بجبهة غزة".
وأوضح النصدر أن "الاحتلال وداعميه الأميركيين والغربيين لن يفرضوا أي مخطط مرتبط بجنوب الليطاني، مهما ارتفعت تهديداتهم".
اقرأ أيضاً
حزب الله والفُرصة الأخيرة
وقال المصدر إن "على العدو أن يوقف خروقاته في لبنان، وينسحب من الأراضي المحتلة"، وذلك في ظل التقارير الإسرائيلية عن منطقة عازلة في منطقة جنوب الليطاني، تسمح بعودة المستوطنين إلى المستوطنات التي أخليت بفعل المواجهات العنيفة الدائرة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويأتي ذلك فيما تعهّد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، قبل أيام، بدفع "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية، في حين برز الملف في زيارات دبلوماسيين وعسكريين غربيين إلى لبنان، لا سيما وإجراء محادثات في هذا الشأن، من بوابة شعار تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006.
ويتوقع أن تُستكمل المحادثات بشأن هذا الملف خلال زيارة يرتقب أن تقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إلى لبنان، ليل الجمعة أو السبت، (هي الثانية لها منذ بدء المواجهات) في إطار جولتها على الكتيبة الفرنسية في قوات "اليونيفيل" في الناقورة جنوبًا.
وسبقت زيارة كولونا مباحثات هاتفية أجرتها مع غانتس، شدد خلالها الأخير على أن "الواقع الذي يهدد فيه حزب الله بالوكالة عن إيران، سكان شمال البلاد، لا يمكن أن يستمر، ولفرنسا دور مهم، إلى جانب المجتمع الدولي، في القدرة على التحرك وبذل الجهود مع دولة لبنان من أجل إزالة التهديد".
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود بين الجانبين توترا شديدا وتبادلا متقطعا للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" اللبناني وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وتأتي تلك الاشتباكات على خلفية الحرب المدمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر، خلّفت حتى الخميس 18 ألفا و787 شهيدا و50 ألفا و897 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
اقرأ أيضاً
القصف المتبادل على حدود لبنان يتواصل.. حزب الله يعلن استهداف 8 مواقع إسرائيلية
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حزب الله لبنان إسرائيل فلسطين حرب غزة فرنسا اقرأ أیضا حزب الله
إقرأ أيضاً:
وزير دفاع إسرائيل: سنفرض السيطرة الأمنية على غزة مع حرية العمل هناك بعد هزيمة حماس
قال وزير دفاع إسرائيل يسرائيل كاتس، إن إسرائيل ستفرض السيطرة الأمنية على غزة مع حرية العمل هناك بعد هزيمة حماس.
وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.
هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.