عربي21:
2024-12-23@13:53:52 GMT

فشل حرب العدوان على غزة

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

العدوان العسكري الذي تعرض له قطاع غزة بعد التاسع أو العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ابتدأ بحربٍ وحشية ضد المدنيين ودور السكن والمستشفيات. وما زالت مستمرة حتى اليوم، باستثناء توقف لهدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، مدّدت لسبعة أيام. ولم تعبأ أو تتردد في انتهاك القوانين الإنسانية الدولية، واتفاقات جنيف الرابعة.

مما جعلها تعتبر حرب إبادة بشرية، وجريمة حرب.

ولهذا ضجّ كل صاحب ضمير في العالم، بإدانة الكيان الصهيوني، وداعميه وشركائه الدوليين، ولا سيما أمريكا أولاً، ثم بريطانيا. بل اعتبرت بسبب تغطية أمريكا وأوروبا لها، عاراً في جبين الحضارة الغربية.

لقد أسقطت قناع الإختباء وراء ادّعاء الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، والقوانين الدولية. وهذا ما سيبين أثره السلبي على الحضارة الغربية لاحقاً، في المواجهة العالمية بين أمريكا ـ أوروبا من جهة، والصين وروسيا وبلدان العالم الثالث كذلك من جهة ثانية حيث فقد الفريق الأول سلاح المعركة الفكرية والأخلاقية.

على أن العدوان العسكري الموجّه ضد المدنيين رافقه، بعد حوالى عشرة أيام، شن حرب برية لاحتلال قطاع غزة. وقد حمل هدف القضاء على حماس (وطبعاً على سرايا القدس، وكتائب أبو علي مصطفى، وكل فصائل المقاومة). وقام هذا العدوان على مشاركة أمريكية ودعم بريطاني وألماني وأوروبي عموماً.

وبهذا تكون الحرب البريّة هي الأخطر على مستقبل الحرب ومآلاتها، لأنها هي التي تقرر لِمن النصر، فيما الحرب على المدنيين تقتل وتدمر بلا حساب، وبتفوّق عسكري مطلق، إلاّ أنها لا تحقق نصراً من الجو، فالنصر لا بد من أن يمشي على قدميه فوق الأرض المعنية.

فعلى الرغم مما يمتلكه الجيش الصهيوني من قوّة آلية وجويّة ومدفعية، وما يمتلكه من شروط الإعداد المستمر، والتعويض المتواصل، لما يخسره في الميدان، وما يحظى به من جسر جوي أمريكي إلاّ أن الحسم في هذه الحرب يتم مواجهة بين الجيش الصهيوني والمقاومة.

والمقاومة هنا فرضت على هذه الحرب أن تكون المعارك فيها صفرية بمعنى من مسافة قصيرة تتراوح بين صفر مسافة، كما لو كانت كباشاً بالأيدي، من جهة وبين مائة متر، أو ما هو في مُتناول قذيفة تطلق من الكتف (الياسين 105 أو الآر.بي.جي. مثلاً).

أما الميزة الأهم فتتمثل في ما تتمتع به المقاومة، من مستوى قيادة مركزية على أعلى مستوى من حيث الذكاء والكفاءة، والتخطيط والتنفيذ الحربي، كما مستوى الفرد المقاوم، والكوادر الوسطى، مما يصل أعلى مستوى أيضاً. وهاتان السمتان أكدتهما تجربة المقاومة البريّة نفسها، كما تجربة السابع من أكتوبر إياه منذ الساعة السادسة والربع منه، لحظة انطلاقته.

على أن ثمة خاصية أخرى، لا تقل أهمية، أو تكمل الأهميتين السابقيتين، وهي ما أُعدّ من أنفاق. يقال أنها بلغت مئات الكيلومترات، إن لم تتعدّاها. الأمر الذي يعني أن ثمة قطاع غزة تحت الأرض، أي تحت قطاع غزة الذي فوق الأرض. وقد تم حفره وترتيبه وإعداده، على مدى خمسة عشر عاماً من الجهد المضني، والعمل الشاق الدؤوب، ومن شهداء، ارتقوا وهم يعملون فيه.

وبهذا تكون سمة الحرب البريّة جديدة كل الجدّة، من حيث هي حرب لاحتلال مدينة من جهة، والدفاع عنها من جهة أخرى. أما جدتها أو، في الأدق، فرادتها الاستثنائية فتتمثل في ما تحتها من أنفاق "تغطي" ما تحتها، فلا يعرف المهاجم بدقة كيف هي موزعة، أو أين هي مركّزة، وكيف هندستها، وما يمكن أن تخبئه في أحشائها" من مصانع سلاح، أو "مخازن"، تسمح لمن في داخلها، بإقامة طويلة فيها، لا يعرف أحد كم تطول ألِسنة أم سنتين، او أكثر، أو أقل.

هذه المعادلة فرضت على الدبابات المهاجِمة وطائرات الحماية والتمهيد أن تدخل المدينة، في عماء شبه مطلق من ناحية "مواقع" الدفاع أو تحصيناته، عكس ما هو الحال في تجارب حرب المدن. فالهجوم هنا يدخل ولا يجد، أمامه "دشمة" أو تحصيناً" لاستقباله أو لضربه. فهو يدخل ولا يعرف، إلاّ الطريق الخارجي الذي سيمر منه، ولا يعرف غير النقطة التي سيتوقف عندها، بانتظار الخطوة الثانية التي ستجيء من المدافع، الذي سيهاجم الدبابة، أو البيت الذي لجأ إليه بضعة جنود. فرتل الدبابات، أو الموقع الذي تحصّن فيه بعض الجنود، يتحولان من الهجوم إلى الدفاع، ولم يطلقا بعد رصاصة أو قذيفة على مدافع أو موقع دفاع. ومن ثم يأتي الهجوم من مقاوم أو بضعة مقاومين يحملون السلاح الخفيف (أثقلها صاروخ الياسين 105)، يخرجون من نفق، لتبدأ المعركة، حيث انقلب فيها المهاجم إلى مدافع، والمدافع إلى الهجوم، وأصبح هو المهاجم.

أصبحت المقاومة في الحرب البريّة هي التي تملك زمام المبادرة، وتحديد لحظة المواجهة، وكيفيتها، ومن ثم هي صاحبة اليد العليا، على مستوى الاشتباك العسكري التكتيكي.الأمر الذي يسمح بالقول إن في الحرب البريّة في العدوان على قطاع غزة، انقلب فيها المهاجم إلى مدافع، والمدافع إلى مهاجم، كما وقع فعلاً في كل الاشتباكات التي تواجَهَ فيها جيش العدوان مع قوات عز الدين القسّام، وسرايا القدس والمقاومين.

ولهذا أصبحت المقاومة في الحرب البريّة هي التي تملك زمام المبادرة، وتحديد لحظة المواجهة، وكيفيتها، ومن ثم هي صاحبة اليد العليا، على مستوى الاشتباك العسكري التكتيكي.

أما قرار الاستمرار في حرب العدوان على المدنيين، وفي الحرب البريّة، أو قرار وقف إطلاق النار فهو بيد أمريكا. فهي التي أشرفت ووافقت وشاركت بعد 7 أكتوبر مع قادة الكيان الصهيوني في إطلاق العدوان. وهي التي سعت إلى الهدنة الإنسانية. وذلك نتيجة عدة عوامل فرضت عليها أن تسعى لتلك الهدنة القصيرة، وتمديدها لثلاثة أيام أخرى. وهي التي، وبلسان وزير خارجيتها بلينكن بعد اجتماعه مع مجلس الحرب قررت البدء بها من جديد.

ومن ثم ما زالت هي المسؤولة عن استمرارها وتوقفها. لأن نتنياهو ومجلس الحرب أصبحا مأسورين لها، أكثر بكثير من أي مرحلة سابقة. لأنها هي التي انتشلتهما من هزيمة 7 أكتوبر. وهي التي راحت تغطي كل خسائر الحرب، لا سيما القذائف التي أسقطتها طائراتها على المدنيين. فضلاً عن حشد الدول الداعمة سياسياً ومادياً، لحرب العدوان.

ولهذا فإن وقف إطلاق النار، أو العودة إلى هدنة إنسانية، يتوقف على مدى تصاعد العوامل الضاغطة على الرئيس الأمريكي جو بايدن لإجباره على "الضغط" آمراً نتنياهو وزمرته في مجلس الحرب لوقف إطلاق النار أو الرضوخ لهدنة إنسانية طويلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدوان غزة فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الحرب البری ة العدوان على على مستوى هی التی لا یعرف من جهة ومن ثم

إقرأ أيضاً:

سلام بحث مع نظيره الاردني في الإجراءات الجديدة لحركة الاستيراد والتصدير البري

اجرى وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام صباح اليوم الاحد اتصالاً مع نظيره الاردني وزير الصناعة والتجارة والتموين المهندس يعرب القضاة، للتباحث في مستجدات الوضع السوري لا سيما فيما يختص بالإجراءات الجديدة لحركة الاستيراد والتصدير عبر المعابر البرية التي تعني لبنان والاردن، وخاصة ان للأردن حدودا برية مع سوريا تمتد على مساحة 375 كيلومترا. كما استعرضا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والهادفة إلى تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاستثمارية والاقتصادية وسبل دعمها وتطويرها لما له من اهمية على مستوى الدول العربية الشقيقة ككل.

وأشار بيان لمكتب سلام إلى أن الأخير استهل مكالمته "بجزيل الشكر والامتنان لجلالة ملك الاردن عبد الله الثاني والحكومة والشعب الاردني على كافة اشكال الدعم للبنان والشعب والحكومة والجيش اللبناني على كافة المستويات وعلى مواقفهم الداعمة للبنان وحقوقه في المحافل الدولية والاقليمية".

وقال البيان: "استعرض الوزيران الاجراءات الجديدة المتبعة على الحدود الاردنية السورية لا سيما معبر مركز نصيب الحدودي أو معبر جابر الحدودي وهو أحد المعبرين الحدوديين بين الاردن وسورية واكثر المعابر إزدحاماً حيث تنتقل عبره معظم البضائع بين سوريا ولبنان وكل من الأردن والخليج، وتأثير التطورات السياسية الجديدة على الاقتصاد والتجارة اللبنانية بعد رفع القيود والشروط والضرائب التي فرضها النظام السوري السابق على حركة الاستيراد والتصدير والترانزيت عبر سورية ومعاناة المزارعين والتجار اللبنانيين في هذا الصدد على أكثر من صعيد وفي أكثر من ملف ما يحفّز تنشيط الدورة الاقتصادية ويعيدها الى سابق عهدها وازدهارها في البلاد العربية الشقيقة انطلاقا من لبنان بوابة الشرق الأوسط على البحر المتوسط".

أضاف: "أشار سلام خلال الاتصال بنظيره الاردني معالي الوزير يعرب القضاة، الى معاناة المصدّرين اللبنانيين وتحديداً الزراعيين وبسبب الصلاحية القصيرة للمنتجات الزراعية، ما أدّى إلى انهيار أسعار الفواكه والحمضيات والموز والأفوكا والقشطة ناقلاً شكاويهم وشكاوى شركات الشحن والتجار الذين يعملون في التصدير الزراعي والبضائع والصناعات اللبنانية الاخرى أن في عودة الروح إلى الطريق السورية الاردنية خلاصاً للقطاع الزراعي والتجاري والاقتصادي من كل أزماته، فكلفة الشحن البري أقل من نصف كلفة الشحن البحري، أضف إلى ذلك أن الشحن عبر البحر يحمل أطناناً من المنتجات مرة واحدة، فيما يرفد الشحن البري الأسواق العربية بكميات متوازنة على مدار أيام وليس في وقت واحد مع ما لذلك من تأثير على الأسعار
كما تطلع المصدّرون اللبنانيون إلى عودة التصدير البري إلى الأردن والعراق وإلغاء الضريبة المالية التي كانت تفرضها السلطات السورية على الشاحنات اللبنانية مشيراً إلى أنه إذا ما أصبح التصدير في غالبيّته عبر المعابِر الشرعية، فلا لزوم بعد الآن للتهريب وإدخال ما هو صالح وغير صالح على السواء فاليوم تدخل كل المنتجات عبر المصنع حيث تخضع لفحوصات آملاً أن تفتح الدول العربية كافةً أبوابها أمام الصادرات اللبنانية الزراعية والصناعية بعد التطورات الأخيرة".

وتابع البيان: "بدوره أكد وزير الصناعة والتجارة والتموين المهندس يعرب القضاة، أن الحكومة الاردنية تعمل بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني لتقديم الدعم الممكن للأشقاء السوريين واللبنانيين، مشيراً إلى اتخاذ إجراءات تسهم في تسريع وصول السلع والبضائع ومن والى لبنان وسورية وتكثيف الجهود لتلبية احتياجات الاخوة السوريين واللبنانيين من السلع الأساسية وتسهيل عملية التبادل والنقل التجاري مضيفاً انه أوعز لكافة الجهات المعنية باتخاذ جميع التدابير اللازمة تسهيلاً لحركة البضائع السورية واللبنانية عبر الأردن وتسريع إدخال وخروج الشاحنات والبضائع إلى سوريا ولبنان وبالعكس إلى دول أخرى وفق ترتيبات متعلقة بالتصدير مشدداً على معالجة كافة التحديات التي تعترض الشاحنات والبضائع التي لم يتم تبادلها خلال فترة إغلاق الحدود مضيفاً أن عدداً كبيراً من الشاحنات تمكنت من العبور من الأردن عبر الأراضي السورية إلى لبنان، في إطار حرص المملكة الأردنية على تلبية احتياجات الأشقاء اللبنانيين من السلع".

وأشار البيان إلى أن "الطرفان تطرقا الى علاقات التعاون بين البلدين لا سيما في مجال التنمية الاقتصادية وفتح افاق جديدة امام الشركات والمؤسسات في السوق الاردني واللبناني. وشكر الوزير الاردني المهندس يعرب القضاة الوزير امين سلام على دوره العربي الجامع اقتصادياً مؤكداً على تعاونه فيما فيه مصلحة الأردن ولبنان ضمن الحضن العربي الجامع موجهاً دعوة للوزير سلام لزيارة الاردن والقيام بجولة تفقدية لمعبر نصيب للاطلاع عن كثب على وضع حركة عبور الشاحنات اللبنانية باتجاه الاردن والدول العربية".

وختم البيان: "شكر الوزير سلام هذه الدعوة الكريمة مؤكداً تلبيتها معرباً عن تقديره للجهود الأردنية المبذولة لتسريع إجراءات التبادل التجاري وتذليل الصعوبات التي قد تعترضها وعن ارتياحه للإجراءات المتخذة على الحدود كما على أهمية التواصل المستمر بين عمان وبيروت في ظل المتغيرات الجذرية في المنطقة. وبدوره وجه الوزير سلام دعوة إلى نظيره لزيارة لبنان".

مقالات مشابهة

  • أبناء أرحب يؤكدون جهوزيتهم لكل الخيارات التي يوجه بها قائد الثورة
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • سلام بحث مع نظيره الاردني في الإجراءات الجديدة لحركة الاستيراد والتصدير البري
  • كم وصلت حصيلة شهداء وجرحى الحرب على قطاع غزة؟
  • “حماس”: التوصل لاتفاق بات أقرب من أي وقت مضى
  • فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة
  • بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • زيارة أممية لمواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • «عقيلة صالح» يلتقي رئيس هيئة الصيد البري
  • خبير: قمة الدول الثماني النامية هدفت إلى الحوار بدلا من الحرب والسلام عوضا عن العدوان