رفض وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، مقترح الولايات المتحدة بتشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات لضمان السلامة البحرية في البحر الأحمر، ووصفه بأنه "غير عقلاني". وشدد أشتياني على أن المنطقة لا تستطيع تحمل صراعات إضافية على السلطة وحذر من "مشاكل غير عادية" إذا واصلت واشنطن خطتها.

 

وفقا لما نشرته إيران انترناشونال نيوز، يأتي البيان بعد إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قبل أيام، الكشف عن مناقشات حول تعزيز إجراءات حماية الشحن في البحر الأحمر.

وذكر سوليفان أن فرقة العمل البحرية المقترحة، بما في ذلك سفن الدول الشريكة إلى جانب الولايات المتحدة، هي "رد طبيعي" على الهجمات الأخيرة على السفن التجارية من قبل الحوثيين المدعومين من إيران قبالة سواحل اليمن.

 

وعلى الرغم من لهجة أشتياني المتحدية، إلا أنه لم يحدد الإجراءات الإيرانية المحتملة إذا تم نشر القوة البحرية المتعددة الجنسيات. وفي الوقت نفسه، تشير التقارير إلى أن 12 دولة قد تنضم إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

أعلن المسؤول الحوثي محمد البخيتي عن "النفوذ الهائل" الذي تتمتع به جماعته ضد الدول المشاركة في التحالف. وكثف الحوثيون، المدعومون من إيران، هجماتهم في البحر الأحمر منذ انهيار اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس في الأول من نوفمبر.

 

في الحوادث الأخيرة، أطلق الحوثيون اليمنيون صواريخ على ناقلة بالقرب من قناة السويس، فكادت أن تختفي، في حين أسقطت سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية طائرة بدون طيار يشتبه أنها تابعة للحوثيين. كما استهدف الحوثيون الناقلة التجارية النرويجية ستريندا بصاروخ.

 

وتصاعد الوضع أكثر عندما استولى مسلحو الحوثي على سفينة الشحن "جالاكسي ليدر" في جنوب البحر الأحمر الشهر الماضي. توعد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، يحيى سريع، بمواصلة منع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية حتى تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة.

 

في الأسبوع الماضي، اتهم المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إيران بزعزعة استقرار المنطقة من خلال تقديم المساعدة المالية والعسكرية للجماعات المتطرفة مثل الحوثيين اليمنيين. فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 13 فردا وكيانا لدورهم في تمويل الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

 

وعلى الرغم من العقوبات الأخيرة، تواجه إدارة بايدن انتقادات بسبب فشلها الملحوظ في ردع إيران ووكلائها في الشرق الأوسط. كشف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث مع قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا لمعالجة التهديدات المتصاعدة التي يشكلها الحوثيون اليمنيون ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل.

 

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن واشنطن حثت إسرائيل على عدم الرد بشكل مباشر على هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ التي يشنها الحوثيون اليمنيون المدعومين من طهران، مع استمرار تصاعد التوترات في المنطقة.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة البحر الأحمر الولایات المتحدة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

بتكلفة فلكية.. لماذا يريد ترامب إقامة نظام قبة حديدية فوق الولايات المتحدة؟

في سياق تعزيز أمن الولايات المتحدة، دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى إنشاء نظام دفاع صاروخي واسع النطاق من الجيل القادم، مستلهماً في ذلك التجربة الإسرائيلية في استخدام نظام "القبة الحديدية".

 وكان ترامب قد تطرق في وقت سابق إلى ضرورة تطوير نظام مشابه للدفاع عن الأراضي الأمريكية ضد التهديدات المتزايدة من الدول التي طورت ترساناتها من الصواريخ الباليستية، والصواريخ الأسرع من الصوت، وصواريخ كروز.

 وفي هذا السياق، ووفقاً لتقارير إعلامية أمريكية، طلب الرئيس من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وفروع الأمن القومي تقديم خطة متعددة المراحل لبناء هذا النظام الدفاعي.

ووفقاً لما ذكرته شبكة "سي إن إن"، فإن هذا المشروع يتطلب توفير أنظمة صواريخ اعتراضية فضائية متطورة. كما أضافت الشبكة أن هذا النوع من الدفاع الصاروخي في الولايات المتحدة يحتاج إلى استثمار ضخم، وقد يستغرق عقدًا أو أكثر لتنفيذه.

 جزيرة غوام 

تنفيذاً لهذه الخطة، قالت الشبكة إنه تم بالفعل إجراء اختبارات أولية على جزيرة غوام الواقعة في المحيط الهادئ، والتي تشكل جزءًا من الأراضي الأمريكية، حيث تعد غوام نقطة استراتيجية هامة بالنظر إلى موقعها الجغرافي القريب من الصين وكوريا الشمالية، وهما من الدول التي تشكل تهديدات محتملة للولايات المتحدة.

 وفي عام 2023، أجرت وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية اختبارًا ناجحًا باستخدام نظام "إيجيس غوام"، الذي تم تصميمه للاعتراض الصواريخ الباليستية. وفي هذا السياق، أشارت ميشيل أتكينسون، مديرة العمليات في وكالة الدفاع الصاروخي، إلى أن الأنظمة الحالية توفر دفاعًا جيدًا ضد تهديدات كوريا الشمالية، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة أمام التهديدات المتزايدة من الصين.

 

نظام القبة الحديدة في إسرائيل

يشبه النظام الدفاعي الذي ترغب الولايات المتحدة في تطويره إلى حد كبير الأنظمة الدفاعية متعددة الطبقات التي تستخدمها إسرائيل. ففيما يعد نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي الأشهر، فإنه يعمل على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى، بينما توفر أنظمة "مقلاع داود" و"أرو 2" و"أرو 3" دفاعًا ضد الصواريخ الباليستية. أما في حالة غوام، فقد اختبرت الولايات المتحدة مزيجًا من الأنظمة الدفاعية مثل "إيجيس"، و"ثاد"، و"باتريوت" لتوفير طبقات متعددة من الدفاع ضد تهديدات الصواريخ.

ووفقاً لتقارير وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، فإن النظام الدفاعي في غوام سيشمل بطاريات صواريخ "إيجيس" التي تعترض الصواريخ في مرحلة منتصف مسارها، و"ثاد" التي تستهدف الصواريخ في المرحلة النهائية من رحلتها، و"باتريوت" التي تعترض الصواريخ على ارتفاعات أقل. وتُعتبر هذه الأنظمة مجتمعة، بما في ذلك استخدام الأقمار الصناعية والأجهزة الفضائية لتتبع الأهداف، خطوة هامة نحو تحقيق التكامل المطلوب في الدفاع عن غوام والمنطقة المحيطة.

التحديات المستقبلية

على الرغم من التقدم الذي أحرزته الولايات المتحدة في تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي، لا يزال المشروع يواجه تحديات ضخمة، خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا المتطورة للصواريخ. إن الفارق بين سرعة تطور تكنولوجيا الصواريخ وقدرة أنظمة الدفاع على التصدي لها يعد من أكبر العقبات التي قد تعترض الطريق. كما أن التهديدات المتزايدة مثل الصواريخ الأسرع من الصوت والتي يصعب اعتراضها، تضع مزيدًا من الضغوط على قدرة الأنظمة الدفاعية الحالية.

وفي هذا السياق، أشار خبراء إلى أن الدفاع الصاروخي يمكن أن يصبح "مشبعًا"، مما يعني أن قدرة النظام على اعتراض الصواريخ قد تنخفض في حالة إطلاق العديد من الصواريخ في وقت واحد. إضافة إلى ذلك، فإن وجود رؤوس حربية مزودة بتقنيات إعادة الدخول القابلة للمناورة يجعل اعتراض الصواريخ أكثر صعوبة.

تكلفة فلكية

تشير التوقعات إلى أن تكاليف تنفيذ مشروع الدفاع الصاروخي الأمريكي قد تكون فلكية، حيث لم يتم تحديد التكاليف الفعلية في الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب. ومع ذلك، يتوقع الخبراء أن يتجاوز المشروع مئات المليارات من الدولارات، وهو مبلغ ضخم للغاية. كما أشار مات كوردا، مدير المشروع النووي في اتحاد العلماء الأمريكيين، إلى أن تكلفة الدفاع عن منطقة بحجم الولايات المتحدة ستكون باهظة جدًا، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هذا المشروع من الناحية المالية.

مقالات مشابهة

  • هجمات الحوثيين لم تعد مقبولة.. مصر وجيبوتي تتفقان على العمل لضمان استعادة الأمن في باب المندب والبحر الأحمر
  • وزير الخارجية ونظيره الجيبوتي يؤكدان على تعزيز الأمن البحري وحماية الممرات الملاحية في البحر الأحمر
  • وزير الدفاع الأمريكي يعقّب على نتائج الضربة في الشرق الأوسط بعد صدور أمر ترامب
  • في محاولة لتغطية الفشل.. الاعلام الأمريكي يتحدث عن البحر الأحمر كـ”مسرح اختبار” 
  • بتكلفة فلكية.. لماذا يريد ترامب إقامة نظام قبة حديدية فوق الولايات المتحدة؟
  • إعادة فتح ميناء الغردقة البحري وانتظام الحركة الملاحية بعد تحسن الطقس
  • إعادة فتح ميناء الغردقة البحري وانتظام الحركة الملاحية بموانئ البحر الأحمر
  • وزير الخارجية الإيراني: مهاجمة مواقعنا النووية ستكون أكبر خطأ ترتكبه الولايات المتحدة
  • غوتيريش: نحاول الإبقاء على المساعدات المقدمة لليمن رغم انتهاكات الحوثيين
  • المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة