خطاب إسماعيل هنية الأكثر أهمية.. قراءة هادئة في أجواء صاخبة!
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
ليس هذا الخطاب الأوّل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، منذ السابع من أكتوبر، ولكنه الأكثر أهميةً من بين سائر الخطابات السابقة، ليس فقط بسبب ما احتواه من عبارات ذات دلالات مهمّة، ولكن بسبب الظروف والتطورات التي وقعت منذ بدء الحرب، وحتى الآن والتغيّرات التي طرأت على المواقف الدوليَّة تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.
وبعيدًا عن العبارات التقليدية المنسجمة مع حالة العدوان، والحديث المرير عن صور المعاناة التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني في غزة، تحت القتل والقصف، فإنَّ أهمّ العبارات التي قالها هنية تتعلق بالرغبة في خوض حوار سياسي عميق حول مُستقبل القضية الفلسطينية.
الحركة جاهزةومما تضمنه خطاب أرفع مسؤول سياسي في حركة حماس، ما يلي:
"نؤكد أننا منفتحون على نقاش أي أفكار أو مبادرات يمكن أن تفضي لإنهاء العدوان، وترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة والقطاع، وكافة المؤسّسات الفلسطينية، وصولًا إلى المسار السياسي الذي يؤمّن حقّ الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، وعاصمتها القدس".
وبعيدًا عن اللغة وما يمكن أن تحتمله من معانٍ متنوعة، فإن هذه العبارة- وفي سياق الأحداث والتطورات المحيطة- تحمل رسالةً مفادها؛ أنّ الحركة ليست عدمية، وأنها جاهزة لخوض مسار سياسي بعد أن يهدأ ضجيج المعارك، ويتوقف صخب الاشتباكات المسلحة.
وعلى الأرجح أن هنية يريد أن يعطي الولايات المتحدة، والرئيس بايدن خاصةً ورقة قوية يلوّح بها في وجه حليفه المتعنّت بنيامين نتنياهو، وحكومته المتطرفة، خصوصًا بعد أن أعلن بايدن عن مواقفَ رافضة لهذه الحكومة ومواقفها المتطرفة، وعدم قدرتها على التعاطي إيجابيًا مع رؤية الولايات المتحدة الأميركيّة لحلّ القضية الفلسطينية والتي تتمسّك بحل الدولتين.
ومن المؤكد أنَّ إسماعيل هنية وقيادة حماس يفكّرون من جانبهم باليوم التالي لتوقف العدوان على غزة، وكيف سيتم ترتيب أوضاع القطاع الذي تعرّض لحملة همجية تركّزت على نشر الموت والدمار في كل أنحاء القطاع، وجعله مكانًا غير صالح للحياة، مما يجعل مسؤولية إدارة القطاع- وإعادة إعماره والتعامل مع الحالة الكارثية التي وصل إليها- أمرًا مؤرقًا لحماس، كما يؤرّق كل المتابعين والمراقبين، وكافة الدول التي تهتم بحل القضية الفلسطينية، وإنهاء الصراعات الدموية.
يأتي هذا في ظل الملحمة البطوليّة التي خاضتها حماس، وجناحها المسلح كتائب "القسام"، والتي أثارت إعجاب العالم أجمع بقدرتها على الصمود، وإيقاع أقسى الخسائر في صفوف الاحتلال الصهيوني، الذي لم يفلح في تحقيق أي هدف من أهدافه التي وضعها قبل بدء العدوان رغم مضي سبعين يومًا من القصف: الجوي، والبري، والحري، فضلًا عن التوغلات المتواصلة وعمليات التدمير المنهجية.
ثقة هنية من انكسار العدوانولعلّ هذا ما يجعل هنية واثقًا من انكسار العدوان، والإشارة بشكل متكرّر وصارم إلى أنه من الوهْم الحديث عن أي ترتيبات في غزة دون حماس، أو المقاومة. وهي ليست مجرد كلمات فارغة من المضمون، بل هي تستند إلى حقائق لا يمكن إنكارها، فالمقاومة ما زالت تُوقع خسائر هائلة في صفوف العدو وآلياته الغازية.
كما أنَّ الصبر الدولي- وخصوصًا الأميركي على الفظائع التي يرتكبها الاحتلال ضد الأطفال والمدنيين- بدأ ينفد، وتصريحات الرئيس بايدن- بهذا الخصوص- لا تحتمل التأويل، كما أن الجبهة الداخلية للعدو لم تعد قادرةً على احتمال حرب بلا نهاية، وحكومة حرب أقلّ ما توصف به أنها همجية وفاشلة في تحقيق الأهداف التي وضعتها.
فإذا ما أضيف لذلك موضوعُ الأسرى، وهي الورقة الأقوى التي بحوزة حماس والمقاومة في هذه المعركة، فإنّ محصلة كل ذلك تقود إلى نتيجة شبه مؤكدة، وهي أن مرحلة البحث عن بدائل سياسية وتفاوضية على وشْك أن تنطلق.
ولعلّ هذا، بالضبط، ما أراد إسماعيل هنية أن يسبقه بخطوات من خلال القول؛ إنّ الحركة مستعدة لبحث أي أفكار، وهو في الوقت نفسه رسالة للداخل الفلسطيني أيضًا بأنَّ حماس لن تسمح لخَصمها السياسي- القابع في المقاطعة برام الله، والذي يجلس متفرجًا على المجزرة في غزة- بأن يتصدر المشهد للحديث عن ترتيبات ما بعد العدوان، أو ما بعد حماس، حتى لو حاول الظهور بمظهر الرافض للعدوان والرافض لاستثناء حماس.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الفاتيكان: البابا فرنسيس قضى ليلة هادئة وحالته الصحية مستقرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الفاتيكان في تحديثه الصادر اليوم، الإثنين 10 مارس، أن البابا فرنسيس قضى ليلة هادئة وهو يستريح، مؤكدًا أن حالته الصحية لا تزال مستقرة مع تحسن طفيف وتدريجي، رغم استمرار تعقيد الوضع الصحي.
وأفادت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن البابا تابع مساء أمس الرياضة الروحية عبر الفيديو من مستشفى جيميلي في روما، والتي يشارك فيها الكوريا الرومانية بقيادة الأب روبرتو بازوليني، الراهب الكبوشي. كما انضم البابا روحيًا لجميع المشاركين في هذه الرياضة.
أبرز التطورات الصحية:
زيارة صباحية من الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، ونائبه المونسنيور إدغار بينيا بارا.
مشاركة البابا في القداس مع الفريق الطبي والمساعدين المرافقين له خلال فترة العلاج.
استمرار العلاج الطبيعي وجلسات العلاج التنفسي والحركي، مع اتباع نظام غذائي يشمل الأطعمة الصلبة.
انتقاله ليلاً، كما هو مقرر، إلى التنفس الميكانيكي غير الباضع بعد تلقيه أكسجة عالية التدفق خلال النهار.
ومن المتوقع صدور النشرة الطبية التالية مساء اليوم الإثنين، بعد عدم نشر أي تقرير طبي أمس بسبب استقرار حالته الصحية.