أثارت المعلومات التي كشفها تحقيق استقصائي لعدة مؤسسات إعلامية عن تورط كتيبة "طارق بن زياد" التابعة لقوات حفتر في تعذيب وتهريب مهاجرين غير شرعيين بعض الأسئلة عن رد الفعل الأوروبي ضد هذا الملف الحساس وإمكانية فرض عقوبات على قوات "حفتر".

وذكر التحقيق، الذي نفذته وسائل إعلام غربية، أن "الكتيبة التي يرأسها صدام نجل حفتر ووكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي "فرونتكس" والحكومة المالطية متورطون في التعذيب والاتجار بالمهارجين، وأن الوكالة وسلطات مالطا قاموا بإرسال إحداثيات قوارب المهاجرين الذين يحاولون الهرب من ليبيا إلى كتيبة "طارق بن زياد" التي قامت بإرجاعهم من البحر المتوسط".



"اتجار وتعذيب وانتهاك"

وكشف التحقيق الذي أجرته كل من "لوموند الفرنسية، ودير شبيغل الألمانية، ومالطا توداي، والجزيرة الإنجليزية، ومنصة لايت هاوس ريبورتس" أن "الكتيبة تقوم بتشغيل سفينة في المتوسط منذ مايو الماضي واعترضت أكثر من 1000 مهاجر وأعادتهم إلى ليبيا بمساعدة طائرات مراقبة أوربية متورطة معها"، وفق التحقيق.

وأشار التقرير إلى أن "الكتيبة قامت بعمليات تعذيب واتجار بهؤلاء المهاجرين وطلب فدية من ذويهم في بعض الحالات، وأن بعض دول الاتحاد الأوروبي على دراية بالطبيعة غير المشروعة للعديد من أنشطة كتيبة "صدام حفتر" بما في ذلك الاتجار بالبشر.

"قرصنة مقننة"

وأكدت خبيرة القانون الدولي في جامعة مونستر الألمانية، نورا ماركارد أن "ما تفعله كتيبة "طارق بن زياد" التابعة للجنرال الليبي حفتر هو عملية اختطاف أكثر من كونها عملية إنقاذ، مضيفة: كل ما عليك فعله هو أن تتخيل القراصنة وهم يعلنون أنهم سيتعاملون مع حالة استغاثة ثم يقبضون على المهاجرين، مؤكدة أنه لا ينبغي لفرونتكس ومراكز تنسيق الإنقاذ الوطنية تقديم معلومات إلى أي جهات فاعلة ليبية".

ولم يصدر أي تعليق من قبل القوات التابعة لحفتر أو الكتيبة حتى الآن تعليقا على التحقيق الذي دعم معلوماته بتسريبات صوتية وصور للمهاجرين واختطافهم.

فهل يسبب تورط "حفتر" في ملف المهارجين غير الشرعيين والاتجار بهم غضبا أوروبيا ضده خاصة من إيطاليا؟

"عقوبات ضد مالطا وليس حفتر"

في حين رأى عضو التكتل السياسي لإقليم "فزان" (الجنوب الليبي)، وسام عبدالكبير أن "ليبيا لها أساليب خاصة للتعامل مع ملف الهجرة الغير الشرعية منذ زمن القدافي، فهي دوما تقوم بابتزاز الجانب الأوربي حول عمليات عبور المهاجرين".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "التحقيق الأخير يثبت تورط القوات المسلحة المالطية في هذه العمليات وتعاونها مع كتيبة "طارق بن زياد" التابعة لحفتر، لذا اعتقد أن الغضب الأوروبي يفترض أن يوجه ضد مالطا المتورطة في الأمر ربما بضوء اخضر أوروبي"، وفق تقديره.

وتابع: "لا أتوقع أن هذه العمليات سينتج عنها غضب أوروبي أو إيطالي ضد حفتر كون هناك دول متورطة معه، ويظل ملف الهجرة الغير الشرعية ملفا شائكا ومعقدا وأكبر من إمكانات الدول الليبية والتي تبقى دولة عبور وليست دولة منشأ"، كما قال.

"استفادة مادية"

الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط قال من جانبه إن "ملف الهجرة ملف شائك ومعرقل للاستقرار في ليبيا كما أن تهريب البشر معضلة تعاني منها أوروبا وليبيا باعتبار أن ليبيا بلد عبور وأوروبا بلد الهدف، ومؤخرا تغير الأمر للأحسن مؤخرا حيث بدأت القوى السياسية والعسكرية في تنفيذ بعض السياسات التي ساهمت في التقليل من هذه التجارة".

واستدرك قائلا: "لكن هناك بعض القوى العسكرية الغير منضبطة تستخدم هذه الممارسات للاستفادة منها ماديا  وهذه الممارسات هي محرك يغذي ويمول بعض المجموعات من خلال استخدام المهاجرين كسلعة، وبخصوص الغضب الأوروبي فإن أوروبا نفسها لازال أمامها الكثير من الوقت لتنظم نفسها لتواجه هذه الآفة"، وفق تصريحه لـ"عربي21".

"مليشيات إجرامية"

الناشط السياسي الليبي المهتم بملف الهجرة غير الشرعية، إسماعيل بازنكة رأى أن "أزمة المهاجرين غير الشرعيين هي جزء من الصراع الأوروبي الداخلي والاختلاف في معالجة الأزمة، وتضطر بعض دول الاتحاد الأوروبي للجوء إلى وسائل غير قانونية للتعاطي مع المشكلة ومنها التعاون مع مليشيات إجرامية وغير قانونية لوقف تدفق موجات الهجرة، في غشارة لكتيبة "طارق بن زياد".

وقال لـ"عربي21": "هذه الميليشات لها سوابق في الاتجار بالبشر واستغلال أزمة الهجرة غير الشرعية سواء في غرب ليبيا أو شرقها، وهذا نتيجة رفض بعض دول الاتحاد الأوروبي اللجوء للوسائل الآمنة لحل المشكلة من جذورها مثل سبب هذه الهجرة أصلا والفقر والحروب في البلاد التي يهرب منها المهاجرون وبعض هذه الحروب والفقر تسببت فيها دول أوربية، لذا عليها حل الأزمة من جذرها"، وفق تعبيره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حفتر ليبيا تهريب أوروبا ليبيا أوروبا تهريب حفتر تجارة بالبشر سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طارق بن زیاد غیر الشرعیة ملف الهجرة

إقرأ أيضاً:

الحراري: حل أزمة الهجرة ليس مسؤولية ليبيا وحدها بل تحدٍّ مشترك

قال المترشح الرئاسي محمد الحراري، إن حل أزمة الهجرة في ليبيا ليس مسؤولية الدولة الليبية وحدها، بل هو تحدٍّ مشترك يتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا متوازنًا يراعي مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك أمن واستقرار ليبيا وحقوق الإنسان للمهاجرين.

وأوضح الحراري، رداً على بيان الأمم المتحدة بشأن المعلومات المضللة وخطاب الكراهية في ليبيا، أن معالجة هذه القضية تتطلب تعاونًا وثيقًا بين ليبيا والدول الأوروبية.
وأكد الحراري، عبر حسابه على “فيسبوك” أن التعاون يأتي بتعزيز التعاون الأمني والحدودي، ودعم ليبيا تقنيًا ولوجستيًا في مراقبة حدودها الجنوبية لمنع تدفق المهاجرين غير النظاميين.
ونوه بأن التعاون يأتي أيضاً بتكثيف الجهود المشتركة لضبط شبكات التهريب والاتجار بالبشر، وإنشاء مراكز إيواء مؤقتة بتمويل دولي، وإنشاء مراكز استقبال مؤقتة للمهاجرين بتمويل وإشراف أوروبي داخل الأراضي الليبية، مع ضمان ظروف إنسانية مناسبة، وإعادة تقييم أوضاع المهاجرين لتحديد المستحقين للحماية الدولية.
وشدد على ضرورة إعادة التوطين والعودة الطوعية، وتفعيل برامج العودة الطوعية للمهاجرين الذين لا تنطبق عليهم شروط اللجوء، بالتعاون مع بلدانهم الأصلية والمنظمات الدولية.
وتمسك بضرورة إعادة توطين بعض اللاجئين في دول أوروبية وفقًا لحصص متفق عليها، لتخفيف العبء على ليبيا، والتنمية الاقتصادية في دول المصدر، والاستثمار في مشاريع تنموية في الدول الإفريقية المصدرة للهجرة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية.
وكانت البعثة الأممية، أعربت في وقت سابق، عن قلقها إزاء المعلومات المضللة وخطاب الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين، وهو موقف يتماشى مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل التحديات الحقيقية التي تواجهها ليبيا بسبب تزايد تدفقات المهاجرين غير النظاميين، خاصة في طرابلس، التي أصبحت نقطة تجمع رئيسية قبل العبور إلى أوروبا.
وأكدت البعثة، إن الأعداد المتزايدة من المهاجرين الأفارقة الذين يستقرون في ليبيا، سواء كمحطة مؤقتة أو للإقامة الدائمة، تفرض ضغوطًا كبيرة على البنية التحتية والخدمات العامة، فضلاً عن المخاطر الأمنية والاقتصادية المصاحبة لهذه الظاهرة.

مقالات مشابهة

  • المغاربة والسنغاليون يتصدرون قائمة المهاجرين غير الشرعيين الواصلين إلى إسبانيا
  • الحراري: حل أزمة الهجرة ليس مسؤولية ليبيا وحدها بل تحدٍّ مشترك
  • الاتحاد الأوروبي يشدد موقفه تجاه المهاجرين.. ومقترح لإنشاء "مراكز عودة"
  • الدبيبة: ليبيا لن تكون موطناً للهجرة غير النظامية
  • IOM: ارتفاع أعداد المهاجرين المُعادين إلى ليبيا في 2025 إلى 4,767 مهاجراً
  • بريطانيا تؤكّد التزامها بدعم ليبيا في مختلف المجالات
  • بعد تدفق المهاجرين..تحذيرات في ليبيا من خطط لتوطينهم
  • “الوطنية لحقوق الإنسان”: نرفض توطين المهاجرين في ليبيا وندعو إلى معالجة الملف بحكمة
  • الوطنية لحقوق الإنسان تصدر بياناً بشأن مشاريع «توطين المهاجرين»
  • الاتحاد الأوروبي يقترح ترحيل المهاجرين المرفوضين إلى مراكز بالخارج