رام الله-متابعات- قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، “إن مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، حدث ثقافي وحضاري هام، سيعزز الصداقة والتعاون وتبادل الخبرات القائمة بين الصين والحزب الشيوعي الصيني من جهة، والدول والأحزاب العربية من جهة أخرى”. جاء ذلك في رسالته للدورة الرابعة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والقوى والأحزاب العربية في الوطن العربي لدى افتتاحها، اليوم الخميس، في مدينة ينتشوان الصينية، تلاها نيابة عنه المفوض العام للأقاليم الخارجية لحركة “فتح”، عضو لجنتها المركزية سمير الرفاعي، بحضور وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ليو جانتشاو، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في  منطقة ننيغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب في المنطقة ليانغ يانشون.

وأشاد الرئيس في رسالته، بالاهتمام الكبير الذي توليه الصين والحزب الشيوعي لتوطيد العلاقات الصينية العربية، خاصة العلاقات التاريخية الراسخة وأواصر الدعم المتبادل بين الحزب الشيوعي الصيني وحركة فتح وكذلك البلدين، والتي تتسم بالتطور الدائم، وخير دليل على ذلك النتائج المثمرة لزيارته الأخيرة للصين، والتي تُوجت بإعلان إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية، وتوقيع عدد من الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز العلاقات. وأكد أهمية المبادرات التي أطلقها الرئيس شي جينبينغ، وهي: مبادرة التنمية، ومبادرة الأمن، ومبادرة الحضارة العالمية، من أجل بناء المستقبل المشترك للبشرية. وتابع الرئيس عباس: “نشيد بأهمية مبادرة الحزام والطريق التي تحظى بقبول واسع من غالبية دول العالم، إضافة إلى الجهود المبذولة في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، التي يمكن من خلالها أن نقيم معاً مستقبلا متعدد الأقطاب لهذا العالم، الذي يحتاج إلى كل أصحاب النوايا الطيبة لفائدة البشرية جمعاء مثل الصين”. وأعرب عن ثقته بأن جمهورية الصين والحزب الشيوعي يمتلكان من القدرات المؤثرة عربياً ودولياً الكثير، وكذلك العديد من دول العالم، الرافضة للهيمنة وازدواجية المعايير. وجدد الرئيس عباس التأكيد على الموقف الفلسطيني الثابت بدعم سياسة الصين الواحدة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأضاف: “إن الصين وقيادتها الشجاعة، تحققان يوماً تلو الآخر، نهضة وتنمية وتطورا تكنولوجيا واقتصاديا يشهد له العالم، وتعمل جاهدةً ومخلصةً على حل القضية الفلسطينية، بطرق سلمية عادلة، تحفظ لشعبنا حقوقه المشروعة، في الحرية والاستقلال والعيش بكرامة على تراب أرضنا الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية”. وثمن، المبادرة ذات النقاط الثلاث التي أطلقها الرئيس شي جينبينغ خلال زيارته الأخيرة إلى الصين حول إيجاد حل للقضية الفلسطينية، استناداً إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، التي لاقت ترحيباً فلسطينياً واسعاً. ووجه شكره وتقديره إلى نظيره الصيني شي جينبينغ، وأعضاء الحزب الشيوعي الصيني، ودائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية، والمدرسة الحزبية المركزية للحزب، ولجنة الحزب بمنطقة نينغشيا، وللأشقاء قادة الأحزاب والقوى العربية المشاركين كافة. وكانت أعمال مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية انطلقت اليوم الخميس، في مدينة ينتشاون الصينية، وتستمر لمدة يومين، ويناقش فيها الطرفان الشراكة الإستراتيجية بين الحزب الشيوعي الصيني والقوى والأحزاب العربية الستين المشاركة في المؤتمر، والذين يمثلون ست عشرة دولة عربية بينها فلسطين. كما يناقش المؤتمر العديد من المسائل المهمة التي تهم الطرفين، خاصة تعزيز العلاقات وتطويرها ودفعها إلى الأمام في ظل الأزمات التي يشهدها العالم، خاصة منطقة الشرق الأوسط، ومناقشة تجربة الصين الشعبية ونجاحاتها في المجالات التنموية والاقتصادية والتقدم العلمي والتكنولوجي التي تحققت بقيادة الحزب الشيوعي الصيني صاحب التجربة في الحكم الرشيد وأسلوب الحوكمة والشفافية والمحاسبة والمساءلة، وسياسات الإصلاح والانفتاح في إطار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

عُمان وقطر.. علاقات متينة وطموحات مشروعة

لا يختلف اثنان على عمق العلاقات والروابط السياسية والاجتماعية بين سلطنة عُمان ودولة قطر، فهي علاقات قوية محمية بالإرادة السياسية والشعبية في البلدين الشقيقين. وفي كل زيارة يقوم بها أمير قطر لسلطنة عُمان يجد حفاوة الاستقبال تعبر عن حقيقة العلاقة وعمقها، وأبعادها التي لم تتأسس في اللحظة الراهنة ولكن الجانب الاجتماعي فيها - بشكل خاص له جذور قديمة فرضته الامتدادات القبلية وخطوط التجارة منذ سنوات بعيدة جدا، ولقد أثبتت التجارب والمواقف التي مرت بها المنطقة ونوعية العلاقة بين البلدين وصلابتها ومبادئها المستمدة من إيمان سلطنة عُمان بالسلام والحوار الذي يفضي دائما إلى تجاوز كل التحديات والصعاب خاصة تلك التي قد تعتري علاقة الأخوة والأشقاء.

وعندما حلّ اليوم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ضيفًا كبيرًا على سلطنة عُمان، سلطنة وسلطانًا، وجد ذلك الترحاب الذي يليق بالشقيق، والاحتفاء الذي يتناسب وعمق العلاقات بين البلدين. وهذا الشعور ليس غريبا على أبناء الخليج الذين تربطهم علاقات قوية وهوية إسلامية واحدة وتحيط بهم نفس التحديات ويؤمنون أن مصيرهم مشترك.

ولا شك أن القمة التي عقدها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مع أمير قطر والتي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وتناولت الشأن العربي والإقليمي تحمل أهمية وخصوصية تنطلق من الفكر الذي يحمله القائدان ورؤيتهم للمنطقة ولقضاياها.

وإذا كانت العلاقات بين البلدين في جانبها السياسي والاجتماعي متينة وراسخة فإن طموحات الشعبين: العماني والقطري تتطلع إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وبشكل خاص الجانب الاستثماري فهي حتى الآن دون طموحات الشعبين اللذين يدركان متانة العلاقات السياسية والاجتماعية ولذلك فإن الطموح أن يخطو البلدان نحو مرحلة جديدة من العلاقات يتم خلالها بناء استثمارات مشتركة ضخمة تعزز التقارب بين البلدين وتنطلق من الإرادة السياسية الثابتة.

وهذا الأمر ليس صعبًا؛ فلدى البلدين نفس الطموحات في تعزيز الاستثمارات الخارجية وتنويعها بعيدا عن النفط والغاز. ومجال الاستثمار مفتوح وميسر خاصة في مجالات الطاقة الخضراء وفي اللوجستيات وفي مشاريع الأمن الغذائي.

كما أن التشاور مهم بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية والتحديات التي تحيط بالمنطقة من أجل توحيد المواقف وبلورة رؤى مشتركة منطلقة من فهم عميق لما يجري من تحولات عالمية.

وتبذل دولة قطر جهودا كبيرة فيما يخص القضية الفلسطينية وكانت طوال الحرب أحد أهم أطراف الوساطة بين الجانبين في سبيل الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار يفضي إلى نهاية الحرب وبدء مرحلة جديدة يستطيع فيها الشعب الفلسطيني أن ينال حقوقه التي تقرها القوانين والأنظمة الدولية.

وهذه القضايا جميعها ليست غائبة عن اشتغالات القائدين سواء في هذه القمة أو في غيرها من القمم، فسلطنة عُمان تؤمن بحق الشعب الفلسطيني أن يعيش على أرضه في أمن وأمان وفي كرامة إنسانية.

إن النتائج المنتظرة من المباحثات الرسمية التي عقدها جلالة السلطان المعظم مع ضيفه أمير قطر ستفضي بإذن الله لما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين والأمة العربية وتعزز التقارب السياسي والاجتماعي بعلاقات اقتصادية واستثمارات تليق بالطموحات الشعبية في البلدين.

مقالات مشابهة

  • توطيد العلاقات التشريعية.. البرلمان العربي والبحريني يناقشان آليات التعاون المشترك
  • الرئيس الكيني يزور الهيئة العربية للتصنيع ويشيد بالقدرات التصنيعية المتطورة
  • اتفاق في الرؤى بين الرئيس السيسي ونظيره الكيني حول ملف نهر النيل وتعزيز التعاون الاقتصادي
  • حزب المصريين الأحرار: زيارة الرئيس الكيني لمصر ستعود بفوائد كبيرة للبلدين
  • «علاقات الشارقة».. 80 اجتماعاً و10 زيارات خارجية خلال 2024
  • عُمان وقطر.. علاقات متينة وطموحات مشروعة
  • عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودًا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي
  • شومان: أئمة المذاهب الفقهية تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بيننا اليوم
  • عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي
  • د. عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي