لماذا تعد تحركات السيسي بعد الانتخابات حاسمة بالنسبة للأسواق المصرية المضطربة؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، تقريرا تناول عن مستقبل الأسواق المصرية الذي يعتمد بشكل كبير على الإجراءات التي سيتخذها السيسي بعد الانتخابات في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تنتظر مصر.
وقالت الوكالة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المستثمرين يعرفون ما يمكن توقعه من الانتخابات المصرية التي سيفوز فيها الرئيس السيسي مرة أخرى، ثم سيضطر قريبا إلى الإشراف على تخفيض مؤلم لقيمة العملة.
ومع توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، استعد مديرو الأموال بالفعل لما يتبع ذلك.
ويحظى الاقتصاد المصري المتعثر بدعم عشرات مليارات الدولارات من صندوق النقد الدولي وجيرانه الأثرياء في مجلس التعاون الخليجي.
ولكن السندات الخارجية للبلاد أشارت إلى ضائقة خلال السنة الماضية، مما يرجح مزيدا من التخفيضات في قيمة الجنيه المحلي، كما تدور أسئلة أيضًا حول أهمية مصر الاستراتيجية مع احتدام الحرب في قطاع غزة المجاور.
ونقل الموقع عن عبد القادر حسين، العضو المنتدب للدخل الثابت في شركة أرقام كابيتال المحدودة في دبي أنه "من غير المتوقع أي شيء سوى انتصار السيسي، أما بعد ذلك فالسوق تتوقع دعم صندوق النقد الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي، وربما حتى دعمًا أمريكيًا وأوروبيًا، حسب كيفية تطور المأساة في غزة".
وذكر الموقع أن صندوق النقد الدولي يدرس إضافة المزيد من التمويل إلى حزمة مساعداته لمصر، ما قد يؤدي لزيادة زيادة برنامجه إلى أكثر من 5 مليار دولار من الـ3 مليار دولار المخطط لها.
وتعد مصر بالفعل ثاني أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين المتخلفة عن السداد.
وتتزايد التكهنات بأن مصر سوف تحصل على المزيد من الأموال من الحلفاء العرب في مجلس التعاون الخليجي، وحتى الغرب، حيث تصبح البلاد بوابة حاسمة للمساعدات للوصول إلى غزة التي تشهد حربا منذ أكثر من شهرين.
وأكد تقرير بلومبرغ، أن الشرط الأكثر أهمية لإطلاق العنان لجزء من رأس المال هذا يتوقف على تخفيف الضوابط المفروضة على سوق الصرف الأجنبي، إن لم يكن التحرير الكامل له.
وبينما فقد الجنيه نحو نصف قيمته مقابل الدولار منذ آذار/مارس 2022، يراهن المتداولون في سوق المشتقات المالية على خفض قيمة الجنيه بنسبة 40 بالمائة خلال السنة المقبلة، ما يضع العملة تحت مستوى 50 جنيهًا مقابل الدولار، من 30.85 حاليًا.
ويتوقع تشارلز روبرتسون، رئيس الإستراتيجية الكلية في "إف آي إم بارتنرز"، خفض قيمة العملة بنسبة 20 بالمائة بعد فوز السيسي، ثم الحصول على تمويل أكبر من صندوق النقد الدولي، الأمر الذي قد يكون إيجابيا بالنسبة للسندات المصرية بالدولار إذا اعتبر انخفاض قيمة الجنيه كافيا لتسوية تراكم العملات الأجنبية.
وأشار الموقع إلى أن التفاؤل بأن السيسي سيحاول بذل جهده لإنقاذ الاقتصاد ساعد في ارتفاع قيمة العملة خلال الأسبوع الماضي، حتى أن العائد الإضافي للاحتفاظ بالسندات بالدولار المصري بدلا من سندات الخزانة الأمريكية انخفض إلى ما دون عتبة الألف نقطة أساس، التي تعد مؤشرًا على الضائقة.
وبحسب أدريان دو توا، مدير الأبحاث الاقتصادية للأسواق الناشئة في أليانس بيرنشتاين، فإن أداء سندات اليورو كان جيدًا على أساس التوقعات بأنه بمجرد زوال المخاطر المتعلقة بالانتخابات، سيكون لدى الحكومة المصرية مساحة أكبر للمناورة وسيستجيب صندوق النقد الدولي بالمثل.
إدمان المال الساخن
وأفادت الوكالة، بأن هناك إدمانا في قلب المستنقع المالي الحالي في مصر على ما يسمى بالأموال الساخنة، حيث تتدفق السندات المتغيرة إلى الأسهم والسندات التي يمكن أن تذهب بالسرعة التي تأتي بها.
وقد عرضت مصر منذ فترة طويلة بعضا من أعلى أسعار الفائدة الحقيقية في العالم من أجل جذب النقد الأجنبي اللازم لسد العجز، لكن ذلك ترك البلاد تحت عبء ديون مرهق.
وأوضحت الوكالة، أن مصر اضطرت على مدار العقد الماضي إلى تخصيص أكثر من نصف دخلها الضريبي لدفع فوائد ديونها، وفي الفترة من تموز/يوليو إلى أيلول/سبتمبر من هذا العام، بلغت تكاليف الفائدة أكثر من 1.5 مرة ما تم تحصيله من الضرائب، وذلك وفقا لبيانات وزارة المالية.
وكانت هذه الاستراتيجية مستدامة فقط طالما استمر رأس المال في التدفق، ولكن عندما غزت روسيا أوكرانيا، لم تتوقف الأموال الساخنة فحسب، بل انعكست مع ارتفاع التضخم على الواردات من السلع الأساسية، وانخفض صافي تدفقات استثمارات السندات إلى 3.8 مليار دولار في السنة المالية 2022-2023، من 21 مليار دولار في الفترة السابقة.
وأكد الوكالة أن مصر تحاول منذ ذلك الحين إعادة اقتصادها إلى المسار الصحيح وجذب المستثمرين مرة أخرى إلى البلاد، لكن كلاً من وكالة فيتش للتصنيف الائتماني ووكالة موديز لخدمات المستثمرين خفضت التصنيف الائتماني للبلاد في الأشهر الأخيرة بسبب النقص المستمر في العملات الأجنبية والديون الباهظة.
وقد حرمت هذه المخاطر مع ارتفاع أسعار الفائدة العالمية مصر من الدولارات التي تحتاجها لدفع ثمن السلع الأساسية المستوردة وأجبرتها على تخفيض قيمة العملة.
وأشار التقرير إلى أن الاتساع الكبير بين السعر الفوري للعملة المحلية وسعر السوق الموازية يشير إلى ضغوط متزايدة، مما يؤكد الحاجة إلى تخفيضات إضافية لقيمة العملة، وذلك حسب ما كتبه الاستراتيجيون في دويتشه بنك إيه جي، في مذكرة بتاريخ 6 كانون الأول/ ديسمبر، ورد فيها أنه "من المرجح أن تتم جولة جديدة من تخفيض قيمة العملة بعد الانتخابات الرئاسية وقبيل الانتهاء من مراجعات صندوق النقد الدولي في أوائل سنة 2024".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصرية السيسي الاقتصادية الجنيه مصر السيسي الديون الجنيه الاقتصاد المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق النقد الدولی ملیار دولار قیمة العملة أکثر من
إقرأ أيضاً:
27 فنانة تشكيلية من 13 دولة يروجن للمزارات المصرية في رحلة من أسوان للأقصر
تستضيف محافظتا أسوان والأقصر، فعاليات منتدى «الملكة» الدولي للفنون، والذي تشارك فيه 27 فنانة تشكيلية من 13 دولة عربية وأجنبية، بينها مصر والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وألمانيا ولبنان ورومانيا والأردن.
يقام المنتدى بمحافظتي الأقصر وأسوان، خلال الفترة من 21 إلى 26 فبراير الجاري، ويتضمن القيام برحلة نيلية من أسوان للأقصر على متن أحد البواخر السياحية، وذلك لتسليط الضوء على أهم مزارات وآثار مصر العليا من معابد أسوان وكوم امبو وإدفوا وإسنا والكرنك وحتشبسوت ووادي الملكات ومعبد الأقصر.
ورحب إيهاب عبد العال، أمين صندوق اتحاد الغرف السياحية، وأمين صندوق جمعية مستثمري السياحة الثقافية، بضيوف مصر، مؤكداً أن السياحة المصرية تحظى بدعم كبير من قبل المشاهير والنجوم العالميين الذين يحرصون على زيارة المعابد الأثرية والأماكن التاريخية، والتقاط الصور التذكارية والترويج لها على صفحات التواصل الاجتماعي.
واعتبر إيهاب عبد العال، زيارات المشاهير من جميع أنحاء العالم للمزارات المصرية، نوعًا مميزًا من الترويج، له دور إيجابي في التسويق للمنتج السياحي المصري المتميز، وذلك في إطار اهتمام الدولة الكبير بالقطاع السياحي.
وقال أمين صندوق اتحاد الغرف السياحية، وأمين صندوق جمعية مستثمري السياحة الثقافية، إن الفنانات التشكيليات أعربن عن إعجابهن الشديد بالحضارة المصرية، وأكدن حرصهن على توثيق زيارتهن بالصور والفيديوهات على صفحاتهن الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي حتى يتفاعل معها الملايين من معجبيهن في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: “مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر بنسبة تقترب من 40% في اتخاذ قرارات المسافرين بزيارة الوجهات السياحية، ونسعى في مصر لاستغلال ذلك من خلال إظهار ما يميزها لكل الأشخاص حول العالم”.
وذكر أن الرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان، تعد تجربة فريدة تجمع بين السياحة الثقافية والترفيهية، حيث يمكن للضيوف زيارة العديد من المواقع الأثرية والتاريخية على طول النيل، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
وشدد إيهاب عبد العال، على أن مصر تمتلك مقومات سياحية متنوعة تؤهلها إلى أن تكون نقطة جذب واعدة للسياح ذوي الإنفاق العالي.
ووجه الشكر لوزارات الداخلية والسياحة والآثار وجميع الأجهزة التنفيذية التي عملت على تسهيل جميع إجراءات نجاح هذه الزيارة الهامة.
ولفت إلى أن السياحة المصرية قادرة على استعادة عرشها مجددا والوصول إلى أكثر من 30 مليون سائح سنويا قبل حلول عام 2028 طبقا لمستهدفات الدولة، ولكن بشروط أهمها ضرورة توسع القطاع السياحي في العمل على تحسين تجربة السائح لجذب المزيد من الشرائح السياحية المختلفة، خاصة من ذوي الإنفاق المرتفع.
وتتضمن فعاليات الزيارة القيام برحلات سياحية للفنانات، وعقد ورش فنية على سطح السفينة أثناء الإبحار وسط الطبيعة الخلابة لضفاف النيل بين مدينتي أسوان والأقصر، ومعرضا تشكيليا للأعمال التي أنجزت بواسطة الفنانات تحت اسم «رسالة سلام» من أسوان والأقصر للعالم.
ويدور محور الأعمال الفنية حول نبذ العنف، ومنع التهجير، والتعايش بين الشعوب.