الاقتصادات الكبيرة تحكم قبضتها على الأسواق العالمية قبل رحيل 2023
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
لاتزال الاقتصادات الكبيرة في العالم بما فيها اقتصادات البلدان الصناعية الضخمة تعاني بسبب الأحداث العالمية والإقليمية الصعبة منذ ظهور كوفيد 19 مع حلول عام 2019 مرور بالحرب الروسية الأوكرانية إلى أن تصاعدت وتيرتها مع اندلاع العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.
على غرار السويسري.. بنك إنجلترا يبقي الفائدة عند 5.
25% متماشيًا مع التوقعات أسعار الذهب تسجل مستوى تاريخيًا جديدًا بعد اجتماع الفيدرالي
تسببت كل هذه العوامل السلبية المعاكسة في إلحاق الضرر بالعديد من اقتصادات دول العالم ولكن يبقى الضرر الأكبر واقعا وملموسة ومحسوسا على اقتصادات بلدان العالم النامي وأسواقها الناشئة والتي تلهث "إن جاز التعبير" وراء المتغيرات السريعة بالأسواق العالمية الكبرى.
أبرز الأضرار التي لحقت بالأسواق العالمية والناشئة، ارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق وظهر ذلك بشكل واضح في أسعار الغذاء والحاصلات الزراعية ومستلزمات الإنتاج، وكذلك أسعار الذهب والطاقة.
من أبرز الأضرار أيضا، التباطؤ الشديد في سوق العمل، وتراجع معدلات النمو في الأسواق الناشئة وعلى مستوى القطاع الخاص مع الإشارة إلى نجاح الاقتصادات الكبرى في الحفاظ على إحكام قبضتها على الأسواق العالمية سواء من حيث قوة مراكزها المالية والاحتياطي النقدي لديها، أو من حيث الحفاظ على قوة عملتها المحلية، أو من ضخامة جنى الأرباح من عوائد السندات وأذون الخزانة، أو حجم تشغيل العمالة لديها في الوقت الذي تعاني فيه أسواق البلدان النامية وظهر ذلك بوضوح خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الجاري وكشفته المؤشرات الصادرة عن تقرير البنك المركزي المصري والخاصة بأداء الأسواق العالمية وقبل أن يلفظ 2023 أنفاسه الأخيرة.
* * ارتفاع الدولار وتراجع اليورومن الحقائق المؤكدة التي أظهرها تقرير البنك المركزي المصري فيما يتعلق بأداء الأسواق العالمية خلال الأسبوع الأول من ديسمبر الجاري، ارتفاع سعر الدولار بنسبة 0.72 %، مقابل انخفاض اليورو والجنيه الإسترليني المتأثرين بالدولار. كما ارتفع الين الياباني بنسبة 1.29 %، واحتفظت عدة عملات أخرى بقوتها مثل الكرون السويدي، والفرنك السويسري، والدولار الأسترالي، والكرون النرويجي والكرونة الدنماركي والدولار النيوزيلندي وهذا راجع إلى تحقيق هذه الدول معدلات نمو ملحوظة، وتنوع النشاط الإنتاجي والصناعي والخدمي لديها، أما عملات الأسواق الناشئة فقد تراجعت عملاتها إلى أدنى مستوى لها كما حدث مع البيزو التشيلي، والرينجت الماليزي، والفورنت المجرى، والجيو الروماني، والكرون التشيكي، والبات التايلاندى، والروبية الإندونيسي، والوون الكورى الجنوبى والروبية الهنديه، وكانت الأسباب الرئيسية فى تراجع قيمة هذه العملات، تراجع مبيعات التجزئة، وضعف الناتج الصناعى، وقيمة الأنشطة الصناعية مثل نشاط التعدين، وانخفاض قيمة الصادرات.
* * عوائد السندات وتباطؤ سوق العمل
ومن أبرز الملامح الاقتصادية للأسواق العالمية خلال الأسبوع الأول من ديسمبر الحالي، ارتفاع عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل بشكل كبير رغم التباطؤ الملحوظ في سوق العمل، وباستثناء السندات طويلة الأجل، ارتفعت العوائد على جميع الاستحقاقات مما جعل المستثمرين إلى مراجعة توقعاتهم بشأن السياسة النقدية للاتحاد الفيدرالي الأمريكي للعام القادم مع الإشارة إلى تباطؤ سوق العمل وأظهرت المؤشرات أن سوق العمل لا يزال يتسارع بشكل أكبر من المستوى الذي يفضله بنك الاحتياطي الفيدرالي وكان من نتيجة ذلك، ارتفاع عوائد كل من سندات الخزانة والدولار في الوقت الذي انخفض فيه الذهب بنسبة 3.26 % ليصل سعر الأونصة إلى 2.004 دولار "الأونصة 31.1 جرام" إلا أنها لاتزال أعلى من المستوى الرئيسى البالغ 2000 دولار، وكان الذهب قد وصل إلى أعلى مستوى له مع أواخر نوفمبر الماضى.
أظهرت مؤشرات الأسواق العالمية أيضا، تراجع أسعار النفط بنسبة 3.85 % لتستقر عند 75.84 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى لها من شهر يوليو 2023 حيث قام المتداولون بتقييم تأثير خفض منظمة أوبك للإنتاج مقابل المخاوف بشأن بشأن التأثير المحتمل لتراجع التوقعات الاقتصادية على معدل الطلب العالمي.
وأظهرت وكالة بلومبرج قيام روسيا بخفض إنتاجها النفطي بمعدل أقل مما تعهدت به خلال اجتماع الدول المصدرة الأخير، بينما خفضت السعودية سعر البيع الرسمي للخام إلى آسيا مما تسبب في هبوط الأسعار عالميا مع الإشارة إلى ارتفاع صادرات الخام الأمريكي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.
وعلى مستوى الأسهم، فقد تسبب الانتعاش في شركاء الاصطناعي في صعود أسهم التكنولوجيا وهو ما أظهره مؤشر ناسداك الأمريكي والذي يعد المؤشر الرئيسي لأسواق التكنولوجيا بأمريكا وحققت أكبر مكاسب لها
خاصة بعد إطلاق النموذج الاصطناعي Google Gemini والذي ينافس ChatGpt،
ويقال إنه نموذج جوجل للذكاء الاصطناعي الأكبر والأكثر تطورا على الإطلاق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحداث العالمية الحرب الروسية الأوكرانية العدوان الإسرائيلي أسعار الذهب الاسواق العالمية الأسواق العالمیة سوق العمل
إقرأ أيضاً:
أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الخميس، مع ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية، بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، مدعومة بارتفاع الطلب على الملاذ الآمن، بفعل حالة عدم اليقين مع توقعات خفض أسعار الفائدة الفيدرالية وضعف اليوان، وفقًا لتقرير "آي صاغة".
وقال سعيد إمبابي، خبير المعادن النفيسة والمجوهرات، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 20 جنيها خلال تعاملات اليوم ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4485 جنيها، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 41 دولار، لتسجل مستوى 3124 دولار.
وأضاف إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5026 جنيها، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3844 جنيها، فيما سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2990 جنيها، وسجل الجنيه الذهب نحو 35880 جنيها.
ووفقا للتقرير اليومي"آي صاغة"، فقد ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنحو 115 جنيها خلال تعاملات أمس الأربعاء، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4350 جنيها، واختتم التعاملات عند 4465 جنيها، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية، بنحو 101 دولار، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2982 دولار، واختتمت التعاملات عند 3083 دولار.
وأوضح إمبابي، أن أسعار الذهب ارتفعت بالبورصة العالمية، وسط تزايد الطلب من قبل المستثمرين للتحوط من اضطربات الأسواق العالمية، وجاء هذا الارتفاع على الرغم من قرار الرئيس دونالد ترامب بتعليق الرسوم الجمركية العالمية على الواردات لمدة 90 يوما.
وأضاف، لكن لا تزال التوترات قائمة، فقد جددت الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 125% على السلع الصينية، ورسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على شركاء تجاريين رئيسيين آخرين، والتي تثير المخاوف من تباطؤ النمو العالمي.
وجاء القرار ردا على خطط الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 84% على جميع الواردات الأمريكية، تدخل حيز التنفيذ يوم الخميس.
ولفت إمبابي، أن تفاقم التصعيد التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم سيعزز من اضطرابات الأسواق، ويدفع لركو اقتصادي عالمي محتمل.
وارتفعت أسعار الفضة، لتسجل الأوقية 31.26 دولار خلال تعاملات اليوم، مدفوعة بمخاوف التضخم ودورها المزدوج كأداة تحوط وسلعة صناعية، ويواصل المعدن الاستفادة من ارتفاع توقعات التضخم وعدم اليقين الاقتصادي العالمي، مما يجذب المستثمرين الذين يتطلعون إلى تنويع استثماراتهم.
في حين خفضت الصين يوم الخميس، سعر صرف اليوان الرسمي لليوم السادس على التوالي إلى أدنى مستوى له في 19 شهرًا مقابل الدولار، وحدد بنك الشعب الصيني سعر الصرف الرسمي الذي يسمح لليوان بالتداول حوله ضمن نطاق 2%، عند 7.2092 للدولار، وهو الأضعف منذ 11 سبتمبر 2023، وفقاً لـ"رويترز".
وتوجه الصين عملتها، اليوان، نحو الضعف بوتيرة منسقة بعناية، إذ يسعى البنك المركزي إلى التخفيف من بعض تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد، من دون زعزعة الأسواق المالية، ويبدو أن بكين ستستخدم عملة البلاد كأداة تفاوض، كما فعلت في الحرب التجارية الأخيرة.
وأشار إمبابي، إلى أن خفض الصين عملتها لأدنى مستوياتها في عدة سنوات، يعزز دور الذهب كأداة تحوط ضد مخاطر العملات، كما تواصل البنوك المركزية تعزيز مشترياتها من الذهب، ومن المتوقع أن تزداد تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة إذا استمر الذهب في موجات الصعود الحالية.
وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن صناع السياسات أجمعوا تقريبًا في اجتماعهم الشهر الماضي على أن الاقتصاد الأمريكي يواجه مخاطر تباطؤ النمو وتسارع التضخم في الوقت ذاته.
ويرى جميع مسؤولي السياسة النقدية ببنك الاحتياطي الفيدرالي تقريبا أن "المخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الاتجاه الصعودي، بينما تميل مخاطر التوظيف إلى الاتجاه الهبوطي"، بحسب محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يومي 18 و19 مارس.
وفي سياق متصل، تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي اليوم الخميس، ومؤشر أسعار المنتجين الأمريكي غدًا الجمعة، لتحديد توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي خلال الفترة المقبلة.