اختيار ولاية صور عاصمة للسياحة العربية 2024م
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
العمانية: اُختيرت ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية اليوم عاصمة للسياحة العربية لعام 2024م، وذلك خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته الـ26 والمُنعقد في العاصمة القطرية الدوحة.
ويأتي هذا الاختيار وِفق عدة معايير مُتصلة بتوفر البنية التحتية والموارد السياحية، وتنوع الأنماط والأنشطة السياحية، إلى جانب سياسات وتوجهات الحفاظ على البيئة، وما تزخر به الولاية من مقومات تاريخية وثقافية غنية، إلى جانب وجود مواقع أثرية تعود إلى حقب زمنية مختلفة، أُدرجت عدد منها ضمن قائمة التراث العالمي والقائمة التمهيدية، إضافة إلى المواقع الطبيعية مثل الشواطئ والأودية والعيون والكهوف والمحميات الطبيعية التي تستقطب السياح من داخل وخارج سلطنة عمان.
وقال سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة، في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: إن اختيار ولاية صور يأتي تجسيدا لجهود قامت بها وزارة التراث والسياحة وجهات أخرى ذات علاقة لاستضافة ولاية صور لهذا التتويج المهم، حيث إن الولاية تمزج بين مكونات كثيرة تراثية وثقافية وسياحية موضحا أن الوزارة ستقوم بتحضير مجموعة من المناشط للاحتفاء بهذه المناسبة وافتتاح عدد من المشاريع الاستثمارية فيها.
وأضاف سعادته: إن هناك عددا من المهرجانات التي تقوم بتنفيذها الوزارة بالتنسيق مع مكتب محافظة شمال الشرقية والجهات الأخرى للقطاع العام والخاص، بالإضافة إلى دراسة بعض المشاريع الاستثمارية في قطاع السياحة لتتكامل مع هذا الاختيار المستحق.
يذكر أن الاجتماع قد ناقش مجموعة من الموضوعات أبرزها دعم الاقتصاد الفلسطيني في مجال السياحة والمدونة الدولية لحماية السياح في الشرق الأوسط وتعزيز جودة التعليم والتدريب بالمنطقة وتطوير منتجات سياحية إقليمية مشتركة ودعم وتنمية التعاون العربي البيئي في مجال السياحة وتعزيز ثقافة المستهلك والسائح العربي، وتفعيل العمل السياحي المشترك، بالإضافة إلى شمولية المقاصد السياحية العربية المعاصرة، والتغيرات المناخية، وأثرها على القطاع، وطرح ملتقيات لتنشيط السياحة، وتقييم العواصم المرشحة لنيل لقب عاصمة السياحة العربية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ولایة صور
إقرأ أيضاً:
رسائل الإخوانيات: أدب المودة والصداقة في التراث العربي
مقدمة
هذه خاطرة راقت لي واحببت أن أتأملها علني امسك خيطها الاول.. ومادفعني لذلك هو سؤال، كيف كان الأصدقاء والأدباء يتواصلون قبل ظهور الهواتف ووسائل الاتصال الحديثة؟ وكيف عبّروا عن مشاعرهم، وناقشوا أفكارهم، ووطّدوا علاقاتهم؟ الإجابة تكمن في “رسائل الإخوانيات”، ذلك النوع الأدبي الذي لم يكن مجرد وسيلة للتواصل، بل وثيقة أدبية تحفظ لنا روح العصور التي كُتبت فيها.
رسائل الإخوانيات هي أحد ألوان النثر العربي الذي ازدهر عبر القرون، حيث كتبها الأدباء والعلماء والأصدقاء ليعبروا عن مشاعر الود والتقدير، ويشاركوا أفكارهم وتجاربهم. كانت هذه الرسائل تحمل طابعًا شخصيًا، لكنها في الوقت ذاته زاخرة بالجمال الأدبي، ما يجعلها كنزًا تراثيًا يعكس الحياة الاجتماعية والثقافية للعصور المختلفة.
لمحة تاريخية: ازدهار الرسائل الإخوانية:
ظهرت رسائل الإخوانيات منذ العصور الإسلامية المبكرة، لكنها بلغت ذروتها في العصر العباسي، حيث كانت الكتابة الأدبية والمراسلات جزءًا لا يتجزأ من الحياة الثقافية. فقد برع الأدباء والفقهاء في صياغة الرسائل بأسلوب يجمع بين البلاغة والتودد والمجاملة الرقيقة، وأحيانًا الفكاهة والنقد اللاذع.
ومن أشهر من كتب في هذا الفن:
1. أبو حيان التوحيدي (ت. 1023م) – اشتهر بأسلوبه العميق الذي يعكس العلاقات الفكرية والإنسانية في عصره.
2. بديع الزمان الهمذاني (ت. 1008م) – كتب رسائل إخوانية بأسلوبه المميز، كما برع في المقامات.
3. أبو بكر الخوارزمي (ت. 993م) – تميزت رسائله بالبلاغة والذكاء الأدبي.
4. الصاحب بن عباد (ت. 995م) – كتب العديد من الرسائل التي تكشف عن روح عصره وأدبه.
5. الجاحظ (ت. 868م) – لم تخلُ رسائله من السخرية الذكية والفكاهة الراقية.
6. الصابي (ت. 994م) – كان من كبار كتاب الرسائل الإخوانية والمراسلات الرسمية
خصائص رسائل الإخوانيات
• اللغة الأدبية الراقية: كتبت بأسلوب بليغ يعكس فصاحة الكاتب وثقافته.
• التعبير عن المشاعر الصادقة: حملت مشاعر الود، الحنين، الشكر، أو حتى العتاب برقة.
• التطرق إلى موضوعات فكرية وأدبية: ناقشت أحيانًا قضايا فلسفية وعلمية، ما يجعلها مصدرًا معرفيًا مهمًا.
• الجمع بين الطابع الشخصي والأسلوب الرسمي: رغم كونها شخصية، إلا أن العديد منها صيغ بلمسة أدبية راقية.
• استخدام السجع والمحسنات البديعية: زينت الرسائل بأسلوب فني جعلها أقرب إلى القطع الأدبية.
رسائل الإخوانيات في السودان:
لم يكن السودان بمعزل عن هذا التقليد الأدبي، فقد اشتهر عدد من علمائه وأدبائه بتبادل الرسائل التي تعكس روح المجتمع السوداني وأخلاقياته. فمن رسائل الفقهاء التي ناقشت قضايا الدين والعلم، إلى رسائل الأدباء التي تفيض بالمشاعر الراقية، نجد أن فن الإخوانيات قد ترك أثره في التراث السوداني. وقد استمتعت برسائل محمد المهدي المجذوب مع صديقه الديبلوماسي وشيخ العرب علي أبوسن بما فيها من طرائف وملح اشتهر بها..وفي الأجزاء القادمة من هذه السلسلة، سنستعرض نماذج بارزة من رسائل الإخوانيات في السودان، ونتأمل كيف عكست هذه المراسلات طبيعة العلاقات الاجتماعية والفكرية في البلاد.
ختامًا
على الرغم من تغير وسائل الاتصال، فإن روح الإخوانيات لا تزال موجودة في بعض المراسلات الأدبية الحديثة. فهل يمكننا استلهام هذا الفن اليوم لإحياء أسلوب الكتابة الراقية في.. هذا ماعنى لنا ان نكتبه عن الرسائل الإخوانية ولنعتبره مجرد مقدمة وقد نواصل البحث فيه ان كان هناك ما ينفع..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com