مخرجة إسبانية: لولا وجود المسلمين في بلادنا لكانت أوروبا مختلفة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
قالت إيزابيل فرنانديز، مخرجة الفيلم الوثائقي "بناة قصر الحمراء"، إنه لو لم يكن هناك مسلمون في إسبانيا، لكان تاريخ أوروبا مختلفا.
جاء ذلك في تصريح للأناضول حول الفيلم الوثائقي الذي يتناول قصر الحمراء الذي بني في عهد إمارة غرناطة، آخر دولة إسلامية في إسبانيا، ويعرض الفيلم، الأربعاء في مهرجان البوسفور السينمائي الحادي عشر، حيث تعتبر وكالة الأناضول، شريكاً إعلامياً عالميا للمهرجان.
وذكرت فرنانديز أن الفيلم الوثائقي الذي أُنتج العام الماضي كان فريدا، مضيفة: "الفيلم الوثائقي يتناول لأول مرة الآثار والدوافع وراء بناء هذا القصر الرمزي، قصر الحمراء".
وأضافت: "بالرجوع إلى المذكرات والمصادر المكتوبة لتلك الفترة، يروي الفيلم الوثائقي قصة الأميرين اللذين شاركا في بناء هذين القصرين في القرن الرابع عشر".
وأشارت إلى أنها باعتبارها إسبانية، فإنها تعتبر الفترة التي تواجد فيها الأندلسيون والدول الإسلامية اللاحقة جزءا من تاريخها.
وقالت فرنانديز: "لم يتم شرح الأندلس بشكل جيد بما فيه الكفاية كجزء من التاريخ الأوروبي".
وأردفت: "أعتقد أننا لا نعرف ما يكفي عن تاريخ الفن بهذه الفترة، والحجارة المستخدمة والجدران المبنية، ومن كان وراء هذا الطراز".
وتابعت: "هذا القصر بناء رائع، سيجعلك عاطفيًا عند زيارتك له، في كل مرة أزوره أشعر أنني لا أملك معلومات كافية عن سبب بناء هذا المبنى الرائع ولماذا يؤثر بي كثيرًا".
ولفتت إلى أن الأمويين في الأندلس ساهموا بشكل كبير في العلوم الحديثة، مؤكدة بالقول: "هذا ليس رأيي فقط، بل هو حقيقة أيضًا، ولسوء الحظ، فإن هذا ليس معروفا بما فيه الكفاية".
وأكدت: "لقد قمت بعمل هذا الفيلم الوثائقي لتعلم ونشر المعرفة حول قصر الحمراء، لأنه لو لم يكن هناك مسلمون في إسبانيا، لكان تاريخ أوروبا مختلفًا".
وشددت: "تعتبر الفترة الأندلسية مهمة جدًا من حيث تطور العلوم والبحث العلمي لأنها جلبت المعرفة من قارتهم ومن آسيا إلى هنا".
وتابعت: "يمكن إعطاء المصادر المكتوبة بالفترة اليونانية القديمة مثالا على ذلك، لو لم يكن العرب موجودين في إسبانيا، لما تمكنت أوروبا من الوصول إلى فنانين مثل ليوناردو دافنشي، باختصار، يشير هذا الفيلم إلى أن الإسلام لعب دورًا طبيعيًا في تطور التاريخ الأوروبي والعالمي، وخاصة في تطور العلوم".
وبينت فرنانديز أنها فخورة بكونها جزءًا من تاريخ إسبانيا المتعدد الثقافات، قائلة: "إن جمال إسبانيا يأتي من حقيقة أن لديها الفرصة لدمج الثقافات المختلفة، وهذه الميزة تعتبر العمود الفقري لنا".
وذكرت فرنانديز: "إن الفيلم الوثائقي الذي أعدته شجعنا على كسر الأحكام المسبقة حول التاريخ والبحث في الحقائق التاريخية، مؤكدة أنها سعيدة بلقاء الجمهور التركي في المهرجان".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الفیلم الوثائقی قصر الحمراء فی إسبانیا
إقرأ أيضاً:
"الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر الطغاة من مواصلة استباحة دماء المسلمين
عقد الجامع الأزهر الشريف، حلقة جديدة من ملتقى "الأزهر للقضايا المعاصرة" تحت عنوان: " الإسلام وعصمة الدماء"، وذلك بحضور، الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر.
قال الدكتور عبد الفتاح العواري، إن من يستقرئ آيات القرآن الكريم ويُيمم وجهته شطر سنة النبي ﷺ، سيجد الكثير من التحذيرات الشديدة والوعيد لمن تسول له نفسه أو يزين له الشيطان سوء عمله، ويقدم على مجرد التفكير في قتل النفس المعصومة.
وتابع الدكتور العواري: فحينما نبحث في أصول الإسلام والشريعة الغراء، لا يمكن أن نجد قاعدة واحدة أو حديثًا واحدًا يأمر بالقتل أو القتال، وينتهك عصمة الدماء، بغض النظر عن معتقد الإنسان أو ملته أو دينه أو عرقه، لأن النفس كرمها الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}.
واسترسل: هذا يدل دلالة صريحة على أن القاعدة الكلية في شريعتنا هي السلام، والسلام يعني الأمان الذي يُمنح للنفوس لتتحقق لها الحياة الآمنة دون ترويع، فقد نهى الإسلام عن الترويع وتهديد الآمنين، مما يؤكد على أهمية قيمة النفس البشرية، وقد وضع النبي ﷺ الميثاق الأول لحقوق الإسلام قبل مجيء المواثيق الأخرى ودعا إلى عصمة النفس وعصمة الدماء، فقال ﷺ "من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا"، وقوله ﷺ: "أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
واسترسل العميد الأسبق لكلية أصول الدين قائلًا: إن الإسلام دين الأمن والسلام، الذي يفرق بين الحق والباطل، ويحترم العهود والمواثيق، ويُعلي من قيمة عصمة الدماء، والسلام هو القاعدة الأساسية لدى الإسلام والمسلمين، والحرب استثناء، ولكنها موجهة لمن اعتدى على المسلمين أو أراد إخراجهم من ديارهم، قال تعالى{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وفي آية أخرى قال تعالى{فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ} فالإسلام يحرم الاعتداء على النفس، ويدعو إلى عصمة الدماء، ولم يقف عند المسلمين فقط، بل حرم دم كل إنسان، لأن المولى عز وجل كرم النفس البشرية.