العمانية: تشهد العلاقات الثنائية بين سلطنة عمان وجمهورية الهند الصديقة تطورا ملحوظا وتعاونا وثيقا أسهم في إيجاد شراكات استراتيجية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل عززتها علاقات حضارية وتاريخية ضاربة في أعماق التاريخ. إن المباحثات التي سيُجريها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مع القيادة الهندية في نيودلهي الجمعة سترتقي بالشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين إلى مستويات أعلى وآفاق أرحب وأوسع عبر تعزيز التجارة والاستثمار والتعاون وتحقيق التكامل بين الجانبين في مختلف المجالات.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند الصديقة في نهاية الربع الثالث من عام 2023 مليارًا و447 مليون ريال عُماني، حيث بلغ حجم الصادرات العُمانية إلى الهند 699 مليونًا و218 ألف ريال عُماني وتتمثل في زيوت نفط ومواد معدنية وغاز طبيعي مسال وبولي اثيلين وبروبيليت والومنيوم ويوريا. فيما بلغ حجم الواردات العُمانية من الهند 747 مليونًا و883 ألف ريال عُماني وتتمثل في الأرز ووقود المحركات وبنزين طبيعي وحنطة (قمح) وضبط الإشعال في وقود المحركات والحديد الخام.

وبلغ حجم الاستثمارات من جمهورية الهند في سلطنة عُمان بنهاية يونيو الماضي 378.4 مليون ريال عُماني، ووصل عدد الشركات الهندية المستثمرة في سلطنة عُمان بنهاية عام 2022م 1744 شركة بحجم استثمار يصل إلى 281 مليون ريال عُماني، توزعت على قطاعات الصناعة الإنشاء والتشييد والتجارة والنقل والاتصالات والنفط والغاز والتعدين والمحاجر والتعليم والزراعة والأسماك والسياحة والصحة.

وتمثل دعوة جمهورية الهند الصديقة سلطنة عُمان ضيف شرف لحضور أعمال مجموعة العشرين التي استضافتها تأكيدا على ما يجمع البلدين الصديقين من علاقات متينة وصادقة، وهو ما أكدت عليه مسقط ونيودلهي خلال الحوار الاستراتيجي العُماني - الهندي الثامن في يناير الماضي الذي أبرز الأولوية القصوى التي توليها القيادتان لتعزيز العلاقات الاستراتيجية الثنائية القائمة على الثقة والاحترام المتبادل، وقال سعادةُ السفير عيسى بن صالح الشيباني سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية الهند إن ما يجمع سلطنة عُمان وجمهورية الهند عراقة حضارتيهما، وعلاقاتهما الراسخة الضاربة في عمق التاريخ التي تتجسد عبر مزيج من الترابط التاريخي والثقافي والاقتصادي، وتزدهر في العصر الراهن، وتُعززها القيادتان الحكيمتان في كلا البلدين والنظرة المشتركة نحو مكانة سياسية متنامية واقتصاد متطور ومزدهر. وأضاف سعادتُه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسيّة الرسميّة في عام ١٩٥٥، عمل البلدان بخطوات واسعة في مجال التعاون الاستراتيجي الذي نشهد نتائجه الإيجابية بشكل واضح في ارتفاع حجم التجارة الثنائية بينهما إلى حوالي ١٠ مليارات دولار أمريكي خلال عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٢.

ووضح سعادتُه أن طرق التجارة البحرية التي تم إنشاؤها بين الحضارة السومرية وحضارة هارابان في وادي السند تبرز الأهمية التاريخية الكبيرة للعلاقة بين سلطنة عُمان والهند التي أوجدت إرثًا دائمًا ينعكس في النسيج الثقافي والاجتماعي لكلا البلدين. كما أن هذا الارتباط العريق الذي يعود إلى العصر البرونزي وضع الأساس لعلاقة متينة مبنية على الاحترام والتفاهم المتبادل.

وبيّن سعادتُه أن الجالية الهندية في عُمان تقوم بدور بارز وجسر حضاري وتجاري بين البلدين، وإسهاماتها شاهدة على التعايش المتناغم والاحترام المتبادل، حيث تعد سلطنة عُمان بحكم موقعها الاستراتيجي محطة رئيسة ليست للتبادل التجاري فحسب وإنما للتقارب الحضاري والمعرفي أيضا.

وأكد سعادةُ السفير أميت نارانج سفير جمهورية الهند لدى سلطنة عُمان على أن جمهورية الهند، حكومةً وشعبًا، تتطلع إلى الترحيب بحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق – حفظه اللهُ ورعاه- في زيارته الأولى للهند، معبّرا عن ثقته بأن هذه الزيارة ستشكل علامة فارقة جديدة في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال سعادتُه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن زيارة جلالةِ السُّلطان المعظم للهند تأتي في أعقاب المشاركة الناجحة لسلطنة عُمان بصفتها ضيف شرف في اجتماعات مجموعة العشرين برئاسة الهند، مشيرا إلى أن المناقشات خلال الزيارة ستُسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ورسم مخطط جديد للتعاون المستقبلي بينهما.

ووصف سعادةُ السفير الهندي العلاقة الهندية العُمانية بـ "المميزة"، وأن البلدين ارتبطا عبر بحر العرب لأكثر من خمسة آلاف عام، وتبادل الشعبان العُماني والهندي الصديقان طوال هذه الفترة السلع والخدمات والأفكار والجوانب الحضارية والثقافية المشتركة.

ووضح سعادتُه أن المستقبل يُبشر بإنجازات متواصلة لكلا البلدين بالنظر إلى التقارب بين "رؤية عُمان 2040" والإنجازات التنموية للهند باعتبارها الاقتصاد الأسرع نموًّا في العالم، ويُقدّم خارطة طريق واعدة لتحقيق التطلعات المشتركة للشعبين العُماني والهندي.

وأكّد سعادةُ السفير أن دعوة الهند سلطنة عمان للمشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين تبرهن على أواصر الصداقة المتجذرة بين البلدين الصديقين، مشيدا بمشاركة سلطنة عُمان في 150 اجتماعًا لمجموعة العشرين، وكلّها كانت هادفة وبنّاءة وأسهمت وجهات النظر والرؤى من الجانب العُماني في إثراء المناقشات واسعة النطاق.

وذكر سعادتُه أن العلاقات الاقتصادية بين الهند وسلطنة عُمان تشهد انتعاشًا قويًّا، حيث تضاعفت التجارة الثنائية من 5.4 مليار دولار أمريكي في 2020-2021 إلى 12.3 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2022-2023 مشيرا إلى أن الهند تعد أيضًا من بين أكبر المستثمرين في سلطنة عُمان، وتتمتع بحضور قويّ في الموانئ والمناطق الحرة في صحار وصلالة وبشكل متزايد في الدقم.

وأشار سعادةُ السفير إلى الفرص الهائلة لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين في السنوات المقبلة في ظل اقتراب الاقتصاد الهندي ليصبح ثالث أكبر الاقتصاديات في العالم، بالإضافة إلى الخطوات الهادفة التي تتخذها سلطنة عُمان للتنويع الاقتصادي.

وقال سعادةُ فيصل بن عبد الله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان إن الغرفة تحرص دومًا على أن يكون للقطاع الخاص العماني دور مهمٌّ لنموّ وتعزيز العلاقات التجارية، وتعمل الغرفة على تسيير الوفود التجارية إلى جمهورية الهند الصديقة واستقبال الوفود الهندية في سلطنة عُمان لبحث سبل التعاون وإبرام الشراكات التجارية والاستثمارية بين أصحاب الأعمال في البلدين.

وأضاف سعادتُه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن مجلس الأعمال العُماني الهندي يقوم بدور مهمّ في دعم هذه الروابط خاصة مع ما يمتلكه اقتصاد البلدين من فرص واعدة؛ إذ تتيح سلطنة عُمان العديد من فرص الاستثمار خاصة في القطاعات الواعدة المعول عليها لتحقيق النمو الاقتصادي، وبالمثل فإن الاقتصاد الهندي يتسم بأنه سريع النمو ويضم عددًا هائلًا من القوى العاملة، وقدرة استهلاكية كبيرة، فهو اقتصاد يوفر لقطاع الأعمال في البلدين فرصًا ومصالح متبادلة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جمهوریة الهند الصدیقة بین البلدین ریال ع مانی الع مانیة الع مانی

إقرأ أيضاً:

مصالح الداخلية تحقق في سيطرة شركات ومكاتب دراسات على صفقات التأهيل الحضري

زنقة 20 ا محمد المفرك

أفادت مصادر، أن مصالح وزارة الداخلية في التحقيق في مكاتب دراسات وشركات ومقاولات كبرى، تسيطر على صفقات مشاريع برامج التأهيل الحضري للمدن التي تتولى الجماعات المحلية الإشراف المباشر عليه.

وحسب ذات المصادر، فإن الولاة والعمال انهوا إحصاء الشركات ومكاتب الدراسات التي تسيطر على الصفقات في مختلف الجماعات، بدعم من رؤساء جماعات نسجوا معها علاقات مصالح متبادلة، ضمنهم من يوجد في السجن، وآخرون ملفهم معروض أمام قضاء جرائم الأموال.

وأكدت المصادر أنه من المنتظر، أن تكون المديرية العامة للجماعات المحلية قد توصلت بأسماء مكاتب الدراسات والمقاولات التي تسيطر على صفقات برامج التأهيل الحضري وتربطها علاقات قوية مع رؤساء جماعات، ضمنهم وزراء سابقون وبرلمانيون ورؤساء مجالس إقليمية، وأعضاء في مكاتب سياسية لأحزاب.

وأشارت إلى إن رجال الإدارة الترابية وانتهوا من إحصاء المشاريع، وتصنيف الفائزين بها، سواء من لدن أصحاب مكاتب الدراسات، أو المقاولات النائلة لها بطرق يكتنفها الكثير من الغموض، وتطرح حولها علامات استفهام كبرى.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الهندي فرص تعزيز الاستثمار بين البلدين
  • "ملتقى الصداقة العُماني الصيني" يؤكد الفرص الاستثمارية والثقافية الواعدة بين البلدين
  • ارتفاع أصول قطاع الصيرافة الإسلامية بسلطنة عُمان
  • مصالح الداخلية تحقق في سيطرة شركات ومكاتب دراسات على صفقات التأهيل الحضري
  • 17.4% نموا بإجمالي أصول القطاع المصرفي في سلطنة عُمان
  • الإمارات ومصر.. علاقات أخوية مستدامة
  • محمد بن زايد والسيسي يبحثان خلال لقاء أخوي علاقات البلدين
  • رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان خلال لقاء أخوي علاقات البلدين
  • عضو بـ«الشيوخ»: زيارة الرئيس الإماراتي إلى العلمين الجديدة تعزز أواصر علاقات البلدين
  • الصين والهند تتفقان على استمرار الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية بشأن الوضع الحدودي