“الغذاء العالمي” يحذر من جوع “كارثي” في السودان
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
رصد- تاق برس- حذر برنامج الأغذية العالمي، من أن أجزاء من السودان، تتعرض لخطر الانزلاق إلى ظروف جوع كارثية، بحلول موسم العجاف العام المقبل، “إذا لم يتمكن البرنامج من توسيع نطاق الوصول إلى المساعدات الغذائية وتقديمها بانتظام للأشخاص المحاصرين في مناطق النزاع الساخنة بما فيها الخرطوم ودارفور وكردفان.
وقال البرنامج في بيان صحفي أصدره الأربعاء، إن السودان الذي كان يوصف ذات يوم بأنه سلة الخبز المستقبلية لشرق أفريقيا، بات يواجه أزمة جوع متفاقمة مع اقتراب الصراع المستعر في جميع أنحاء البلاد من شهره الثامن.
وأوضح البرنامج أن تحليلا جديدا للأمن الغذائي في السودان يظهر تسجيل أعلى مستويات الجوع المسجلة على الإطلاق خلال موسم الحصاد ما بين أكتوبر- فبراير، وهي عادة فترة يتوفر فيها المزيد من الغذاء.
ونبه إلى أنه إذا لم تكن هناك زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية بحلول موسم العجاف في مايو المقبل، فقد تشهد بؤر الصراع الساخنة ظهور جوع كارثي، والمعروف أيضا باسم المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي وممثله في السودان، إيدي رو: “ندعو بشكل عاجل جميع أطراف النزاع إلى هدنة إنسانية والوصول دون قيود لتجنب كارثة الجوع في موسم العجاف القادم”.
وأضاف أن حياة الناس تعتمد على ذلك، “ومع ذلك هناك عدد كبير جدا من الأشخاص المحاصرين في المناطق التي تشهد قتالا نشطا ولا يمكننا الوصول إليهم إلا بشكل متقطع، هذا إن تمكنا من الوصول إليهم على الإطلاق”.
وأشار البرنامج إلى أن ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون الجوع الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو ما يزيد عن ضعف العدد الذي تم تسجيله في نفس الوقت من العام الماضي.
وأضاف “هذا الرقم أعلى أيضا من التوقعات الأولية التي بلغت 15 مليونا والتي وردت في التقييم السابق في أغسطس، مما يدل على مدى سرعة تدهور وضع الأمن الغذائي”
وقال البرنامج إن ما يقرب من 5 ملايين شخص يقعون ضمن مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي، أي في المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، مع وجود أكثر من ثلاثة أرباع هؤلاء الأشخاص محاصرين في مناطق كان وصول المساعدات الإنسانية فيها متقطعا، وفي بعض المناطق، مستحيلا بسبب القتال المستمر.
وأكد البرنامج أنه قدم منذ بداية الصراع، المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من خمسة ملايين شخص، مما حال دون مزيد من التدهور في الأمن الغذائي، خاصة في شرق السودان وشماله.
وشدّد على أن وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وآمن إلى المدنيين في المناطق الأكثر تضررا من العنف لم يكن كافيا، مشيرا إلى أنه استفاد من فترات الهدوء المؤقتة في القتال لتوصيل المساعدات الغذائية إلى الأسر في منطقة الخرطوم الكبرى، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى العاصمة إلا مرة واحدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي أن قوافل منتظمة من المساعدات الغذائية سافرت من تشاد إلى غرب ووسط دارفور منذ أغسطس، حيث قدمت مساعدات غذائية لنصف مليون شخص. ومع ذلك، لم يتلق الناس في أجزاء أخرى من إقليم دارفور أي مساعدة منذ يونيو على الرغم من محاولات برنامج الأغذية العالمي المتكررة للحصول على وصول آمن.
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي وممثله في السودان، إيدي رو إن السرعة التي ارتفع بها الجوع خلال العام الماضي “مثيرة للقلق”.
وأكد أن المزيد من الناس يكافحون من أجل تناول وجبة أساسية في اليوم، وما لم تتغير الأمور “فهناك خطر حقيقي للغاية أنهم لن يتمكنوا حتى من القيام بذلك”.
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: المساعدات الغذائیة الأغذیة العالمی للأمن الغذائی فی السودان
إقرأ أيضاً:
ممثلو الاتحاد الأوروبي يزورون مشروعات برنامج الأغذية العالمي في مصر
قامت مجموعة من 45 ممثل من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، بقيادة الرئاسة المجرية لمجلس الاتحاد الأوروبي، بزيارة عددًا من المشروعات التنموية الممولة من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في محافظة أسوان بصعيد مصر.
ممثلو الاتحاد الأوروبي يزورون مشروعات برنامج الأغذية العالميالقـ.اتل المجهول.. كارثة تهدد حياة آلاف السوريينتلفزيون سوريا: ميناء طرطوس يستأنف عمله غداتأتي هذه المشروعات ضمن التعاون القائم بين الحكومة المصرية وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وتركز على أولويات عالمية تشمل التعليم، ومواجهة أزمات المناخ واللاجئين، وتمكين المرأة، وتحسين التغذية.
ممثلو الاتحاد الأوروبي يزورون مشروعات برنامج الأغذية العالمي
وضم الوفد أعضاء من لجان العمل التابعة لمجلس الاتحاد الأوروبي وممثلين عن مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء البالغ عددها 22 دولة، إلى جانب ممثلين عن برنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة الأخرى ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.
قام الوفد بزيارات ميدانية للاطلاع على المبادرات الرئيسية، بما في ذلك مراكز التدريب المهني، والمشروعات الزراعية المدعومة من برنامج الأغذية العالمي، والمدارس المجتمعية، ووحدات التغذية الخاصة بالنساء والأطفال. تتماشى هذه الزيارة مع أولويات الرئاسة المجرية لمجلس الاتحاد الأوروبي، التي تشجع على تعزيز العمل الأوروبي في مجال الأمن الغذائي، وهو ما سيتم التأكيد عليه في استنتاجات المجلس بشأن تعزيز دعم فريق أوروبا للأمن الغذائي والتغذية العالمي.
مع تصاعد التحديات العالمية مثل تغير المناخ والضغوط الاقتصادية والاحتياجات الإنمائية، تواصل الشراكات بين مصر والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وبرنامج الأغذية العالمي التأكيد على أهمية الجمع بين المشروعات الكبرى والمبادرات المحلية لتحقيق تغيير جذري ومستدام.
تضمنت الزيارة مواقع تدريب مهني أنشئت في إطار برنامج اللاجئين الخاص ببرنامج الأغذية العالمي، بالشراكة مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ودول أعضاء الاتحاد الأوروبي والمنظمات المحلية. يهدف هذا البرنامج إلى توفير تدريب مهني قائم على احتياجات السوق للاجئين وأفراد المجتمعات المضيفة في مجالات مثل النجارة، والتصنيع، والأدوات الرقمية، لتعزيز الاعتماد على الذات والدمج الاقتصادي.
وفي مجال الابتكار الزراعي، التقى وفد الاتحاد الأوروبي بالمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة المدعومين من برنامج الأغذية العالميووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي الذين يتبنون تقنيات زراعية متقدمة مثل الري بالتنقيط باستخدام الطاقة الشمسية وسياسات توحيد الأراضي، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 40%. توفر هذه الممارسات حلولًا مستدامة للتحديات المتعلقة بتغير المناخ وندرة الموارد وانعدام الأمن الغذائي.
كما ركزت الزيارة على التعليم المجتمعي، حيث زار الوفد المدارس التي يدعمها برنامج الأغذية العالمي بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. يقدم برنامجالتغذية المدرسية التابع للبرنامج دعمًا غذائيًا ومساعدات نقدية لتشجيع الحضور واستمرار التعليم. كما تم تجهيز المدارس المدعومة بأدوات رقمية وتدريب المعلمين لتحسين تجربة التعلم وضمان حصول الطلاب على فرص متساوية مع أقرانهم في جميع أنحاء البلاد.
تناولت الزيارة أيضًا برامج تمكين المرأة التي طورها برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي. توفر هذه المبادرات تدريبات وقروض متناهية الصغر للنساء، مما يمكنهن من بدء مشروعاتهن الخاصة وزيادة دخل أسرهن بنحو 50%، وبالتالي تغيير حياتهن وحياة عائلاتهن.
وقال ممثل ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مصرچان بيير دومارچوري: "إن مواجهة التحديات المعقدة اليوم تتطلب حلولًا تُمكّن المجتمعات، وتعزز قدرتها على الصمود، وتفتح الآفاق أمام الفرص. ما نشهده في أسوان، كنموذج لعملنا، يعكس قوة شراكاتنا مع الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الحكومة المصرية في إحداث تحول حقيقي ونمو مستدام".
وفيما يخص التغذية، زار الوفد وحدات صحية ضمن برنامج "الألف يوم الأولى من الحياة" الذي يتم تنفيذه بين وزارة التضامن الاجتماعي وبرنامج الأغذية العالمي. واطلع الوفد على عمليات فحص التغذية للأطفال في سن الدراسة، والتقى بالنساء الحوامل والمرضعات المستفيدات من المبادرة التي تهدف إلى مكافحة سوء التغذية وتعزيز صحة الأمهات والأطفال خلال السنوات الأولى من حياة الطفل.
واستمرارًا للشراكة طويلة الأمد، يواصل برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي دفع عجلة التنمية المؤثرة في جميع أنحاء مصر. في وقت سابق من هذا العام، أطلق الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأغذية العالمي برنامجًا بقيمة 2 مليون يورو لتمكين 6,000 من اللاجئين وأفراد المجتمعات المضيفة من خلال التدريب المهني والانخراط مع القطاع الخاص، مما يعزز التزامهما المشترك بالنمو الشامل.
في عام 2023، بلغت المساهمات العالمية للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لبرنامج