جنود الاحتلال يمارسون طقوسهم داخل مسجد في جنين
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي لجنود الاحتلال وهم يؤدون صلاة تلمودية بمناسبة ما يسمونه عيد "حانوكا" عبر مكبرات الصوت في أحد مساجد جنين عقب اقتحام المخيم.
ويأتي هذا المقطع ليفند ما تتغنى به إسرائيل بأنها تسعى لصيانة الأماكن المقدسة لكل الأديان السماوية وتوفير الحماية لها. ففي العام الماضي نشر حساب إسرائيل بالعربية التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية تغريدة قال فيها:
"الإرهاب يمس بحرمة الأموات من الأنبياء وليس فقط بالمدنيين الأبرياء في إسرائيل، والمفارقة أن إسرائيل تسعى جاهدة لصيانة الأماكن المقدسة لكل الأديان السماوية وتوفير حرية العبادة لا سيما في شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى بينما تطال يد الإرهاب حرمة قبر النبي يوسف عليه السلام".
الارهاب يمس بحرمة الاموات من الانبياء وليس فقط بالمدنيين الابرياء في إسرائيل
والمفارقة ان إسرائيل تسعى جاهدة لصيانة الاماكن المقدسة لكل الاديان السماوية وتوفير حرية العبادة سيما في #شهر_رمضان المبارك في المسجد الأقصى بينما تطال يد الارهاب حرمة قبر النبي يوسف عليه السلام pic.twitter.com/d1m5RyHQPg
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) April 10, 2022
ونشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، مقطع الفيديو عبر صفحته على الفيسبوك، وبدأ المقطع بالانتشار بين جمهور منصات التواصل في العالم، وأثار حالة من الغضب والاستنكار. واعتبر مغردون الحركة مستفزة، وقالوا إن جنود الاحتلال يعلمون أن "المقاومة الفلسطينية لن تقاتلهم داخل بيوت الله بسبب حرمة القتال فيها وخوفا من تدميرها".
جنود إسرائيليون يقتحمون مسجد مخيم جنين ويستخدمون سماعات الآذان لأداء "صلاة اسمع يا إسرائيل"
وهي صلاة لدى اليهود، من كلمتين في بداية قسم من التوراة، وتعرف أيضا بـ «شيماع» أي إسمع وهي بمثابة محور صلاة الصباح والمساء. الآية تمثل جوهر التوحيد في اليهودية: «اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا… pic.twitter.com/SvqexvWtbN
— Muath Hamed ???? (@MuathHamed) December 14, 2023
وعلّق مدونون على الفيديو بأنه انتهاك صارخ للأديان السماوية وللقانون الدولي، مشيرين إلى أن إسرائيل تجاوزت جميع الخطوط الحمراء بانتهاكها لحقوق الإنسان وحرمة المقدسات.
( جندي من جيش الاحتلال يعتلي المنبر ويغني في أحد مساجد جنين )
ولا يزال هناك من يسأل لماذا كان طوفان الأقصى. !!
لن يسلم مسجد في أي بلد عربي من الصهاينة إذا تركناهم يهيمنوا ويسيطروا pic.twitter.com/r3Ck7jMvAq
— خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) December 14, 2023
وتداولت صفحات فلسطينية مقطع فيديو قالت إنه للدمار الذي خلّفه جنود الاحتلال الإسرائيلي في مسجد جنين.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد نشر تقريرا قال فيه إن عدد المساجد المدمرة تدميرا كليا بلغ 88 مسجدا، وبلغ عدد المساجد المدمرة تدميرا جزئيا 174 مسجدا، إضافة إلى استهداف 3 كنائس، خلال عدوانها المستمر منذ أكثر من 69 يوما على القطاع.
????متابعة صفا| آثار الدمار الذي خلفه جنود الاحتلال في مسجد مخيم جنين pic.twitter.com/NLJfkINev1
— وكالة صفا (@SafaPs) December 14, 2023
ويحيي اليهود في كافة أنحاء العالم الاحتفالات بعيد "حانوكا" تخليدا لذكرى ما يسمى "انتصار أبناء الحشمونيين" في ثورتهم على الإغريق خلال فترة "الهيكل الثاني"، وفق زعم اليهود الذين ادّعوا أن الإغريق اضطهدوا الحقوق ومنعوا العبادات اليهودية، ونتج عن "ثورتهم" احتلال القدس واستبدال الحكم الإغريقي باليهودي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جنود الاحتلال pic twitter com
إقرأ أيضاً:
نكبة جديدة تلوح في الأفق..(البلاد) تسلط الضوء.. إسرائيل ترسخُ احتلالًا طويل الأمد في جنوب سوريا
البلاد – دمشق
في مشهد يعيد إلى الأذهان النكبة الفلسطينية، تتقدم إسرائيل بخطى محسوبة نحو ترسيخ احتلال طويل الأمد لجنوب سوريا، في استغلال واضح للفراغ الأمني والسياسي بعد انهيار نظام الأسد أواخر العام الماضي. المشهد هناك لا يوحي فقط بتدخل عسكري تقليدي، بل بتغيير جذري في طبيعة السيطرة على الأرض، حيث تبدو تل أبيب عازمة على خلق “فلسطين أخرى” على امتداد الحدود السورية-الإسرائيلية.
زيارة استقصائية حديثة أجراها مراسلو صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى المنطقة كشفت ملامح هذا التوسع الإسرائيلي، الذي لم يعد مجرد تدخل عسكري أو ضربات جوية متفرقة، بل أصبح منظومة متكاملة من السيطرة الأمنية والإدارية والاجتماعية. في قرية الحميدية، الواقعة داخل منطقة منزوعة السلاح سابقًا، تُسيطر إسرائيل الآن على كل شيء: من حركة المدنيين إلى الخدمات الطبية، ومن حجم الجنازات إلى توزيع الطعام.
موقع عسكري إسرائيلي حديث البناء يراقب القرية ليل نهار، بينما تُسيّر دوريات شبابية نقاط التفتيش، وتُقيّد الحركة، وتتحكم فيمن يغادر ومن يدخل، حتى في حالات الطوارئ الطبية. في رمضان، لم يتمكن الأهالي من زيارة أقاربهم لتناول الإفطار، وأُجبر شيوخ القرية على طلب إذن من ضباط الارتباط الإسرائيلي لنقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات. في جنازات القرية، حُدد عدد المعزّين، واختُزلت أيام الحداد التقليدية إلى يوم واحد، في انتهاك فج للأعراف الاجتماعية والدينية.
في مقابل هذه القيود، عرضت إسرائيل طرودًا غذائية على سكان القرى الفقيرة، في محاولة مكشوفة لكسب ود الأهالي وتحسين صورة جيش الاحتلال. وبينما قبل البعض مضطرًا، رفض كثيرون، إدراكًا منهم أن ما يُمنح اليوم كمساعدة، سيتحول غدًا إلى أداة لإدامة الاحتلال.
منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، صعدت تل أبيب من تدخلها العسكري. مئات الغارات الإسرائيلية دمّرت ما تبقى من الجيش السوري، فيما توسعت القوات البرية في منطقة الأمم المتحدة المنزوعة السلاح، التي ظلت قائمة لنصف قرن. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالب علنًا بنزع سلاح الجنوب السوري، بينما صرّح وزير دفاعه بأن القوات الإسرائيلية باقية هناك “إلى أجل غير مسمى.”
اليوم، بات لإسرائيل وجود فعلي على مساحات ممتدة لمئات الأميال داخل الأراضي السورية، تُديرها عبر مواقع عسكرية متقدمة، وأبراج مراقبة، وممرات ترابية مغلقة. وهي تُعيد بذلك إنتاج نموذج “المناطق العازلة” الذي اعتمدته في غزة ولبنان، وتُطبّقه الآن في سوريا بغطاء أمني لكنه يحمل أهدافًا توسعية صريحة.
وفي تطور خطير، أعلنت المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا عن تنظيم زيارات إلى مواقع أثرية داخل الجنوب السوري خلال عيد الفصح اليهودي هذا الشهر، وفق ما أورد موقع “كيبا” العبري. هذه الخطوة، التي تتم بحراسة عسكرية مشددة، لا تعكس اهتمامًا بالتراث، بقدر ما تُعلن دخول الجنوب السوري مرحلة جديدة: مرحلة دمج الأراضي المحتلة في الوعي الإسرائيلي، وتحويلها إلى وجهات “سياحية آمنة” كما حدث في القدس والجولان.
بهذا المسار، لا تُوسّع إسرائيل نفوذها فحسب، بل تُعيد رسم خريطة سوريا بسياسة التدرج الهادئ… لتكتب نكبة جديدة في قرى ظلت لسنوات تنزف من الحرب، وتُركت الآن فريسة للاحتلال.