في ذكراه العاشرة.. محطات في حياة سفير الوسطية الشيخ عبدالعزيز عكاشة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
تحل اليوم الخميس، الذكرى العاشرة على رحيل الشيخ عبدالعزيز عكاشة، والذي رحل في مثل هذا اليوم من عام 2013.
ذكرى رحيل عبدالعزيز عكاشةولد الشيخ عبدالعزيز عكاشة السيد نصار في قرية البتية بمشتول السوق بمحافظة الشرقية لعام 1948، في أسرة ورث عنها مهنة القراءة فقد كان والده إمام مسجد بلدته وكان جده أيضا إمامًا وقارئًا بمساجد القرية.
كان طبيعيًا أن يلحقه أهله بكُتابْ القرية وعمره لم يبلغ أربع سنوات بعد، وفي نفس الوقت ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية، وكان يرتب يومه بين الكُتابْ والمدرسة، وقد أتم حفظ القرآن في الكُتابْ وعمره تسع سنوات وكان له صوت جميل لدرجة أن مدرس القرآن أرسل في طلب والده ليقنعه بأن يترك المدرسة لأنها سوف تكون سببًا في تعطيله عن القراءة.
واقتنع والده وسحب أوراقه من المدرسة، وكان في السنة السادسة الابتدائية، ثم ألحقه بكُتاب شيخ جليل ليعلمه أحكام التلاوة. ختم القرآن حفظا وتجويدا على يد الشيخ محمد حجاب رحمه الله. وفي سن مبكرة صار من أشهر قراء قريته.
وعندما بلغ ستة عشر عامًا سافر بمفرده إلى القاهرة بناءً على نصيحة الشيخ محمود منصور الذي نصحه بالسفر إليها، فاستقر في مسجد صغير بحلمية الزيتون، ليبدأ من خلاله مسيرته مؤذنًا ثم إمامًا وعرفه أهل الحي وظل يعيش في نفس المنطقة التي شهدت بداياته.
افتتاح 62 مسجدا.. الأوقاف تعرض إنجازاتها في محافظة بني سويف وزير الأوقاف ينشر نص خطبة الجمعة بعنوان "نداءات القرآن الكريم للرسول"ذهب للجيش في عام 1968م وبقى لمدة سبع سنوات، وحين خرج من الجيش صار له جمهور قاهري يطلبه في لياليه ومناسباته وفي سن صغيرة قرأ في الليالي مصاحبًا للشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود علي البنا ومحمود خليل الحصري.
وله مع الشيخ الحصري حكاية طريفة وكانت أول مرة يلتقي به وجهًا لوجه وكان ذلك في ليلة عزاء في حي باب الشعرية عام 1974م وكانت للشيخ الحصري رهبة وجلال مما دفعه إلى أن يختم قراءته مبكرا خوفا ووجلا منه وسأله: لماذا فعلت ذلك؟ فقال له: كيف اقرأ وأنت موجود وأنا أخاف ان أتلعثم أمامك فقال لي: على العكس أنت قارئ جيد وصوتك أعجبني ولو صاحبتني بعد ذلك في ليلة قراءة فعليك أن تقرأ نفس المدة المخصصة لي ولا تخف مني أو من غيري.
تم اعتماد الشيخ عبدالعزيز عكاشة قارئًا عام ١٩٨٢م، وذهب لإختبار القبول بالإذاعة وكانت رئيسة اللجنة الإذاعية فوزية المولد ودخل الإمتحان فى التجويد وعلم النغم وقرأ آخر سورة الأنبياء، وسافر إلى عدة دول في شهر رمضان، وكانت أول دولة سافر إليها كانت تنزانيا، وقام بالتحكيم في مسابقة للقرآن الكريم بعد تلقيه دعوة من سلطان بروناي، وأيضا كان من ضمن لجنة التحكيم في مسابقة للقرآن بباكستان، كما سافر إلى البرازيل وأمريكا.
زار الشيخ ما يزيد على 25 دولة من بينها أستراليا والبرازيل والسويد وباكستان ولبنان والأردن والإمارات وغيرها وظل الشيخ يقرأ بالإذاعة ولم يتأخر عن أى تكليف يكلف به سواء لصلاة الفجر أو الاحتفالات الإذاعية أو صلاة الجمع حتى أقعده المرض ليرحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات كاملة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرآن الشيخ محمود على البنا محمود خليل الحصري
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيل الشيخ الحصري.. أول من سجل المصحف الصوتي بالعالم
تحل اليوم، الأحد، الرابع والعشرون من شهر نوفمبر، ذكرى وفاة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، أحد أشهر قُرّاء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، وهو أحد أبرز القراء المصريين القدماء، وأحد مؤسسي إذاعة القرآن الكريم، وله العديد من المصاحف المسجلة بروايات مختلفة، كان أكثر قراء القرآن علمًا وخبرة ووعيًا بفنون القراءة، مستفيضًا بعلوم التفسير والحديث، فلقد كان يجيد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر.
ويعد الحصري أول من سجل المصحف الصوتى المرتل، برواية حفص عن عاصم، وأول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.
نشأته وحياته:
وُلد في غرة ذي الحجة سنة 1335هـ الموافق 17 سبتمبر من عام 1917 في قرية شبرا النملة، التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، وكان والده قبل ولادته انتقل من محافظة الفيوم إلى هذه القرية التي ولد فيها، وقد أجاد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر.
انتقل والده قبل ولادته من محافظة الفيوم إلى قرية شبرا النملة، حيث ولد الحصري، أدخله والده الكُتاب في عمر الأربع سنوات ليحفظ القرآن، وأتم الحفظ في الثامنة من عمره، كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميًا ليحفظ القرآن، وفي الثانية عشرة انضم إلى المعهد الديني في طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر.
الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة:
حصل على شهاداته في ذلك العلم (علم القراءات) ،ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت مميز وأداء حسن، وفي عام 1944م تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة، وفي عام 1950م عُين قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا، كما عُين في العام 1955م قارئًا لمسجد الحسين بالقاهرة.
أدرك الشيخ الحصري منذ وقت مبكر أهمية تجويد القرآن في فهم القرآن وتوصيل رسالته، فالقراءة عنده علم وأصول، فهو يرى أن ترتيل القرآن يجسد المفردات القرآنية تجسيدًا حيًا، ومن ثَمَّ يجسد مدلولها التي ترمي إليها تلك المفردات، كما أن ترتيل القرآن يضع القارئ في مواجهة عقلانية مع النص القرآني، تُشعر القارئ له بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.
حياته العائلتة:
تزوج عام 1938م، وكانت معظم مسئوليات التربية تقع على كاهل زوجته بسبب انشغاله بعمله وأسفاره، ويروي أحد أبنائه: "كان يعطي كل من حفظ سطرًا قرش صاغ بجانب مصروفه اليومي، وإذا أراد زيادة يسأل ماذا تحفظ من القرآن فإن حفظ وتأكد هو من ذلك أعطاه، وقد كانت له فلسفة في ذلك فهو يؤكد دائمًا على حفظ القرآن الكريم حتى نحظى برضاء الله علينا، ثم رضاء الوالدين، فنكافأ بزيادة في المصروف، وكانت النتيجة أن التزم كل أبنائه بالحفظ، وأذكر أنه في عام 1960م كان يعطينا عن كل سطر نحفظه خمسة عشر قرشًا وعشرة جنيهات عن كل جزء من القرآن نحفظه، وكان يتابع ذلك كثيرًا إلى أن حفظ كل أبنائه، ذكورًا وإناثًا، القرآن الكريم كاملًا والحمدلله".
مؤلفاته:
كتب العديد من المؤلفات منها "أحكام قراءة القرآن الكريم، القراءات العشر من الشاطبية والدرة، معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير، أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر، مع القرآن الكريم، قراءة ورش عن نافع المدني.
في عام 1965م قضى الشيخ محمود خليل الحصرى عشرة أيام كاملة فى مسجد بباريس، وهناك وعلى يديه أشهر عشرة من الفرنسيين إسلامهم، أيضًا أشهر ثمانية عشرة أمريكيًا إسلامهم، من بينهم طبيبان وثلاثة مهندسين، وفى مدينة سان فرانسسكو تقدمت سيدة أمريكية مسيحية لتعلن أن قراءته مست وجدانها وأحست من عمق نبرات القراءة أن القرآن الكريم على حق، رغم أنها لم تفهم كلماته، ولذلك أشهرت إسلامها على يد الشيخ الحصرى، ووعدته بأن تلتحق بأحد المراكز الإسلامية لتتعلم اللغة العربية.
رؤيا والده:
كان أبوه خليل السيد يشتغل بصناعة الحصير، فلقب بالحصري، وكان كلما وجد مصلى بلا حصير أو مفروشًا بقش الأرز، هرع إليه وفرشه بالحصير الجديد، حتى جاءته الرؤيا العجيبة، حيث رأى عموده الفقري يتشكل ويتدلى عنقودًا من العنب، والناس تأتي جماعات جماعات، يأكلون من عنقود العنب، وعنقود العنب لا ينفد.
ولما تكررت الرؤيا ذهب لأحد الشيوخ وقصها عليه، فسأله الشيخ إن كان له ذرية، قال: "ولدي محمود عمره عامان"، قال: "ألحقه بالأزهر، يتعلم العلوم الشرعية، فسوف يكون له شأن كبير"، وقد كان! ولا نزال نأكل من عنقود العنب، وعنقود العنب لا ينفد.
حرص في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد ديني ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في جميع وجوه البر.
وفاته:
توفى مساء يوم الإثنين 16 محرم سنة 1401 هـ الموافق 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء، بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.