توقيع اتفاقية لبحث سبل تطوير مجمع لتكرير الليثيوم في السلطنة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
مسقط - الرؤية
وقع جهاز الاستثمار العماني وشركة ليتشيم ذ.م.م على مذكرة تفاهم لبحث سبل تطوير مجمع لتكرير الليثيوم في سلطنة عمان باستخدام "تقنية ليتشيم" الحائزة على براءة اختراع، وتأتي هذه المذكرة لتعزيز جهود جهاز الاستثمار العماني في توطين التقنيات الحديثة عبر الشراكات الاقتصادية والشركات التي يتسثمر فيها خارج سلطنة عمان.
ويأتي هذا الاستثمار تجسيدًا لسعي جهاز الاستثمار العماني إلى توطين التقنيات الحديثة في القطاعات الواعدة اقتصاديًا، كما يعكس جهود جهاز الاستثمار العماني في جوانب الاستدامة بما يعزز من رحلة سلطنة عمان نحو الحياد الصفري الكربوني بحلول 2050. إذ تعد تقنية ليتشيم - التي جرى تطويرها في عام 2015 - بغرض توفير حل منخفض التكلفة لتكرير الليثيوم عبر عملية تعتمد على تسخين حمض الكبريتيك وتقنية " ميستو / اوتوتيك " للترشيح القلوي تحت ضغط مرتفع، وهي عمليات تُستخدم على نطاق واسع في قطاع الليثيوم في الوقت الحالي. وفي ظل ما تمتلكه ليتشيم من قدرة فريدة على إعادة تدوير مركبات اختبار التفاعلات الكيميائية لاستخدامها مرةً أخرى، سوف يستهلك المشروع عددًا أقل من هذه المركبات، ما يعني كمية أقل من المخلفات وبالتالي أثرًا بيئيًا أقل. وتتميز التقنية على قدرتها على إعادة تدوير
الجدير بالذكر أن ليتشيم هي إحدى الشركات التابعة لمجموعة الطاقة والمعادن (إي إم جي) التي تأسست في تكساس في عام 2006، وتعتبر من بين أكبر مستثمري القطاع الخاص في مجال الموارد الطبيعيى في العالم.
وتعليقًا على ذلك، أوضح هشام بن أحمد الشيدي، مديرعام استثمارات التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العماني: "يسعدنا في جهاز الاستثمار العماني أن نعلن عن انطلاق رحلتنا المشتركة مع ليتشيم ومجموعة إي إم جي من أجل تأسيس مجمع تجاري لتكرير الليثيوم في سلطنة عمان باستخدام تقنية ليتشيم الفريدة من نوعها، وهو تعاون سوف نحظى من خلاله بدعم مجموعة إي إم جي، المساهم البارز في ليتشيم، ما يعزز من قدرات المشروع ويوسّع انتشاره على الصعيد العالمي. ويأتي هذا المشروع، الذي يتماشى مع رؤية السلطنة 2040 للتنويع الاقتصادي وتطلعاتها للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050، والتزامنا الراسخ بالاستدامة، ونتوقع أن يساهم في إنعاش سوق الليثيوم وترسيخ مكانة السلطنة الاقتصادية، خاصةً وأننا سوف نستغل ما توفره السلطنة من حوافز اقتصادية وما تتميّز به من موقع استراتيجي."
ومن جانبه، قال جون ريموند، الرئيس التنفيذي لمجموعة إي إم جي وليتشيم: "تعاني سلسلة توريد الليثيوم الحالية من التعقيد وعدم الكفاءة وارتفاع التكلفة والأثر البيئي ، ولذلك سوف يكون للتقنيات المستحدثة ومنخفضة الكربون لتكرير الليثيوم دورًا محوريًا في النهوض بهذا القطاع من خلال استقطاب رأس المال اللازم للتوسع في الأعمال بشكل يضمن استدامة الاعمال وبما يلبي الطلب العالمي المتنامي، وفي الوقت نفسه تقليل الأثر البيئي الضار الذي يسببه قطاع الليثيوم حاليًا."
وأضاف جون كالفيرت، الرئيس التنفيذي المشارك لمجموعة إي إم جي والرئيس التنفيذي لليتشيم: "تعتبر سلطنة عمان مكانًا رائعًا لبناء هذا المجمع الرائد بفضل ما تتميز به من بيئة مواتية للأعمال، ورؤية بعيدة المدى، وقيادة حكيمة، وإطار تنظيمي داعم، وإمكانات شحن قوية، ومقومات جغرافية فريدة، وبنية أساسية حديثة، وقدرات هندسية وصناعية وإنشائية ضخمة، إلى جانب ما لديها من عرض تنافسي للطاقة."
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: جهاز الاستثمار العمانی اللیثیوم فی سلطنة عمان إی إم جی
إقرأ أيضاً:
كان عاما مليئا بالإنجازات.. وبناء عُمان الجديدة
رغم التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية من حولنا والتي ستكون لها تأثيرات كبيرة متوسطة وبعيدة المدى إلا أن الأمر ليس بهذا السوء عند النظر إلى الدول كلٌ على حدة.
سلطنة عُمان على سبيل المثال حققت إنجازات كبيرة في بنائها الداخلي خلال العام الجاري الذي توشك أيامه على الانتهاء. لقد تحولت الكثير من الآمال والطموحات إلى حقيقة ماثلة على أرض الواقع بالعمل الجاد وليس بالمعجزات بدلالتها الدينية رغم أن بعض الإنجازات التي تحققت كانت أقرب إلى المستحيلات بالمعنى الحرفي للكلمة.
وبانتهاء أيام هذا الشهر تكون سلطنة عمان قد أكملت أربع سنوات من أصل خمس سنوات هي مدة الخطة الخمسية العاشرة التي انطلقت معها «رؤية عمان 2024». وللعام الثاني على التوالي تواصل سلطنة عمان تحقيق فوائض مالية حقيقية نتيجة خطة الإصلاح الاقتصادي والمالي التي قادها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وجاءت بنتائج إيجابية بل إنها تجاوزت الطموحات الأولى نتيجة التحولات التي حصلت في أسعار الطاقة بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك الخطط التي تبنتها مجموعة «أوبك بلس».
لكن كل هذا لم يكن ليجدي نفعا في سلطنة عمان التي كانت مع بداية الخطة الخمسية العاشرة تعاني من عجوزات مالية ضخمة ومديونية كبيرة وصلت إلى حدود خطيرة حين تجاوزت الخطوط الحمراء من حيث نسبة المديونية لمجموع الدخل الوطني. لكن كل ذلك ذهب إلى الحدود الآمنة في مدة زمنية محدودة.. وهذا مرده إلى القيادة الحكيمة إضافة إلى الإمكانيات التي تتمتع بها سلطنة عمان ومرونتها في التعامل مع الأزمات.
واستطاعت عُمان بفضل كل الإصلاحات الهيكلية إدارية ومالية من رفع تصنيفها السيادي إلى حدود مستقرة واستثمارية الأمر الذي وضع سلطنة عمان على خريطة الاستثمارات الدولية خاصة أن عُمان تشهد تحولات كبرى وجوهرية في مجال الاستثمار في الطاقة النظيفة الأمر الذي جعلها قبلة للاستثمارات العالمية.
لكن هذا الأمر تحقق أيضا نتيجة تنويع مصادر الدخل وتطوير منظومة القوانين التي تسهل دخول رؤوس الأموال وبناء استثمارات من شأنها أن تدوم مدعومة بالاستقرار السياسي والأمني في وسط مضطرب في المنطقة.
وشهدت القطاعات الرئيسية مثل السياحة والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة ومصايد الأسماك نموًّا قويًّا، بدعم من المبادرات الاستراتيجية التي أفرزتها «رؤية عمان2040». لقد ارتفعت تدفقات الاستثمار مع سعي سلطنة عمان بدأب إلى جذب المستثمرين الأجانب والمحليين من خلال الإصلاحات والحوافز. كما عززت مشاريع البنية الأساسية الكبرى والمناطق الحرة والمدن الصناعية مكانة عُمان بوصفها وجهة استثمارية تنافسية. وكان النمو المطرد في الشراكات بين القطاعين العام والخاص أساسية في كل هذه التحولات عبر الدفع بالابتكار وضمان التنفيذ الفعال لمشاريع التنمية.
لكن عُمان خلال هذه المرحلة لم تكتفِ بالدفع بالاقتصاد نحو الواجهة ولكنها اهتمت بشكل كبير بتنمية الموارد البشرية وذلك من خلال المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعليم وتطويره والرعاية الصحية والتدريب على المهارات في مختلف المجالات.
تستطيع سلطنة عُمان وهي تودع عاما جديدا أن تقول بشكل يقيني إنها أنجزت فيه الكثير والكثير وخطت خطوات واثقة نحو الأمام/ المستقبل في مجالات كثيرة.