مسقط - الرؤية

وقع جهاز الاستثمار العماني وشركة ليتشيم ذ.م.م على مذكرة تفاهم لبحث سبل تطوير مجمع لتكرير الليثيوم في سلطنة عمان باستخدام "تقنية ليتشيم" الحائزة على براءة اختراع، وتأتي هذه المذكرة لتعزيز جهود جهاز الاستثمار العماني في توطين التقنيات الحديثة عبر الشراكات الاقتصادية والشركات التي يتسثمر فيها خارج سلطنة عمان.


ويأتي هذا الاستثمار تجسيدًا لسعي جهاز الاستثمار العماني إلى توطين التقنيات الحديثة في القطاعات الواعدة اقتصاديًا، كما يعكس جهود جهاز الاستثمار العماني في جوانب الاستدامة بما يعزز من رحلة سلطنة عمان نحو الحياد الصفري الكربوني بحلول 2050. إذ تعد تقنية ليتشيم - التي جرى تطويرها في عام 2015 - بغرض توفير حل منخفض التكلفة لتكرير الليثيوم عبر عملية تعتمد على تسخين حمض الكبريتيك وتقنية " ميستو / اوتوتيك " للترشيح القلوي تحت ضغط مرتفع، وهي عمليات تُستخدم على نطاق واسع في قطاع الليثيوم في الوقت الحالي. وفي ظل ما تمتلكه ليتشيم من قدرة فريدة على إعادة تدوير مركبات اختبار التفاعلات الكيميائية لاستخدامها مرةً أخرى، سوف يستهلك المشروع عددًا أقل من هذه المركبات، ما يعني كمية أقل من المخلفات وبالتالي أثرًا بيئيًا أقل. وتتميز التقنية على قدرتها على إعادة تدوير 
الجدير بالذكر أن ليتشيم هي إحدى الشركات التابعة لمجموعة الطاقة والمعادن (إي إم جي) التي تأسست في تكساس في عام 2006، وتعتبر من بين أكبر مستثمري القطاع الخاص في مجال الموارد الطبيعيى في العالم.
وتعليقًا على ذلك، أوضح هشام بن أحمد الشيدي، مديرعام استثمارات التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العماني: "يسعدنا في جهاز الاستثمار العماني أن نعلن عن انطلاق رحلتنا المشتركة مع ليتشيم ومجموعة إي إم جي من أجل تأسيس مجمع تجاري لتكرير الليثيوم في سلطنة عمان باستخدام تقنية ليتشيم الفريدة من نوعها، وهو تعاون سوف نحظى من خلاله بدعم مجموعة إي إم جي، المساهم البارز في ليتشيم، ما يعزز من قدرات المشروع ويوسّع انتشاره على الصعيد العالمي. ويأتي هذا المشروع، الذي يتماشى مع رؤية السلطنة 2040 للتنويع الاقتصادي وتطلعاتها للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050، والتزامنا الراسخ بالاستدامة، ونتوقع أن يساهم في إنعاش سوق الليثيوم وترسيخ مكانة السلطنة الاقتصادية، خاصةً وأننا سوف نستغل ما توفره السلطنة من حوافز اقتصادية وما تتميّز به من موقع استراتيجي."
ومن جانبه، قال جون ريموند، الرئيس التنفيذي لمجموعة إي إم جي وليتشيم: "تعاني سلسلة توريد الليثيوم الحالية من التعقيد وعدم الكفاءة وارتفاع التكلفة والأثر البيئي ، ولذلك سوف يكون للتقنيات المستحدثة ومنخفضة الكربون لتكرير الليثيوم دورًا محوريًا في النهوض بهذا القطاع من خلال استقطاب رأس المال اللازم للتوسع في الأعمال بشكل يضمن استدامة الاعمال وبما يلبي الطلب العالمي المتنامي، وفي الوقت نفسه تقليل الأثر البيئي الضار الذي يسببه قطاع الليثيوم حاليًا."
وأضاف جون كالفيرت، الرئيس التنفيذي المشارك لمجموعة إي إم جي والرئيس التنفيذي لليتشيم: "تعتبر سلطنة عمان مكانًا رائعًا لبناء هذا المجمع الرائد بفضل ما تتميز به من بيئة مواتية للأعمال، ورؤية بعيدة المدى، وقيادة حكيمة، وإطار تنظيمي داعم، وإمكانات شحن قوية، ومقومات جغرافية فريدة، وبنية أساسية حديثة، وقدرات هندسية وصناعية وإنشائية ضخمة، إلى جانب ما لديها من عرض تنافسي للطاقة."

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: جهاز الاستثمار العمانی اللیثیوم فی سلطنة عمان إی إم جی

إقرأ أيضاً:

نهاية الأمل للسودانيين في سلطنة عمان

في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان بسبب الحرب والتهجير القسري، وجد العديد من السودانيين في سلطنة عمان ملاذًا لهم، حيث كانوا يأملون في بناء حياة جديدة بعيدًا عن المعاناة. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت هذه الآمال تتلاشى تدريجيًا، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات العمانية، والتي كانت بمثابة ضربة قوية لجميع الذين كانوا يطمحون إلى استقرار حياتهم هناك.

لقد شهدت الفترة الأخيرة توقف جميع انواع التأشيرات للسودانيين، وهو ما أثر بشكل كبير على كل من كان يسعى لتحقيق أحلامه في عمان. لا سيما أن القرارات شملت أيضًا توقف الالحاق العائلي، وهو ما فاقم معاناة العديد من الأسر السودانية التي كانت قد بدأت في رحلة لم شمل أفرادها بعد تهجيرهم قسرًا بسبب الحرب. هذه الإجراءات كانت بمثابة خيبة أمل جديدة لكل من كان يتطلع إلى لم شمل أسرته وإعادة الحياة إلى طبيعتها في أرض جديدة.

تعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها عمان بمثابة ضربة قوية لمجتمع السودانيين المقيمين في السلطنة، حيث شملت المقيمين لعدة سنوات قبل الحرب، وهو ما يزيد من عمق توهان السودانيين الذين كانوا قد استقروا هناك لفترات طويلة. العديد منهم دفعوا ثمن الاستقرار في بلد آخر، لكنهم تفاجؤوا بأن حياتهم العملية والشخصية أصبحت في مهب الريح بعد هذه القرارات المفاجئة.

أحد القرارات الأكثر تأثيرًا كان توقف اجراءات السجلات التجارية حتى للذين سددوا الرسوم واستلموا شهادة السجل التجاري، مما عطل العديد من المشروعات التي كانت تعتمد على استمرار هذه الإجراءات. هذه الإجراءات كانت قد بدأت وفقًا للنظام، ولكن تم ايقاف اجراءاتهم عند هذا الحد، ما تسبب في حالة من تضرر كبير لأصحاب المشاريع الذين كانوا يراهنون على هذه الفرص لتحسين أوضاعهم الاقتصادية بعد ما عانوا من ويلات الحرب في وطنهم.

بالإضافة إلى ذلك، تم توقف اجراءات استقدام الزوجة والابناء، وهو ما جعل العديد من الأسر السودانية التي كانت قد بدأت الاستثمار في عمان غير قادرة على لم شمل أفرادها. هؤلاء كانوا قد بدأوا إجراءات الاستقدام بتفاؤل، على أمل أن تبدأ حياتهم في عمان بشكل جديد ومثمر، لكنهم وجدوا أنفسهم اليوم عالقين في حلقة مفرغة من الإجراءات المتوقفة التي وضعتهم أمام واقع مرير.

ومنذ بدء الحرب، اتجه السودانيون للاستقرار بالعديد من الدول، حيث سعوا إلى إنشاء مشاريعهم واستثماراتهم في محاولات لتأمين حياة أفضل بعيدًا عن النزاع. الجدير بالذكر أن للسودانيين إسهامات واضحة في بناء العديد من دول الخليج، إذ استعانت بهم هذه الدول في الماضي لدورهم البارز في التأسيس والبناء في قطاعات متعددة.

وفي ظل هذه القرارات، لم تقم السفارة السودانية بأي خطوات ملموسة للتوضيح أو معالجة الموقف، مما زاد من حالة الغموض التي تحيط بالموضوع. حتى الآن، لم تصدر السفارة أي بيانات رسمية تشرح تفاصيل الأسباب الكامنة وراء هذه الإجراءات أو تقدم حلولًا للمتضررين. هذا الصمت دفع العديد من السودانيين إلى الشعور بأنهم تُركوا يواجهون مصيرهم المجهول وحدهم، مما زاد من معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية.

وفي النهاية، لم يتوقف الأمر عند هذه القرارات وحدها. لم يتم استرداد المبالغ للذين بدؤا اجراءاتهم وتوقفت بسبب القرارات، مما زاد من الضغط المالي على العديد من الأسر التي كانت قد بدأت بالفعل في دفع رسوم لهذه الإجراءات. هذا الموقف أضاف معاناة جديدة للمقيمين الذين كانوا يعولون على تلك المبالغ لإكمال مشروعاتهم وتطوير حياتهم.

كل هذه القرارات، التي جاءت في وقت كان يعاني فيه السودانيون من آثار الحرب والنزوح، ساهمت في تضرر كبير للعديد منهم، وأدت إلى زيادة معاناتهم النفسية والاجتماعية. ومع ذلك، تبقى الأسئلة دون إجابة: هل ستستمر هذه القيود على السودانيين في عمان؟ وهل ستتغير هذه القرارات في المستقبل؟ ما يزال الكثيرون يترقبون في أمل أن يعيد الأفق المستقبلي فرصًا جديدة للعديد من الأسر التي كانت قد تعلق آمالها على هذه الدولة كمصدر للأمان والاستقرار.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سفارات سلطنة عمان تواصل الاحتفال بالعيد الوطني
  • «OL-1» عينٌ من الفضاء على سلطنة عمان
  • توقيع اتفاقية سعودية يمنية جديدة وهذا ما ورد فيها
  • سفير سلطنة عمان يناشد العالم وقف الحرب في غزة
  • طلبة عمانيون وسعوديون يشعلون أجواء جامعة مصرية بالرقص والغناء باليوم الوطني العماني.. فيديو
  • سعود بن صقر يشهد توقيع اتفاقية تعاون بين رأس الخيمة وقوانغدونغ
  • «إمداد» تعزز توسعها في سلطنة عُمان بالشراكة مع «أوريس»
  • " إمداد" الإماراتية تتوسع في سلطنة عمان بالشراكة مع "أوريس"
  • نهاية الأمل للسودانيين في سلطنة عمان
  • ” إمداد” تعزز توسعها في سلطنة عمان بالشراكة مع “أوريس”