فنلندا والولايات المتحدة تتوصلان إلى اتفاق دفاعي لتعزيز التعاون العسكري
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
أعلنت الحكومة الفنلندية عزمها التوقيع على اتفاقية دفاعية شاملة مع الولايات المتحدة، مما يمنح الجيش الأمريكي وصولاً واسع النطاق إلى المواقع الاستراتيجية بالقرب من حدود فنلندا الواسعة مع روسيا.
تأتي هذه الخطوة كرد استراتيجي على الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، وبعد انضمام فنلندا مؤخرًا إلى حلف شمال الأطلسي العسكري في وقت سابق من هذا العام.
سلطت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونين، كما ذكرت رويترز، الضوء على أهمية تبسيط التعاون العسكري. وقال فالتونين: "حقيقة أنه لن تكون هناك حاجة للاتفاق على كل شيء بشكل منفصل تجعل تنظيم العمليات في وقت السلم أسهل، ولكن قبل كل شيء، يمكن أن يكون ذلك أمرًا حيويًا في الأزمات".
تهدف اتفاقية الدفاع إلى تسهيل الوصول العسكري السريع والمساعدة إلى فنلندا في حالة نشوب صراع. وكشف المسؤولون أن الاتفاقية تحدد 15 منشأة ومنطقة محددة داخل فنلندا حيث سيتمتع الجيش الأمريكي بإمكانية الوصول دون عوائق ويمكنه أيضًا تخزين المعدات العسكرية والذخيرة.
من بين المواقع المحددة أربع قواعد جوية في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء البلاد، وميناء عسكري، وسكك حديدية تمتد إلى شمال فنلندا. والجدير بالذكر أن الجيش الأمريكي سيكون لديه منطقة تخزين مخصصة بجانب خط السكة الحديد المؤدي مباشرة إلى الحدود الروسية، وفقًا للتفاصيل الموضحة في الاتفاقية.
يؤكد الاتفاق على التعاون العميق بين فنلندا والولايات المتحدة، حيث يتنقل البلدان في مشهد جيوسياسي متطور، يتسم بزيادة التوترات في منطقة البلطيق. ويُنظر إلى الاتفاقية على أنها إجراء استباقي لتعزيز الأمن والاستعداد الإقليميين، مما يعكس التزام البلدين بضمان استجابات سريعة وفعالة في أوقات الأزمات.
بينما تعزز فنلندا دورها داخل حلف شمال الأطلسي وتعزز العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين، فإن اتفاقية الدفاع هذه مع الولايات المتحدة تستعد للعب دور محوري في تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد والمساهمة لاستراتيجية الناتو الأوسع. ويتماشى هذا التعاون مع جهد دولي أوسع لتعزيز تدابير الدفاع الجماعي في مواجهة التحديات الأمنية المتطورة.
في حين لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاقية بالكامل بعد، فإن إدراج القواعد الجوية والميناء العسكري والوصول إلى السكك الحديدية يؤكد على نهج متعدد الأوجه للتعاون العسكري. ويؤكد الموقع الاستراتيجي لهذه المرافق، بما في ذلك قربها من الحدود الروسية، على تركيز الاتفاقية على الحفاظ على وضع دفاعي قوي ومرن.
إن الإعلان عن اتفاقية الدفاع هذه يتردد صداه في سياق التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقتي الشمال والبلطيق. إنه يعكس موقفًا استباقيًا من جانب فنلندا لضمان توافق قدراتها الدفاعية مع الضرورات الأمنية المعاصرة، مما يؤكد التزام الدولة بالاستقرار الإقليمي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الحكومة الفنلندية الجيش الأمريكي فنلندا
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: ترامب يتجه نحو اتفاق مع إيران بدلا من التصعيد العسكري لهذا السبب
شدد الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل، على أن الآمال التي يعلقها البعض على نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران قد تتحطم، حيث يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتجه نحو التفاوض بدلاً من التصعيد العسكري.
وقال برئيل في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إن ترامب يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، وبالتالي، فإن خطته لا تتضمن أي توجه نحو شن حرب ضد إيران، كما كان يُتوقع من بعض الأطراف.
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى الاتفاق الذي تم توقيعه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قبل أيام قليلة من تنصيب ترامب، والذي حمل عنوان "الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
وأوضح الاتفاق، الذي تم توقيعه في احتفال إعلامي يوم الجمعة الماضية، يهدف إلى تعزيز التعاون بين الدولتين في مجالات عدة مثل الأمن، والاقتصاد، والثقافة، ويسعى إلى فتح "صفحة جديدة للتعاون الاستراتيجي بين الدولتين"، كما قال بزشكيان.
وفقًا لما ذكره برئيل، فإن الاتفاق يشتمل على 47 بندًا، يهدف العديد منها إلى تعزيز التجارة بين روسيا وإيران، التي تقدر حاليًا بـ 4.5 مليار دولار سنويًا، وهو مبلغ أقل بكثير من التجارة بين روسيا وتركيا التي تصل إلى 57 مليار دولار سنويًا.
كما يشمل الاتفاق أيضًا استثمارات ضخمة لروسيا في إيران، إضافة إلى تدريبات عسكرية مشتركة وزيارات متبادلة للسفن الحربية. ويبدو أن هذا الاتفاق جاء في إطار تعويض إيران عن الضغوط التي تعرضت لها جراء الحروب في غزة ولبنان، وكذلك تعويضا لها عن فقدان السيطرة في سوريا ولبنان، ويعتبر بمثابة ردع ضد السياسات المحتملة التي قد ينتهجها ترامب تجاه إيران، حسب المقال.
لكن برئيل أشار إلى أن أحد البنود الرئيسية في الاتفاق يثير بعض التساؤلات حول جدواه الاستراتيجي، فالبند ينص على أن "إيران وروسيا لن تساعد أي دولة تهاجم أي منهما"، دون أن يتضمن التزاما بتقديم الدعم العسكري المتبادل، على غرار مبدأ "الواحد من أجل الجميع، والجميع من أجل الواحد" في حلف الناتو.
أما بالنسبة للصين، التي وقعت أيضا على اتفاق تعاون اقتصادي مع إيران بمليارات الدولارات، فإن هذا الاتفاق لا يزال بعيدًا عن التطبيق بشكل ملموس، ولا تلتزم الصين بالدفاع عن إيران بشكل فعال، وفقا للمقال.
ويرى برئيل أن هذه التحولات تجعل من الصعب التنبؤ بتوجهات الرئيس ترامب تجاه إيران، خاصة في ظل حالة التفكيك التي تعيشها "حلقة النار" المحيطة بإيران، وهو ما يوحي بأن الطريق قد يكون ممهّدًا لهجوم واسع على المنشآت النووية الإيرانية، كما يبدو في "إسرائيل".
ومع ذلك، أشار برئيل إلى أن العلامات الأولية التي تقدمها إدارة ترامب في تعاملها مع إيران قد لا تفضي إلى الحرب كما يتوقع البعض. فقد أقال ترامب مؤخرا بريان هوك، الذي كان مبعوثه الخاص لشؤون إيران، بسبب ما وصفه بأنه "لا يتساوق مع حلم إعادة أمريكا إلى عظمتها". بدلاً من هوك، عين ترامب مايكل ديمينو، الذي كان يشغل منصبًا رفيعًا في البنتاغون، ليكون المسؤول عن رسم السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وإيران.
على صعيد آخر، أشار برئيل إلى أن إيران تواصل زيادة أنشطتها النووية، حيث أبعدت معظم مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية وجمدت نقل صور الرقابة، كما رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%، مما يعني أنها يمكنها إنتاج حوالي 34 كغم من اليورانيوم المخصب بهذا المستوى شهريًا. كما تواصل إيران أيضا مفاوضاتها مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي وقعت على الاتفاق النووي الأصلي، للتوصل إلى تفاهمات جديدة.
إيران، من جانبها، أبدت استعدادها للتفاوض مع إدارة ترامب إذا "منحت الاحترام المناسب لاحتياجاتها"، وهو ما يعكس رغبة طهران في الحفاظ على خيارات دبلوماسية رغم التصعيد في المنطقة، حسب المقال.
ووفقا للكاتب، فقد تم تفسير موافقة علي خامنئي على تعيين نائب الرئيس جواد ظريف ووزير الخارجية عباس عراقجي في مناصبهم الحالية على أنه إشارة إلى نية إيران للمضي قدمًا في خطوات دبلوماسية مع القوى الدولية.
"الآن لا يوجد أمامنا سوى الانتظار لنرى إلى أين سيتجه ترامب"، يقول برئيل، مشيرا إلى أن هناك احتمالين أمام ترامب: إما أن يرى في الوضع فرصة للهجوم على إيران كما تطمح إسرائيل، أو أنه سيتجه نحو التفاوض في خطوة قد تساهم في تعزيز مكانته الدبلوماسية وتمنحه فرصة للفوز بجائزة نوبل للسلام.