من ولّعت إلى أبو عبيدة.. ما أثر مقاطع المقاومة على نفوس الغزيين؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
غزة– للشهر الثالث على التوالي يستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي النيران بكثافة عالية، تركت أثرها بالدم والدمار على امتداد المساحة الجغرافية الصغيرة لقطاع غزة، لكنها لم تنجح في إحداث الشرخ الذي تريده إسرائيل بين المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية.
ورغم آلام الفقد ومعاناة التشرد والنزوح، يبدي غزيون ثقتهم بالمقاومة، ويتابعون بفخر أداءها في الميدان، عبر مقاطع مصورة قصيرة، تظهر بسالة مقاومي كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في التصدي لجيش مدجج بأسلحة متقدمة، في محاور توغله برا في مدن ومخيمات القطاع.
وتعزّز هذه المقاطع، وكذلك الظهور النادر للناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، من صمود الغزيين الذين لا يكاد بيت من بيوتهم يخلو من شهيد أو أكثر، فيما مئات آلاف المنازل تحولت إلى مقابر لأصحابها، جراء غارات جوية إسرائيلية حولتها إلى أكوام من الركام.
شكرا للمقاومةرغم حداثة عمره ومعاناته وأسرته بعدما اضطروا إلى النزوح من منزلهم في مدينة خان يونس إلى مدينة رفح المجاورة، أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، يبدي الطفل عنان الأسطل، وعيا كبيرا بدور المقاومة في حفظ كرامة الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه ومقدساته.
يقيم عنان وأسرته حاليا عند أقارب لهم في مدينة رفح، التي تشير التقديرات إلى أنها تستقبل ما يقارب 700 ألف نازح، يقيم غالبيتهم في مراكز الإيواء في المدارس، وفي خيام نصبوها غربي المدينة.
ولا يختلف موقف عنان من المقاومة عن موقف ناهد العطار، رغم فارق العمر بينهما، فلم تسعفها الكلمات للتعبير عن احترامها الكبير للمقاومين، وهي تبدي تعاليا على معاناتها وأسرتها بالنزوح عن منزلهم في شمال القطاع، إلى مدينة رفح، وتدعو للمقاومة بالتوفيق والسداد.
ولا تعلم العطار، التي تقيم مع أسرتها في خيمة متواضعة غربي مدينة رفح، شيئا عن مصير منزلها في بلدة بيت لاهيا بشمال القطاع، التي يتوغل بها جيش الاحتلال برا بدباباته وآلياته، ونالها قسط وافر من التدمير بفعل الغارات الجوية والقصف المدفعي.
أما المواطن نظام أبو لولي، فيعبر عن شعوره "بالعزة والفخر" من أداء المقاومين بالميدان، وبشجاعتهم في مواجهة دبابات وآليات الاحتلال، "دفاعا عن الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى والأسرى في سجون الاحتلال".
ولم تنَل الجروح التي أصيب بها أبو لولي جراء غارة جوية استهدفت منزلا مجاورا لمنزله في مدينة خان يونس، من عزيمته وإيمانه بالمقاومة، رغم اضطراره للنزوح، حيث يقيم حاليا في مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار في مدينة رفح.
"ولّعت"باتت كلمة "ولّعت"، التي ترددت على لسان مقاوم فلسطيني ظهر في مقطع مصوّر وهو يقفز فرحا وقد نجح بتدمير آلية إسرائيلية، تلازم الغزيين بالتعبير عن فرحتهم بالمشاهد التي تبثها المقاومة لعمليات تصدي ومواجهة لجيش الاحتلال في محاور توغله البرية في جنوب القطاع وشماله.
وفي الشوارع والمنازل ومراكز الإيواء، تتعالى صيحات الغزيين بهذه الكلمة مع التكبير والتهليل، وهم يشاهدون رشقات صواريخ المقاومة تنطلق من القطاع نحو بلدات إسرائيلية، أو كلما وردت أنباء عن نجاح المقاومة بنصب الكمائن لجيش الاحتلال في محاور التوغل.
وتحفّظ كثيرون عن الظهور أمام الكاميرا للتعبير عن مواقفهم المساندة للمقاومة، تحسبا من تعرضهم للاستهداف من قبل جيش الاحتلال الذي "يشنّ حربا لا محرمات فيها، ويدمر المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها" حسب وصفهم، لكنهم يؤكدون أن الاحتلال لن ينجح في مساعيه لزرع الفتنة بين الشعب ومقاومته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مدینة رفح فی مدینة
إقرأ أيضاً:
30 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
قالت مصادر طبية للجزيرة إن 30 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم، منهم 13 في مدينة غزة.
وفي التفاصيل، أفاد مراسل الجزيرة بارتفاع عدد ضحايا غارة إسرائيلية على منزل في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة إلى أكثر من 40 بين شهيد ومفقود.
وكان مراسل الجزيرة أفاد وفي وقت سابق باستشهاد 20 فلسطينيا على الأقل في غارة إسرائيلية على منزل لعائلة الخور في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، فيما كانت تبحث العائلة وجيران المنزل المستهدف عن أكثر من 20 مفقوداً بين الركام معظمهم أطفال ونساء.
وفي وقت سابق، ذكر المراسل أن مسيرة إسرائيلية قصفت محيط دوار التعليم شمالي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد شخصين.
وفي ساعة مبكرة من فجر السبت، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلا لعائلة أبو عبدو في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
كما استشهد فلسطيني متأثرا بجروح أصيب بها في قصف إسرائيلي على منزل بخان يونس مساء أمس الجمعة.
واستمر الاحتلال الإسرائيلي في استهداف خيام النازحين، إذ أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف استهدف خيمة لهم في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
واستشهد 3 فلسطينيين في قصف لمسيرة إسرائيلية استهدف منطقة المواصي، كما استشهد شخص في قصف مسيرة إسرائيلية منزلا في دير البلح وسط القطاع.
إعلان
وقصفت مدفعية الاحتلال حي التفاح شرقي مدينة غزة، وأصيب 6 أشخاص في قصف البحرية الإسرائيلية مركب صيادين فلسطينيين قبالة بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال نفذت فجر اليوم السبت عمليات نسف للمباني في المناطق الشرقية لمدينة غزة. ويتوغل الجيش الإسرائيلي في عدد من الأحياء الشرقية على غرار الشجاعية والتفاح.
ومنذ استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، استشهد أكثر من ألفي فلسطيني وأصيب نحو 4500 آخرين، وفق بيانات السلطات في القطاع.
وأكدت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 51 ألفا و495 شهيدا و117 ألفا و524 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.