نجيب محفوظ علامة فى تاريخ الأدب العربى
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
مرت اليوم الذكرى 122 لميلاد الأديب العالمى نجيب محفوظ، الحائز على جائزة «نوبل» فى الآداب عام 1988، نجيب محفوظ رحمه الله يبقى علامة فى تاريخ الأدب العربى والسينما وحتى الدراما التليفزيونية ولمَ لا وهو الذى استطاع أن يصل للعالمية من بوابة الإغراق فى المحلية ووصف الجارة المصرية.
الأديب العالمى يبقى علامة كبرى فى تاريخ السينما المصرية، حيث استطاع بعبقرية فائقة نقل الواقع المصرى فى النصف الأول من القرن العشرين بمجموعة من الأفلام شديدة الواقعية، والتى عبرت بصدق عن الشخصية المصرية بكافة أبعادها إيجابيًا وسلبيًا، يأتى فى مقدمتها الثلاثية الرائعة «بين القصرين، قصر الشوق.
تلك الأفلام أثرت كثيرًا وما زالت فى المجتمع المصرى بشكل عام. وعكست بوضوح تطور الشخصية المصرية خلال النصف الأول من القرن الماضى، وفيلم «زقاق المدق» الذى قامت ببطولته الفنانة الكبيرة شادية التى جسدت شخصية «حميدة» صاحبة التطلع لحياة الترف، وأبناء الحارة الذين يحملون كافة المتناقضات وكان هذا هو الواقع الحقيقى.
ولا ننسى الفيلم الرائع «اللص والكلاب» بطولة شكرى سرحان وشادية وشخصية «سعيد مهران» التى جسدها ببراعة الفنان الراحل شكرى سرحان وشخصية الصحفى الانتهازى التى جسدها ببراعة الفنانالراحل كمال الشناوى وخيانة «نبوية» و«عليش» التى جسدها سلوى محمود وزين العشماوى، والفنانة شادية التى جسدت شخصية الحبيبة المخلصة، وفيلم «القاهرة 30» بطولة سعاد حسنى وأحمد مظهر وحمدى أحمد وعبدالعزيز مكيوى وعبدالمنعم إبراهيم، هذا الفيلم جسد الفساد السياسى والاجتماعى فى مصر قبل ثورة 23 يوليو، ومعاناة قطاعات كبيرة من الشعب المصرى واضطرارهم إلى بيع أنفسهم مكن أجل لقمة العيش، وشخصية «محجوب عبدالدايم» الذى جسدها ببراعة الفنان الراحل حمدى أحمد.
وفيلم «ثرثرة فوق النيل» بطولة أحمد رمزى وميرفت أمين وعماد حمدى وعادل أدهم وسهير رمزى وصلاح نظمى، الذى كشف ببراعة الفساد فى المجتمع المصرى عقب نكسة 1967، وحالة التفكك والانحلال فى بعض الأحيان، والسلبيات داخل المجتمع، وتأثير الهزيمة على سلوكيات المجتمع المصرى.
ولا ننسى فيلم «الكرنك» بطولة سعاد حسنى وكمال الشناوى ونور الشريف وفريد شوقى وتحية كاريوكا الذى كشف بوضوح الفساد السياسى فى مصر فى حقبة الستينيات وحملات الاعتقال والتعذيب داخل السجون وبداية الانفراجة مع تولى الرئيس الراحل أنور السادات حكم مصر عام 1970.
مهما تحدثنا عن عبقرية نجيب محفوظ لن نوفيه حقه، حيث استطاع ببراعة التعبير بصدق عن واقع الشخصية المصرية وتطوراتها مع جسامة الأحداث السياسية فى القرن العشرين، ولد يوم 11 ديسمبر 1911 وتوفى يوم 30 أغسطس 2006، وتبقى أعماله مخلدة لذكراه عبر السنوات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جائزة نوبل الآداب الشخصية المصرية الدراما التليفزيونية نجیب محفوظ فى تاریخ
إقرأ أيضاً:
بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
أثناء دراستى للأدب فى كندا، قدّم لى زملائى أغانى بوب ديلان. فى البداية، كانت موسيقى وكلمات ديلان بعيدة عن ذهنى، ولكن بعد سنوات من الاستماع والتأمل، بدأت أستمتع بالرسائل الاجتماعية والسياسية التى كانت تلتف حول أغانيه، فتبين لى أنها كانت أكثر من مجرد موسيقى؛ كانت أشكالًا من الاحتجاج والأمل والتغيير.
بدأت مسيرة بوب ديلان الفنية فى أوائل الستينيات، حيث كانت أغانيه بمثابة صرخة ضد الظلم، وشهدت انطلاقته تزامنًا مع الحركات المناهضة لحرب فيتنام، إلى جانب مطالبات الحقوق المدنية فى أمريكا. كانت أغانيه نافذة نحو قضايا معقدة، يبرز فيها الصراع بين الأمل والواقع، بين الشباب والسلطة، مما جعلها لغة لاحتجاجات الجيل الجديد فى تلك الحقبة. ولم يكن ديلان مجرد مغنٍ، بل كان صوتًا يرفع راية التمرد، ويحمل فى طيّاته شعارات التغيير، مما أكسبه تقديرًا عالميًا، كان آخرها فوزه بجائزة نوبل فى الأدب عام 2016، بالإضافة إلى جوائز أخرى مرموقة مثل الأوسكار وجوائز جرامى.
وفى عام 1964، شهدت مسيرته تحولًا جذريًا، إذ بدأ فى استخدام القيثارة الكهربائية، مما دفعه للانتقال من موسيقى الفولك إلى الروك التى أصبحت تعبيرًا مباشرًا عن مشاعر الشباب الأمريكى وأحلامهم فى ذلك الوقت. هذه النقلة جعلت موسيقاه تنبض بالحياة، وتزيد من تأثيرها على الشارع الأمريكى والعالمى.
اليوم، وفى 25 ديسمبر الحالى، يعرض فى الولايات المتحدة فيلم «مجهول تمامًا» للمخرج جيمس مانغولد، الذى يتناول قصة بوب ديلان استنادًا إلى كتاب «قيثارة ديلان الكهربائية والليلة التى غيرت تاريخ الستينيات» للمؤلف إى. والد. يعرض الفيلم حياة ديلان منذ وصوله إلى نيويورك عام 1961 حتى العرض الشهير فى مهرجان نيو بورت الشعبى عام 1965.
ربما يكون من الصعب تجسيد شخصية مثل ديلان، الذى ظلت طوال مسيرته تتحدّى التعريف والتصنيف والتحديد، وهذا ما أكده ريتشارد ف. توماس، أستاذ الكلاسيكيات فى حديثه مع مجلة «هارفارد غازيت»: «من الصعب تقييم صوت ديلان بشكل دقيق، فموسيقاه تتغير فى كل عرض، وهو يهتم بتقديم الأغنية بشكل حى وجديد، مما يبدد توقعات الجمهور». وأضاف: «ما يميز ديلان هو استمراريته وتجدده، فهو لا يتوقف عن إبداع أعمال جديدة، ومهما مضت الأعوام، تبقى موسيقاه حية وقادرة على لمس أعماق الناس».
أعتقد أنّ قيمة أغانى بوب ديلان تكمن فى أن كلماته صرخة فى وجه الظلم، وألحانه رسائل من مناهضة الحروب والكفاح من أجل تحقيق الحرية والعدالة. كانت موسيقاه ولا تزال مرشدًا للأجيال فى فترات الاضطراب، ويظل تأثيره حيويًا فى توجيه الفنانين نحو التعبير الصادق والحر. وبالنظر إلى إرثه، يمكننا القول إن بوب ديلان سيظل جزءًا من الروح الثقافية الأمريكية التى ما زالت حية فى وجدان كل من يسعى للتغيير.