أجمعت الصحافة الفرنسية على أنّ دول العالم لم تكن لتُنجز اتفاقاً تاريخياً في مؤتمر المناخ العالمي (كوب 28) بدبي إلا بفضل الجهود الدبلوماسية المتميزة جداً التي بذلتها دولة الإمارات، حيث تصدّرت عبارات "الاتفاق التاريخي" عناوين كافة الصحف الصادرة الأربعاء والخميس، والتي أكدت أنّ ما حدث كان لإنجازاً فاق كافة التوقعات لحماية كوكب الأرض.

وصفت مؤتمر دبي (كوب 28) بأنّه الأهم في تاريخ الأمم المتحدة

صحيفة "ليزيكو" تحدّثت عن الليالي الطوال التي أثمرت عن قرار تاريخي لتسريع العمل المناخي، ويتضمن التقييم العالمي لاتفاق باريس 2015، مُشيدة بجهود الرئاسة الإماراتية لمؤتمر 2023، والتي قالت إنّها عملت طوال الليل في اجتماعات ثنائية مع الدول الأعضاء الـ195 حتى تضمن موافقة الجميع، وسمحت بالتالي بهذه النتيجة الإيجابية المُذهلة غير المتوقعة من خلال وزن كل كلمة في النص، بحيث تؤخذ بعين الاعتبار مُقترحات ومصالح كافة الأطراف. انتصار الدبلوماسية المناخية من جهتها، ذكرت يومية "لوفيغارو" أنّ مفاوضات شاقة قادتها الإمارات التي حصل نصّها المُقترح للبيان الختامي على إجماع نحو 200 دولة ممثلة في الجلسة العامة الختامية دون وجود أيّ صوت رافض، مما أثار تصفيقاً حاراً ومُدوّياً من جانب المندوبين بعد نجاح مساعي تجنّب أسوأ عواقب تغير المناخ.
وأبرزت الصحيفة تصريح وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشر، التي وصفت الاتفاق بأنّه "انتصار للتعددية والدبلوماسية المناخية"، ومؤكدة أنّه من حق الجميع أن يفخر بهذا النجاح التاريخي الحقيقي.
كما قالت صحيفة "لوموند" إنّ ما حدث في دبي هو إنجاز تاريخي يعكس أهمية المؤتمر الذي استضافته ونظّمته دولة الإمارات، وأسفر عن نصّ هو الأكثر أهمية في تاريخ هذه المؤتمرات لتسريع العمل المناخي بعد جهود مُضنية بذلتها الوفود من جميع أنحاء العالم.
ووصفت نص القرار الختامي بأنّه إبداع معجمي ودبلوماسي خاصة فيما يتعلق بالتحوّل باتجاه التخلي عن مصادر الطاقة الملوثة.
 كما تمّ التذكير بهدف تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050، ونجح المؤتمر كذلك في ابتكار طريقة لإشراك البلدان النامية والناشئة بطريقة "عادلة ومنظمة ومنصفة". صندوق "الخسائر والأضرار" أما يومية "ليبراسيون" فقالت إنّه ومنذ اليوم الأول للمؤتمر بدت علامات نجاح دولة الإمارات حيث صادقت جميع الدول على إنشاء صندوق يهدف إلى التعويض عن "الخسائر والأضرار" التي تلحق بالبلدان المعرضة للكوارث المناخية، رغم أنها الأقل مسؤولية تاريخياً عن انبعاثات غازات الدفيئة.
ووصفت القمة العالمية المناخية في دبي بأنّها "أهم مؤتمر أطراف منذ اتفاق باريس"، خاصة وأنّها المرّة الأولى في تاريخ مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ، تتناول الوثيقة الختامية مصير كافة أنواع الوقود الأحفوري ـ الفحم والنفط والغاز. قرار تاريخي مجلة "لو بوان" وصفت أيضاً البيان الختامي بأنّه قرار تاريخي، حيث تمّ اعتماد النص الناتج عن مفاوضات شاقة بالإجماع في دبي، دون أن يرتفع أي صوت واحد بالرفض من بين حوالي 200 دولة ممثلة في الجلسة العامة قبل قرع جرس التصديق على اعتماد القرار، وهو ما قوبل بالتصفيق الطويل والحار تعبيراً عن أهمية إنجاز "النص الذي تفاوض الإماراتيون على كل كلمة فيه" وفقاً لما قالته المجلة الفرنسية المعروفة.
وفي مقال تحليلي لها، قالت الصحافية الفرنسية الكسندرا شوارتزبرود "دعونا أولاً نحيي النصر الدبلوماسي" مؤكدة أنّ إقناع الدول المجتمعة في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف بالموافقة بالإجماع هو إنجاز كبير، ويعود الفضل في ذلك إلى الدبلوماسية الإماراتية المتميزة التي أنجزت تسوية تاريخية، تشمل كذلك مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وهو أمر رائع للغاية، ودعت شوارتزبرود إلى بذل المزيد من الجهد، مؤكدة "لقد أوشكنا على الوصول!".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة التغير المناخي عام الاستدامة

إقرأ أيضاً:

حصاد 2024..عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز في الإمارات

شهدت دولة الإمارات خلال 2024 حراكا ثقافيا لافتا، رسخت خلاله مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.

وعززت الإمارات جهود تحويل القطاع الثقافي إلى أحد أبرز الروافد الاقتصادية المستدامة، كما واصلت نهجها في حفظ التراث وتوثيقه ونقله للأجيال عبر المهرجانات والفعاليات والأنشطة التراثية التي أقيمت على مستوى الدولة طوال العام.

وسام الإمارات

وجاء 2024 حافلاً بالإنجازات الثقافية، إذ اعتمد مجلس الوزراء قراراً بشأن المبادرة الوطنية التقديرية للثقافة والإبداع، ورفع مستوى التقدير من ميدالية الإمارات للثقافة والإبداع إلى وسام الإمارات للثقافة والإبداع ، بهدف تنمية ودعم العمل الثقافي والإبداعي، ورفع مكانة وقيمة المبدعين.
وأصدرت حكومة الإمارات، مرسوماً بقانون اتحادي لتمكين قطاع الفنون، عبر تنظيم عمل المؤسسات الفنية التي لا تهدف إلى تحقيق الربح من أعمالها وأنشطتها الإبداعية، وتوفير مجموعة من المزايا لقطاع الفنون والمبدعين.
وهدف المرسوم بقانون، إلى تعزيز البيئة الفنية الحاضنة للفنون، وتشجيع الإنتاج الفني للأفراد المبدعين واستقطاب الموهوبين والفنانين، وتحفيز اقتصاد الصناعات الإبداعية.

الأوركسترا الوطنية

وبرعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أُعلن عن تأسيس "الأوركسترا الوطنية للإمارات"، في خطوة تعكس اهتمام الدولة بالفنون وتطويرها بمختلف أنواعها، والدور الذي تلعبه في تشكيل هوية المجتمع وتعزيز التواصل والترابط بين أفراده.
وتجسد الأوركسترا الوطنية التنوع الفني في الإمارات ونسيجها المجتمعي، إذ تحتفي بالتراث الموسيقي والموروث الفني للدولة، بالإضافة إلى الأنماط الموسيقية المعاصرة من جميع أنحاء العالم.

اكتشافات أثرية

وأعلنت الإمارات عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية التي شكلت إضافة نوعية للدلائل المادية على ما شهدته الدولة من تعاقب للحضارات على أرضها عبر التاريخ، حيث عثر في الملجأ الصخري بجبل كهف الدور في الفجيرة على أدوات حجرية وعظام حيوانات ومواقد تعود إلى حوالي 13 ألفاً إلى 7500 عام، في حين تم اكتشاف مجموعة من اللقيات تعود إلى العصر البرونزي في منطقة "أم النار" في أبوظبي، وفي موقع تل أبرق في أم القيوين تم العثور على مجموعة من المسكوكات الذهبية الرومانية.

متاحف

وشهدت الإمارات افتتاح متحف "نور وسلام"، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، الذي يتألف من خمسة أقسام تتضمن تجارِب تفاعلية، توظف التقنيات والوسائط المتعددة، وتستعرض المقتنيات النادرة والفريدة.
وفي دبي، أُطلق مشروع "متحف دبي للتصوير"، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، ويهدف إلى تعزيز قوة قطاع المتاحف في دبي، وتوثيق تاريخ التصوير في المنطقة والعالم، وعرض مجموعة فريدة من المقتنيات المتعلقة بها.
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً و26 عالمياً في مؤشر المعرفة العالمي لعام 2024 الذي يقيس أداء الدول في مجالات المعرفة المختلفة.
وحققت الدورة الثامنة من تحدي القراءة أرقاماً غير مسبوقة، إذ وصل عدد المشاركين في تصفياتها إلى أكثر من 28.2 مليون طالب وطالبة، وأكثر من 229 ألف مدرسة، كما بلغ عدد المشرفين أكثر من 154 ألفاً.

جائزة الشيخ زايد للكتاب

وواصلت “جائزة الشيخ زايد للكتاب” توسعها وشمولها لمختلف المدارس الثقافية والإبداعية العالمية، إذ استقطبت في دورتها الـ19 أكثر من 4000 ترشيح، من 75 دولة منها 20 دولة عربية و55 دولة أجنبية، بينها خمس دول تشارك للمرة الأولى هي: ألبانيا، وبوليفيا، وكولومبيا، وترينيداد وتوباغو، ومالي.
وشهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ43 مشاركة أكثر من 2.500 ناشر وعارض من 112 دولة، ونجح في استقطاب 1.82 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم.
وحقق المعرض إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل دولة الإمارات، بإعلانه للعام الرابع على التوالي أكبر معرض للكتاب في العالم من حيث بيع وشراء حقوق النشر.
وفي السياق ذاته، استقبل معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ33 أكثر من 200 ألف زائر، وشارك في المعرض 1.350 دار نشر من 90 دولة.
ويعد إطلاق برنامج "منحة دبي الثقافية" أحد أبرز المبادرات الثقافية التي تم الإعلان عنها في عام 2024، والتي من شأنها تطوير قطاع الثقافة والفنون ودعم المجتمعات الإبداعية في عموم دولة الإمارات، وإمارة دبي على وجه التحديد.
ويهدف البرنامج إلى توفير منح قيمتها 180 مليون درهم، سيتم توزيعها على مدار عشر سنوات وتسخيرها لدعم وتمكين أصحاب المواهب المحلية في مختلف مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية.

مقالات مشابهة

  • الإمارات واليابان تبحثان سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية
  • الإمارات واليابان تبحثان سبل تعزيز شراكتهما الاقتصادية
  • الإمارات والسعودية تعززان الأمن السيبراني خلال 2024
  • الإمارات تدين حادث الدهس في مدينة ماجديبورج الألمانية
  • حصاد 2024.. عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز في الإمارات
  • حصاد 2024..عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز في الإمارات
  • الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
  • «ريتش» يشجّع ريادة الأعمال لدى الشباب
  • المقررة الأممية تشيد بالتزام الإمارات بالمساواة بين الجنسين
  • في إنجاز تاريخي.. الصين تحطم الرقم القياسي عبر المشي في الفضاء