الجزيرة:
2024-07-25@15:37:01 GMT

أحدث أفلام ألعاب الجوع.. صورة سينمائية لعالم ظالم

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

أحدث أفلام ألعاب الجوع.. صورة سينمائية لعالم ظالم

عُرضت أربعة أفلام بين العامين 2012 و2015، وشكلت ملامح واحدة من أنجح السلاسل السينمائية، ومهدت طريق بطلتها إلى النجومية، وهي سلسلة "ألعاب الجوع" (The Hunger Games) بطولة "جينيفر لورانس"، وأخرج ثلاثة من أفلامها "فرانسيس لورانس" اقتباسا من ثلاثية روائية حملت العنوان نفسه وكتبتها "سوزان كولنز". وحققت هذه الأفلام إيرادات عالية وحصدت نجاحا نقديا وجماهيريا.

وتستقبل دور العرض السينمائية الآن -وبعد ثمانية أعوام من عرض آخر أجزائها- فيلما جديدا ينتمي لهذه السلسلة تحت عنوان "ألعاب الجوع.. أنشودة الطيور المغردة والثعابين" (The Hunger Games: The Ballad of Songbirds and Snakes) المقتبس من رواية نشرتها "سوزان كولنز" بالاسم نفسه عام 2020، وأيضا من إخراج "فرانسيس لورانس"، ولكن يغيب عنه أبطال السلسلة الأصليين، وذلك لأن الأحداث تدور قبل ولادة شخصياتهم من الأساس.

ويستدعي عرض هذا الفيلم سؤالا مركزيا: هل فيلم "أنشودة الطيور المغردة والثعابين" مجرد استغلال تجاري لنجاح سابق، أم لديه ما يقدمه بالفعل؟

رحلة الرئيس سنو

تدور أحداث روايات وأفلام "ألعاب الجوع" في بلد يُدعى "بانام"، وهي النسخة المستقبلية من أميركا الشمالية عندما توحدت القارة تحت الحكم الشمولي والطبقي للعاصمة "كابيتول"، وقُسمت باقي الدولة إلى مقاطعات لكل منها رقم، ويعاني سكان المقاطعات من الفقر والقهر.

مشهد من فيلم ألعاب الجوع أنشودة الطيور المغردة والثعابين (إم دي بي)

قبل 74 عاما من أحداث السلسلة الأصلية دارت حرب بين المقاطعات والكابيتول، انتهت بنصر الأخيرة التي قررت كوسيلة لعقاب المقاطعات أخذ كل عام اثنين من سكان المقاطعات تدور أعمارهم ما بين 12 و18 وإدخالهم فيما يسمى "ألعاب الجوع"، وهي مباراة على طراز المصارعة الرومانية؛ تضع اللاعبين في حلبة مغلقة ولا يفوز سوى لاعب فقط هو الباقي على قيد الحياة بعدما يُقتل باقي اللاعبين سواء على يد زملائهم، أو بسبب العوامل الجوية الصعبة، أو العقبات والفخاخ التي يتفنن في صنعها مديرو المباريات.

في ألعاب الجوع رقم 74 تتطوع "كاتنيس إيفردين" عوضا عن أختها الصغرى "برايم روز"، وتنتهي المباراة بانتصارها وإطلاقها شرارة الثورة التي تستمر على مدار الروايات والأفلام التالية، بينما تدور أحداث فيلم ورواية "ألعاب الجوع.. أنشودة الطيور المغردة والثعابين" إبان مباراة الجوع العاشرة، خلال شباب الرئيس "كوريولانوس سنو" الذي حكم الدولة بالحديد والنار لسنوات طويلة بعد ذلك.

ويبدأ الفيلم بالشاب "كوريولانوس" ابن الكابيتول بعدما فقدت عائلته ثروتها خلال الحرب، ويعيش مع جدته وابنة عمه حياة مزدوجة، فأمام الجميع هم أحد أكثر عائلات البلدة نبلا وثراء، ولكن في الحقيقة بعد وفاة الأب وخسارة استثماراتهم يعيشون في فقر مدقع ربما أكثر من سكان المقاطعات.

وتأتي فرصته الذهبية للحصول على منحة لإكمال تعليمه الجامعي عندما تُعينه إدارة ألعاب الجوع مرشدا لفتاة المقاطعة الثانية عشرة "لوسي غراي" ذات الصوت الشجي وخفة الظل والذكاء، وسريعا ما تبدأ علاقة وطيدة بينهما، فهو وسيلة مساعدتها الوحيدة للفوز في الألعاب، بينما يستغل كوريولانوس مواهبها لزيادة شهرته في الكابيتول سعيا لتوضيح إمكانياته السياسية التي تؤهله للمستقبل الذي يحلم به.

يركز فيلم "ألعاب الجوع.. أنشودة الطيور المغردة والثعابين" بالأساس على تطور شخصية "كوريولانوس سنو" الذي نعلم بسبب الأفلام السابقة أنه سيتحول في مرحلة ما إلى طاغية، ولكن ما يبدأ به الفيلم مجرد شاب طموح يسعى للنجاح تتنازعه تجاه "لوسي غراي" مشاعر متضاربة، فهو يتعاطف معها، وهي مقدمة على الموت في ألعاب ليست مستعدة لها، وفي الوقت ذاته يؤمن بأن هذه الألعاب هي الوسيلة المثلى لإخضاع المقاطعات، فيقوم طوال الوقت بأفعال جيدة ولكن للأسباب الخاطئة.

استغلال تجاري أم عمل يستحق؟

إذًا هل فيلم "ألعاب الجوع.. أنشودة الطيور المغردة والثعابين" استغلال لنجاح سابق؟ الإجابة هي نعم ولا في آن واحد، فالأفلام السينمائية -كأي مشروع استثماري- تحتاج إلى النجاح على الصعيد المادي بالتأكيد، فالمال هو الذي يتيح للشركات المنتجة الاستمرار في العمل وتقديم أفلام أخرى قادمة. وحتى الآن حقق الفيلم إيرادات تخطت ضعف ميزانيته، وذلك قبل عرضه على المنصات الإلكترونية.

ولكن من الناحية الفنية يمكن القول إن قصة الفيلم تستحق أن تروى، فحكاية بانام الدولة الطبقية الشمولية كانت وما زالت مثل مرآة لعالمنا الواقعي الذي تحكمه دول كبرى تعطي لنفسها الأحقية في السيادة على باقي البلاد التي صنفتها بشكل عنصري دول عالم ثالث وثان وأول.

وعلى الرغم من الجاذبية الشديدة لقصة "كاتنيس إيفردين" كبطلة ساهمت في إشعال الثورة في المقاطعات، فإنها تحمل في باطنها بعضا من السذاجة التي تصنف العالم إلى أخيار وأشرار، وأبيض وأسود واضحين، بينما قصة "أنشودة الطيور المغردة" تنحو لفكر أكثر نضجا، فـ"سنو" الشاب يمر بصراع أخلاقي على طول الخط بين إيمانه بمبادئ الكابيتول -التي ترى أن الألعاب هي وسيلة لإخضاع المقاطعات ودرء خطر حرب أخرى- وتعاطفه الفطري تجاه الجميلة "لوسي غراي".

كما استعرض الفيلم مرحلة مهمة في تاريخ الألعاب بعد مرور عشر سنوات عليها، عندما بدأ سكان الكابيتول في التذمر منها وهي تقتل كل عام 23 فتى وفتاة من أبناء المقاطعات، فجاء الحل السحري بتحويل الألعاب إلى عرض تلفزيوني شديد التسلية يستقطب سكان الكابيتول كمتفرجين يشجعون بعض اللاعبين ويراهنون عليهم، وذلك لإبعاد الامتعاض الأخلاقي عن أذهانهم، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره إسقاطا على ما تفعله وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي كل يوم وهي تحول أفظع المآسي لمحتوى يجذب المتفرجين ويدر على هذه الكيانات المال.

مشهد من فيلم "ألعاب الجوع.. أنشودة الطيور المغردة والثعابين" (فارايتي)

وسمح طول الفيلم -الذي قارب ثلاث ساعات وقسم إلى ثلاثة فصول- بعرض تطور شخصية "سنو" و"لوسي غراي" اللذين أدى دورهما كل من "توم بليث" -في أول أدواره الكبيرة التي قد تغير من مسيرته الفنية كما فعلت أفلام "مباريات الجوع" الأصلية مع الممثلة جينيفر لورانس"- والمغنية والممثلة "راشيل زيغلر" الحائزة على جائزة غولدن غلوب عام 2022.

وكانت الأغاني والموسيقى أهم مواهب "لوسي غراي"، وفي الوقت ذاته قيمة مضافة حقيقية للفيلم، فقد أضفى الشريط الصوتي بالكامل طابعا مختلفا على العمل، بينما ساهمت الأزياء والديكور كما في الأفلام السابقة في إظهار الاختلافات الواضحة بين الكابيتول الثرية التي يتسابق سكانها في الأناقة لإسكات ضمائرهم والمقاطعات.

دخل فيلم "ألعاب الجوع.. أنشودة الطيور المغردة والثعابين" في منافسة صعبة -من قَبل حتى صناعته- مع السلسلة شديدة النجاح السابقة، ولكن لو وضعناه بمعزل عن هذه المقارنة سنجد أننا أمام فيلم تجاري مسل ومحكم الصنع يستحق المشاهدة، وسينافس في موسم الجوائز خاصة في الفئات الخاصة بالأغاني والموسيقى والديكور.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خصيتا نمر وحساء عش الطيور..كشف أسرار ما تناوله الأباطرة الصينيون بالمدينة المحرّمة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت المدينة المحرمة ذات يوم واحدة من أقوى الأماكن على وجه الكوكب. وفي عام 1420، بينما كانت أوروبا في خضم حرب المائة عام وأمريكا غير مكتشفة بعد، كان حاكم أسرة مينغ الصينية ينتقل إلى منزله الجديد في وسط بكين، بهدف تعزيز قبضته على إمبراطورية آخذة في التوسّع.

وداخل قصورهم الضخمة، كان أباطرة الصين محصنين، ليس بفضل أميال من الجدران المحيطة بهم فحسب، بل نظرا للسرية الشديدة التي حكمت حياة الملوك. وأُطلق على "المدينة المحرمة" هذا الاسم لأنه لم يُسمح إلا لعدد قليل من الرعايا الصينيين بالدخول إليها.

وبعد طرد آخر إمبراطور في عام 1924، وخلال السنوات التي تلت ذلك، عندما بدأ أكبر مجمع قصور في العالم بفتح أبوابه للعالم الخارجي، كُشفت ألغاز الكثير من الزوايا في المدينة المحرّمة.

ولكن موضوعًا واحدًا لا يزال غامضًا حتى اليوم، أي الطعام.

بدأ تشاو البحث بتاريخ الطهي في المدينة المحرمة خلال الثمانينياتCredit: Bin Xiao

وبعد عقود من سقوط الصين الإمبراطورية، وحتى مع استمرار المؤرخين في التعاون لدراسة ماضي الصين، لا يُعرف سوى القليل عما كانت تتناوله إحدى أغنى وأقوى الأسر في العالم، خاصة في أيامها الأولى، نظرًا لأن غالبية الوثائق القديمة التي قد تقدّم نظرة ثاقبة حول هذا الموضوع، قد أغلقت بسبب حالتها الهشة.

ويُعد تشاو رونجوانج، وهو مؤرخ طعام من مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال الصين، واحدا من الأشخاص القلائل، وربما الوحيد، الذي تمكن من الوصول إلى جميع هذه الأطعمة ودراستها بشكل شامل قبل إغلاق تلك الوثائق. 

وهذا ما جعله قادرا على فضح العديد من الأساطير المتعلقة بالطعام داخل القصر التي استمرت لعقود من الزمن.

وبدأ تشاو في التوغل بأسرار الطبخ الخاصة بالمدينة المحرمة قبل أكثر من 4 عقود.

صورة للإمبراطور كانغ شي معروضة في متحف قصر بكين.Credit: VCG Wilson/Corbis/Getty Images

وفي الثمانينيات، كانت بكين لا تزال مدينة للدراجات والشوارع الخلفية، أي بعيدة كل البعد عن ناطحات السحاب والطرق السريعة التي تبدو عليها اليوم.

وعندها قام تشاو، الذي يبلغ من العمر الآن 76 عامًا، بجمع المال من وظيفته كمدرّس، بهدف السفر إلى بكين من أجل مهمته المتمثلة في معرفة ما تناوله أباطرة الصين القدماء وعائلاتهم حقًا.

مع ذلك، لم تكن مهمته سهلة، إذ تواجدت عقبتان رئيسيتان في دربه، أولهما أسرار القصر الصامدة، إذ لم يُكشف إلا عن القليل لمن هم خارج أسواره الحمراء الشاهقة، وثانيهما عدم توفر وثائق تركز على ما تناوله سكان القصر.

عمل فني قديم (من 1668 إلى 1670) من هولندا يقدم لمحة عما قد تبدو عليه المأدبة الكبرى للمبعوث الهولندي في المدينة المحرمة عام 1667.Credit: Sepia Times/Universal Images Group/Getty Images

وأصر تشاو على العودة إلى ما كان يُسمى آنذاك الأرشيف التاريخي الأول للصين، في القصر القديم، أو بوابة الازدهار الغربية، حيث كان يدقق في الوثائق الإمبراطورية التي يعود تاريخها إلى قرون من الزمن، والتي يعتقد أنها كانت مغلقة في التسعينيات.

وبدأ في تكوين صورة لكيفية تطور تناول الطعام في المدينة المحرمة، مع التركيز على ثلاث شخصيات تاريخية كانت أساسية في تشكيل عادات الأكل الملكية. والآن، بعد مرور نحو 40 عامًا على بدء بحثه، أصبح لديه فكرة جيدة عن الموضوع.

الإمبراطور تشيان لونغ، في لوحة لجوزيبي كاستيليوني وهو رسام إيطالي في البلاط الإمبراطوري في أسرة تشينغ، كان يسجل وجباته الغذائية وقوائم الطعام بدقة خلال فترة حكمه التي استمرت ستة عقود (1735-1796).Credit: Photo 12/Universal Images Group/Getty Images

وأوضح تشاو لـ CNN أن البداية كانت مع الإمبراطور كانغ شي من أسرة تشينغ، الذي سيطر بالكامل على الصين بعد عام 1644 عندما أطيح بأسرة مينغ الإمبراطورية، المتحالفة مع مجموعة الهان العرقية ذات الأغلبية في الصين.

وفي ظل حكمه، بين عامي 1661 و1722، دخلت البلاد في عصر سلمي نسبيًا بعد عقود من القتال بين الأسر الحاكمة، ما أدى إلى بعض التغييرات المثيرة للاهتمام في قائمة الطعام داخل المدينة المحرمة.

ديزي ييو وانغ، وهي نائب مدير متحف قصر هونغ كونغCredit: Maggie Wong/CNN

في البداية، بعد دخول أسرة تشينغ، كانت الأطعمة التقليدية من منطقة المانشو البدوية في شمال شرق الصين مطروحة على المائدة، وفقًا لوثائق من العصر الذي درسه تشاو.

وفي منتصف عهد كانغ شي، بدأت الأنظمة الغذائية الملكية في التطوّر.

وقال تشاو: "كان لا يزال هناك الكثير من الطرائد المشوية والأطعمة غير العادية على مائدة كانغ شي، مثل خصيتي النمر".

واعتقد القدماء أن خصيتي النمر تتمتعان يتأثير يعزز الرغبة الجنسية، حسبما ذكره تشاو، مضيفًا: "أعتقد أن كانغ شي قد تناول الكثير منها، إذ تم تسجيل اصطياده أكثر من 60 نمرًا في حياته".

وأوضح تشاو أن عرف الديك، كان مكونًا آخر يتم تناوله كمنشط جنسي.

يقال إن الإمبراطور تشيان لونغ كان يتناول وعاءً من حساء عش الطيور، وهو مكون عصري نسبيًا خلال عهد أسرة تشينغ، كل صباح.Credit: LightStock/iStockphoto/Getty Images

ولكن في نهاية المطاف، مع استقرار المجتمع بشكل أكبر خلال حكم كانغ شي، بدأت المزيد من أطباق الهان العرقية في الظهور، مثل يخنة قوانص البط.

وأصبح العالم الغامض للطعام في المدينة المحرمة أكثر وضوحًا عند الانتقال إلى حفيد كانغ شي، وهو شخصية مهيبة تُعرف باسم الإمبراطور تشيان لونغ.

وخلال نحو 61 عامًا من توليه العرش (1735-1796)، أي الفترة التي يعتبرها تشاو المرحلة الثانية المهمة من تطور الطهي في المدينة المحرمة،  قام تشيان لونغ بتسجيل قوائم طعامه اليومية بدقة، وهذا السجل الورقي يعني أن المؤرخين بإمكانهم إعادة بناء رؤية أكثر دقة من نمط الحياة في القصر بذلك الوقت.

اشتهرت الإمبراطورة الأرملة تسيشي بإقامة الولائم الفخمة خلال فترة وجودها في المدينة المحرمة.Credit: Everett/Shutterstock

واستنادا إلى الوثائق التاريخية، كان تشيان لونغ يتناول وجبتين رئيسيتين يوميا، أي وجبة الفطور عند الساعة 6 صباحًا ووجبة العشاء عند الساعة 2 بعد الظهر. ولكن بعد استيقاظه في الساعة الرابعة صباحًا مباشرةً، كان عادةً يتناول وجبة خفيفة، مثل حساء عش الطائر، قبل وجبته الصباحية وعمله.

وفي الليل، بينما كان يراجع التقارير والطلبات من جميع أنحاء البلاد، كان يتناول وجبة أخرى عند الساعة الثامنة مساءً. أو 9 مساءً. تتكون غالباً من أطباق صغيرة من الطعام يتراوح عددها بين 8 و10.

وأشار تشاو إلى أنه "كان يتناول العشاء عادة بمفرده باستثناء وقت تناول وجبات الطعام الخفيفة في الليل، عندما كان يتناول الطعام مع رفيقته التي كان سينام معها".

وأوضح تشاو أن تناول الطعام والنوم جيدًا، حتى يتمكن من إنجاب أبناء له، كانتا مهمتان رئيسيتان للإمبراطور.

وبما أنه كان حاكمًا للبلاد، فإن ذلك يعني أنه يمكنه الاستمتاع بأفضل المكونات، ولكن تشيان لونغ لم يكن من الذواقه. ويتفق كل من تشاو والخبراء في متحف قصر هونغ كونغ على أن تناول الطعام داخل المدينة المحرمة لم يكن فخمًا كما قد يفترض البعض.

وقالت ديزي ييو وانغ، وهي نائب مدير متحف قصر هونغ كونغ إن "غالبية (الأباطرة) نشأوا في بيئة شديدة الانضباط. وكان من المفترض أن يكون نظامهم الغذائي صحيًا، وأن تتم دراسته من قبل الكثير من الأشخاص".

مأدبة مانشو-هان الأسطورية

كانت أسطورة مأدبة مانشو-هان الباذخة، ترتبط بشكل وثيق بالإمبراطورة الأرملة تسيشي، التي حكمت الصين بلا رحمة لمدة نحو خمسين عاماً حتى وفاتها في عام 1908.

وتُعتبر تسيشي مسؤولة إلى حد كبير عن المرحلة الثالثة والأخيرة من أبحاث تشاو حول أسرار الطعام في المدينة المحرمة.

وتضخم فخر الطهي الوطني نحو مأدبة أسطورية تُسمى "مأدبة مانشو-هان"، والتي ظهرت لأول مرة خارج المدينة المحرمة في أواخر عهد أسرة تشينغ، وانتشرت في معرض أقيم في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين بالخمسينيات من القرن الماضي.

قال تشاو: "في عام 1957، بمعرض الاستيراد والتصدير الصيني الأول في قوانغتشو، أقام أحد البائعين مأدبة فخمة للعرض".

وأضاف: "من بين الدول الأجنبية القليلة التي أرسلت ممثليها، أبدى رجال الأعمال اليابانيون اندهاشهم. وتصادف أن الاقتصاد الياباني كان يتعافى بسرعة بعد الحرب العالمية الثانية. وقد أرادوا التعرف على هذه الوليمة الفخمة، وسألوا أحد الموظفين عن نوع الوليمة".

وتابع: "استشار المساعد رئيسه، الذي لم يكن لديه معلومة أيضا، وبدوره سأل الطاهي، والذي لم يكن متأكدًا أيضًا، ولكن كان عليه أن يعطي بعض الإجابات، لذلك قال هذه تسمى مأدبة مانشو-هان وقد بدأها الإمبراطور".

وقيل إن رجال الأعمال اليابانيين كانوا مفتونين.

منذ ذلك الحين، أصبحت مأدبة المانشو-هان مرادفًا للأباطرة ووجباتهم، وقال تشاو إنها أصبحت واحدة من أهم اتجاهات الطعام في اليابان.

ولكن، ما علاقة الإمبراطورة الأرملة تسيشي بهذه الأسطورة؟

ونظرًا لكونها صاحبة السلطة الحقيقية وراء آخر أباطرة الصين الإمبراطورية قبل وفاتها، فقد اشتهرت بأسلوب حياتها الباذخ وشهيتها للأطعمة الصينية.

وأوضح تشاو: "لقد كان العصر الأكثر فخامة خلال عهد أسرة تشينغ. لقد زادت وجباتهم اليومية من 18 إلى 23 طبقًا، ومن ثم من 25 إلى 28 طبقًا".

وكانت تسيشي محبة للترفيه، إذ كانت تستضيف ولائم احتفالية بشكل منتظم. 

وفي حين لم تكن هناك ولائم رسمية للمانشو-هان، كانت هناك أنواع أخرى من الولائم الإمبراطورية تقام في المدينة المحرمة على مرّ القرون. ولكن لم يكن لدى أي منها العديد من الأطباق كما ادعت الشائعات.

وكان الشكل الأكثر شهرة بينها جميعًا هو "تيان آن يان" وترجمتها "مأدبة زيادة السلام"، التي تجمع بين نوعين رئيسيين من الولائم في الماضي - الولائم على طراز المانشو المليئة باللحوم المشوية وأسلوب هان مع حساء عش الطيور والمأكولات البحرية. 

الصيننشر الثلاثاء، 23 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • ريهام حجاج في أحدث ظهور: «أعوذ بالله من أعين تترقب حياتنا»
  • أبناء الشمس (٣)
  • حاول الاستمتاع بكل دقيقة.. أحدث ظهور لـ لقاء الخميسي من الجيم (صورة)
  • تضارب المصالح.. مستشارون بجماعة مراكش يغرفون من المال العام باسم المجتمع المدني
  • «كبير بلد».. محمد رمضان يطرح أحدث أعماله الغنائية (صورة)
  • هنا الزاهد تهنئ تامر حسني بعد طرحه أحدث أعماله «صورة»
  • نقلة نوعية.. 15 صورة ترصد أحدث تصوير جوي لمشروع مونوريل غرب النيل
  • أحدث ظهور للفنان المصري محمد فؤاد بعد إصابته بالعصب السابع.. صورة
  • خصيتا نمر وحساء عش الطيور..كشف أسرار ما تناوله الأباطرة الصينيون بالمدينة المحرّمة
  • خبراء يحذرون من جائحة جديدة تلوح بالأفق