ما المخاطر البيئية المترتبة على إغراق الأنفاق في غزة بمياه البحر؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
ينذر بدء الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ خطة لإغراق أنفاق المقاومة في قطاع غزة، بماء البحر، بمخاطر بيئة كارثية على القطاع، لا سيما المرتبطة بتلوث المياه الجوفية وانهيارات التربة.
وأعلنت قوات الاحتلال أنها بدأت عمليات إغراق استهدفت أنفاقا للمقاومة الفلسطينية شمال غرب قطاع غزة، عبر ضخ مياه البحر إليها، وسط تشكيك في نجاعة الخطة من الناحية العسكرية، لكنها من ناحية بيئية تنذر بخراب كبير.
يأتي ذلك بينما حذرت سلطة المياه الفلسطينية من "كارثة مائية وبيئية" في حال أقدم الاحتلال على تنفيذ تهديداته بضخ مياه البحر إلى أنفاق بقطاع غزة، وقالت إن تنفيذ هذا التهديد "سيتسبب بحدوث كارثة مائية وبيئية، ومخاطر جسيمة، خصوصا على المياه الجوفية، قد يصعب تداركها مستقبلا".
وتتذرع دولة الاحتلال لتبرير خطتها بأن عناصر المقاومة في قطاع غزة يستخدمون الأنفاق لاحتجاز إسرائيليين، لكنها لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى هذه الأنفاق وتحرير محتجزيها، فيما تؤكد المقاومة وعلى رأسها حركة حماس أن إطلاق سراح المحتجزين لن تتم إلا بصفقة تبادل للأسرى.
بيئة غزة ضحية العدوان
ويرى الخبير البيئي، ورئيس اتحاد الجمعيات البيئية في الأردن، عمر شوشان أن البيئة في غزة هي الضحية غير المعلنة "نتيجة العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "كافة عناصر البيئة تتعرض لمخاطر جسيمة وتدمير ممنهج من قبل آلة الحرب الاجرامية التي طالت كافة سبل الحياة الأساسية، ولعل قطاعي المياه والهواء تعرضا إلى تلويث كبير نتيجة استخدام الأسلحة الثقيلة والفوسفورية طالت كافة مناطق القطاع".
وأضاف شوشان في حديث خاص لـ"عربي21" أن اغراق الأنفاق بالمياه سيعرض لتلوث المياه الجوفية كما سيلحق الضرر في البيئة البحرية، مشيرا أن ما تنوي قوات الاحتلال تنفيذه مخالف للقانون الدولي، إذ إن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارات تنص على عدم استخدام البيئة في الحروب والنزاعات.
وشدد الخبير على أنه بات من المؤكد أن العدوان في غزة تسبب في تلويث آبار المياه، وإحراق المحاصيل وتقطيع الأشجار وتسميم التربة، وقتل الحيوانات لتحقيق المكاسب العسكرية.
خراب لـ100 عام
من جانبه، قال خبير البيئة، عبد الرحمن التميمي، إن إغراق دولة الاحتلال أنفاقا للمقاومة في غزة بمياه البحر "سيجعل من القطاع، منطقة غير قابلة للعيش حتى 100 عام".
وقال التميمي إنه "إذا نجحت إسرائيل في مخططها فسيؤدي ذلك إلى كوارث بيئية متعددة أولها تلوث المياه الجوفية الملوثة أصلا، وسيؤدي تراكم الملح إلى قتل التربة بشكل كبير ويتسبب بذوبانها الأمر الذي يؤدي إلى انهيارات في التربة ما يعني هدم آلاف المنازل الفلسطينية في القطاع المكتظ بالسكان".
وتابع التميمي: "إذا تلوثت المياه والتربة فسيصبح الإنسان حبيس التلوث بكل أشكاله من مياه الشرب، ومنتجات زراعية تؤدي إلى آثار بيئية على صحة".
وأكمل: "سيصبح قطاع غزة منطقة طاردة للسكن، وبحاجة إلى نحو 100 عام للتخلص من الآثار البيئية لهذه الحرب".
ولفت إلى أن الحرب المستمرة على غزة لها آثار قاتلة على البيئة، موضحا أن "كثيرا من المعادن الناتجة عن المخلفات الصلبة، والأخرى الناتجة عن القنابل الفوسفورية والقنابل المتفجرة التي تلقيها إسرائيل على القطاع تتحلل وتلتحم مع معادن أخرى لتصبح أكثر خطورة على البيئة والإنسان والمياه في غزة".
وزاد: "كل أنواع الكوارث متوقعة في غزة بسبب تلوث المياه والهواء والتربة بالإضافة إلى تلك الجثث والكميات الكبيرة من المواد المتفجرة التي ألقيت على غزة".
وذكر أن "الوضع المائي في قطاع غزة قبل الحرب متدهور، فحوالي 90 بالمئة من مصادر المياه غير صالحة للشرب، والآن الأوضاع أكثر سوءا إذ إن 99 بالمئة من المياه لا تصلح للشرب".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الأربعاء، 18 ألفا و608 شهداء و50 ألفا و594 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة الفلسطينية فلسطين غزة الاحتلال اغراق الانفاق سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المیاه الجوفیة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الدفاع المدني معطل قسرًا شمالي قطاع غزة لليوم الـ22
غزة - متابعة صفا
في ظل تعرض المواطنين شمالي قطاع غزة للموت والإبادة الإسرائيلية بصمت لليوم الـ41 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال منع طواقم الدفاع المدني عن العمل لليوم السادس عشر على التوالي، في كافة مناطق شمالي القطاع.
وعطل الاحتلال الإسرائيلي عمل طواقم الدفاع المدني كليًا شمالي القطاع، وصادر مركباتهم ومعداتهم وهجّرهم واعتقل بعضهم، في وقت تزايدت أعداد المناشدات عن وجود مواطنين أحياء تحت أنقاض بعض المنازل والمباني السكنية التي دمرها الاحتلال عليهم خلال الأيام الماضية، خاصة في منطقة مشروع بيت لاهيا وبيت حانون.
من جهته، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن الدفاع المدني ما يزال معطل قسرًا في كافة مناطق شمالي قطاع غزة، بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك دون رعاية إنسانية وطبية.
وأضاف بصل في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، أن آلاف من المواطنين في قطاع غزة قد استشهدوا لأن طواقم الدفاع المدني والكوادر الطبية لم تمتلك المستلزمات التي تمكنهم من إنقاذ أرواحهم.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم طواقم الدفاع المدني في شمالي القطاع، وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوبي القطاع واختطف 10 منهم في الـ23 من أكتوبر الشهر الماضي.
وطالب بصل، كافة المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، بالتدخل العاجل للسماح بعودة طواقم الدفاع المدني ومركباته للعمل، والاستجابة لاستغاثات المواطنين تحت الأنقاض والعمل على إنقاذ حياتهم.
ولليوم الـ41 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة والحصار الخانق شمالي قطاع غزة، فضلًا عن عمليات نسف المنازل، ومنع إدخال الغذاء والدواء للشمال.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 43,665 مواطنًا، وإصابة 103,076 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وما زال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.