واشنطن وتل أبيب في مسار تصادمي
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
رأى البرفسور الإسرائيلي شاي هارتسفي أن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، يدرك أن تداعيات حرب غزة تتجاوز كونها مجرد صراع بين إسرائيل وحماس، فيما يتزايد القلق في البيت الأبيض على خلفية "الخلافات" بين وجهتي النظر الأمريكية والإسرائيلية.
وقال في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "إسرائيل والولايات المتحدة تسيران على مسار تصادمي.
إسرائيل تخطط للبقاء في شمال #غزة بعد الحرب
https://t.co/ICxoIbEF2p
اختلافات في المواقف
وأشار الكاتب إلى الاختلافات بين الرؤية الأمريكية والإسرائيلية، تتجسد في الموقف الذي طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو أنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على قطاع غزة.
ولفت الكاتب إلى أن الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس الأمريكي، لم تأت من العدم، وفي الأشهر التسعة التي سبقت الحرب، اتسمت العلاقات بين الإدارتين بتوتر كبير تجلى في رفض بايدن دعوة نتانياهو لزيارة البيت الأبيض.
كما وصف الرئيس الأمريكي الحكومة الحالية في إسرائيل بأنها "الأكثر تطرفاً" منذ "الأيام الذهبية"، وعلى خلفية ذلك، استاءت الإدارة من الترويج للتعديلات القضائية الإسرائيلية وطريقة تعامل حكومة نتانياهو مع الفلسطينيين.
ويقول الكاتب إنه من وجهة نظر بايدن، فإن هذه السياسة يمكن أن تؤدي إلى تغيير في الطابع الديمقراطي الليبرالي لإسرائيل، وتغيير الوضع الراهن تجاه الفلسطينيين، من خلال الضم التدريجي والأحادي للأراضي، مشيراً إلى أن ذلك يؤدي إلى انهيار فكرة الدولتين.
انحياز غير مسبوق
وأضاف الكاتب أنه منذ اليوم الأول للحرب، انحاز بايدن بشكل غير مسبوق إلى جانب إسرائيل، ويرجع ذلك إلى التزامه العميق بأمن إسرائيل، كما يعبر عن ذلك بعبارته: "ليس من الضروري أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً"، بل إن بايدن يظهر استعداداً لدفع ثمن سياسي وشخصي باهظ بسبب الانتقادات الموجهة إليه من قبل دوائر في الحزب الديمقراطي وعناصر في إدارته بسبب الموقف الأحادي الذي يتخذه لصالح إسرائيل.
عواقب وخيمة
ويقول الكاتب إن هذا الموقف ينبع من فهم بايدن لحقيقة مفادها أن هذا حدث حاسم تتجاوز عواقبه الصراع بين إسرائيل وحماس، ويرى أن هذه مرحلة أخرى في الحملة بين المعسكر الديمقراطي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة والمعسكر الراديكالي الذي تقوده إيران وتدعمه روسيا.
واستطرد الكاتب: "الواقع أن بايدن يدرك وجود فرصة تاريخية لتشكيل وجه الشرق الأوسط مع إقامة منظومة التحالفات الإقليمية التي ستكون بمثابة ثقل موازن لتكثيف المحور الراديكالي".
ولتحقيق هذه الغاية، ترسم الإدارة الأمريكية مخططاً متعدد المراحل لإعادة تصميم النظام الفلسطيني، والشرط الضروري لتحقيق ذلك هو انهيار حكم حماس، وبالتالي تمنح الإدارة الأمريكية إسرائيل نطاقاً واسعاً من العمل، وتنقل المساعدات العسكرية على نطاق واسع وتمنع أي محاولة من جانب المؤسسات الدولية للدعوة إلى وقف الأعمال العدائية، ومع ذلك، يحذر بايدن من أن إسرائيل قد تخسر الدعم الدولي الواسع إذا لم تتصرف بحكمة فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وتقليل الضرر الذي يلحق بالسكان.
#إسرائيل لا تزال بعيدة عن إسقاط #حماس https://t.co/q5YVwAbs8g pic.twitter.com/x30xp4WI6U
— 24.ae (@20fourMedia) December 13, 2023
5 مبادئ لبايدن
في الوقت نفسه، حدد بايدن 5 مبادئ توجيهية لغزة في اليوم التالي للحرب، وهي أن القطاع لن يتم استخدامه كقاعدة لما وصفه بـ"الإرهاب"، ولن يُسمح بالترحيل القسري للفلسطينيين، ولن يكون هناك إعادة احتلال، وعدم فرض حصار أو إغلاق.
ووفقاً لنهجه، فإن الهدف النهائي هو توحيد غزة والسلطة الفلسطينية، في ظل سلطة فلسطينية "متجددة".
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من أن بايدن لم يحدد المقصود، يبدو أن الأمر يتعلق في المقام الأول بتعزيز قدرات السلطة في الحكم والاستعداد لوقف "محتوى التحريض في المؤسسات التعليمية وشبكات التواصل الاجتماعي والدعم المالي لأسر الأسرى الفلسطينيين".
وتابع الكاتب: "بايدن يعتقد أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويهدف إلى الحفاظ على صورة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، ويرى أن توفير منظور سياسي وإشراك السلطة الفلسطينية في إعادة إعمار قطاع غزة أمران أساسيان من أجل حشد العرب لدعم وإظهار المشاركة الفعالة في عمليات إعادة الإعمار".
الاندماج في العمليات الأمريكية في الإقليم
وعلق الكاتب قائلاً إن إسرائيل لديها فرصة للاندماج في العمليات الإقليمية التاريخية التي تقودها الإدارة الأمريكية، والتي لديها القدرة على المساعدة في التعامل مع مجموعة التهديدات الخارجية التي تواجه إسرائيل، وعلى رأسها التهديد الإيراني، مستطرداً: "هذا هو الوقت الذي ينبغي فيه على الحكومة الإسرائيلية أن تظهر الحكمة السياسية وتفضل الاعتبارات الاستراتيجية والأمنية لإسرائيل على الاعتبارات السياسية الضيقة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل حماس غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري:من غير المتوقع عودة شركات الطيران الأمريكية إلى “إسرائيل” بسبب عمليات اليمن
الجديد برس|
أكد موقع “جلوبس” العبري، أنه “من غير المتوقع أن تعود شركات الطيران الأمريكية إلى إسرائيل طالما استمر إطلاق النار من اليمن”.
من جهتها، أفادت صحيفة غلوبس الإسرائيلية، بأنه “يستبعد عودة شركات الطيران الأمريكية إلى مطار بن غوريون في “تل أبيب” بسبب استمرار الهجمات الصاروخية من قبل “الحوثيين”، والتي كانت آخرها هجوم أمس الذي تسبب في إغلاق المطار الدولي”.
يأتي ذلك، في ظل تكثيف قوات صنعاء من ضرباتها للعمق الصهيوني خلال الأيام الماضية، وذلك دعماً لغزة.