شهد قصر ثقافة الطفل بمدينة طنطا، صباح اليوم، توافد العديد من طلبة وطالبات مدرسة السيدة عائشة، وذلك لمتابعة العرض السينمائي "fredinand"، أحد العروض الخاصة بنادي السينما، والتي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.

هذا وقد تعرف الأطفال على عدد من المعاني الإنسانية المهمة التي جاءت في مضمون الفيلم خلال شخصية الثور "فرينداند" الذي تربى داخل مزرعة مع أقرانه حتى يتم اختياره للدخول إلى حلبة المصارعة والدفع به لاستخدام قوته في العنف وقتل المصارع إلا أن "فرينداند" يرفض الدخول في هذا الصراع الدموي.

في سياق آخر، طالب د.حسام بندق، أستاذ ورئيس قسم التخطيط الاجتماعي بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بمحافظة كفر الشيخ بضرورة البحث والتنقيب عن مواهب الأطفال والشباب، والعمل على صقلها وتنميتها، كما وحذر الأسر المصرية من خطورة أوقات الفراغ والبطالة على الشباب، ووصفها بأنهما الأرض الخصبة لتفشي ظاهرة تعاطي المواد المخدرة.

وتابع "بندق" حديثه خلال محاضرة توعوية أقيمت صباح أمس بقصر ثقافة طنطا، تحت عنوان "لا للمخدرات"، وبإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، قائلا: "مسببات الإدمان كثيرة ومتنوعة، كما أشارت معظم الأبحاث التي تمت على شريحة عريضة من المدمنين وبخاصة في سن الشباب، والتي أرجعت الأسباب لتفكك الأسرة، وأصحاب السوء، وغياب القدوة لدى الشباب.

هذا وقد استعرض مجهودات الدولة في هذا الشأن، مؤكدا أن الدولة تعي جيدا خطورة تعاطي المواد المخدرة على الشباب وانعكاساتها الخطيرة على عمليات التنمية والبناء، لافتا إلى أهم الخطوات التي تساعد الآباء على حماية أبنائهم من الوقوع فريسة للإدمان، وهي: ضرورة إشراك الأبناء في القرارات الأسرية، وعدم تهميش أدوارهم، مع إبداء النصائح لهم إذا استدعى الأمر، وبخاصة فيما يتعلق بأصدقائهم، وكذلك التدخل الفوري إذا لوحظ عليهم أية تغيرات فسيولوجية أو نفسية، ومن بينها الانطواء أو العزلة أو العصبية الزائدة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة محاضرة توعوية عرض سينما فعاليات لقصور الثقافة بالغربية

إقرأ أيضاً:

ثقافة الأصداء

نشأنا على مصدرين أساسيين منهما كنَّا نُحصِّلُ ما نشتاقه من معارف وثقافة، المصدر الأوّل هو مكتبات الجهات العامّة، أو مكتبات الولايات، والمصدر الثاني هو المكتبة الوطنيّة في العاصمة، فجيلي هو جيلٌ ورقيٌّ، تعوّد على ملمس الأوراق والكتب، وشمِّ روائحها وتقليب صفحاتها، ولحدِّ اليوم، رغم هذا المدّ في سيادة الثقافة الرقميّة، ما زلنا نتطعَّم روائح الكتب القديمة، ونسعد للملمس الكتب، وتقليب صفحاتها.

ثقافتان تتعايشان اليوم، ثقافة الأعماق وثقافة الأصداء، ثقافةٌ آمنَّا بها، وما زلنا نؤمن بها، (ولعلِّي أجعلها ثقافة عمقٍ لأنّي أنتسب إليها، وقد يعتبرها غيري من جيل الثقافة الرقميّة، محض أوهام، وحنين رُكامٍ من البشر)، وهي الثقافةُ الكُتبيّة التي أعتبرها عميقة ومؤسِّسة وباعثةً لعقولٍ مُفكِّرة، ما زلنا نحتاج جهودها وعمق فكرها، وثقافةٌ رقميّة هامّةٌ ولها أدوارها وتيسير أدواتها، ولكنّها تبقى حمّالة أهواء، قد تفضي إلى معرفةٍ سطحيّة، وثقافةٍ شكليّة، ووعيٍ زائف، وحظُّ التزييف والتسطيح والوهم فيها وسيعٌ رحبٌ. أكتب هذا الأمر، وأنا على وعيٍ تامٍّ بضرورة مواكبة الثقافة الرقميّة، وإعمالها في شتّى المجالات والميادين، وأنا أيضا على درايةٍ بأنّها ضرورة تاريخيّة، وحتميّة اقتضاها الواقع، وهي حتميَّةٌ يُمكن أن تكون ناجعةً ومنتجةً، غير أنّنا نرى بعض الظواهِر الرقميّة المؤثّرة في أجيالٍ صاعدةٍ، قد تَعْدم مستقبلاً الصلة بالكتاب، وهو الأمر الجلل، والفعل الخَطر. أوّلا هنالك ظاهرةٌ صارت سائدة في مجتمعاتنا العربيّة، ولا قُدرة لنا أحيانًا على مجابهتها، ولا آليَّة لنا للوقوف ضدّها، ولا أدوات لنا لكشْفها وبيانها، وهي السَّرقات، والسّرق فعلٌ مذموم أخلاقيًّا، وأصْبَح داءً عُضَالاً علميًّا وثقافيًّا، ويسّرته الرقميّات بشكلٍ عجيب، واختلقت له من الأدوات ما يُخفيه وما يُجلِّيه، ما يكتُمه وما يفضحه، فسادت رسائل جامعيّة في مختلف المستويّات مسروقة، وعمّت بحوث ومقالات منقولة، والرقيبُ في حيرةٍ، قد تتجاوزه الرقمنة وقد يُحسن السّارق إخفاء مسروقه، فتُسند شهادات ورُتب علميّة لغير أهلها، ولأناس لا يستحقّون الحبر الذي كُتِبت به. وقد يعترض معترضٌ، ويحتجُّ محتجٌّ قائلا: إنَّ السّرق فعلٌ قديمٌ، وسلوكٌ عتيق، وقد ذمَّه الأقدمون وعابوه، ولا علاقة له بالرقمنة ولا بسيادتها، وهو قولٌ حقٌّ في جانبٍ، ففعل السّرقة قديم، ولكن وسائط التواصل ومواقع الويب ومختلف أشكال التطوّر الافتراضي للعالم، ورقمنة الكتب والمقالات والبحوث يسّرت أمر الأخذ وشجّعت على الإغارة والسّلب، فهل هذا ذنب التطوّر؟ حتمًا لا، وهو ذنب من لم يُحدث لهذه الذنوب حزمة من شديد العقوبات، وقوانين زجريّة، وثقافة في احترام الملكيّة الفكريّة، وتكوين الناشئة على تجريم الأخذ من الغير على غير وجه حقّ. الأمر الثاني الذي أراه خطرا في هذه العوالم الافتراضيّة، وهذه المساحات الكبرى من ثقافة الويب والنت ومختلف أشكالها ومظاهرها، هو بزوغ نجومٍ من ورقٍ، بلا عقولٍ ولا أفئدة، نجوم يستقطبون شبابًا ويستلبون الأضواء في المناسبات والمعارض، حتّى معارض الكتب والفنون، وهم الأوهن، والأضعف، لا منزلة لهم، سوى جمهور وسيع يُتابعهم لعلَّةٍ من العلل، حُسن طالعٍ، أو قدرة على المزاح والسخريّة، أو جرأة ومخالفة للمعهود، أو أحيانا بلا علّة ولا سبب.

عدد المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعيّ صار قياسا، لا يعنيني إن صار قياسًا للشهرة، فدومًا كانت الشهرة متأتيّة من مسالك سطحيّة وساذجة، ولكن الذي يعنيني أنّ عدد المتابعين صار قياسًا للمقروئيّة، فخذ مثالاً على ذلك الكاتبة التونسية فاتن الفازع التي تكتب باللهجة التونسيّة التي صارت رقمًا في النشر، وتُصرّح -وهي فعلا كذلك- بأنّها أكثر كاتب تونسيّ باع كتبا، والكاتبة الجزائريّة سارة ريفنس التي حقّقت رقما تاريخيّا في مبيعات كتبها، لم يحققه أي كاتب جزائري، ولكنّ الأخطر من كلّ هذا، وما لم أستسغه، ولن أقبله، أن يُدعى وُجهاءُ منصة أكس أو انستغرام أو التيك توك إلى معارض الكتاب، وأن يُصبحوا نجوم تلك المعارض، فهذا لعمري اعتداءٌ صارخ يئنُّ منه الكتاب ويألم.

وهذا فعلٌ يُمكن أن نتعقّله لو كان الفاعل في مواقع التواصل الاجتماعيّ محفِّزًا على قراءة الكتب، عاملاً على تنشيط أذهان متابعيه، غير أنّ العكس هو القائمُ، إذ إنَّ الفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي، أجير عند شركات كبرى، تستعمله، بسببٍ من أرقام متابعيه للترويج لسلعها، ومن النكد النكود أنّه أصبح من وُجهاء الثقافة، هذه الثقافة التي طالما طمست وجوه مثقّفيها الأصليين. يُمكن أن أفهم حركةً مثل «بوك توك» وعميق أثرها على الفعل القرائيّ، وأنّها ساهمت في جعل الشباب يكتشفون «ميلهم الدفين إلى القراءة»، بالرغم من الآثار السلبيّة لهذه الحركة على جودة الكتب وعمق الكتاب، إذ أنشأت كُتّابًا على المقاس التيك توكي، ولكن ما هو دافعٌ إلى الخزي والعار، أن يدعو معرض للكتاب بائع سوائل تجميل، أو عارضة أكلاتِ مطاعم، أو كاشف حياته الأسريّة ليصير نجمًا في الكُتب. الكتابُ له رائحة الورق، له عبقُ التاريخ، له حميميّة لا يعرفها إلاَّ من سهر الليالي يتمعّن الصفحات، ويخطُّ الأسطر ويمحوها، ويتمثّل أبعادها وأورادها، ولم يكن الكتاب يوما في حاجة إلى لاعب كرةٍ أو عارضة أزياء، أو صاحب صوتٍ رنّان. الكتاب أصلٌ لا يفنى من بعد فناء أبطالِ الورق ودُعاة الأصداء.

محمد زرّوق ناقد وأكاديمي تونسي

مقالات مشابهة

  • محافظ مطروح يلتقى رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة
  • محافظ مطروح يستقبل رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة
  • محاضرة توعوية حول أهمية المحميات بالظاهرة والبريمي
  • أنشطة متنوعة لقصور الثقافة بأسوان ضمن فعاليات مبادرة "بداية"
  • أنشطة متنوعة لقصور الثقافة بأسوان في انطلاق مبادرة "بداية"
  • مهرجان مسرح الهواة الـ20 .. "قلب الكون" و"طرح حرير" على مسرح السامر اليوم
  • احتفالاً بالمولد النبوي.. لقاءات تثقيفية وعروض فنية لقصور الثقافة بالبحر الأحمر
  • محافظ الإسماعيلية يناقش سُبل التعاون مع وزارة الثقافة
  • ثقافة الأصداء
  • محاضرة بجامعة السلطان قابوس تؤكد أهمية تعزيز ثقافة الحوار العائلي