عين الصحراء الموريتانية لغز علمي حير العلماء
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
عين الصحراء الموريتانية لغز علمي حير العلماء
غير بعيد من مدينة ودان المعلقة على خاصرة سلسلة جبال آدرار شمال موريتانيا، تقع “عين الصحراء” أو “عين أفريقيا” التي رسم ملامحها تكوين جيولوجي صخري دائري متدرج يبلغ قطره 50 كيلومتراً، ويمكن مشاهدته من الفضاء، إذ ظل هذا الموقع علامة معروفة لرواد الفضاء منذ أقدم البعثات المأهولة ويظهر كحلقات بشكل مفصل.
لغز علمي
تتعدد التفسيرات العلمية لهذا الموقع الجيولوجي النادر، فمنذ اكتشافه على يد عالم الطبيعة الفرنسي تيودور مونو منتصف ثلاثينيات القرن الماضي قدم العلماء فرضيات مختلفة لأصل الموقع، فمنهم من اعتبره انفجاراً بركانياً يعود لملايين السنين. ففي سنة 1946 قدم مونو افتراضاً مؤداه أن الحفرة ناتجة من سقوط نيزك فضائي في الموقع منذ زمن سحيق.
إلا أن هذا الطرح فندته نتائج بعثة فضائية أميركية زارت موقع “عين الصحراء” عام 1965 خلصت إلى أنه لا توجد أي مكونات جيولوجية مغايرة للمكونات السائدة والمعروفة في المحيط الجغرافي لمكان الظاهرة.
غير أنه في عام 2008 درس الباحث الكندي غيوم ماتون من جامعة كيبك بكندا بدراسة موقع “عين الصحراء ضمن أطروحة دكتوراه لأكثر من 100عينة صخرية استنتج من خلالها أن حفرة الموقع الأكثر جذباً للعلماء في موريتانيا ما هو إلا عبارة عن قبة جيولوجية قد حصلت نتيجة انصهار عظيم تحت الأرض”.
وعن القيمة العلمية والأثرية لعين الصحراء، يقول المتخصص في الجيولوجيا والموارد المعدنية أحمد ولد الطالب محمد “هذا أحد أهم المواقع الجيولوجية العالمية، وصنفه الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) موقعاً من الصنف الأعلى قيمة علمية”.
ويضيف محمد “من ناحية التركيبة الجيولوجية لعين الصحراء تشكل الصخور السوداء (صخر الغابرو) حلقتين دائريتين، الداخلية عرضها نحو 30 متراً، والخارجية عرضها نحو 70 متراً، تبعدان على التوالي من مركز البنية ثلاثة وثمانية كيلومترات عن مركز هيكل الموقع”.
ويرى أنه “ميدانياً لا يمكن رؤية هذه الحلقات لأن قطر البنية كبير (نحو 50 كم) لكن تبقى (عين أفريقيا) علامة معروفة لرواد الفضاء.
موروث جيولوجي
يقول رئيس قسم التاريخ في جامعة نواكشوط أحمد مولود الهلالي إن “أهمية إصدار مرسوم حكومي لحماية عين الصحراء تكمن في أن هذا الإجراء سيضمن تصنيفه إرثاً تراثياً وطنياً لا يمكن المساس به، ثم بعد ذلك يتم العمل على تصنيفه عالمياً كحديقة جيولوجية معترف بها دولياً وتخضع لتصنيف مواقع التراث العالمية”.
وبعد تطبيق فحوى هذا المرسوم الذي أجازته الحكومة الموريتانية سيجرى “إنشاء وتحديد نظام حمائي مناسب، وجرد وحفظ الموروث الجيولوجي لعين الصحراء، من خلال التعرف إلى مختلف عناصر هذا الموروث، وتحديد سماته، والمحافظة عليه في ظروف تمكن من تسييره المستديم، ووضع إجراءات عقابية لانتهاك الترتيبات الواردة في هذا المرسوم وخطة التهيئة والتسيير”.
وتعتبر الحكومة الموريتانية، في بيان لها بعيد إصدار المرسوم، “أن موقع عين الصحراء يكتسي أهمية جيولوجية وبيئية عالية، سواء على الصعيد الوطني أو العالمي، ويشكل معلماً يشاهده رواد الفضاء الذين أسهموا إلى حد كبير في شهرته على مستوى العالم، وقد صنف ضمن أبرز 100 موقع من مواقع الموروث الجيولوجي في العالم، وهو الموقع الوحيد منها في غرب أفريقيا، كما يمتاز بجمال موروثه الطبيعي، وقيمته الاستثنائية”.
ويضيف أحمد الطالب محمد أن من ميزات هذا الموقع تتمثل في وجود “عروق من صخر الكاربوناتيت، وهو نوع نادر من الصخور التي ترتبط بمعادن مهمة، فضلاً عن ذلك تم اكتشاف عدة عروق لصخور الكيمبيرلايت المعروفة بأنها الصخور التي تجد مصدرها في وشاح الأرض وهي مصدر معدن الألماس”.
مزار سياحي
منح وجود هذا الموقع الجيولوجي النادر فرصة سياحية كبيرة لسكان مدينة وادان التاريخية في موريتانيا، إذ تشهد نزل ومحطات إيواء السياح في المدينة الجبلية، حركة سياحية دؤوبة على مدى العام، ويتقاطر عشرات الباحثين ومحبو المواقع الأثرية والجيولوجية النادرة على المدينة لزيارة هذا الموقع النادر.
ويقول المختار ولد أعلي، وهو دليل سياحي من مدينة وادان، إن “عين الصحراء يشكل مصدر دخل للقائمين على قطاع السياحة في المدينة، وسيمنحنا تصنيفه إرثاً وطنياً وتراثياً قيمة ستنعكس على عملنا في قطاع السياحة الثقافية التي نأمل أن تزدهر في السنوات المقبلة”.
وتعمل موريتانيا منذ فترة على حماية تسجيل مواقعها التراثية والأثرية، عبر إصدار مراسيم قانونية لتصنيفها كتراث وطني لتتقدم بعد ذلك للمنظمات المتخصصة لتسجيلها عالمياً كإرث إنساني دولي.
المصدر: إندبندنت
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: هذا الموقع
إقرأ أيضاً:
«مسحوق الكربون».. ابتكار علمي جديد قد يغير مستقبل البشرية (شاهد)
تحدث أحمد غديرة، خبير التغيرات المناخية، عن ابتكار علمي جديد عبارة عن مسحوق يمتص الكربون ويعيده للاستخدام الصناعي، قائلا إنه منتج كيميائي يجب إجراء دراسات عديدة عليها من أجل رصد تأثيراته البيئية خلال مراحل التصنيع، موضحا ان هناك معايير عالمية لتصنيع أي منتج كيميائي.
فاروق يفتتح ورشة العمل الإقليمية لمشروع الاستراتيجيات الجماعية للتكيف مع التغيرات المناخية الزراعة والفاو يوقعان برتوكول تعاون لتنمية الثروة الحيوانية في ظل التغيرات المناخية الإنتاج التجاريوأضاف «غديرة»، خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن أي منتج جديد يمر بـ9 مراحل، بداية من الفكرة إلى أول دراسة مرورا لتصنيع أول عينة منه، ثم إجراء التجارب في كل مراحله بهدف الوصول إلى التصنيع وبعده الإنتاج التجاري، لكي تكون كل المعايير مضبوطة.
ثاني أكسيد الكربونوتابع، أنه يتم إجراء دراسات بيئية دقيقة لكل مراحل التصنيع وكذلك الفضلات الناتجة عنهم، متسائلا: «ابتكار منتج كيميائي يمتص ثاني أكسيد الكربون أمر جيد، ولكن هل نتحدث عن فضلات كيميائية خطيرة ستكون عبء جديد على العالم والبيئة والتغيرات المناخية بصفة عامة أم تكون فضلات يمكن إعادة تدويرها للاستفادة منها وبالتالي تثمين قيمتها!؟».
جدير بالذكر أنه في إطار حرص وزارة الطيران المدني على تأهيل وتدريب الكوادر البشرية العاملة في مجال الأرصاد الجوية لرفع مهاراتهم وتطوير قدراتهم بما يزيد من خبراتهم ويساهم بدوره في رفع قدرات الدولة علي التنبؤ بمخاطر التغيرات المناخية، من خلال الاعتماد على أنظمة الإنذار المبكر بالتعاون مع كافة الوزارات ومؤسسات الدولة.
نظّمت وزارة الطيران المدني ممثلة في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، بالتنسيق والتعاون الفعال مع أمانة شئون إدارة الأزمات والكوارث برئاسة مجلس الوزراء المصري، ورشة عمل تحت عنوان "الحد من الأزمات والكوارث الناجمة عن تغير المناخ - في ضوء مبادرة الإنذار المبكر للجميع"، وذلك خلال الفترة من 15 إلى 16 ديسمبر الجاري.
حيث تدعم ورشة العمل التنبؤ بتغيرات المناخ ، وكذلك إبراز أهمية أنظمة الإنذار المبكر، حيث تم التركيز علي أدوات التطبيق والإرشاد لتغطية الحالات الحقيقية و إيصال التحذيرات والنصائح إلى الجمهور وصناع القرار لاتخاذ الاجراءات والتدابير الاستباقية اللازمة.
هذا وقد شارك في الورشة ممثلين من 27 وزارة و 25 محافظة، بالإضافة إلى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وتهدف الورشة استعراض سُبل الحد من الأزمات والكوارث الناتجة عن تغير المناخ، مع التركيز على تحسين أنظمة الإنذار المبكر وتطوير استراتيجيات فعالة للحد من المخاطر، بما يسهم في خلق بيئة أكثر أماناً للمجتمعات، كما تم مناقشة أبرز التحديات والفرص التي تساهم في تعزيز قدرات الدولة المصرية في مجابهة الكوارث والتأهب لها على المستوى الوطني.
كما أسفرت الورشة عن مجموعة من التوصيات الفعالة والأفكار المبتكرة، إلى جانب أدوات عملية تُسهم في تعزيز قدرات الدولة على مواجهة التحديات المرتبطة بالكوارث، مما يعكس التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة وضمان سلامة مواطنيها.
ومن جانبه صرح الملاح هشام طاحون رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية بأنه جاء تنفيذ ورشة العمل هذه في ضوء توجيهات الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني بضرورة الاهتمام برفع كفاءة العنصر البشري وتطوير مهارات العاملين في مختلف القطاعات الفاعلة في مجال إدارة الأزمات والكوارث بما يدعم الحد من مخاطر وتأثيرات الكوارث كونها من أبرز التحديات التي تواجه مجتمعات جميع دول العالم، خاصة في ظل ما نشهده من ظواهر جوية متطرفة ناتجة عن تغير المناخ، ولكن مع التقدم التكنولوجي والمعرفي تساعد الأدوات والأنظمة الحديثة بشكل كبير في التنبؤ بمخاطر الكوارث، ولعل من أبرز تلك الادوات هو نظام الإنذار المبكر، والذي يسهم في تعزيز الجاهزية والقدرة على الاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.