فنان يحوّل لحاء أشجار البتولا إلى أعمال فنية في فنلندا
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
داخل كوخه الريفي في غابات جنوب فنلندا، يقطع إركي بيكارينن (87 عاماً) بسكّين أجزاءً معيّنة من لحاء أشجار البتولا، أي الطبقة الخارجية لجذوعها، لاستخدامها في تصنيع حقائب يد وألعاب وحليّ.
ويقول بيكارينن في حديث إلى وكالة فرانس برس "بدأت أمارس هذا النشاط عندما كنت في العاشرة، أي أنني أستخدم منذ 77 سنة" هذه المادة التقليدية من شمال أوروبا.
ويُنظر إلى الخشب عموماً على أنه مادة صلبة وصعبة الاستخدام، لكنّ الرجل المسنّ يؤكّد إمكانية استعمال لحاء البتولا في تصنيع "أي شيء يمكن تخيّله"، شرط الاستعانة بالتقنيات الصحيحة.
ويمكن قَطع اللحاء العسلي للشجرة التي تنمو في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وطيّه بسهولة شرط أن تتم معالجته بالطريقة المناسبة.
ويعجّ معرض إركي بيكارينن الفني في أسيكالا الواقعة في الجنوب الفنلندي، بأغراض صنّعها باستخدام ألواح من اللحاء المنسوج فقط، من دون استعمال الغراء أو المسامير.
وابتكر الحرفي قطعاً متنوعة من الحليّ وحقائب اليد وحقائب الظهر والألعاب الصغيرة على شكل بطة وغير ذلك.
ويتمثل أبرز ما أنجزه في بزّة من قطعتين مع قبعة وحقيبة سفر وحذاء كالوش منسّقة معها.
ويُسمَع صوت حفيف وتشقق ناعم عندما يرتدي إيركي البزّة، قبل أن يتجوّل في مشغله براحة.
ويشير بيكارينن المولود في ليكسا، وهي بلدة تقع في شرق فنلندا، إلى أنّ اهتمامه باللحاء بدأ عندما كان يعمل حطّاباً خلال شبابه.
ويقول "كنت أحب أن أمضي وقتي (...) في تصنيع مختلف أنواع الأغراض. وكان لدي وقت فراغ كثير في تلك المرحلة".
ويتذكّر عندما كانت الطيور تقضم حقائب الظهر القطنية الخاصة بزملائه لسرقة وجبات غدائهم خلال انكبابهم على العمل، في حين أنّ وجبته كانت تبقى بمنأى عن العصافير لأنّ حقيبته الصلبة كانت مصنوعة من اللحاء.
- العصر الحجري -هذه الحرفة تقليد يعود إلى العصر الحجري، حين كان اللحاء يُستخدَم كما يُستعمل البلاستيك راهناً، أي في تصنيع علب الحفظ وألعاب الاطفال الصغيرة.
ولأنه يتميّز بمقاومته الماء، كان السكان الأوائل لمنطقة القطب الشمالي يعبرون الغابات المغطاة بالثلوج مرتدين أحذية من اللحاء وحاملين حقائب ظهر مصنّعة من المادة نفسها.
كانت هذه المادة ذات قيمة كبيرة لدرجة أنها تركت بصمتها في اللغة الفنلندية، إذ لا تزال عبارة "جمع اللحاء" تعني "كسب المال" حتى اليوم.
وباستخدام التقنية الصحيحة، يمكن إزالة اللحاء من الجذع من دون قتل الشجرة، على قول بيكارينن.
ويتابع الحرفي حاملاً لفافة من المواد عمد إلى تنظيفها وتجفيفها "ستبقى صالحة للاستخدام حتى بعد عشر سنوات".
بفضل مدّخرات جمعها من أصدقائه وعائلته، يصنّع الثمانيني كل ما يتبادر إلى ذهنه.
ويقول وهو يعرض لوكالة فرانس برس مجسّماً لفيروس كوفيد-19 بحجم كرة قدم ابتكره من لحاء البتولا فقط "يمكن إنجاز كل ما يطرأ إلى الذهن".
المصدر: العرب القطرية
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يقطعون أشجار زيتون ويضرمون النار فيها ببرقا
رام الله - صفا
قطع مستوطنون اليوم الثلاثاء، أشجار زيتون في قرية برقا، شرق رام الله.
وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين تسللوا إلى أراضي القرية وقطعوا عددا من أشجار الزيتون وأضرموا النيران في منطقتين منها، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت القرية بالتزامن مع الاعتداء.
ويشهد موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية هذا العام اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، وصلت إلى حد القتل، وحرق أشجار الزيتون وتقطيعها وسرقة المحصول، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نفذت قوات الاحتلال والمستوطنون منذ بدء موسم الزيتون هذا العام، وحتى التاسع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، 239 اعتداء بحق قاطفي الزيتون، بينها 109 حالات منع وصول إلى أراضيهم.
وأسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد المواطنة حنان عبد الرحمن أبو سلامة (60 عاما) من قرية فقوعة شمال شرق جنين، وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح مختلفة، إضافة إلى حرق واقتلاع مئات أشجار الزيتون، والاستيلاء على ثمارها.