توقف العمليات القتالية دون وقف إطلاق نار.. هل هو السيناريو الواقعي لنهاية حرب غزة؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
لا يبدو سيناريو وقف إطلاق النار وَفق اتفاق تهدئة- كما جرى في الحروب السابقة على قطاع غزة- أمرًا واقعيًا على الإطلاق في سياق المشهد الأخير لمعركة "طوفان الأقصى"؛ إذ لا تجرؤ أية قيادة سياسية في إسرائيل على توقيع اتفاق أو منح التزام- ولو عبر طرف ثالث – يترتب عليه تفاهمات مع الطرف المنفذ لأحداث السابع من أكتوبر.
يتعقّد المشهد الأخير لهذه الحرب المجنونة على قطاع غزة بين أضلاع المستحيلات التي لا يمكن تحقيقها، فتحقيقُ الجيش الإسرائيلي نصرًا واضحًا على حركة حماس- وَفق ما يردده قادة جيش الاحتلال- أمرٌ مستحيل، طال أمد العملية العسكرية، أم قصر.
يعود ذلك لأسباب عملياتية وليس لقراءات عاطفية. كما أنّ تسليم حماس للأسرى لديها- دون صفقة تبادل تلبّي الطموح الفلسطيني بتبييض السجون- أمرٌ مستحيل، ولا يمكن تصور إقدام حماس على مثل هذه الخطوة، ولو تحول الأسرى إلى مفقودين.
كما أنّ تحول هذه الحرب إلى حرب تحرير في هذه المرحلة، يعدّ ثالث المستحيلات، إذ لم تستفد الضفة الغربية من معركة "طوفان الأقصى" في بناء تحرك مدروس لها في ظلّ هذا الوضع، أو كسر الجمود الحاصل في الضفة الغربية تجاه مشروع حقيقي لمواجهة الاستيطان والاحتلال في هذه المرحلة على الأقل.
أمّا المستحيل الرابع، فهو أن لكل حرب نهايةً، فإذا كنا نتحدث عن أن غزة ليست أوكرانيا- التي تزيد مساحتها على 600 ألف كيلو متر مربع- فإن إسرائيل أيضًا ليست أوكرانيا، حيث أن كينونتها لا تحتمل الحروب الطويلة غير واضحة النهاية.
وفي حال عدم تحقق أي إنجاز جوهري لإسرائيل فلا خيارَ أمامها لحفظ ماء الوجه سوى التوجه لسيناريو وقف الأعمال القتالية من جانب واحد دون وقف إطلاق النار، مع الاحتفاظ بحقّ الملاحقة والاغتيال، ودون أن يترتب على وقف الأعمال القتالية أية التزامات
يتشكل أمام هذه المستحيلات الراهنة سيناريو وحيد واقعي، وهو إعلان إسرائيل بالتوافق مع الولايات المتحدة الأميركيَّة وقفَ الأعمال القتالية دون إعلان وقف إطلاق النار، ودون التوصّل إلى تهدئة، ويكون ذلك بموافقة إقليمية، ينضج هذا الخيار إما قانون الصدفة أو تعقيدات الوقائع على الأرض.
لا يلوح في الأفق أية إمكانية لتشكل أي سيناريو آخر للمرحلة المقبلة. يبدو هذا الخيار هو الأكثر مقبولية، فحماس لن تقبل أية تهدئة لا تضمن رفعًا واضحًا للحصار وتعهدًا كاملًا بتبييض السجون.
يعزز قانون الصدفة التوجه إلى هذا السيناريو الواقعي من خلال ما اعتادت عليه إسرائيل في حروب سابقة، وفي صراعها السابق مع الفلسطينيين بانتظار ما يطلق عليه: " الخطأ الذهبي" أو "المعلومة الذهبية"؛ فهي تنتظر من إطالة أمد عملياتها العسكرية وهجومها المكثف وصول معلومة بالصدفة من خلال خطأ ناجم عن استخدام التكنولوجيا أو الاضطرار لتغيير أماكن أو غير ذلك من الوسائل عن قيادي أو قيادات في الصف الأول ليتم تصفيتهم، فيعد ذلك إنجازًا معنويًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي.
عند ذلك يمكن لإسرائيل أن تذهب لوقف الأعمال القتالية، وهي تقدم وجبة إنجازات لجمهورها، وتحتفظ حينها بحق الاغتيال، والقيام بعمليات عسكرية سريعة ما تطلب الأمر بعد ذلك، فتبقي في أذهان الإسرائيليين أن الحرب لم تنتهِ وأن شعاراتها التي رفعتها ما زالت تسير وَفق خطة مدروسة.
أمّا سيناريو الأمر الواقعي- والذي سيوصل للنتيجة ذاتها- فهو أنَّ المعادلة الصفرية القائمة حاليًا يجب أن تتوقف في لحظة ما، وبالتالي وإن كان من غير الواضح ما هو السقف الزمني الممنوح من قبل الإدارة الأميركيَّة لإسرائيل إلا أنه وفي كل الحالات قد اقترب، وكل الدلائل تشير إلى أنه لن يتجاوز عدة أسابيع لا أكثر.
وفي حال عدم تحقق أي إنجاز جوهري لإسرائيل فلا خيارَ أمامها لحفظ ماء الوجه سوى التوجه لسيناريو وقف الأعمال القتالية من جانب واحد دون وقف إطلاق النار، مع الاحتفاظ بحقّ الملاحقة والاغتيال، ودون أن يترتب على وقف الأعمال القتالية أية التزامات.
لا يعتبر هذا السيناريو سيئًا لحركة حماس على الإطلاق، فهو يعني أنه لن يترتب عليها أية التزامات، ويفهم ضمنًا أن جذوة المقاومة ستبقى مستمرة، ويعتبر ما جرى مقدمة لحرب تحرير طويلة، ولسياق الحالة الطبيعية لفصائل مقاومة مع عدوها وهو الاشتباك المتقطع أو المستمر، والكر والفر، والعمل ما أمكن في كامل أراضي فلسطين المحتلة.
كما أن هذا السيناريو يؤسس لبناء حالة تراكمية من المقاومة والنضال ضد الاحتلال دون أية التزامات أخرى، وهي الحالة الذهنية الأقرب لعقيدة حماس القتالية، وللمنطق الطبيعي للأشياء. لكن من المؤكد أن هشاشة الأوضاع في هذه الحالة ستكون مقلقة إقليميًا، خاصة لمصر، وتحمل صواعق التفجير بشكل مستدام.
سيكون من السهل في مثل هذا السيناريو إنجاز صفقة تبادل أسرى مشرفة أكثر بكثير من أي سيناريو آخر، فالطرفان سينجزان هذه الصفقة في ظل وقف القتال، ولكن دون التزامات وقف إطلاق النار؛ ما يعني سيناريو إمكانية العودة للقتال، وهذا أمر مقبول، يتوافق مع قرار حركة حماس أنّه لا تفاوض على الأسرى تحت النار، وأيضًا مع الموقف الرسمي للحركة بالدعوة لعقد صفقة تبادل، ثم العودة للقتال إن كان الاحتلال مصممًا على العودة إلى إكمال الحرب.
لكن لهذا المسار الأكثر واقعية سيناريوهات متعددة بعضها سيئ وبعضها جيد، وهي على النحو التالي: أن توقف إسرائيل الأعمال القتالية من طرف واحد، وتبقي سيطرتها على أجزاء من قطاع غزة، لا يتطلب الأمر موافقة أو رفضًا من الطرف الآخر وهو حركة حماس؛ لأن الإعلان سيكون من طرف واحد.
لكن هذا يعني أن فترة الهدوء ستكون محدودة لالتقاط الأنفاس، وسرعان ما يتجدد القتال حتى خروج آخر جندي من القطاع من خلال عمليات كرّ وفرّ، سواء ارتبط الأمر بتواجد محدود على الشريط الحدودي في الأراضي الزراعية- وهو السيناريو الأقرب للواقع- أو كان التواجد داخل المناطق السكنية في شمال قطاع غزة، حيث سيكون الحال أكثر تعقيدًا.
كذلك فإنَّ لدى جيش الاحتلال طموحًا عاليًا بأن يقدم على وقف الأعمال القتالية، وهو مسيطر على ما يطلق عليه "محور فيلادلفيا"، وهو الشريط الحدودي لقطاع غزة مع مصر، ومع التأكيد أنه لا يوجد في نتائج المعارك مستحيل، فإن تحقيق ذلك صعب جدًا، وأقرب للخيال، وحتى لو وصلته قوات الاحتلال في مرحلة ما، فلا يمكن للمقاومة أن تجعلهم يستقرون فيه.
قد يترتب على توقف الأعمال القتالية دون وقف إطلاق النار تفاهمات سياسية، وقد لا يكون في الملفات الثلاثة الأساسية لأي تفاهمات، وهي: الحكم في غزة، الأسرى، السلاح.
يوجد مسلّمتان لحماس لا يمكن أن تتنازل عنهما وهما: التخلي عن سلاحها، والتهاون في صفقة التبادل، فيما حماس مرنة جدًا في الموضوع الثالث، وهو حكم غزة، بل على العكس تمامًا قد يكون أحد الأهداف غير المعلنة لحماس في هذه الحرب هو التخلص من الحكم المدني في قطاع غزة، وهو موضوع يحتاج أن يُخصص له مقال من أجل تفصيل أسبابه، خاصة أن حركة حماس طرحت هذا السيناريو على الطاولة، وحاورت به السلطة الفلسطينية والفصائل سابقًا ولم تلقَ استجابة.
كما صدر عن عدد من قادتها تصريحات واضحة في هذه الحرب بأن مسؤولية المدنيين في قطاع غزة هي مسؤولية الأونروا، والأمم المتحدة.
تطمح حركة حماس منذ سنوات للاقتداء بالنموذج اللبناني المتمثل في فصل المقاومة عن الحكومة، لكنها لا تريد حكومة تطعنها في ظهرها، وهذه هي القضية الشائكة في الحالة الفلسطينية.
قد يتم تسويق تشكيل قيادة جديدة في قطاع غزة على أنه تنازل تم انتزاعه من حركة حماس، وهذا يشكل مخرجًا إقليميًا، خاصةً لمصر، وأحد تقاطعات حلول التهدئة التي يستطيع نتنياهو تسويقها في مرحلة ما وبموافقة أميركية.
أما شكل هذه الحكومة- في أن يكون أقرب لتصور حماس أو أقرب لتصور إسرائيل- فهو مرهون بنتائج الميدان الذي يرجح كفة أن يكون وَفق منظور حماس التي تطمح إليه، خاصة أن تشكيل هذه الحكومة سيكون نوعًا من الوفاء من قِبل حماس لقاعدتها الشعبية في أن تكون هذه الحكومة الجديدة مدخلًا لرفع الحصار والإعمار.
إنّ سيناريو وقف الأعمال القتالية دون وقف إطلاق النار- وإن بدا في لحظاته الآنية بأنه لا يحمل أي تصورٍ مرتبط بإعمار قطاع غزة أو تعهدٍ برفع الحصار- إلا أنه، إستراتيجيًا، ينمّ عن قصر نظر القادة في إسرائيل المتمتّعين بضيق أفق مطبق وعمى إستراتيجي قاتل؛ ففي تلك اللحظة يمكن القول إنهم قد خطوا السطر الأول في تحويل معركة "طوفان الأقصى" إلى عمل تأسيسي فعلي مستمر ومتراكم نحو تحرير حقيقي في السنوات القادمة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وقف الأعمال القتالیة دون وقف إطلاق النار هذا السیناریو سیناریو وقف حرکة حماس هذه الحرب قطاع غزة لا یمکن فی هذه
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتوقع تلقي أسماء 3 اسرى وترامب ينتظر لفتة من حماس
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل تستعد غدا الجمعة لتلقي أسماء 3 أسرى سيفرج عنهم السبت رغم نفي مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على ذلك، وفي حين أكدت حماس أنها ملتزمة بالجدول الزمني المحدّد في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، ينتظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب " لفتة" منها.
وقالت صحيفة يسرائيل هيوم إن تقديرات حذرة في إسرائيل باحتمال إطلاق سراح 6 أسرى الأسبوع المقبل.
يأتي ذلك فيما نقلت القناة 13 عن مسؤول أميركي رفيع توقعه بإطلاق حماس 6 محتجزين يحملون الجنسية الأميركية تقديرا للرئيس دونالد ترمب، مشيرا إلى أن ترامب يرغب في لفتة من حماس من خلال إطلاق هؤلاء المحتجزين.
يأتي ذلك فيما أكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين أنها ستواصل الضغط لضمان إتمام الاتفاق الحالي والتوصل لاتفاق شامل وفوري دون مراحل، ودعت الجميع للحضور إلى وسط تل أبيب السبت لمشاهدة لحظات الإفراج عن الأسرى.
وكانت حماس أكدت في وقت سابق الخمس
كدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استمرارها بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى حسب الجدول الزمني المحدد، في وقت أبدت مصادر إسرائيلية تفاؤلها باستمرار الصفقة وإطلاق سراح الأسرى السبت.
إعلانوقالت حماس إنها أجرت مباحثات مع الوسطاء لبحث مجريات تطبيق الاتفاق وتبادل الأسرى خاصة بعد خروق الاحتلال، مشيرة إلى أن وفدها عقد اجتماعا بالقاهرة مع رئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد، وأجرى مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
أعلنت إسرائيل الخميس أنّها تتوقّع أن تُفرج حماس عن ثلاثة رهائن "أحياء" السبت لضمان استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما صرّحت الحركة الفلسطينية بأنّها ملتزمة بالجدول الزمني المحدّد في الاتفاق.
ويؤشر موقف حماس إلى إجراء عملية تبادل جديدة السبت لرهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة وفلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية.
جاء ذلك فيما أفادت قناة "إكسترا نيوز" الإخبارية، المرتبطة بالمخابرات المصرية، بأن مصر وقطر نجحتا في "تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة"، التي أوقفت حربا مدمّرة بين إسرائيل وحركة حماس استمرّت حوالى 15 شهرا في قطاع غزة.
وبات الاتفاق على المحك الثلاثاء بعدما توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحركة الفلسطينية بـ"فتح أبواب الجحيم" ما لم تفرج بحلول السبت عن "جميع الرهائن" الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.
وكررت إسرائيل تلك التهديدات، وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر الخميس، إنّ "تفاهمات وقف إطلاق النار توضح أنه يجب على حماس إطلاق سراح الرهائن الثلاثة أحياء يوم السبت". وأضاف "إن لم يتم إطلاق سراح هؤلاء الثلاثة، ولم تعد لنا حماس رهائننا بحلول ظهر السبت، فإن اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي".
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أعلن الثلاثاء أنّه سيتم استئناف "القتال العنيف" في غزة، بينما قال وزير خارجيته يسرائيل كاتس الأربعاء إنّ "أبواب الجحيم ستُفتح… كما وعد الرئيس الأميركي"، إذا لم تُفرج حماس عن الرهائن بحلول السبت.
– "الكارثة الإنسانية مستمرّة" –
بحسب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير وتمتد مرحلته الأولى 42 يوما، يُفترض تنفيذ العملية السادسة لتبادل الرهائن والأسرى السبت المقبل، لكن حماس أعلنت تأجيلها، متهمة إسرائيل ب"تعطيل" تنفيذ الاتفاق، خصوصا عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر.
ولكن مصادر فلسطينية أوضحت لوكالة فرانس برس أنّ الوسطاء "أجروا مباحثات مكثفة وتمّ الحصول على تعهّد إسرائيلي مبدئيا بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني بدءا من صباح اليوم" الخميس، ما سيُتيح إدخال "الكرفانات والخيام والوقود والمعدّات الثقيلة والأدوية ومواد ترميم المشافي" إلى القطاع.
وأعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع الخميس، أنّ "الكارثة الإنسانية مستمرّة" في غزة رغم الهدنة، داعيا إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المدمّر.
في الأثناء، اصطفت عشرات الشاحنات والمعدات الثقيلة من بينها جرافات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي تمهيدا لدخولها إلى غزة، حسبما ذكر تلفزيون مصري رسمي.
وأكد مصور في فرانس برس أيضا رؤية المركبات، ومن بينها شاحنات تحمل منازل متنقلة، تنتظر على الحدود.
إلا أن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عومر دوستر قال إن "لا معدات ثقيلة" ستدخل قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي.
وأوضح عبر منصة اكس "لا دخول للكرفانات (المنازل المتنقلة) أو معدات ثقيلة إلى قطاع غزة ولا تنسيق بهذا الخصوص". وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يستخدم معبر رفح لإجلاء الجرحى والمرضى فيما تدخل المساعدات الإنسانية والبضائع عبر معبر كرم أبو سالم.
– "جحيم" –
داخل قطاع غزة، أعرب سكان كانوا موجودين قرب واجهات مبانٍ متهالكة، بين بقايا الذخائر وبرك المياه الموحلة، عن رغبتهم في استمرار الهدنة.
وقال عبد الناصر أبو العمرين لفرانس برس "باعتقادي لن تعود الحرب مرة أخرى لأنه لا أحد معنيا بعودة الحرب، لا حركة حماس ولا حتى إسرائيل (…) لأن الحرب (تشكل) ضررا على جميع الأطراف".
إعلانوأضاف "غزة أصبحت أساسا جحيما ولا تطاق ولا نستطيع السكن فيها في ظل هذا الدمار وهذا القتل وهذا التخريب الذي حل بقطاع غزة. باعتقادي لم يتبق شيء يمكن أن يدمر في قطاع غزة"، مقدّرا أن تهديدات حماس "في الأيام الماضية هي مجرد مناورة وورقة ضغط على إسرائيل من أجل إدخال بعض المساعدات (…) إلى قطاع غزة".
وتمكّن مئات آلاف النازحين من العودة إلى شمال القطاع حيث وجدوا منازلهم مدمرة.
ويخيّم غموض على مستقبل الاتفاق، خصوصا أن المفاوضات بشأن مرحلته الثانية والتي يفترض أن تدخل حيّز التنفيذ مطلع آذار/مارس، لم تبدأ بعد.
وبموجب شروط الاتفاق، سيتم إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في غزة بحلول بداية آذار/مارس، في مقابل 1900 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل. وتم حتى الآن الإفراج عن 16 رهينة إسرائيليا و765 معتقلا فلسطينيا.
ومن بين 251 شخصا خطفوا في هجوم حماس يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل، ما زال 73 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفقا للجيش الإسرائيلي.
ومن المفترض أن تشهد المرحلة الثانية من الهدنة إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
– "صاروخ في غزة" –
حظي مقترح ترامب بشأن وضع غزة تحت السيطرة الأميركية ونقل سكانها البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى مصر والأردن، من أجل إعادة بناء القطاع وفقا له، بإشادة في إسرائيل واستنكار في مختلف أنحاء العالم.
ودعت حركة حماس الأربعاء إلى الخروج في "تظاهرات تضامنية" من الجمعة حتى الأحد المقبل في كل دول العالم ضد خطط "التهجير" لسكان قطاع غزة.
وصباح الخميس، أغلق ما بين 30 و40 شخصا طريق أيالون السريع في تل أبيب، رافعين لافتات تطالب بتأمين الإفراج عن جميع الرهائن.
إعلانفي اليمن، هدّد الحوثيون المدعومون من إيران باستئناف هجماتهم إذا نفّذت الولايات المتحدة وإسرائيل خططهما لتهجير الفلسطينيين من غزة.
وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز "سنتدخل بالقصف الصاروخي والمسيّرات والعمليات البحرية وغيرها إذا اتجه الأميركي والإسرائيلي لتنفيذ خطة التهجير بالقوة".
وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1210 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
في المقابل، أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل 48222 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف قاذفة صواريخ في قطاع غزة بعدما رصد إطلاق صاروخ قال إنّه سقط داخل القطاع الفلسطيني.
كما أفادت وزارة الصحة بأن فلسطينيا يبلغ 28 عاما قُتل برصاص القوات الإسرائيلية قرب حوارة في شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث قال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن الجنود "قاموا بتحييد مشتبه به وصل في سيارة قرب مدخل" قاعدة عسكرية صباح الخميس.
بور-سغ/الح-ناش/ب ق