تقلبت كبيرة يشهدها سوق النفط العالمي وأسعار الخام، يرجع السبب فيها للتحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي بدأت في العام 2022 (الحرب الروسية الأوكرانية)، ومستمرة حتى اليوم (حرب غزة)، حيث سجل سعر البرميل مستويات غير مسبوقة قبل أن يبدأ في التراجع ويدخل في دوامة التقلبات والتذبذب الكبير في الأسعار.

سعر برميل النفط الخام

من جانبها رفعت وكالة الطاقة الدولية، الخميس، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام المقبل، على الرغم من التباطؤ المتوقع في النمو الاقتصادي العالمي.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري، الخميس، إن توقعاتها في 2024 لنمو الطلب العالمي على النفط قد زادت بواقع 130 ألف برميل يوميا، لترفع حجم الزيادة المتوقعة في الطلب خلال العام القادم إلى 1.1 مليون برميل يوميا.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن التعديل يعكس "توقعات أفضل نوعا ما لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي رغم التباطؤ المتوقع"، فيما أوضح التقرير أن "التحسن ينطبق بشكل خاص على اقتصاد الولايات المتحدة".

وذكر التقرير أن تراجع أسعار النفط يعزز من الاستهلاك بشكل عام، فيما قلصت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام 2023 بواقع 90 ألف برميل يوميا، إلى 2.3 مليون برميل يوميا، مقابل 2.4 مليون برميل في توقعاتها خلال نوفمبر الماضي.

وأوضحت وكالة الطاقة، أن الأدلة تتزايد على تباطؤ الطلب على النفط عالميا، لتخفض توقعات نمو الطلب العالمي في الربع الرابع من العام الجاري بنحو 400 ألف برميل يوميا.

تراجع تكرير النفط الروسي إلى أدنى مستوى في 7 أسابيع النفط يغلق مرتفعاً بأكثر من 2%.. ويسجل سابع الخسائر الأسبوعية

فيما قال خبير النفط الدكتور فهد بن جمعة إن "هناك تحديات عديدة تقف في طريق نمو أسعار النفط، سواء كانت عوامل اقتصادية أو تباطؤ الطلب على النفط وأيضا سعر الفائدة وارتفاع الدولار".

وأضاف، في مقابلة مع "العربية Business"، أن هناك دولا تبيع نفطها بأسعار أقل من الأسعار السائدة "سواء روسيا أو إيران أو فنزويلا"، مشيرا عامل آخر وهي أن تخفيضات "أوبك بلس" كانت دون التوقعات.

وانخفضت أسعار النقط لسابع أسبوع على التوالي وهي أطول فترة تراجع أسبوعي منذ 2018 مع استمرار المخاوف بخصوص تخمة المعروض.

تأثير هجمات الحوثيين 

واعتبر بن جمعة أن على منظمة أوبك ووكالة الطاقة إعادة تغيير الأساسيات التي تم بناء عليها تقديراتهما، إذ أنه يتوقع الطلب سوف يكون منخفض العام القادم.

ويشهد سوق النفط حالة من عدم اليقين، مع توخي المستثمرين الحذر قبيل قرارات هامة بشأن أسعار الفائدة وصدور بيانات تضخم، لكن المخاوف بشأن فيوض المعروض وتباطؤ نمو الطلب قوضت المكاسب.

من جانبها تضيف هجمات الحوثيين على سفن الشحن المزيد من الغموض حول مستقبل أسعار النفط، إذ تثير المخاوف حول اضطراب إمدادات الخام في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد قرار (أوبك بلس) الأخير بخفض إنتاجها بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً في الربع الأول من عام 2024، واستمرار كل من روسيا والسعودية في الخفض الطوعي لإنتاجهما النفطي.

البنتاغون: هجمات الحوثيين تقوض الاستقرار الإقليمي وتتطلب حلا دوليا ضربة للدول المنتجة.. تقلبات كبيرة في سوق النفط العالمي وهؤلاء الرابحون

لكن يبدو أن هذه المخاوف لم تنجح في دعم أسعار الخام الأسود، إذ انخفضت أسعار النفط بأكثر من 3 في المئة يوم الثلاثاء، لتصل إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر بسبب القلق من زيادة المعروض وضعف الطلب وتباطؤ النمو العالمي.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير 2.79 دولار، أو 3.7 في المئة، إلى 73.24 دولار للبرميل يوم الثلاثاء، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يناير بـ 2.71 دولار، أو 3.8 في المئة، إلى 68.61 دولار للبرميل.

ويرى المحللون أن ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية لفترة أطول قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي ويعكس صورة ضعيفة للطلب على النفط، كما توقعوا تباطؤ نمو الطلب العالمي على الخام في عام 2024.

وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لسعر خام برنت لعام 2024 بمقدار 10 دولارات للبرميل إلى 83 دولاراً للبرميل، مقابل تقدير نُشر الشهر الماضي عند 93 دولاراً للبرميل.

ومع ذلك، توقعت الإدارة أن يساعد خفض إمدادات (أوبك بلس) على رفع أسعار برنت في النصف الأول من عام 2024.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النفط سوق النفط العالمي الحرب الروسية الأوكرانية حرب غزة وكالة الطاقة الدولية اسعار النفط هجمات الحوثيين نمو الطلب العالمی على وکالة الطاقة ملیون برمیل برمیل یومیا أسعار النفط على النفط عام 2024

إقرأ أيضاً:

النفط يرتفع رغم مخاوف الرسوم الجمركية

قلصت أسعار النفط خسائرها السابقة لترتفع قليلاً خلال التعاملات، اليوم الثلاثاء، على الرغم من مخاوف الركود المحتمل في الولايات المتحدة، وتأثير الرسوم الجمركية على النمو العالمي، ومع تركيز تحالف أوبك+ على زيادة الإمدادات.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتاً، أو 0.3%، إلى 69.46 دولار للبرميل بعد انخفاضها في التعاملات المبكرة. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 9 سنتات، أو 0.1%، إلى 66.12 دولار للبرميل بعد انخفاضات سابقة أيضاً.

Oil prices inch up despite tariff concerns, slowdown fears https://t.co/ve9vLXKfXP

— Reuters Energy and Commodities (@ReutersCommods) March 11, 2025

وقال سوفرو ساركار رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك (دي.بي.إس): "إذا انخفضت أسعار النفط إلى ما دون مستوى 70 دولاراً للبرميل لفترة طويلة، فإننا نرى أن زيادات الإنتاج قد تُوقف. كما سيراقب تحالف أوبك+ عن كثب سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران وفنزويلا".

وأحدثت سياسات الحماية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اضطراباً في الأسواق في شتى أنحاء العالم، فقد فرض رسوماً جمركية على كندا والمكسيك، موردي النفط الرئيسيين للولايات المتحدة، ثم أرجأها وزاد الرسوم على السلع الصينية. وردت الصين وكندا على الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية.

وقال ترامب في بداية الأسبوع إن "هناك فترة انتقالية محتملة تواجه الاقتصاد"، لكنه رفض التكهن بما إذا كانت الولايات المتحدة قد تواجه ركوداً، وسط مخاوف أسواق الأوراق المالية من تأثير إجراءاته المتعلقة بالرسوم الجمركية.

وقال دانيال هاينز كبير محللي السلع الأولية في (إيه.إن.زد): "أثارت تصريحات ترامب موجة من البيع، إذ بدأ المستثمرون تقدير مخاطر ضعف نمو الطلب".

وتراجعت الأسهم، التي تتبعها أسعار النفط عادة، أمس الإثنين، إذ عانت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في وول ستريت من انخفاضات حادة. وسجل المؤشر ستاندرد اند بورز أكبر انخفاض يومي منذ 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما هبط المؤشر ناسداك 4.0%، وهو أكبر تراجع يومي له منذ سبتمبر (أيلول) 2022.

بسبب رسوم ترامب..انخفاض النفط بعد تصاعد المخاوف من تداعياتها - موقع 24انخفضت أسعار النفط 1% الإثنين وسط مخاوف من أن تبطئ الرسوم الجمركية الأمريكية على كندا، والمكسيك، والصين الاقتصاد العالمي، وتقلص الطلب على الطاقة بينما تزيد أوبك+، إمداداتها.

وقال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، يوم الأحد الماضي، إن ترامب لن يخفف ضغوط الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين.

وعلى صعيد الإمدادات، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة الماضي، إن مجموعة أوبك+ قد تتراجع عن قرار زيادة الإنتاج، المقررة اعتباراً من أبريل (نيسان) المقبل، في حالة اختلال التوازن في السوق.

وفي الولايات المتحدة، أظهر استطلاع أولي لرويترز أمس الإثنين، أنه من المتوقع أن تكون مخزونات النفط الخام ارتفعت الأسبوع الماضي، في حين من المرجح انخفاض مخزونات نواتج التقطير والبنزين. وأُجري الاستطلاع قبيل صدور تقرير معهد البترول الأمريكي، وتقرير إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية، غداً الأربعاء.

مقالات مشابهة

  • وكالة الطاقة تتوقع فائضا في سوق النفط العالمية في 2025
  • للشهر الثالث.. أوبك تثبت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط
  • بعد ارتفاع.. أسعار النفط تتراجع وسط قلق من تأثير الرسوم على الاقتصاد العالمي
  • النفط النيابية: حقول ميسان تنتج قرابة 300 ألف برميل من النفط و140 مقمق من الغاز يومياً
  • لجنة النفط: حقول ميسان تنتج قرابة 300 ألف برميل يوميا من الخام
  • أسعار النفط تواصل ارتفاعها بدعم من بيانات إيجابية أمريكية
  • أوبك تحافظ على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العامين الجاري والمقبل
  • سلطان الجابر: 109 ملايين برميل يومياً الطلب على النفط بحلول 2035
  • في أسبوع «سيرا» للطاقة.. سلطان الجابر: نهج واقعي في الطاقة ضرورة لتعزيز النمو العالمي
  • النفط يرتفع رغم مخاوف الرسوم الجمركية