روسيا تستعيد الثقة .. وأوكرانيا تحت الضغط
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
تواجه أوكرانيا احتياطات متناقصة في الذخائر والمقاتلين والدعم الغربي، وأخفق الهجوم المضاد الذي شنته منذ ستة أشهر. في حين أن موسكو التي بدت وكأنها عانت غزواً كارثياً، تحتفل الآن بقدرتها على الثبات في حرب استنزاف.
فشل الهجوم المضاد هذه السنة، فاقم الاحتكاك السياسي على وجه الخصوص بين زيلينسكي وقائد الجيش الجنرال فاليري زالوجني.
واتضحت هذه الدينامية في الأسبوع الماضي، مع إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الترشح لولاية رئاسية من ستة أعوام أخرى، واحتسى الشمبانيا مفاخراً بالكفاءة المتزايدة للجيش الروسي. وأعلن أن أوكرانيا لا مستقبل لها، أخذاً في الاعتبار اعتمادها على المساعدة الخارجية.
وهذا المناخ من الثقة بالنفس، يمكن مقارنته مع الطابع الملح لزيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن، حيث طالب الكونغرس بتمرير مشروع مساعدات بـ50 مليار دولار معظمها من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
As Russia Gains Confidence, a New Urgency Grips Ukraine https://t.co/O3tN6Rjl6g
It results from a self-defeating strategy towards ????????delayed and deterred by Putin's threats. Change NOW! https://t.co/HNGslesd0a
وقال زيلينسكي وهو يقف إلى جانب الرئيس جو بايدن، إن إخفاق النواب في الموافقة على حزمة المساعدات "سيمنح بوتين أكبر هدية في عيد الميلاد، يمكنه الحصول عليها".
لكن مناشدات زيلينسكي لم تلقَ تجاوباً، على الأقل في الوقت الحاضر، مع التشديد على أن المساعدات لأوكرانيا يمكن فقط أن تمر، إذا زادت الولايات المتحدة إجراءاتها لمواجهة الهجرة على حدودها الجنوبية. وبعد الاجتماع مع زيلينسكي، صرح رئيس مجلس النواب مايك جونسون بأن شكوكه لم تتبدل.
وتوضح الرسائل من موسكو وواشنطن، الضغط المتصاعد على أوكرانيا، في الوقت الذي فيه تنتقل من وضعيتها الهجومية، وتستعد لضربات روسية أقسى في الشتاء، وانقطاعات في الطاقة. وتكافح كييف للحفاظ على الدعم من أكثر حلفائها أهمية، الولايات المتحدة، المنشغلة الآن بحرب مختلفة في غزة، وبحملة الانتخابات الرئاسية في 2024.
As Russia Gains Confidence, a New Urgency Grips Ukraine | NYT https://t.co/6Li1ymsc41 With Western support for Kyiv softening and Congress holding up urgently needed aid, Vladimir Putin’s bet on outlasting Ukraine and its allies is looking stronger. pic.twitter.com/81P8VgWPRj
— Venik (@venik44) December 13, 2023وتلوح في الأفق أمام كييف العودة المحتملة للرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 2025، المعروف بتخليه عن أوكرانيا وإشادته ببوتين، والذي تعرض في 2019 للمساءلة بسبب حظره المساعدة العسكرية وضغطه على زيلينسكي للتحقيق مع بايدن وديمقراطيين آخرين.
وبعد مرور 22 شهراً تقريباً على الحرب، تظهر استطلاعات الرأي تراجعاً في تأييد دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، خاصةً في صفوف الجمهوريين.
وأظهر مسح لمركز بيو للأبحاث أخيراً أن أقل من نصف الأمريكيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تقدم الحجم الملائم من الدعم لأوكرانيا، أو أنه يتعين عليها فعل المزيد.
وقال جونسون إن الأموال المخصصة لأوكرانيا تتطلب مزيداً من الرقابة على الأنفاق، و"تحولاً تغييرياً" في إجراءات الأمن على الحدود مع المكسيك. وأضاف "حتى الآن، لم نحصل على أي منهما".
لكن البيت الأبيض لا يزال يملك الوقت ليحاول العمل على اتفاق يشمل أمن الحدود، وقال زيلينسكي إنه لا يزال متفائلاً بدعم الحزبين، مضيفاً "من المهم جداً أن نتمكن بحلول نهاية هذا العام من إرسال إشارة قوية جداً عن وحدتنا إلى المعتدي".
ومن شأن صدع في التمويل الأمريكي إثبات صحة رهان بوتين القديم على قدرته على استنزاف التصميم الغربي في السياسات العالمية والنزاعات. ورغم أن حكومته أخطأت بغزو أوكرانيا في فبراير(شباط) 2022، فإن روسيا أعادت تجميع صفوفها، وذلك جزئياً بفضل إرادة بوتين في تقبل خسائر فادحة.
وقالت الخبيرة في السياسة الخارجية والأمنية الروسية في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي هانا نوت، إن "بوتين تحول بعد فشل الهجوم الأولي في تحقيق النتائج التي توختها روسيا، إلى حرب طويلة تتمتع فيها روسيا في نهاية المطاف بالقدرة على التحمل، وقوة البقاء الأطول في هذا القتال".
وأضافت أن روسيا تكيفت مع الوضع، فزادت إنتاجها المحلي من الذخائر والسلاح، واستوردت مواد حاسمة من إيران، وكوريا الشمالية، للثبات في حرب طويلة.
وبسبب اعتماد أوكرانيا على الغرب في التسلح والتمويل، فإنها تواجه ضغوطاً على المدى القصير، بخلاف روسيا. ولا يملك حلفاء كييف الذخائر والعتاد لتمويل هجوم مضاد آخر، ما يجعل شن حملة جديدة أمراً غير مرجح في 2024، وفق محللين ومسؤولين أمريكيين سابقين.
إن فشل الهجوم المضاد هذه السنة، فاقم الاحتكاك السياسي على وجه الخصوص بين زيلينسكي وقائد الجيش الجنرال فاليري زالوجني. وبعد شهر من توبيخ زيلينسكي للجنرال علناً، لقوله إن الحرب وصلت إلى مأزق، لم يظهر الرجلان معاً في أي مناسبة.
وتواجه كييف أيضاً تحديات على صعيد النزيف في المجندين بجيشها. ولم تعلن حجم الإصابات التي لحقت بها. لكن قائد الكتيبة السابق يفغيني ديكي، قدر أن أوكرانيا تحتاج إلى تطوع 20 ألف جندي كل شهر في العام المقبل للحفاظ على جيشها، بتعويض القتلى والجرحى، وللسماح بتبديلات.
وأضاف "لسوء الحظ.. مع كل الخدع العسكرية والتكنولوجيات، هناك أشياء لا يمكن تعويضها إلا بأعداد فعلية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
شولتس يتحدث إلى بوتين لمدة ساعة رغم تحذير زيلينسكي
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، إن المستشار أولاف شولتس حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسحب القوات، مشدداً على أن ألمانيا ستدعم أوكرانيا طالما اقتضى الأمر.
وأضاف المتحدث أن شولتس أبلغ بوتين أيضاً بأن روسيا يجب أن ترتب لمفاوضات مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام عادل ودائم.جاء ذلك في اتصال هاتفي استمر ساعة، بعد ظهر اليوم، في أول حديث مباشر بين الزعيمين منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022.
بريطانيا تحذّر روسيا بعد حادث عسكري جديد - موقع 24قالت القوات الجوية الملكية البريطانية، اليوم الجمعة، إن طائراتها المقاتلة رصدت طائرة روسية تحلق بالقرب من المجال الجوي للبلاد، وذلك بعد أيام من رصد البحرية الملكية سفناً عسكرية روسية تمر عبر القنال الإنجليزي.
وقال مصدر في مكتب الرئاسة الأوكرانية إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي حذر شولتس من التحدث هاتفياً إلى بوتين، قائلاً إن ذلك من شأنه أن يقلل من عزلة رئيس روسيا، ويبقي الحرب مستمرة.
وأضاف المصدر لرويترز: "بوتين لا يريد سلاماً حقيقياً، وإنما استراحة من الحرب".