مستوطنون يشعلون شموع الحانوكا للمرة الأولى داخل المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
سرايا - يتعرض المسجد الأقصى المبارك لانتهاكات مستمرة بلغت ذروتها مطلع الأسبوع الجاري، وخصوصاً أيام الأحد والاثنين والثلاثاء، حيث أشعل مستوطنون شموع عيد الأنوار المسماة "الحانوكا" في المنطقة الشرقية للمسجد، على مرأى ومسمع من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي توفر الحماية لهم، وتمنع حراس المسجد الأقصى من الاقتراب منهم.
وتأتي هذه الانتهاكات بعد مضيّ نحو شهرين على معركة "طوفان الأقصى"، وما تبعها من فرض قيود مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى، فيما لا يزال مسؤولو الأوقاف الإسلامية ومرجعيات دينية تمتنع عن الإدلاء بأي تصريحات إزاء ما يتعرض له المسجد من انتهاكات.
ووصف أحد موظفي الأوقاف، فضل عدم ذكر اسمه، أن ما حدث في احتفالات الحانوكا على مدى الأيام الماضية في ساحات المسجد الأقصى بأنه غير مسبوق، وهو يحدث لأول مرة منذ عام 1967.
وأضاف: "صحيح أنهم أدخلوا في السابق سعف النخيل، وصحيح أنهم باتوا يؤدون طقوساً وصلوات تلمودية بصورة علنية، لكن لم يحدث على مدى سنوات وعقود الاحتلال الماضية إشعال شموع عيد الأنوار، وهو طقس ديني يمهد لما بعده من انتهاكات قد تصل قريباً إلى إدخال القرابين الحية إلى باحات المسجد، ثم يتوجونها لاحقاً ببسط سيطرتهم على الساحة الشرقية من المسجد، وخصوصاً في المنطقة الممتدة من المصلى المرواني حتى مصلى باب الرحمة".
جنود الاحتلال، الذين عززوا وجودهم وتموضعهم عند بوابات المسجد الأقصى، حولوا محيط المسجد الأقصى إلى مناطق عسكرية لا يسمح إلا لكبار السن فقط بالدخول إلى الأقصى والصلاة في مصلياته.
ويبدو هذا الوجود ظاهراً بقوة في منطقة باب الناظر، أحد أبواب المسجد الأقصى الرئيسية والمتاخم تماماً لحيّ الجالية الأفريقية، حيث يقطن في هذا الحيّ عشرات العائلات المسلمة التي تنحدر في أصولها من تشاد والمقيمة في هذا الحيّ منذ مئات السنين.
ويقول أهالي الحيّ إن قوات الاحتلال تفرض عند ساعات ما بعد العصر حالة من شبه التجول تمنع خلالها على شبان الحيّ الحضور في الساحة، وغالباً ما تعتدي عليهم وتقمعهم وتقودهم إلى مراكز التوقيف والاعتقال.
وفي هذا الحيّ، يقع المقر العام لإدارة الأوقاف الاسلامية في القدس، الذي يتعرض بالقرب منه موظفو الأوقاف وحراس الأقصى لمضايقات من قبل جنود الاحتلال، وفي بعض الأحيان يتم إعاقتهم عن الالتحاق بأماكن عملهم.
وفي داخل المقر، حيث يزاول كبار مسؤولي الأوقاف عملهم هناك، لا يسمح لأحد بالتصريح عما يحدث خارج المقر، حتى التعليق على الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى من قبل عشرات المستوطنين الذين ينتهزون حالة الرعب التي تشيعها قوات الاحتلال بين صفوف الشبان المقدسيين لمواصلة اقتحاماتهم الاستفزازية للمسجد الأقصى.
ما يحدث في منطقة باب الناظر يحدث أيضاً عند جميع أبواب الأقصى، ويشعر المقدسيون بغضب، بينما لا يستطيعون مثلاً الدخول إلى الأقصى من خلال سوق القطانين، الذي اضطر العشرات من أصحاب المحال في السوق إلى إغلاق أبوابها بسبب مضايقات الجنود المتمركزين عند مدخله، وكذلك تحرش المستوطنين بهم خلال تجمهرهم اليومي عند مدخله الرئيس.
هذه المضايقات تتعاظم في أيام الجمعة من كل أسبوع، حيث تغلق قوات الاحتلال منذ أكثر من شهرين على التوالي أبواب البلدة القديمة من القدس بالحواجز الحديدية، وتمنع غير قاطنيها من الدخول إليها، ما يضطر المئات من المصلين إلى افتراش الساحات العامة والصلاة هناك، قبل أن تقوم قوات الاحتلال بقمعهم والاعتداء عليهم بالغاز السام المسيل للدموع والمياه العادمة.
ويبدي خطباء المسجد الأقصى في هذه المرحلة حذراً كبيراً في خطب يوم الجمعة حين يتعلق الأمر بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد تحذيرات تلقتها الأوقاف من قبل شرطة الاحتلال، التي هددت فيها باتخاذ إجراءات ضد أي خطيب يتطرق إلى ما يجري في قطاع غزة، وقد اتُّخذ بالفعل إجراء الشهر الماضي، بحقّ أحد الخطباء.
وبينما أثارت خطبة رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري غضب شرطة الاحتلال، التي ردت عليها بالإيعاز إلى بلدية الاحتلال في القدس بمداهمة البناية التي يقطن فيها بحيّ الصوانة إلى الشرق من البلدة القديمة في القدس وتسليم ثماني عشرة عائلة، من بينها عائلة الشيخ صبري، إخطارات بالهدم، بدعوى عدم استكمال إجراءات الترخيص، رغم أن البناية شيدت قبل نحو خمسة وعشرين عاماً.
وتصدر دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بيانات عقب كل صلاة جمعة، تتحدث فيها عن أعداد ضئيلة من المصلين لا تتعدى الخمسة آلاف مصلٍّ، في حين أن أعداد المصلين قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانت تتجاوز الخمسين ألفاً، بسبب قيود الاحتلال التي تطبق منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
العربي الجديد
إقرأ أيضاً : اعلام عبري: ميناء إيلات شُل تمامًا بسبب الحوثيين إقرأ أيضاً : القسام: استهدف رجالنا 4ناقلات جند ودبابتي ميركفاه شمال خانيونس بقذائف الياسين"105"إقرأ أيضاً : محلل أمريكي: نموذج اتفاق دايتون في البوسنة والهرسك ملائم لتحقيق هدنة طويلة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: المنطقة الاحتلال دينية الاحتلال المنطقة باب باب الاحتلال الاحتلال باب الاحتلال القدس الاحتلال غزة رئيس الاحتلال القدس القدس القدس الاحتلال المنطقة دينية القدس غزة الاحتلال باب رئيس الرئيس المسجد الأقصى فی القدس
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يشعلون النار في بيت فوريك شرق نابلس.. منازل ومركبات في مرمى الاعتداءات
هاجم مستوطنون، صباح اليوم السبت، بلدة بيت فوريك شرق نابلس، حيث أضرموا النيران في عدة مركبات وغرف زراعية، ما أسفر عن تدميرها بالكامل. كما استهدف الهجوم عدداً من المنازل الواقعة على أطراف البلدة، بما في ذلك بعض المنازل التي كانت لا تزال قيد الإنشاء.
اعلانوأشارت وكالة "وفا" الفلسطينية إلى إصابة أحد المواطنين برضوض نتيجة تعرضه للضرب المبرح من قبل المستوطنين خلال الهجوم.
ووفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، شارك نحو 30 مستوطنًا في الهجوم على البلدة، حيث قاموا بحرق المباني والسيارات في المنطقة.
Relatedالمستوطنون الإسرائيليون معرضون لخطر فقدان وضعهم "الخاص" بالضفة الغربية المستوطنون اليهود يحيون عيد المساخر في الخليل رغم مخاطر فيروس كوروناالمستوطنون يطلقون النار على أهالي قرى فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ويحرقون الممتلكاتتقرير: المستوطنون الإسرائيليون يجبرون 500 فلسطيني من الضفة الغربية على النزوح خلال 20 شهراتتعرض بلدة بيت فوريك وقرى جنوب وشرق نابلس بشكل مستمر لاعتداءات من قبل المستوطنين، الذين يستهدفون المنازل والمركبات في المنطقة، حيثُ يقوم الجيش الإسرائيلي بحمايتهم أثناء تنفيذ تلك الهجمات.
في سياق متصل، احتفل مؤيدو الاستيطان في الضفة الغربية بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية الأسبوع الماضي، حيث نشروا صورًا على منصات التواصل الاجتماعي تظهرهم وهم يرقصون ويحتفلون في إحدى معامل المنطقة، مع فتح زجاجات الشمبانيا. وقد أعلن المعمل عن إصدار خاص من النبيذ الأحمر تكريمًا للرئيس الأمريكي المنتخب.
إسرائيل غانز، رئيس مجلس مستوطنات ”يشع“ ورئيس المجلس الإقليمي ”ماتيه بنيامين“، يحمل زجاجة نبيذ تحمل اسم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ، الاثنين، 11 نوفمبر 2024Ohad Zwigenberg/APوتعكس هذه الاحتفالات أكثر من مجرد فرحة بفوز ترامب، إذ يعتقد مؤيدو الاستيطان أن عهده سيعزز سياساتهم الاستيطانية بشكل غير مسبوق. فقد شهدت المستوطنات في الضفة الغربية تصاعدًا كبيرًا في البناء خلال فترة ولايته الأولى، كما أيدت إدارة ترامب بشكل قوي مطالب إسرائيل بتوسيع حدودها، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، بالإضافة إلى اعترافها بضم هضبة الجولان.
ويرى مؤيدو الاستيطان أن فوز ترامب يشكل فرصة ذهبية لتعزيز خططهم لضم الضفة الغربية بشكل كامل إلى إسرائيل. وفي هذا السياق، قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في تصريحات يوم الإثنين: "إن شاء الله، سيكون عام 2025 هو عام السيادة في يهودا والسامرة" في إشارة إلى الضفة الغربية باسمها "التوراتي". وأكد أنه سيعمل على الضغط على إدارة ترامب لدعم هذا المسعى.
مستوطنة "إفرات" في الضفة الغربية، الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024Ohad Zwigenberg/Copyright 2024 The AP. All rights reservedوفيما يرفض مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية التعليق على ما إذا كان نتنياهو ينوي المضي قدمًا في ضم الضفة الغربية خلال ولاية ترامب الثانية، يثير تعيينه لناشط أمريكي في مجال الاستيطان كسفير لدى واشنطن تساؤلات حول خطط الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
يعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلي في أكثر من 130 مستوطنة بالضفة الغربية، وهي مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، رغم رفض إسرائيل لهذا التصنيف. في المقابل، يعاني الفلسطينيون في المنطقة من قيود مشددة على الحركة، في وقت تستمر عمليات الاستيلاء على الأراضي لصالح المستوطنات.
موقع بناء مساكن على أطراف مستوطنة "عيلي" في الضفة الغربية، الاثنين 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024Ohad Zwigenberg/Copyright 2024 The AP. All rights reservedمن جانبها، تشير منظمات حقوق الإنسان إلى أن ضم الضفة الغربية بالكامل سيؤدي إلى تصعيد التوترات الدولية، حيث ستواجه إسرائيل اتهامات بانتهاك القانون الدولي وفرض نظام فصل عنصري على الفلسطينيين. ومع استمرار التوسع الاستيطاني، يرى الفلسطينيون أن هذا التوسع يشكل عقبة كبيرة أمام أي أفق للسلام في المنطقة.
تمثل الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967، نقطة حساسة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يطمح الفلسطينيون إلى أن تكون جزءًا من دولتهم المستقبلية، في حين تعتبرها إسرائيل جزءًا من أراضيها التاريخية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في أعقاب فوز ترامب: مستوطنون إسرائيليون يترقبون خطوات لضم الضفة الغربية.. فهل سيتحقق ذلك؟ من بينها رئيس الوزراء.. أصوات إسرائيلية تقايض ترامب بوقف الحرب مقابل ضم الضفة الغربية إسرائيل تسارع بضم الضفة الغربية وتنفق ملايين الدولارت على توسيع الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الضفة الغربيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستوطنة يهودية استعمار- احتلالاعتداء إسرائيلحريقاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. قتلى وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على غزة ولبنان وحزب الله يطلق رشقات صاروخية ومسيرات نحو الجليل يعرض الآن Next روسيا تستخدم طائرات مسيرة حرارية وأخرى خداعية لاستنزاف دفاعات أوكرانيا يعرض الآن Next في لقاء حاسم: بايدن يضغط على الصين لتحجيم دعم كوريا الشمالية لروسيا يعرض الآن Next حريق في مستشفى شمال الهند يتسبب في مقتل 10 أطفال حديثي الولادة وإصابة 16 آخرين يعرض الآن Next هولندا: وزيرة دولة من أصول مغربية تستقيل بعد تصريحات عنصرية بشأن أعمال العنف في أمستردام اعلانالاكثر قراءة طيارون أمريكيون شاركوا بصد الهجوم الإيراني على إسرائيل: كانت ليلة مرهقة وأول اختبار حقيقي لقواتنا هيئة دولية للإشراف على تطبيق القرار 1701.. ماذا نعرف عن مسودة التسوية الجديدة بين إسرائيل وحزب الله؟ غروسي من طهران: المواقع النووية يجب أن تكون محمية والرئيس الإيراني يؤكد "لن نسعى لامتلاك سلاح نووي" نتنياهو أمام العدالة في 2 ديسمبر.. أول شهادة في قضية الفساد الكبرى لأول مرة منذ 2022.. شولتس يتصل ببوتين ويطالبه بسحب قواته من أوكرانيا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29إسرائيلروسياضحايافرنساالحرب في أوكرانيا طيارات مسيرة عن بعدأزمة المناخأذربيجانمعاداة الساميةأسلحةقطاع غزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024