عربي21:
2024-09-10@11:13:17 GMT

الخطاب الديني وانتخابات الرئاسة المصرية

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

انتهى الفصل الثالث من مسرحية الانتخابات الرئاسية في مصر، وهي مسرحية بكل ما تعنيه الكلمة، سواء من حيث إخراجها السياسي، أو من حيث اللاعبون على المسرح، وبخاصة من الرموز والمؤسسات الدينية، الإسلامية والمسيحية على حد سواء للأسف.

فقد جاءت أحداث الجارة الموجوعة غزة، فرصة غير متوقعة من السيسي ونظامه لتكون مصائب غزة فوائد عنده، فقد تابع الإعلام العالمي قبلها ما دار حول هذه المسرحية، وكيف حارب كل من سولت له نفسه الترشح، ممن يمثل تهديدا شعبيا ولو نسبيا، وقد كان ذلك هو الإجراء المتبع في فصول المسرحية الثلاثة، بداية من الفصل الأول سنة 2014م، حين ترشح وحده، وأتى بحمدين صباحي كومبارس، ووجه له إهانة بالغة، حين جعل الأصوات الباطلة أعلى من أصواته.



ثم في الفصل الثاني من المسرحية، سنة 2019م، إذ به يحدد إقامة الفريق أحمد شفيق، ويمنع سامي عنان رئيس الأركان السابق أيضا، ولا يبقي سوى على موسى مصطفى كمرشح كومبارس ثاني للعرض الثاني، وهو نفس ما تم في الفصل الثالث.

جاءت أحداث غزة، لتصرف العالم عن متابعة ما يجري من عرض مسرحي في مصر، وهي أحداث كانت جديرة بتأجيل الانتخابات لو كانت جادة، إذ كيف تهدد حدود بلد بحرب ومجازر بهذا الكم والحجم، ولا تكون داعية لتأجيل، خاصة وأن الانتخابات قد قدمت عن موعدها بالأساس.

لكن ما يلفت النظر في هذه المسرحية هو أداء رموز المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، فباستثناء مشيخة الأزهر، والتي جنبت نفسها الدخول في هذه المهزلة، ولم يرصد لها سوى صورة التقطت لشيخ الأزهر في لجنة الانتخابات يدلي بصوته، عدا ذلك وجدنا الأوقاف والإفتاء ومشايخ السلطة، وكذلك قساوسة وباباوات الكنيسة، اجتمعوا على عزف نشيد سياسي واحد، كله تمجيد في السيسي، والحشد لانتخابه، لأن التحدي أمامهم في حشد عدد يكون لقطة مهمة.

تحول بعض الرموز الدينية التابعة للسلطة، لهتيفة، أو بلغة المصريين العامية: نبطشي، وهو شخص يقوم في العرس على خشبة المسرح، ليهتف وتهتف وراءه الناس، أو يشجع على جمع النقوط (أموال) لصاحب الفرح، فقام الشيخ علي جمعة المفتي السابق ليهتف ويهتف الناس وراءه: يا عليم يا فتاح، انصر عبدك عبد الفتاح، وكلنا وراءك يا سيسي.نظام اعتاد وقام على اللقطة والصورة، منذ الثالث من يوليو، وحتى الآن، يتم استدعاء الجماهير سواء بالخطاب الوطني، أو الخطاب الديني، لالتقاط صورة تصدر للإعلام المحلي والعالمي أن الناس تهتف بالسيسي رئيسا، وبأن انتخابه واجب وطني وديني!!

بل تحول بعض الرموز الدينية التابعة للسلطة، لهتيفة، أو بلغة المصريين العامية: نبطشي، وهو شخص يقوم في العرس على خشبة المسرح، ليهتف وتهتف وراءه الناس، أو يشجع على جمع النقوط (أموال) لصاحب الفرح، فقام الشيخ علي جمعة المفتي السابق ليهتف ويهتف الناس وراءه: يا عليم يا فتاح، انصر عبدك عبد الفتاح، وكلنا وراءك يا سيسي.

وما قام به علي جمعة وكل الرموز الدينية الرسمية، قامت به أيضا عمائم ولحى شعبية كحزب النور. ورأينا مثله في الكنائس المصرية، بدءا من البابا تواضروس، وانتهاء بكل القساوسة، ولأن الخطاب الكنسي لا توجد فيه رموز خاصة، بل كلهم رسميون، كما هو الحال في الخطاب الإسلامي، فهو له رأس يضع النوتة للعزف، وخلفه كل المؤدين.

العجيب أن هذه الرموز الدينية ـ الإسلامية منها والمسيحية ـ تحدث على حدود بلادها مجازر يومية في غزة، ولم نسمع عن هذه الرموز أن قامت بتنظيم حملات إغاثة تكفي لهؤلاء الجرحى والشهداء وأسرهم، إلا ما كان من باب ذر الرماد في العين.

ولم نر تحركا يليق بمكانة الكنيسة الأرثوذكسية، تتحرك لأجل المقدسات المسيحية التي دمرها العدوان الإسرائيلي في غزة، وفي هذه الكنائس المدمرة كنيسة هي من أقدم ثلاث كنائس في العالم المسيحي كله، وقبله المستشفى المعمداني، بل لو رحت تحصي كلمات وبيانات البابا تواضروس عن العدوان على غزة، لن يصل إلى عدد أصابع يد واحدة، حوالي مرتين أو ثلاث على الأكثر، بعد الحرب بأيام قليلة، ومنذ بضع أيام، وكلمات محدودة.

لو أن حجرا رمي من شخص مجهول على كنيسة في منطقة نائية في مصر، لقام البابا ورجاله، وصاحوا بكل ما يملكون للتنديد بهذا العدوان الصارخ، والتحذير من نيران الفتنة الطائفية، ولجيشوا أقباط المهجر معهم، وهو حق لا ينكره أحد، لكن هذا الخذلان للمقدسات الفلسطينية، وفي القلب منها الآن غزة، مقارنا بما نراه من هرولة وتسارع وتسابق بين القساوسة والكنائس في الحشد لانتخابات هزلية شكلية، بدأت تضع الخطاب الديني في سياق لا يليق بمكانته عند المؤمنين به.

وهو ما يقال عن خطاب مشايخ السلطة كذلك، وليس الأمر خلطا هنا بين شأن محلي وشأن إقليمي، بل إن الدفاع عن غزة، هو أمن قومي مصري صرف، كان يدرك ذلك كل من توالى على حكم مصر، ليس غزة فقط بل كل حدود مصر، لكن الآن والوضع يصل لهذه الدرجة من المجازر غير المسبوقة، فإنه يهدد هذه المؤسسات في قيمتها وجماهيريتها.

كثيرا ما بذلت هذه المؤسسات جهودا، أو فتحت باب النقاش حول ظاهرة الإلحاد في بلادنا العربية، وقد كانت من أقوى أسباب فقدان الشباب الثفة في الدين، هو الخطاب الديني نفسه، لأنه ـ في غالبه ـ خطاب سلطوي، وخطاب لا يعبر عن آلام الشعوب ولا آمالها، وقد جسد ذلك بوضوح هذا الخطاب في مسرحية الانتخابات الرئاسية، مقارنا بكارثة إنسانية بكل معاني الكلمة في غزة، فقد نشط كل النشاط في اتجاه السلطة، وخمل كل الخمول، في اتجاه الأمة وقضاياها.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات مصر مصر انتخابات سياسة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرموز الدینیة الخطاب الدینی

إقرأ أيضاً:

الجزائريون يواصلون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة

تتواصل في الجزائر عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي يحق لحوالي 24 مليون مواطن المشاركة فيها، بينما بلغت نسبة التصويت قرابة 13% حتى الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي.

ويتنافس في هذه الانتخابات 3 مرشحين هم: الرئيس الحالي عبد المجيد تبون بصفته مرشحا مستقلا، ويوسف أوشيش السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، وعبد العالي حساني شريف رئيس حركة مجتمع السلم.

وقال تبون، في تصريحات للصحفيين عقب إدلائه بصوته، إن هذه الانتخابات تعد "محطة مفصلية" في مسيرة البلاد.

وأضاف أن "من بالداخل والخارج تابعنا ولاحظوا أن الحملة الانتخابية كانت نظيفة جدا وأن الفرسان الثلاثة لهذا الاستحقاق كانوا في المستوى وأعطوا صورة مشرفة جدا عن الجزائر"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

من جانبه، دعا أوشيش مرشح جبهة القوى الاشتراكية المواطنين إلى المشاركة في الاقتراع و"الخروج نهائيا من ثقافة العزوف من أجل صناعة مستقبلنا بأنفسنا".

بدوره، قال حساني شريف مرشح حركة مجتمع السلم إن الشعب الجزائري اليوم أمام "انتخاب رئاسي مهم وحاسم في تاريخ البلاد"، داعيا المواطنين إلى "الخروج بقوة نحو صناديق الاقتراع… وتثبيت شرعية الانتخابات من خلال تكريس التلاحم الشعبي مع الرئيس القادم".

وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (السادسة مساء بتوقيت غرينتش).

جزائرية تدلي بصوتها في مركز اقتراع بالعاصمة (الفرنسية)

وأعلن رئيس "السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات" محمد شرفي أن نسبة التصويت حتى الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي (12 بتوقيت غرينتش) بلغت 13.11%.

وأضاف أن نسبة التصويت بين الجزائريين المقيمين في الخارج بلغت 16.18% منذ انطلاق العملية يوم الاثنين الماضي، مشيرا إلى أن إجمالي عدد الناخبين المسجلين في الخارج يبلغ حوالي 865 ألف ناخب.

وفي ظل غياب مؤسسات متخصصة بإجراء استطلاعات للرأي في الجزائر، يتوقع معظم المراقبين فوز تبون بولاية ثانية مدتها 5 سنوات.

ومن المتوقع أن تبدأ أولى نتائج الانتخابات بالظهور مساء اليوم السبت، على أن تعلن رسميا غدا الأحد.

مقالات مشابهة

  • كيف يتفاعل الطلبة الدوليون في الجامعات الأميركية مع انتخابات الرئاسة؟
  • رفض اعتماد بعض الجمعيات التونسية لمراقبة انتخابات الرئاسة
  • المرشح الإسلامي حساني يشكك في نتائج انتخابات الرئاسة الجزائرية
  • صحفي تركي: المعارضة ستهدي أردوغان الرئاسة!
  • "بوش" يرفض دعم أي مرشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية
  • تونس.. انتخابات الرئاسة حاسمة لاستكمال الجمهورية الثالثة
  • هيئة الانتخابات الجزائرية: عملية التصويت جرت بنزاهة وشفافية
  • بـ94% من الأصوات.. عبد المجيد تبون يفوز بولاية رئاسية جديدة في الجزائر
  • انتخابات الرئاسة الجزائرية.. الكشف عن نسبة المشاركة الإجمالية
  • الجزائريون يواصلون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة