هيرست: قتال البريطانيين الإسرائيليين في غزة يهدد سيادة القانون بالمملكة المتحدة
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
يرى رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" ديفيد هيرست أنه ينبغي إقامة دعوى قضائية ضد المواطنين البريطانيين الذين يشكلون جزءا من الآلة العسكرية الإسرائيلية التي ترتكب جرائم حرب في غزة لدى عودتهم للمملكة المتحدة، مع اعتقاده أن هذا الأمر "لن يحدث أبدا".
ولفت هيرست إلى ابتهاج أرييه إسحاق كينغ نائب رئيس بلدية القدس لصور الرجال الفلسطينيين من بيت لاهيا في شمال غزة وهم حفاة عراة إلا من ملابسهم الداخلية، ويجبرون على الجلوس في الشارع، وهي صور أذهلت وأثارت حفيظة العالم.
حتى إن كينغ، كتب في منشور على منصة إكس "لو كان الأمر بيدي لكنت أرسلت جرافات دي-9 وأصدرت الأمر بدفن هذه المئات من النمل أحياء".
وذكر هيرست أن كينغ مواطن بريطاني هاجر والداه من بريطانيا إلى إسرائيل. ورقي إلى ملازم في لواء جفعاتي بالجيش الإسرائيلي، ومن وقتها جعل مهمة حياته تهويد القدس الشرقية المحتلة، ولا يزال يحمل الجنسية البريطانية.
وعلق هيرست أن هذا الشخص بوصفه مواطنا بريطانيا، سيكون موضع اهتمام فريق جرائم الحرب التابع لشرطة العاصمة لندن، والذي يتحمل مسؤولية دعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في أي جرائم حرب ترتكبها إسرائيل أو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ذكرى العماليق
وقال هيرست إنه إذا عاد كينغ للظهور في بريطانيا، فقد يضطر إلى الرد على التعليقات التي أدلى بها حول الشعب الفلسطيني.
ومن هذه التصريحات قوله إن الفلسطينيين "ليسوا بشرا، وليسوا حيوانات بشرية، وإنهم دون البشر وهذه هي الطريقة التي يجب معاملتهم بها"، و" أبيدوا ذكرى العماليق ولا تنسوا أبدا"، وذلك في إشارة إلى آية توراتية تدعو لإبادة كل رجل وامرأة وطفل وماشيتهم ممن ينتسبون لعدو قديم للشعب اليهودي.
وذكر هيرست بعض المواطنين البريطانيين العاملين مع الجيش الإسرائيلي، وكيف أنهم يبررون جرائم الحرب في غزة.
وأشار إلى أن العدد الفعلي لليهود البريطانيين والمزدوجي الجنسية الذي يقاتلون في الجيش الإسرائيلي هو سر تخفيه إسرائيل والحكومة البريطانية.
الدمار في بلدة بيت حانون (مواقع التواصل)ومع ذلك نقل عن سام سانك، جندي احتياط بالجيش الإسرائيلي من ستانمور في شمال لندن، قوله لصحيفة صنداي تايمز إنه بناء على عدد أصدقائه في الجيش، كان هناك "مئات إن لم يكن آلاف" البريطانيين الآخرون يقاتلون في إسرائيل.
وقال هيرست إن الأعداد المشاركة ليست السؤال الوحيد الذي رفضت الحكومة البريطانية الإجابة عنه، فقد سبق وسألت البارونة سيدة وارسي، بعد استقالتها من مجلس الوزراء، عن دعم بريطانيا للعملية الإسرائيلية السابقة في غزة عام 2014.
تبرير للجرائم
وهذا السؤال نفسه يطرحه اليوم محامون يمثلون المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين وهو "هل يعتبر سفر المواطنين البريطانيين إلى إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية المحتلة للقتال مع الجيش الإسرائيلي أو أي دولة أخرى أو جهة غير حكومية جريمة جنائية؟".
وعلق الكاتب بأنه سؤال لا تريد وزارة الخارجية ولا وزارة الداخلية الإجابة عنه.
ويرى الكاتب أن هناك سببا بسيطا لصمتهم هذا، وهو أنهم إذا قالوا إنها ليست جريمة جنائية أن يقاتل مواطن مزدوج الجنسية من بريطانيا وإسرائيل في الجيش الإسرائيلي، على أساس أن إسرائيل دولة ذات سيادة، فكيف يفسرون حظرهم الصريح للبريطانيين القتال في أوكرانيا؟.
وأشار إلى نصيحة وزارة الخارجية الواضحة بشأن أوكرانيا التي قالت فيها "إذا سافرت إلى أوكرانيا للقتال، أو لمساعدة الآخرين المشاركين في الحرب، فقد ترقى أنشطتك إلى جرائم بموجب تشريعات المملكة المتحدة، ويمكن مقاضاتك عند عودتك". ومع ذلك لم يُعبر عن مثل هذه المخاوف بشأن إسرائيل.
وألمح هيرست إلى أنه عندما طرح السؤال نفسه في البرلمان أشار وزير الأمن في وزارة الداخلية، توم توجندهات، إلى أن بريطانيا تعترف بحق مزدوجي الجنسية في التسجيل في الخدمة العسكرية في بلد جنسيتهم الأخرى.
وتساءل الكاتب، هل تعترف بريطانيا بحق السوريين البريطانيين في القتال مع الرئيس بشار الأسد؟.
لكن توجندهات تابع قائلا إن "أي شخص يسافر إلى مناطق النزاع للانخراط في نشاط غير قانوني يجب أن يتوقع استجوابه عند عودته".
شاحنة إسرائيلية مليئة بالمعتقلين الفلسطينيين المجردين من الملابس في غزة (رويترز)مقبرة للقانون
وبناء على ذلك، اعتبر هيرست كل ما يفعله الجيش الإسرائيلي بسكان غزة المدنيين، من تشريد وقصف شامل وتحويل المستشفيات لساحات قتال واستهداف المرضى المصابين الذي يحاولون الإخلاء وقصف ملاجئ الأمم المتحدة وتعرية المدنيين وإجبار الواحد منهم على حمل كلاشينكوف، غير قانوني ويشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي القديم.
وقال إن كون الشخص المزدوج الجنسية جزءا من الآلة العسكرية التي ترتكب هذه الجرائم الشنيعة، سواء كمقاتل أو متحدث رسمي، من شأنه أن يجعل الشخص بحكم الأمر الواقع عرضة للمحاكمة عند عودته للمملكة المتحدة.
ومع ذلك يرى هيرست أن الحكومة البريطانية تحت أي رئيس وزراء ستبذل وسعها لمنع حدوث مثل هذا الأمر.
وتساءل "هل من الصواب حقا أن يقاتل يهودي بريطاني مع إسرائيل، فيما يفترض هو أو هي أنها ساعة الحاجة إليه، وليس صوابا أن ينضم الفلسطينيون البريطانيون إلى الجماعات غير المحظورة مثل حركة فتح ويدافعون عن قريتهم أو بلدتهم في الضفة الغربية المحتلة؟".
وهل من الصواب عدم اتخاذ أي إجراء ضد البريطانيين الذين يبررون جرائم الحرب، في وقت يقاضى المؤيدون الفلسطينيون الذين يتظاهرون في شوارع لندن بتهمة خطاب الكراهية؟.
وما الذي يمكن أن يكون أشد حضا على الكراهية من الرغبة في رؤية المدنيين الأبرياء يدفنون أحياء؟ وكيف يمكن تطبيق هذا المعيار المزدوج دون التأثير على العلاقات المجتمعية في بريطانيا؟.
وخلص المقال إلى أن الإجابة العادلة الوحيدة لكل هذه الأسئلة هي منع جميع المواطنين البريطانيين من القتال في الخارج، بغض النظر عن البلد أو السبب، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تصبح مقبرة للجهود الرامية لإنفاذ القانون الدولي وإنشاء نظام عالمي قائم على القواعد فحسب، بل مقبرة أيضا لسيادة القانون في بريطانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المواطنین البریطانیین الجیش الإسرائیلی إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
بريطانيا ترفض المساواة بين إسرائيل وحماس بعد قرار الجنائية.. وكوربين يوجه رسالة
رفض متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الخميس، المساواة بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية حماس بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية اعتقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، في حين طالب نواب بريطانيون حكومة المملكة المتحدة بالامتثال للقرار و"الوقوف إلى جانب القانون الدولي".
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، إن بلاده "تحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية، وهي الجهة الدولية الأساسية للتحقيق في أخطر الجرائم التي تثير قلق المجتمع الدولي وملاحقة مرتكبيها".
وأضاف أنه "لا يوجد أي تكافؤ أخلاقي بين إسرائيل، الدولة الديمقراطية، وحماس وجماعة حزب الله اللبنانية، المنظمتان الإرهابيتان"، حسب زعمه.
وشدد المتحدث البريطانية على أن بلاده "تواصل التركيز على الدفع باتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار لإنهاء العنف المدمر في غزة".
في السياق، طالب نواب بريطانيون من "التحالف المستقل"، رئيس الوزراء باتخاذ قرار بدعم أمر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي باعتقال نتنياهو وغالانت.
جاء ذلك في رسالة مفتوحة وُجهت، إلى ستارمر من قبل 5 نواب بريطانيين يشكلون ما يعرف بـ"التحالف المستقبل" في البرلمان، وهم جيريمي كوربين زعيم حزب العمال سابقا، وشوكات آدم، وعدنان حسين، وأيوب خان، وإقبال محمد.
خاطب النواب رئيس الوزراء البريطاني بالقول "بينما نكتب هذه السطور، يُذبح الفلسطينيون ويُجوَّعون في الشوارع. إن القرار التاريخي الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية اليوم هو الخطوة الأولى نحو العدالة والمساءلة والسلام. وبصفتها دولة موقعة على المحكمة الجنائية الدولية، فإن المملكة المتحدة ملزمة بتنفيذ أحكامها. هل يمكنك تأكيد ما إذا كانت الحكومة ستفي بهذا الالتزام وتنفذ أوامر الاعتقال هذه؟".
وأضافوا في رسالتهم "سنواصل المطالبة بالعدالة لضحايا جرائم الحرب، وتحدي اللامبالاة المخزية من جانب الحكومة تجاه الانتهاكات التي لا تنتهي للقانون الإنساني الدولي".
وطالبوا ستارمر "بالترحيب بمذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية وتوضيح كيف ستساعد في تنفيذ أمرها. في خضم الإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني، هذا هو الحد الأدنى".
ومضوا مخاطبين رئيس الوزراء البريطاني "يجب أن تقرر: هل أنت إلى جانب الإفلات من العقاب الإسرائيلي أم القانون الدولي؟".
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال دوليتين نتنياهو وغالانت، بتهم تشمل استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية متواصلة للعام الثاني على التوالي.
وفي حين أعربت دول عربية وغربية عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية الذي يأتي على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، رفض الاحتلال الإسرائيلي بشدة هذا القرار واعتبره "معاديا للسامية".
ولليوم الـ412 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ44 ألف شهيد، وأكثر من 103 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
Following the ICC's arrest warrants, the Independent Alliance have written to the Prime Minister asking if he will comply with the ruling.
The UK government must decide: is it on the side of Israeli impunity or international law? pic.twitter.com/TRcOs29vx8 — Jeremy Corbyn (@jeremycorbyn) November 21, 2024