ليبيراسيون: الحوثيون يشعلون محور المقاومة ضد إسرائيل بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
قالت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية إن المتمردين الحوثيين الذين هددوا منذ بداية العدوان على غزة، بمهاجمة أي سفينة تتجه نحو إسرائيل أو مرتبطة بها، نفذوا عمليات جريئة بشكل متزايد بعد اختطافهم سفينة شحن تابعة لملياردير إسرائيلي يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأوضحت الصحيفة –في تقرير بقلم لوك ماتيو- أن سفينة غالاكسي ليدر، البالغ طولها 189 مترا وعرضها 32 مترا، تحولت إلى عنصر جذب سياحي، حيث يزورها يمنيون في قوارب صيد بميناء الصليف قرب الحديدة على البحر الأحمر، ويلتقطون الصور ويدوسون على العلمين الإسرائيلي والأميركي.
وترتكز هذه العملية بالنسبة للحوثيين المعادين لإسرائيل والمناهضين لأميركا، "على المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للحصار الظالم والمجازر الفظيعة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي".
وجاءت هذه التطورات بعد تحذير من الزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي، يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما قال -في خطاب له- "أعيننا مفتوحة للرصد والتفتيش المستمر عن أي سفينة إسرائيلية".
أهداف مشروعة
وأشارت الصحيفة إلى أن اختطاف السفينة غالاكسي ليدر ليس عملية معزولة، إذ جعل الحوثيون من البحر الأحمر جبهة جديدة.
وأضافت أنهم أطلقوا منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صواريخ كروز باتجاه إسرائيل، وطائرات مسيرة مسلحة ضد السفن التجارية والعسكرية، واستهدفوا ناقلة نفط ترفع العلم النرويجي بصاروخ طويل المدى.
كما أعلنوا في بيان صحفي أن "جميع السفن المرتبطة بإسرائيل أو التي تنقل البضائع إليها أهداف مشروعة"، ما لم تتم زيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
ويقول لوران بونفوا، الباحث بالمركز الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا، إن "الحوثيين يجسدون اليوم موقفا متطرفا، وهم الوحيدون الذين طوروا في المنطقة قدرتهم على التسبب في الضرر، وهم يضعون أنفسهم على أنهم المدافعون الوحيدون عن فلسطين، مما يسمح لهم بإضفاء الشرعية على أنفسهم داخليا، في نظر الشعب اليمني".
وبدأ الحوثيون الذين خبروا الحرب بمعارضة تعاون اليمن مع الولايات المتحدة التي شنت الحرب على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ورفعوا شعار "الموت لإسرائيل، الموت لأميركا، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، الذي هو نسخة من شعار الثورة الإيرانية عام 1979.
وبعد مقتل الزعيم الأول للحركة حسين بدر الدين الحوثي، انطلقت الحركة تحت قيادة شقيقه عبد الملك من جديد بفضل الربيع اليمني عام 2011.
وعزز الحوثيون سيطرتهم على شمال البلاد بعد الهجوم على العاصمة صنعاء التي استولوا عليها في سبتمبر/أيلول 2014، وواصلوا هجومهم باتجاه الجنوب حتى عدن، قبل أن يشن تحالف تقوده السعودية في مارس/آذار 2015 عملية "عاصفة الحزم" ضدهم.
تحالف قوي
ولم يكن باستطاعة الحوثيين الصمود –كما تقول الصحيفة- دون مساعدة إيران، ويعمل مبعوثو الحرس الثوري وحزب الله اللبناني كمرشدين لهم.
و"قد برز مجلس الجهاد الحوثي كشريك مميز لإيران، ولا ينبغي بعد الآن النظر إلى العلاقة بين الاثنين على أنها علاقة ضرورة، بل كتحالف قوي وعميق، يدعمه تقارب أيديولوجي وثيق واصطفاف جيوسياسي"، كما ترى لجنة مكافحة الإرهاب التي تشبه الحوثيين بحزب الله اللبناني.
وأدى التقارب الإيراني الحوثي –حسب الصحيفة- إلى تسليم الأسلحة ونقل التكنولوجيا، وقام خبراء من الأمم المتحدة ومنظمات بحثية بتوثيق عمليات تسليم أسلحة الكلاشينكوف والصواريخ المضادة للدبابات والذخيرة عن طريق القوارب من إيران على نطاق واسع.
وأصبح الحوثيون قادرين على تصنيع مسيراتهم مباشرة من النماذج الإيرانية، كما أن لديهم صواريخ بالستية وصواريخ كروز، وهي نسخ معدلة قليلا من صواريخ القدر والقدس المصنعة في إيران.
وسمحت لهم هذه الترسانة باستهداف المنشآت النفطية بشكل متكرر في السعودية والإمارات، وبعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب، أصبح الصراع متجمدا الآن، مع عدم وجود احتمال للتوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض.
إلا أن معاناة السكان -تضيف الصحيفة- لا تزال مستمرة، حيث يحتاج ما يقرب من 25 مليون يمني أو ثلاثة أرباع السكان، إلى المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، وحيث تموت امرأة كل ساعتين أثناء الحمل أو الولادة بسبب عدم حصولها على الرعاية، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الغارديان: واشنطن تسعى لتوسيع صلاحيات الأمم المتحدة لاعتراض السفن المتجهة إلى موانئ سيطرة الحوثي
تسعى الولايات المتحدة إلى الحصول على دعم دولي لمنح الأمم المتحدة صلاحيات أكثر لاعتراض السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى الموانئ اليمنية التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية، كجزء من محاولة منسقة لإضعاف الجماعة المدعومة من إيران، وفقاً للمبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، تدرس الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وهي خطوة من شأنها أن تجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية العمل داخل الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وفي الأسبوع الماضي، زار تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، جيبوتي حيث تتمركز بعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن على الجانب الآخر من البحر الأحمر. وينصب التركيز الرئيسي لبعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش على تفتيش السفن بحثًا عن الأسلحة التي تدخل موانئ البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون.
وتم إنشاء هذه القوة في عام 2016، لكن سلطاتها محدودة فيما يتعلق باعتراض السفن كوسيلة لتطبيق حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
قال ليندركينغ إنه يبحث في كيفية جعل تفويض البعثة أكثر فعالية في منع الحوثيين من الوصول إلى الأسلحة.
وأعرب ليندركينغ أيضا عن قلقه إزاء ما وصفها بالتقارير المزعجة التي تشير إلى أن الروس قد يكونون على استعداد للمساعدة في توفير الأسلحة للحوثيين حتى تصبح هجماتهم التي تعتمد إلى حد كبير على الصواريخ والطائرات بدون طيار على الشحن التجاري في البحر الأحمر أكثر فعالية.
أعرب ليندركينغ أيضًا عن قلقه من ما وصفه بتقارير مقلقة تشير إلى أن الروس قد يكونون مستعدين لمساعدة الحوثيين بالأسلحة لتحسين هجماتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار على الشحن التجاري في البحر الأحمر.
وقال ليندركينغ: "إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ليست مجهزة ولا تتمتع بالصلاحيات اللازمة للقيام بعمليات الاعتراض. ونحن نعمل مع الشركاء للنظر في إمكانية تغيير هذا التفويض. ويتعين علينا جميعاً أن نسد الثغرات، وهذا يتطلب عقلية مختلفة ونوعاً مختلفاً من التركيز بدلاً من مجرد مرافقة السفن".
وأضاف، أنه "بالنظر إلى كمية المواد التي تمكن الحوثيون من الحصول عليها من إيران أو من السوق المفتوحة، فإنها كافية لإبقاء حجم الهجمات على الشحن مستمرا بوتيرة عالية".
وقال ليندركينغ إن الهجمات على مواقع الحوثيين داخل اليمن أجبرت زعماء الحوثيين على "خفض ظهورهم علنيا. إذ باتوا أكثر حذرا في كيفية تحركهم. لقد غيروا اتصالاتهم في ضوء الهجمات التي شنت عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي على حزب الله".
وأضاف أنه منزعج بشدة من التقارير التي تشير إلى أن الحوثيين وروسيا ربما يتفاوضون على صفقة أسلحة.
وقال: "إذا كانت التقارير صحيحة، فإن هذا النوع من التعاون الذي نسمع عنه بين الحوثيين والروس، من شأنه أن يغير قواعد اللعبة. ومن شأنه أن يزيد بشكل كبير من قدرة الحوثيين على ضرب السفن واستهداف السفن الأخرى في البحر الأحمر بشكل أكبر".