وول ستريت: خسائر فادحة بقطاع غزة لكلا الطرفين والمرحلة المقبلة أكثر دموية
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الجيش الإسرائيلي والمسؤولين الفلسطينيين أعلنوا عن خسائر فادحة في القتال العنيف الناشب في قطاع غزة، حيث تواجه إسرائيل ضغوطا لتحقيق هدفها المتمثل في سرعة القضاء على حماس.
حماس تدين قرار فرض عقوبات على شخصيات قيادية حركة حماس: استهداف أطفال وشاب جريح عملية إعدام ساديةقالت الصحيفة - في تقرير أوردته عبر موقعها الاليكتروني اليوم، الخميس، :"إن إسرائيل التي وصفت أمس الأربعاء بأنه أحد الأيام الأكثر دموية بالنسبة للقوات الإسرائيلية في غزة منذ بدء الحرب قبل شهرين، قالت إن 10 جنود قتلوا في اليوم السابق في الجزء الشمالي من القطاع في معركة شهدت قتالا وجها لوجه في المناطق الحضرية مع مقاتلي حماس".
من جانبه .. قال داني دانون النائب الإسرائيلي عن حزب الليكود ، الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، : "أشعر بالقلق من أننا سنعلن النصر قبل الفوز في الحرب"..مضيفا : "نحن بحاجة إلى توضيح ما هي أهداف الحرب بالضبط ، وما يعنيه حقا الانتصار على حماس والقضاء عليها" (على حد وصفه).
في الوقت ذاته يقتل 280 فلسطينيا يوميا في غزة ، وفقا للسلطات الفلسطينية ، وقتل أكثر من 18 ألفا و600 بينما يقدر الجيش الإسرائيلي أن عدة آلاف من نشطاء حماس قتلوا في الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي.
أضافت الصحيفة أن إسرائيل تواجه ضغوطا مباشرة متزايدة من الولايات المتحدة لإنهاء العمليات القتالية النشطة في غزة ، وعندما سُئل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف دالانت أمس /الأربعاء/ عما إذا كانت إسرائيل تطوع تكتيكاتها الحربية لتتوافق مع الطلبات الأمريكية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، قال: "لا أحد يقرر لنا كيفية التصرف".
أشارت الصحيفة إلى أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يعتزم زيارة إسرائيل اليوم ..قائلا : "إنه سيتحدث مع نتنياهو حول الجداول الزمنية لإنهاء القتال الضخم"..مضيفا :"إن هذا لا يعني أن إسرائيل يجب أن تتوقف عن ملاحقة حماس"..متابعا :"أن هذا يعني فقط أنك تنتقل إلى مرحلة مختلفة عن نوع العمليات عالية الكثافة التي نشاهدها اليوم".
لفتت "وول ستريت جورنال" إلى أنه على الرغم من ارتفاع أعداد القتلى في غزة، لا يبدو أن إسرائيل أو حماس على استعداد للتراجع عن القتال قريبا، وكل منهما يضغط على الآخر لحمله على الاستسلام.
ورأت الصحيفة أن ارتفاع عدد الضحايا الإسرائيليين يعكس تحولا في تكتيكات الحرب العسكرية مع التركيز بشكل أكبر على القتال في المناطق الحضرية والبرية والعمليات الأكثر استهدافا، وفي الأسابيع الأولى من الحرب اعتمدت إسرائيل بشكل شبه حصري على القصف الجوي فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري: "كلما زادت عملياتنا على نطاق واسع كما نفعل في القطاع، زادت المواجهات ولسوء الحظ زاد عدد الجرحى".. مضيفا :أن القتال أدى أيضا إلى مقتل أو استسلام العديد من المسلحين.
يقول بعض المحللين العسكريين : "إن إسرائيل ستحتاج إلى شهرين إضافيين على الأقل لتحقيق هدفها المتمثل في تدمير حماس والقضاء على ما وصفوه بالتهديد الذي تشكله على إسرائيل".
ونسبت الصحيفة إلى ميري آيسين العقيدة المتقاعدة في المخابرات العسكرية الإسرائيلية قولها: "إن أحد أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل هو تفكيك شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة لحماس والتي يبلغ طولها حوالي 300 ميل، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للحركة لنقل المقاتلين والإمدادات، وبدأت إسرائيل يوم الثلاثاء بإغراقها بمياه البحر.
وقالت "وول ستريت جورنال" : "مع القصف الجوي المكثف والقتال البري الجاري في شمال وجنوب غزة - وتفكك نظام الرعاية الصحية - تدخل الحرب مرحلة جديدة مميتة".
وقال الجيش الإسرائيلي : "إن عدة جنود، من بينهم ضابط كبير، قتلوا خلال معركة مكثفة استمرت أسبوعًا ضد المسلحين في الشجاعية"..واصفة إياها بأنها ساحة معركة معقدة تشكل تحديات كبيرة للقوات المناورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار نظام الرعاية الصحية في غزة يزيد من صعوبة علاج المدنيين المصابين ومن بين 36 مستشفى في غزة ، هناك 11 مستشفى تعمل الآن ، واحد منها فقط في الشمال، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويسهم نقص المياه النظيفة والأدوية والاكتظاظ في جنوب القطاع في وضع الرعاية الصحية الكارثي في غزة حيث تنتشر الأمراض بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي الحادة والجدري المائي بسرعة ، وفقا للأمم المتحدة.
وفي شمال غزة..قال الطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان : إن الناس هناك في أمس الحاجة إلى السلع الأساسية فيما قال حسام أبوصفية طبيب الأطفال الذي يعمل في المستشفى: إن الأشخاص الذين لجأوا إلينا لم يحصلوا على الكهرباء أو الماء لمدة خمسة أيام ، الرجاء إرسال نداء استغاثة ، نحن بحاجة للوقود والكهرباء والمياه ، والأطفال يبكون من الجوع والعطش ، إننا نموت ببطء".
وقالت الأمم المتحدة : إن توزيع المساعدات توقف إلى حد كبير في معظم أنحاء الجيب بسبب القتال وتقييد الوصول إلى الطرق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وول ستريت حماس قطاع غزة إسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غزة الجیش الإسرائیلی وول ستریت فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: المقاومة تقوم بحرب عصابات واستنزاف لجيش إسرائيل المرهق
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تقوم بعمليات نوعية، وتخوض حرب عصابات واستنزاف لقدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعاني من التعب والإرهاق.
وتواصل المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات وصفها خبراء بالنوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي موقعة خسائر في صفوفها. وقد قُتل جنديان وأصيب 7 آخرون في غزة خلال 24 ساعة، وفق ما أقرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بإصابة 3 جنود، أحدهم جروحه خطرة، إثر إطلاق قذيفة "آر بي جي" نحوهم في حي تل السلطان برفح جنوبي قطاع غزة. كما أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة جندي احتياط من الكتيبة 5250 بجروح خطرة خلال معركة في جنوب قطاع غزة اليوم.
ووسعت المقاومة الفلسطينية في غزة عملياتها، حيث نفذت عمليتين متتاليتين في شمال قطاع غزة، ثم في جنوبه، وأوقعت هذه العمليات خسائر في صفوف جيش الاحتلال، ولفت العقيد الفلاحي إلى أن منطقة تل السلطان في رفح تم تطويقها وعزلها منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي، لكن المقاومة تقوم بعمليات هناك وتوقع خسائر بصفوف جيش الاحتلال.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد قالت إن مقاتليها تمكنوا أمس الخميس من قنص 4 من ضباط وجنود قوات الاحتلال، وأوقعوهم بين قتيل وجريح في شارع العودة شرق بلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة. وقالت القسام إن هذه العملية تأتي استكمالا لكمين "كسر السيف" الذي أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين لدى استهداف آليتهم وقوة الإسناد التي هرعت لإنقاذهم في المنطقة نفسها.
إعلان
وفي منشورات على منصة تليغرام، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام إن "مجاهدي القسام يخوضون معارك بطولية وينفذون كمائن محكمة، ويتربصون بقوات العدو لإيقاعها بمقتلة محققة في المكان والتوقيت والطريقة التي يختارونها".
جدوى الاستمرار في الحربوفي مقابل تصاعد عمليات المقاومة، يعاني جيش الاحتلال من الإنهاك، والقوات الموجودة في غزة غير قادرة على إدارة المعركة، مما جعل كثيرا من المواقع الإسرائيلية تتساءل عن جدوى الاستمرار في الحرب إذا كان الجيش الإسرائيلي غير قادر على الضغط على حماس، كما يذكر العقيد الفلاحي.
ويقاتل الجيش الإسرائيلي حاليا في غزة بقوات نظامية وبقوات احتياط وأخرى تابعة لحرس الحدود، أي أنه يستخدم كل ما لديه من قدرات وإمكانيات للاستيلاء على الأراضي بغزة، يضيف الخبير العسكري والإستراتيجي، موضحا أن الإبقاء على الأرض ليست من واجبات المقاومة الآن، لعدم وجود توازن في القوة بينها وبين جيش الاحتلال.
ويعاني جيش الاحتلال من مشكلة حقيقية في تحقيق التقدم على الأرض، ففي جميع المناطق التي يحاول التوغل فيها يصدم بالمقاومة التي تنفذ عمليات نوعية وتكبده خسائر في صفوفه.
وقال العقيد الفلاحي إن الخسائر التي يتكبدها جيش الاحتلال حاليا ستضاف إلى الخسائر التي تكبدها في المرحلة الأولى من العدوان على غزة، مما سيظهر أن العملية العسكرية الإسرائيلية لم تؤت أكلها على المستويين الإستراتيجي والعملياتي.