انخفاض الرطوبة في مقصورة الطائرة يهدد صحتك.. كيف تتعامل معه؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
قال الدكتور ماثيو غولدمان إن العوامل التي تشتمل عليها البيئة الداخلية لمقصورات الطائرات، بالإضافة إلى عملية السفر الجوي بحد ذاتها، تؤثر جميعها على الوظائف الطبيعية للجسم، ولكنه أكد في الوقت نفسه أن هناك بعض الخطوات الوقائية، التي يمكن القيام بها لتقليل هذا الأثر إلى الحدود الدنيا الممكنة.
وأوضح غولدمان، اختصاصي الطب العائلي في مستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة، قائلا "تشهد عوامل الضغط والحرارة ومستويات الأكسجين في مقصورة الطائرة تقلبات مستمرة، كما أن الرطوبة داخل الطائرات أقل مما هي عليه عند مستوى سطح البحر، ويمكن لجميع هذه العوامل أن تتداخل مع الوظائف الطبيعية للجسم البشري.
وأضاف الدكتور غولدمان أن التوتر المرتبط بالسفر بحد ذاته قادر على التأثير في أجسامنا، ولذلك ينصح الأفراد بالتخطيط للسفر بصورة جيدة ومسبقة للتقليل من هذا الأثر.
وأردف قائلا "يمكن أن يتوجه الأفراد إلى المطار باكرا لتجنب التوتر، الذي قد يصيبهم بسبب الازدحامات المرورية غير المتوقعة على الطريق، أو الصفوف الطويلة في المطار. كما يمكن للمسافرين الذين يتناولون الأدوية، وضعها في حقيبة محمولة تتيح لهم الوصول إليها بسهولة عند الحاجة، كما يتوجب على الأفراد المصابين بالسكري أو بحالات صحية معينة ضمان طلب الوجبات الخاصة المناسبة لحالاتهم بصورة مسبقة".
وتابع الدكتور غولدمان أنه إذا شعر الأفراد بأنهم ليسوا على ما يرام فقد يكون من الأفضل لهم تأجيل السفر، وقال في هذا الإطار "إذا كانت قناة استاكيوس في الأذن مسدودة، بسبب التهاب ناتج عن نزلة برد أو حساسية، فقد لا تتمكن الأذن من معادلة الضغط عند الإقلاع والهبوط، مما قد يتسبب بالألم أو الضرر في الأذن".
وأوضح الدكتور غولدمان أن هناك 5 طرق يمكن من خلالها للسفر الجوي التأثير في الجسم، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود خطوات يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل الآثار الناجمة عن السفر.
1- مخاطر الجفافأشار الدكتور غولدمان إلى أن مقصورات الطائرات تتسم بالانخفاض الكبير في مستويات الرطوبة فيها، نظرا لكون نحو 50% من الهواء داخلها مصدره خارج الطائرة على ارتفاعات كبيرة، حيث يكاد الهواء يكون خاليا تماما من الرطوبة، مما قد يؤدي إلى جفاف الحلق والأنف والعيون والجلد، ولذلك قد يكون من الضروري اصطحاب المسافر لقارورة ماء فارغة يمكن ملؤها بعد إتمام إجراءات التفتيش الأمني في المطار، وحمل عبوات صغيرة من الكريم المرطب، وقطرات العيون، وبخاخات الأنف في حقيبة اليد.
وأوصى الدكتور غولدمان المسافرين بارتداء النظارات عوضا عن العدسات اللاصقة لتجنب الشعور غير المريح، الذي قد يشعرون به بسبب جفاف العين.
2- انخفاض طاقة الجسمقال الدكتور غولدمان "إن الضغط الجوي منخفض في الارتفاعات العالية، مما يعني أن الجسم يأخذ كمية أقل من الأكسجين. ولذلك، تقوم شركات الطيران بضغط الهواء في مقصورات الطائرات، ولكن ليس بدرجة مماثلة للضغط عند مستوى سطح البحر، وعليه فإن كمية الأكسجين، التي تدخل الجسم تبقى منخفضة، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب، وفي بعض الأحيان بصعوبة التنفس. كما أن الجفاف والجلوس لفترات طويلة يزيدان الأمر سوءا، وخاصة عند السفر إلى منطقة زمنية أخرى".
وأكد الدكتور غولدمان أن ترطيب الجسم بالسوائل هو أمر مهم لمعالجة هذه المشكلة، وأوصى المسافرين بالنهوض من المقعد والمشي قليلا داخل الطائرة والقيام بتمارين التمدد أثناء الجلوس كرفع مشط القدم إلى الأعلى وشده، ومن ثم مده إلى الأمام وشد أصابع القدم، وذلك لضمان استمرار تدفق الدم.
أما بالنسبة للأفراد، الذين يسافرون إلى مناطق زمنية أخرى لفترات قصيرة من يوم أو يومين، فيتعين عليهم إبقاء فترات النوم متوافقة مع فترات النوم في المنطقة الزمنية، التي قَدِمَ منها المسافرون.
قال الدكتور غولدمان "يتغير الضغط في المقصورة باستمرار، وبالتالي فإن ضغط الهواء في الأذن الداخلية يحاول التأقلم مع التغييرات ومعادلة الضغط، وإن هذه المعادلة هي ما يساعد على المحافظة على التوازن. ويؤدي تغيرالضغط الخارجي بسرعة خلال الإقلاع والهبوط إلى وضع الأنسجة حول الأذن الوسطى وقناة استاكيوس تحت الضغط، ولذلك تحاول الأذن القيام بتعديل فرق الضغط".
وأوضح الدكتور غولدمان أن "عدم التوازن في الضغط قد يتسبب بدوار الحركة، الذي يحدث عندما يتلقى الدماغ من الأذن الداخلية والعيون والمستقبلات في الجلد والمستشعرات في العضلات والمفاصل، رسائل متضاربة حول الحركة ووضعية الجسم في الفضاء المحيط به".
وأوصى الدكتور غولدمان بالقيام بحركات البلع أو التثاؤب خلال الإقلاع والهبوط من أجل فتح قناة استاكيوس، التي تتحكم بضغط الهواء في الأذن الوسطى. وبهدف التقليل من دوار الحركة، ويمكن للمسافر اختيار مقعد بجانب النافذة فوق الجناح، حيث تكون درجة الحركة في أدنى مستوياتها ويتيح له مشاهدة خط الأفق.
4- الانتفاخأشار الدكتور غولدمان إلى أن تغيرات ضغط الهواء في الطائرة تؤدي إلى تمدد الغازات في المعدة والأمعاء، الأمر الذي يجعل المسافرين يشعرون بالانتفاخ، ولذلك ينبغي على المسافرين تجنب تناول الأطعمة التي تتسبب في زيادة الغازات قبل وخلال الرحلة.
5- التعرض للجراثيمقال الدكتور غولدمان "قد يعتقد بعض الأشخاص أن الهواء، الذي يتم تدويره داخل مقصورة الطائرة هو السبب في جعل المسافرين عرضة أكثر للمرض، لكن شركات الطيران تستخدم في حقيقة الأمر أنظمة متطورة لتنقية الهواء في الطائرات قادرة على التخلص من البكتيريا والفطريات والفيروسات في الهواء. إن التقارب الكبير بين أعداد المسافرين الكبيرة أثناء السفر هو في حقيقة الأمر ما قد يتسبب في المرض".
لذا شدد الدكتور غولدمان على ضرورة حصول المسافرين على جميع التطعيمات اللازمة قبل السفر، وحمل عبوة معقم صغيرة، وغسل اليدين جيدا طوال فترة الرحلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قال الدکتور الهواء فی فی الأذن
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب تُكبد بنوك عالمية 700 مليار دولار
في ظل استمرار تداعيات الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعرضت البنوك العالمية لهزة عنيفة، مع خسارة مجتمعة تزيد عن 700 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال أسبوع واحد، بحسب ما ذكره تقرير وكالة بلومبيرغ في 7 أبريل/نيسان 2025.
ورغم استثناء قطاع الخدمات المالية رسميًا من الرسوم الجمركية، فإن الأسواق لم ترحم البنوك، وسط مخاوف متزايدة من ركود اقتصادي محتمل وتباطؤ في الأنشطة الاستثمارية.
اضطراب في القروضوأدى تراجع سهم بنك "إتش إس بي سي" إلى انخفاض في قيمته السوقية نحو 30 مليار دولار إلى تصدر مشهد الخسائر، وسط مخاوف من أن نشاطه المركّز في آسيا سيتأثر تأثرا حادا من تصاعد النزاع التجاري.
وفي غولدمان ساكس، اتسعت الفجوة بين سعر السهم الفعلي والسعر المستهدف من المحللين إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد.
أما بنك جي بي مورغان، فقد شهد تداولًا متقلبًا، بعدما صرّح رئيسه التنفيذي جيمي ديمون، أن البنك سيحتفظ بجزء أكبر من أرباحه بدلاً من توزيعها، نظراً إلى "المخاطر الكثيرة التي تواجه الاقتصاد العالمي".
وقال المحلل كريس ماريناك من شركة "جاني مونتغومري سكوت" إن "السوق تتفاعل بطريقة انعكاسية"، مشيرًا إلى أن القضية الكبرى هي "الائتمان، وكيف ستتعامل البنوك مع حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن الركود".
إعلانوأفاد التقرير، أن رؤساء عدد من البنوك عقدوا اجتماعًا طارئًا هاتفيا، يوم الأحد لمناقشة تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي، بحسب مصادر مطلعة.
وبحسب بلومبيرغ فإن البنوك التي تعتمد اعتمادا كبيرا على الخدمات المصرفية الاستثمارية، مثل غولدمان ساكس ومورغان ستانلي وجيفريز وإيفركور، تواجه تحديات جسيمة مع تباطؤ عمليات الطرح العام وصفقات الدمج والاستحواذ.
وقد خفّض محللو مورغان ستانلي توقعاتهم لسهم غولدمان ساكس، معتبرين أن نشاط المصرف الاستثماري "يتفاعل سريعًا مع مخاطر الركود وتدهور أوضاع السوق".
ويقول توموش نويتزل، المحلل في بلومبيرغ إنتليجنس، إن بنكي إتش إس بي سي وستاندرد تشارترد هما الأكثر تعرضا لصدمات الرسوم بسبب اعتمادهما الكبير على تمويل التجارة في الأسواق الآسيوية. وأوضح أن 60% من إيرادات بنك ستاندرد تشارترد العابرة للحدود العام الماضي، أي نحو 7.3 مليارات دولار، معرضة الآن للخطر بسبب تصاعد الرسوم على اقتصادات آسيا، التي تتراوح بين 17% للفلبين و46% لفيتنام.
توقعات قاتمة للأسواق والأرباحومن المتوقع، أن تعلن البنوك الأميركية الكبرى مثل جي بي مورغان وويلز فارجو عن نتائج الربع الأول يوم الجمعة. ويتوقع المحللون أن تشمل النتائج ارتفاعًا في صافي الشطب، لكن الأنظار ستكون موجهة إلى توقعاتهم المستقبلية للاحتياطات ضد القروض المعدومة.
وأكد ديمون في رسالته السنوية إلى المستثمرين: "كل هذه التقلبات قد تستغرق سنوات لتتضح… نحن دائمًا نأمل الأفضل، لكننا مستعدون لجميع السيناريوهات".
ومع ازدياد التوقعات بانزلاق الاقتصاد الأميركي نحو الركود أو حتى الركود التضخمي (ستاغفليشن)، تُظهر هذه الهزة في القطاع المصرفي مدى هشاشة النظام المالي العالمي أمام تحولات السياسة التجارية الأميركية.
إعلان